هبة بسيوني - الأمهات المستذئبات والأجيال البشعة

من يعرفني يعرف أنني أتخذ صف المرأة دائماً من باب "أنصر أخاك"، وبحكم وجودي في مجتمعات نسائية بصورة أكبر أري المرأة ضحية في أوقات كُثر لكن.
عندما تعاملت مع المجتمع بنصفه الذكوري وجدت أن سبب المشاكل التي نعوي منها ليل نهار هو "أم " أم لم تكن تصلح لهذا الدور، ليس علي كل النساء أن يكن أمهات، دعني أفاجئك معظم الفتيات اللائي أقابلهن من مختلف المستويات لم تفكر ولو مرة أن تصبح أماً !بل تفكر في أن تصير زوجة..خطيبة..هناك شخص يدللها، ويبتاع لها الأشياء لكن أن تجلس بجوار طفل يبكي تهدهده شئ ليس من ضمن طموحاتها وللأسف الكثيرات يصبن بإكتئاب شديد بعد الزواج يصل بهن للطلاق لأنها لاتتحمل الضغط العصبي الناتج عن وجود أطفال ..وكثيرات يردن المستقبل ..المال ..النجاح وليس الأطفال.
لست ألومهن فكل شخص من حقه أن يختار الحياة التي يريدها لكن الشئ الخطأ والسيئ ألا تتمتع بالنضج الكافي لتحديد ماذا تريد، المشكلة أن تلك الفتاة المضطربة ربتها أم مغلوبة علي أمرها أو ضعيفة أو ذات باطن أسود أو كارهة وما أكثرهن، للأسف مع حبي العظيم للأمهات وأن فعلاً هناك نماذج لنساء عظيمات خلقن ليصبحن أمهات وبذلن جهد عظيم في التربية والتضحية ولكن أعود إلي "لكن"
هناك سيدات لسن "خامة" الأم لا يملكن القدرة علي العطاء منغمسات في ذواتهن وكارهات للبشر متلاعبات فاسقات الباطن يضمرن غير مايظهرن ولايعرفن طريقهن هؤلاء يفرخن نماذج مثلهن وأشد سوءً.
حدث أمامي أن أري أم تقرص إبنتها لتنهض وتجلس بجانب منضدة للعرسان المحتملين في إحدي الأفراح أو تعلمها أن تكذب كثيرات يهتمن بتعلم لفتاة كل فنون الماكياج والتزين والتعطر كأنها دمية وسلعة ولا تعلمها فضيلة واحدة ومن يعلمهن فنون الفراش والغنج وإستلاب العقول ولا شئ واحد عن المبادئ والطموح والأخلاق.
وعلي الجانب الآخر هناك الأمهات المتزمتات التي تدس في رأس إبنتها أن كل شئ بها فتنة وأنها أداة جنسية تسير الشبق وأن عليها أن تغطي كل شئ وتتعامل مع أي رجل بالجوار علي أنه طامع بجسدها وأنها تثيره حتي بصوتها فتكبر مهووسة بجسدها وكيف تستغله والكبت يدفعها لمواقع المواعدة لتخترع إسماً مزيفاً تحادث به نوع يعين من الرجال تعرف أنه وراء شئ واحد.
أمهات يحملن تلك العقليات هل تتوقع عزيزي أن يربين رجالاً؟، الإجابة "لا" كبيرة، الرجل لكي يحمل لقب الرجولة لا بد أن تربه امرأة ليست مريضة حتي لاتنقل له العدوي ولا مسيطرة لكي تخلق منه شخص خانع كالذين نراهم كل يوم، ورغماً أن المجتمع علي كل مواقع التواصل الإجتماعي يذم في المرأة وينتقدها ويصورها بأنها شيطان لكن نفس الشخص الذي يشعل صفحته بالسب والقذف هو الذي إذا تجاوبت معه الفتاة التي يحبها مستعد أن يقبل الأرض تحت قدميها وهو الذي يجلس بين مع أمه ملتمساً بعضاً من حنان، وهو الذي مستعد أن يضحي بأي شئ ليكن بين ذراعي امرأة تقبله.
شعور الضعف المبالغ فيه يظهر في صورة موجة عدائية وكراهية شديدة والنساء المتمرسات يعرفن ويبتسمن في السر ويتركنهن لصياحهم أما السيدات الساذجات فيدخلن معهم في معركة لا أساس لهاولافائدة ترجي ليس عليك إخبار كائن أنه ضعيف أنك تري ضعفه، "الإيهام" هو لعبة النساء الأولي أن توهمي الرجل أنه القائد وأنه المسيطر بينما يلعب دور "البارافان"، وتحركي كل الخيوط وهنا نقع في خطأ شائع الخلط مابين المرأة المستبدة والمرأة القوية، شتان مابين الإثنتين الأولي تتظاهر بالضعف، وتستمتع بالرجل الذي تقوده بينما السيدة القوية الظاهرة للعيان هي التي ستكن امرأة وفقط مع زوجها ولن تقوده كما يخشي بكنها نظرية السم في العسل التي يبتلعها أغلب الرجال للأسف ينفر من القوية ويتجه كالفأر للجبن للمدعية علي أمل أن تمنحه سلطة زائفة.
لقد سمعت ورأيت نساء يصادرن هاتف الإبن الذي تعدي العشرين وأحياناً الأربعين ليقمن بالرد علي الفتاة أو زوجة تقول "هو لايريد أن يكلمك الكلام معي أنا"، نظريات الغاب والأنثي المسيطرة بدلاً من الذكر المسيطر انتشرت بطريقة فاقت الخيال والزوجة التي تشعل الحرب لأن زوجها يكلم زميلة في العمل، وتريد أن تستولي بعقد زواجها علي كل عظمة منه حتي أنفاسه لا يتنفسها إلا تحت إشرافها وتتعلل بأنها في المنزل لاتعمل وهو جائزتها الوحيدة ومصدر اتصالها بالعالم، هؤلاء السيدات الأفاعي المتنكرات في جلود تشبه جلودنا هن لايصلحن لحمل لقب "سيدة " أو "امرأة" هن حيات تسعي كًسيت علي وجه خاطئ بصورة آدمية جلبت اللعن لجنس بأكمله.
ناهيك عن الأمهات اللائي يعادين زوجة الإبن بضراوة وإذا لمحوا منه معاملة طيبة أو مساعدة منزلية نهرته وعايرته بأنه لم يرفع إصبعاً وهو تحت سقفها، لماذا تكرهين الفتاة لأنها نجحت فيما فشلتي به؟، بدلاً من أن تصل لنقطة الإدراك وتعرف أنها تصرفت لسنوات بطريقة خاطئة تشن حرب شعواء ضدها لكي يكمل إبنها حياته علي نفس النهج "دب قطبي" يتمرغ في الثلج ولابد من أن يكن سليط اللسان كأبيه وإلا فلما صبرت وتجرعت الإهانة حتي أصبحت جزء من حياتها، ولماذا تهنأ غيرها وهي معذبة الروح!، هل تريد أن تصلح الكون؟ أترك الرجال لحالهم عليك بالسيدات، عليك بالأمهات هن "جوهرة العقد"، وعندهن تبدأ الحكاية وتنتهي، تزرع ثقافة أو تهدم فكراً أو تقر سلوكاً.


001.jpg
 

المرفقات

  • 01.jpg
    01.jpg
    191.8 KB · المشاهدات: 312
  • 002.jpg
    002.jpg
    136.3 KB · المشاهدات: 328
أعلى