إبراهيم أيت إزي - جاك بيرك ومغرب القرن السابع عشر : جدلية العالم والمؤسس والثائر


نسعى من خلال هاته القراءة المتواضعة إلى مقاربة فكر مثقف لم يكن بالمطلق منمطا مبتذلا أسير الحكم المسبق و التنظير الفاجع المشوه، تسهل على حتمية التاريخ الساحقة الإستغناء عنه. بل هي وقفة مع قامة فكرية شامخة، و عقل رصين وحكيم، قوي و متماسك، أصر على نحت إسمه بحزم و تفان في سجل الفكر و السؤال، مستفيدا في ذلك من قوة الملاحظة والاطلاع النظري الواسع والحفر الميداني الدؤوب. وهو ما سمح له بخلق تراكم معرفي هام، شكل تربة خصبة لكل الباحثين المقبلين على مقاربة تاريخ البنيات والذهنيات المغاربية.
هو المبدع جاك بيرك[1] الذي عكس من داخل دراساته النظرية ومقالاته الإدارية، مقاربات تحليلية متنوعة عميقة على مستوى البناء النظري، قاربت إشكالات مختلفة في الماضي والحاضر، لا زالت لتداعياتها راهنية في الساحة المتوسطية عامة والمغاربية خاصة . من قبيل إشكالية العلاقة بين السلطة والمعرفة، الثابت والمتحول.. هي حياة حافلة بالمواقف والأعمال والانجذاب نحو الأمثل والأجمل: إنها حياة بيرك هذا: «الإداري المتمرد، منتقد الاستعمار، المتجول دائما مع الغير، الطوباوي العامل الذي اختلط بالكائنات وشارك في صراعات إنهاء الاستعمار، آخذا في الوقت نفسه نصيبه من حركات النخبة الفرنسية المثقفة...»[2].

ارتبط المشروع الفكري لجاك بيرك بالإجابة عن أسئلة أساسية لها طبيعة وجودية تتعلق بالإنسان والحداثة والأصالة والهوية وحق الاختلاف وعلاقة أوربا بمحيطها المتوسطي، وطبيعة العلاقة بين الشرق والغرب والهيمنة الأمريكية. وكان ذلك موازيا لتركيزه على السوسيولوجيا، وفي تنقيبه داخل عمق التاريخ ومصادر نصوصه، إذ ظل هاجسه الأول والأخير هو ضبط الفاعل الأساسي المؤطر للتنظيم الاجتماعي المغاربي عامة والمغربي والجزائري خاصة.
في هذا السياق سنحاول في هذا العرض تفكيك إحدى الكتابات المميزة "Ulémas, fondateurs, insurgés du Maghreb XVIIe siècle " . وكما يبدو من خلال العنوان فبيرك اختار مقاربة مرحلة بارزة وحاسمة في تاريخ المغرب، القرن السابع عشر، حكمت وظلت تحكم تاريخه المعاصر والراهن.
ظهر الكتاب باللغة الفرنسية سنة1967 وهو يقع في 693 صفحة وفي سبعة فصول. إضافة إلى مجموعة ملاحق تهم الأعلام بشقيها الجغرافي والبشري,وفهرس بيبليوغرافي. من حيث جنس الكتابة يمكن القول بأنه ليس كتابا في التاريخ لما فيه من حروب وثورات وأحداث وهزائم وانتصارات وخرافات، بل كتاب آخر يتجاوز التاريخ الحدثي السياسي إلى التاريخ الإجتماعي بمقاربة تركيبية. فبعد تمحيص، ودراسة الوثائق، ونقاش لما كتبه المستشرقون، وقراءة في ما أوردته الإسطغرافيا العربية الاسلامية، ومثيلتها الغربية، عن تاريخ المغرب، قدم بيرك محاولة في تحليل وضعية المغرب خلال القرن السابع عشر ، تقوم على منهج جديد في قراءة سيرورة الزمن والوثيقة والحدث عبر مقاربة ثلاثية : جدلية العالم والمؤسس والثائر. إنه إعادة نظر بعين السوسيولوجي، و المنقب داخل عمق التاريخ ومصادره، اذ كان هاجسه الأول والأخير هو ضبط الفاعل الأساسي المؤطر للتنظيم الاجتماعي المغاربي عامة والمغربي خاصة. لهذا جاء الكتاب إشكالي، وحمال لقضايا ساخنة، وموضوع في قالب سجالي، ومحرر بأسلوب متين/ غير معتاد. عمد فيه إلى المزاوجة بين فضائل السوسيولوجيا والتحليل التاريخي في دراسة البنيات والتنظيمات الإجتماعية والفكرية. لهذا نجده قد تنصل من عباءة المؤرخ التقليدي، فعالج قضاياه وهو أقرب ما يكون إلى مؤرخ الفكر الذي يحدد المفاهيم ويفكك البنيات، منطلقا من تكوينه الأنثربولوجي السوسيولوجي.
