محمد داود - مقدمة تاريخ تطوان

الحمد للــــه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الهادين المهتدين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فهذا ما استطعت جمعه من أخبار «تطوان» وتاريخها، وما تطوان إلا مدينة متوسطة من مدن المغرب «وطني العزيز»، هي مدينة عادية متواضعة ليس لها تاريخ عظيم ككبريات المدن المغربية، وليست بها آثار عظيمة ممتازة، وسكانها اقرب إلى التواضع منهم إلى التعاظم والتفاخر، إلا أن لتطوان طابعا خاصا ومميزات اكتسبتها بموقعها الطبيعي، وبالعناصر التي يتكون منها سكانها، وبالشخصية القوية التي بها تستهوي كل من يستقر فيها، وبها تسيطر على ما عداها.
والذي يريد معرفة حقائق الأمور، ودرس تاريخ الأمم والشعوب، ينبغي أن لا يقتصر على الاطلاع على عظائم الأشياء وجلائل الأعمال، وينبغي أن ينظر في الجليل والحقير، ويتصل بالغني والفقير، ويجالس العلماء والجهال، ويبحث في مختلف الشؤون والأحوال. والتاريخ المغربي – كتاريخ بقية الأقطار والشعوب – ينبغي أن يسجل الحوادث الماضية كما وقعت، ويصور الحياة الحاضرة كما هي، ليعرف المجدون المخلصون أن جهودهم لم تضع، وان أعمالهم الصالحة، ومشاريعهم النافعة، ستدر لهم الإعجاب بهم، والرحمات عليهم، ويعلم الجبابرة والظالمون، والمقصرون والمهملون أن أعمالهم الضارة، آثارهم السيئة، ستخلد في صفحات سوداء تجعل أسماءهم مقرونة بالاشمئزاز والاحتقار.
والتاريخ على العموم، فيه نواح مختلفة، وكل ناحية لها محبذون يبتهجون بها ويتحمسون لها، كما أن لها أناسا يشمئزون منها ويستنقلون الكلام عنها، تلك سنة الله، ولن تجد لسنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا، وكل حزب بما لديهم فرحون.
لقد قضى وطننا المغربي العزيز حياته منذ وصول الإسلام والعروبة إليه إلى قرننا هذا الذي نعيش فيه، وطنا حرا عزيزا في نفسه، مستقلا في إرادة شؤونه وسياسته. وحينما امتدت سيطرة الأتراك على العالم العربي ومنه الشمال الإفريقي، كانت الحدود الشرقية للمغرب هي الحجرة التي وقفت عندها تلك السيطرة الأجنبية، بالرغم من كونها كانت سيطرة إسلامية لم يكن هناك مانع من الترحيب بها لولا الشعور الوطني والغيرة القومية على استقلال البلاد وحريتها.
وفي الوقت الذي كانت بلاد شرقية كثيرة ترزح تحت أثقال الاستعمار الأجنبي. كان «المغرب» يتمتع بكامل حريته واستقلاله، محفوظ الكرامة مهيب الجانب في الشرق والغرب، إلا أن دوام الحال محال، فالعظمة ما دامت لدولة ولن تدوم، والتأخر والانحطاط ما دام أيضا ولن تدوم، ولقد تسلط على المغرب في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن عاملان قويان قد استطاعا انم يهدا أركانه وينخرا عظامه، ذانك العاملان هما الدسائس الأجنبية من الخارج، والجهل العام المخجل من الداخل، لا فرق في ذلك بين رجال الدولة وسواد الأمة، وأمام هذين العاملين الفتاكين، أنهدت قوى المغرب الذي كان عظيما فأصبح هيكلا بلا روح، ثم آل به الأمر إلى أن صار في عداد البلاد الفاقدة لحريتها واستقلالها المجندلة أمام القوات الأجنبية، والسيطرة الإفرنجية وما كان للمغرب أن يتجندل لو كانت حكومته جارت الدول مجاراة في ميادين العلم والمعرفة، والتقدم والحضارة، ولكن قومنا كانوا في واد غير وادي الناس، وفي غير عصر أولئك الناس، والوقت الذي كانت الشعوب الغربية ودولها تسير فيه السير الحنيث نحو حياة جديدة مبنية على العلم والنظام والقوة والعدل، كان رجال دولتنا وولاة امرنا وقادة شعبنا يعيشون فيه بعقلية رجال القرون الوسطى جاهلين ما يجري في العالم من تقدم مادي وأدبي، فكانت النتيجة الطبيعية ذلك، وما كان لغيرها أن يكون، أهل العلم والجد والاجتهاد يتقدمون، وأهل الغفلة والجهل والكسل يتقهقرون، ووجد الاستعمار فكان المتأخرون هم ضحاياه، وكان المغرب في آخر تلك الضحايا.
ثم كانت حياة لها حسناتها وسيئاتها، وكانت أحداث منها ما انتهى أمره وصار في ذمة التاريخ، ومنها ما لا يزال هو أو مفعوله مائلا أمام أعيننا، إلا أن الذي يسر ويفتح أمامنا أبواب الأمل على مصراعيها، هو أن امتنا قد أصبحت الآن شاعرة بالواجب عليها لوطنها، عارفة لحقوقها وواجباتها، وأخذت تعمل بالوسائل العلمية والعملية لاسترجاع ماضيها المجيد، اخذ الله بيدها حتى تبلغ مبتغاها من الحياة السعيدة، والمؤمل بحول الله أن تتغلب عناصر الخير على عناصر الشر وان يزول النزاع ويمحى الخلاف وتتوحد الجهود فيعيش المغرب مع أصدقائه المخلصين في امن وأمان.
