خواطر : حديث زنبقة

عبدو القرقني

عبد الفتّاح القرقني
أنا زنبقة بيضاء
أسبح في بحر من نور
أعطر من جميع الزّهور
أمنيتي أن تكون لي أجنحة و أطير كسائر الطّيور
فالحقول الّتي تربّيت فيها لم تحقّق أحلامي
أين هي كرامتي ؟ أين هي أفراحي ؟ أين هي أنغامي ؟
تعسّفوا على حريّتي وأجّجوا نيران أجزاني
و نسجوا من لوني الأبيض أكفاني
و أودعوني في رمس النّسيان
فبئس ما فعلوا في العلن و الكتمان
هم لا يعلمون أنّني لا أموت بسياط القهـــر و الطّغيان
هم لا يعلمون أنّ حريّتي هبة من الرّحمان
هم لا يعلمون أنّني رمز للحياة الوديعـــة و الأمان
هم لا يعلمون أّنني عزيزة النفس لا أعترف بالإذعان
هم لا يعلمون أنّ التّجنّي مسرحيّة مظلمة الأركان
هم لا يعلمون أنّ الظّلم يهدّ أعتى البنيان
غدا تنبت ا بجانبي زنبقة عطرة تؤنسني في ما تبقّى من الزّمان
فيندثر الملل و الظّمأ و الغثيان
و ينبعث من الغسق نور طافح بالأريحيّة و السّلوان
هو شفاء لكلّ فؤاد سقيم ولهان



 
التعديل الأخير:
أعلى