تحكمت المرجعية الثقافية لجاك بيرك في صياغته لهذا الكتاب، فعديدة هي المرات التي يناقش ويحلل فيها أحداث المغرب خلال القرن السابع عشر من منظور مقارن. ففي المقدمة ربطها أي احداث القرن 17م، بما كانت تعيشه فرنسا وميلاد الدولة الوطنية، فإذا كان شمال المتوسط يقول بيرك يميل للوحدة والتماسك فإن جنوبه طبعته التجزئة والانقسام. فهي فترة أزمة بنيوية لفهم تداعياتها وسبر أغوارها توسل بالمنهج البروديلي، قراءة الظاهرة التاريخية في مداها الطويل la langue durée. فانطلق بذلك من الرباط والزاوية والشرف الإطار المرجعي للدولة المغربية الحديثة من جهة، ومن جهة ثانية قارب الأزمة النفسانية للمجتمع المغربي نتيجة الصراعات الداخلية ومع الآخر المحتل، فكلاهما عززا بامتياز المحافظة والتقليد أكثر من التجديد. فمؤسسة الشرف كانت العنصر المنقذ والبديل، حيث التف الجنوب حول الشرفاء السعديين لتبني الجهاد، طبعا بإيعاز من رجال الزاوية الجزولية.هذه المؤسسة التي انتعشت بعد سنة 1437 حيث تم بالصدفة اكتشاف قبر المولى إدريس الثاني، مما أعطى نفسا آخر للشرفاء، وثم تنصيب أحد أحفاده هو المولى أبو عبد الله بن عمران الجوطي بعد الثورة على عبد الحق المريني[3]، وتمكن من البقاء في السلطة خمس سنوات.
في الكتاب يناقش بيرك ظاهرة الشرف على ضوء كتاب الأقنوم لعبد الرحمان الفاسي، ويستفيض في الحديث عن الأسر مقسما إياها إلى الجوطيين/ القادريين/ شرفاء سجلماسة (العلويين). وركز على رواية منسوبة للقاضي أبو القاسم الكباب خطيب القرويين (1377-1378) الذي رأى النبي في المنام فسأله القاضي: "من هم شرفاء المدينة" ؟[4]، ورد عليه النبي : "إرجع في يوم كذا وفي تلك القنطرة، ستلتقي أحفادي الحقيقيين"[5].
تتعدد الأسئلة وتتداخل حسب بيرك في مسألة الشرف، بيد أنه ينافح عن فرضية تقليدية خاصة بالقرن م14، مفادها أن الأسر الشريفة وسعت نشاطها وحضورها خلال القرن 15م نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية. ومسألة الطعن والتشكيك في النسب مرتبطة من منظوره بتكاثر الأسر، الذي يجعل الأنساب أقل دقة وصحة.
فالبداية يقول بيرك كانت لحظة ارتقاء وازدهار سرعان ما أعقبها تدهور واندحار، وعبر قائلا : " أعتقد أننا عدنا للتعليقات الكئيبة لابن خلدون. فبعد حيوية رافقت استقرار الأسرة وازدهارها مع عبد الملك والمنصور، انتقلنا لمرحلة الانحطاط والأزمة"[6].
يستحضر الباحث بقوة فكرة الألفية – ألف سنة هجرية /توقع الفناء- وعلاقتها بالتحول والتغيير، فهي هاجس سيطر على المخيلة الشعبية خلال المرحلة، و توافق وسنة 1594م أي مباشرة بعد حملة المنصور على السودان، وغزو إمارة مسلمة ونفي علمائها واستعباد أهلها. هي فترة أزمات طبيعية وكوارث، فارتفعت فيها الأسعار بشكل مدوي وتضاعفت الجبايات. فاعتقد الكل أنها النهاية وهو مايلمس من خلال اسطوغرافيا المرحلة، التي وصفت بإسهاب التفتت والانحلال الذي أصاب المغرب. ففكرة الألف هي مقولة تيولوجية يقول بيرك، يترجمها الرأي العام بانتظار نهاية العالم أو التغيير الجذري أو التجديد المقترن برأس كل مائة سنة، وهنا تسائل وباستغراب عن علاقة هذه الأحاسيس بالواقع ؟. فعلا يقول الباحث وقعت تحولات وتقلبات جذرية وقاسية أحيانا، فطيلة الفترة الممتدة بين وفاة المنصور 1603م والاستقرار النهائي للمولى الرشيد بفاس 1668م، دخل المغرب الهادئ في سلسلة من الاضطرابات تتيه فيها الملاحظة وتستعصي عن التحليل ويعجز الإدراك عن استيعابها.
بعد ذلك انطلق بيرك من شخصية ابن أبي محلي في تحليله لنموذج الثائر على السلطة المركزية في مغرب القرن 17م. أبي محلي الذي ولد بسجلماسة سنة 1559م وتربي تربية دينية بزاوية والده المسماة بزاوية "القاضي" بسجلماسة. بعدها خرج لطلب العمل بفاس في حدود 1573م وأقام بهاته الحضرة خمس سنوات أي إلى حدود وقعة وادي المخازن، حيث تخلف عن المجاهدين وقر للبادية يحفظ المتون، ليرجع بعد ذلك مرة أخرى لفاس حيث سيقيم إلى أن يتخرج عالما متبحرا في اللغة والفقه.
بعد ذلك يسرد بيرك سلك ابن أبي محلي طريق التصوف الجزولي على يد الشيخ محمد بن مبارك الزعري، ليلتحق فيما بعد بالزاوية الدلائية، بيد أن أهل هاته الأخيرة انزعجوا منه ليقفل عائدا لتافلالت، وهناك سيجعل منه أحمد المنصور مستشارا له في شؤون الصحراء. لكن نقلة نوعية ستحدت بوفاة هذا الأخير، إذ سيدعى ابن أبي محلي المهدوية ويعمل على مكاتبة رؤساء القبائل ويحثهم على التمسك بالدين والسنة، وينهاهم عن المنكر والبدع، ويشرع في تأليف عدد من الكتب الممجدة لشخصه والمنكرة لسوء حال المغرب[7].
ولما سلم المامون العرائش للاسبان سنة 1610م أظهر ابن أبي محلي الغضب والحمى للدين ودعا الناس للجهاد، فاجتمعت عليه العامة وخرج بهم من الساورة لسجلماسة حيث بدأ الدعوة ضد السعديين. في هذه الفترة كان زيدان بن المنصور قد أرسى حكمه بمراكش، وبما أن تافلالت كانت ضمن ممتلكات مراكش، فقد جهز زيدان حركة مخزنية اتجاهها لكن كان مآلها الفشل. لينجح بذلك ابن أبي محلي في السيطرة على طرق القوافل التجارية والحصول على حق استخلاص الضرائب السودانية، وابتداء من 1612م سيصل الذهب لسلجماسة ليسك بذلك عملة ذهبية وأخرى فضية.
بعد ذلك اتجه ابن أبي محلي نحو مراكش فاقتحمها عنوة وطرد ملكها زيدان بن المنصور حيث لجأ إلى سوس، وهناك اتصل بأبي زكرياء الحاحي أحد علماء المنطقة وشيخ زاوية إيداوزداغ، لطلب العون ضد ابن ابي محلي، ليقع الصدام بين الطرفين انتهى بمقتل ابن أبي محلي. يؤكد بيرك أن تأثير هذه الشخصية ظل راسخا في أذهان ساكنة الجنوب الشرقي الذين اعتقدوا بعدم موته واختفائه فقط. " فميزة هذا الثائر أنه لم يكن مجاهدا دينيا كالعياشي أو قائدا عسكريا كالحاحي، أو زعيم ظائفة دينية كالدلائي. هو مفكر سابق لعصره كان ضحية لتقاليد بدائية وصدفة المعارك "[8].
بعد ذلك توقف بيرك عند التاريخ الديني بمدينة فاس من خلال ما أسماه الأستاذية والفوضى عبر دراسة بيوغرافية لنموذج عالم المرحلة هو عبد القادر الفاسي ( 1596-1680م) الذي ينتمي لأسرة شاذلية لعبت أدوارا سياسية بارزة. ينتمي الشيخ أيضا إلى الطريقة الملاميتية، وكان متصوفا دائم الزيارة لضريحي المولى إدريس وعبد السلام بن مشيش، لم يكن له ورد محدد ولكنه كان يقوم بآداب السنة والقراءة المتتالية للقرآن. من سماته البارزة أيضا ابتعاده عن السلطة التي تفتقد امتياز المثقف إلا أنه مع نهاية القرن 17مو 18م تسرب الانبطاح بين علماء الأسرة وساد التدجين.
كانت مدينة فاس زمن الشيخ مقسمة بين عدوة الأندلسيين وعدوة القرويين واللمطيين، بيد أن الشيخ ظل يعلب فيها دور اللحمة. هنا يستعير بيرك مفهومين لتحليل هذا الواقع: المغلق أو الحياة الجمعية المألوفة أو المؤسسة والنظام، والمفتوح الذي يمثل الدينامية الانسانية أو التمرد والثورة، وبينهما يقول بيرك لا يوجد توازن بل صراع دائم، والذين يلعبون الدور في ربط خيوط العلاقات بين القطبين، هم الأشخاص المميزون ذوو القدرة على التأثير على الجماهير، نموذج ابن ناصر الدرعي و الشيوخ الأوائل للزاوية الوزانية، ونموذج عبد القادر الفاسي الذي استطاع أن يجمع في الحياة الدينية لعصره بين المرجعية النظرية الدينية والأحداث الاجتماعية لعصره، أي نموذج المثقف العضوي بالمفهوم الغرامشي. بيد أنه شخصية تبقى جد غامضة، تظهر للمشاركة في الشأن المحلي وتقدم النصيحة للسلطان وتنزوي وتختفي عن الأنظار. شخصية جمعت بين الفقير غير المسؤول اجتماعيا والشخصية الاجتماعية المحترمة في الحياة الجماعية، لقد كان يقول بيرك كالذرة في القوقعة، في واقع فاس الذي اتسم بسيادة الريبة والخوف والشك، شك كان يصل حد التساؤل حول عجين الخبز هل هو حلال أم حرام. هنا تتدخل شخصية الشيخ لطرد الخوف من النفوس فالله لا يخلق إلا ما هو حلال أي أن الأصل هو الحلال، إلا إذا كان هذا الحلال المباح يسبب ضررا، ويحث أيضا على تعزيز الممارسة الدينية بالمعرفة والعلم. هي توجيهات حسب بيرك ملامح للعقلانية، بيد أنها تبقى عقلانية يقول الباحث خاصة وليست عامة.
يواصل بيرك عمله البيوغرافي مع ابن الشيخ عبد القادر الفاسي، إنه عبد الرحمان الفاسي (1631-1685) نموذج لعلامة الفترة. رغم حياته القصيرة إلا أنها غنية بالعطاء، عطاء فاق 100 مؤلف، فلقب بذلك بسيوطي زمانه.
هو شخص مقنع في الحديث له قدرة خطيرة على الارتجال، وهي خصلة مكنته من كتابة عشرات المؤلفات، هذا هو الخطير يقول صاحب السلوة " إنه يكتب بدون مصادر". كتب في جل المواضيع وشارك في الشأن المحلي القضائي، وغامر وهو شاب في فهرسة العلوم والتقنيات الممارسة في عهده في شكل أرجوزة عرفت بـــ" الأقنوم في مبادئ العلوم" .
كتاب الأقنوم من جنس الكتابة الموسوعية يصور معارفة الحقبة وذهنية الناس، وهنا يعلق بيرك على مقدمة الأقنوم قائلا : " تتضمن عبارات مصقولة جدا وثقيلة لكنها فيها فن وبراعة، وفيها إحساس بتغيير الأحوال نحو الأسوء مع متمنياته أن يعقب النور الظلام "[9]. هي غيرة على مستقبل البلاد والعباد، وهم المساهمة في تنوير مجتمع تهيمن عليه الثقافة الدينية وابتعد عن العلوم الدنيوية التي لم يسمح بها الظرف العام المتسم بالأزمة الداخلية والضغط الأجنبي. مجتمع يفككه بيرك أكثر بالعودة " للعمل الفاسي" و هو بناء قانوني واقعي ينظم حياة المجتمع (طلاق- زواج) والحياة الاقتصادية (تنظيم المكوس وتوزيعها) والقضايا المرتبطة بالعملة. من خلاله يبدو المجتمع غير منسجم وغاية في التعقيد، فيعمل تبعا للمصلحة الاجماعية بتغليب الشاد على المشهور. مجتمع يتسم بالركود والرتابة وانعدام التطور،" أشياء تتكرر بشكل رتيب كصلاة الجمعة، ويكفي أن يُرتكب خطأ بسيط أثناء الصلاة ليندلع جدل وسجال يستدعي أحيانا تدخل السلطة القضائية للحسم فيه"[10].
في نهاية الكتاب يرسم بيرك صورة لشخصية المؤسس المولى إسماعيل، بمقاربة مختلفة حيث اعتمد على المراجع الأجنبية[11]. كان المولى إسماعيل يذكر الباحث في الوصف الفيزيولوجي للكتابات الفرنسية أسود ذو لحية كثيفة، منفتح تارة ومخيف تارة أخرى " غول ساخن في البداية ما لبث أن تحول لغول بارد يخفت مع الزمان"[12]. سلطان نجح في ترويض المؤسسة العسكرية، وسياسيا كان يخلق مسافات بينه وبين المحكوم للحفاظ على الهيبة، لكن سرعان أدى ذلك لنتائج وخيمة، حيث تزايدت ثورات القبائل على سلطته المطلقة التي أعطيت لعبيد البخاري الذين أضحوا يتدخلون في شؤونها ويجردونها من السلاح والخيل. كما تنامت معارضة العلماء خصوصا بفاس وضواحيها واليوسي القادم من الهامش نموذج معبر في هذا السياق. ما دفع بالسلطان إلى قمع وإسكات كل المعارضات كما عمل على القضاء على التمردات في البوادي والمدن، وفي الأحياء دافع عن الشرفاء وضرب بالزوايا الشريفة الزوايا الأمازيغية وعزز الوحدة المركزية للدولة.
هي قراءة متميزة إذن انطلقت من الهامش للمركز، فإذا كانت جل الكتابات تنطلق من الحاكم لتصل للمحكوم، فإن تجربة بيرك عبر ثنايا هذا الكتاب كانت معاكسة، عاد للهامش بكل مكوناته المعارضة القبيلة العالم والمثقف نحو المركز حيث الحاكم المتسلط. بيد أن المثير هو طرحه لأسئلة عديدة نادرا ما يجيب عن جلها، ويسترطد كثيرا لينسينا الأساسي فيما يريد طرحه.


بيبليوغرافيا

1. التازي عبد الهادي، جاك بيرك من خلال أعماله، مجلة مجمع اللغة العربية، العدد 48، سنة 1986.
2. خطيبي عبد الكبير، جاك بيرك أو النكهة الشرقية، ترجمة محمد برادة، مجلة البحث العلمي، العدد 48، 2004، المعهد الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس السويسي، الرباط، 2004.
3. قدوري عبد المجيد، عرض لكتاب جاك بيرك:
4. Ulémas, fondateurs, insurgés du Maghreb XVII siècle
5. مجلة الكتاب المغربي، العدد 1، مارس 1983، مطبعة النجاح الجديدة، 1983.
 
أعلى