وإنني –وامتنا المغربية العزيزة المجيدة بعد أن استرجعت حريتها واستقلالها، وقد أصبحت اليوم على أبواب حياة جديدة ينتظر أن تتغير فيها مظاهرها واتجاهاتها، وان ينقلب معها الكثير من أوضاعها، خصوصا مع وجود بعض لغات وثقافات أجنبية حاول أصحابها من قبل أن يحلوها محل ثقافتنا العربية، وحضارتنا الإسلامية، وعواطفنا الشرقية،- أرى أننا معشر المشغلين بالعلم والأدب والتاريخ في بلاد المغرب العربي، يجب علينا الآن أكثر من أي وقت آخر أن نتقدم إلى الميدان مصلحين وان نكتب من جديد تاريخ امتنا بما فيه من نواحي القوة والكمال والضعف والانحلال، وما يدفع للتحمس والافتخار، أو يدعو للاختفاء والانزواء، لتعرف امتنا سبل النفع والنجاح والعظمة فتسلكها، وتعرف طرق الضرر والخذلان والبلاء فتتنكبها، إذ أن في هذا التاريخ لدروسا وعبرا وإرشادا ووعظا، وفي ذلك كله فائدة وأية فائدة لمن يريد أن يجعل الحياة الجديدة لامته مبنية على أساس قوي متين.
لقول هذا وأنا اعلم أن قيام شخص واحد بكتابة تاريخ امة كاملة في مختلف عصورها ومن جميع نواحيها، أن لم يكن مستحيلا عادة فانه على الأقل من الصعوبة بمكان، خصوصا إذا كان تاريخ امة لعبت أيدي الإهمال بالكثير من وثائقها ومستنداتها، فلهذا أرى من الواجب الوطني الآن أن يكتب كل من يستطيع الكتابة، عن الناحية التي يعرفها، وفي الموضوع الذي يحسنه، وبالأسلوب الذي يتقنه أو يستحسنه، ومن مختلف تلك الكتابات والأساليب التي قد تجمع بين الغث والسمين، تجتمع المعلومات الكافية لكتابة التاريخ الوطني الجامع للنواحي السياسية والحربية، والعلمية والأدبية، والاقتصادية والاجتماعية.
على هذا الأساس تقدمت لتأليف هذا الكتاب، كتاب «تاريخ تطوان» الذي أرى انه لا يحتوي إلا على معلومات متناثرة تتصل حلقاتها تارة وتنفصل تارة أخرى. وتتقارب موضوعاتها حبنا وتتباعد أحيانا، هي أخبار ومعلومات جديرة بان تعتبر من المواد الأولية لكتابة التاريخ المغربي الكامل في المستقبل، بعد أن يلم شعتها ويكمل نقصها. فلهذا أنبه قارئ كتابي هذا إلى انه لا ينتظر أن يجد فيه تاريخا كاملا شاملا مبنيا على الأسس العلمية الخالصة، تام التناسق متصل الحلقات، رابطا للأسباب بالمسببات، لان المجهودات، إنما استطاعت أن تحطب المعلومات، وتذيلها بالملاحظات والتعليقات. ولعل الجبل المقبل يستطيع أن يضم ما نجمعه نحن إلى ما حفظه أسلافنا، وما يبعثه خلفنا، وينقح الجميع تنقيحا، وينظمه تنظيما، فيجمع الأشباه والنظائر، ويفرق بين مختلف الموضوعات، يربط بين الحلقات، ثم يقدم للأمة نتائج أبحاثه وثمرات جهوده ناضجة طيبة لذيذة بحول الله.
لقد كتبت ما كتبت، وجمعت ما جمعت، وعلقت بما رأيت، بناء على مذهبي، في كتابة التاريخ العام، ذلك المذهب الذي يرى أن يثبت المؤرخ المعلومات ويصور الحوادث كما هي أو كما يراها دون تزوير أو تضليل، ثم لكل قارئ أن يستفيد ويستنبط على حسب ذوقه ومذهبه واستعداده. وإذا كان للمؤرخ في أن يعلق بما يشاء كما يشاء، فان القارئ أيضا أن يقبل ويرفض على حسب ذوقه ومذهبه أيضا، والحق حق دائما، حب من حب وكره من كره، والباطل لا يخفى ولو موهه صاحبه تمويها. أن الأمة تختلف طبقات كما تختلف صور أفرادها، وإذا كان المصور الماهر هو الذي يرسم الصورة رسما مطابقا للأصل، فان المؤرخ الحقيقي «الذي لا يكتب للدعاية ولا يتأثر برغبة أو رهبة» هو الذي يسجل ما يقف عليه من المعلومات غنها وسمينها، كلياتها وجزئياتها، فيثبت من أقوال الناس وأعمالهم ما يدل على الذكاء وسعة الصدر وحسن التدبير، ومال يدل على الغباوة والجهل وفساد الرأي وسوء التقدير. ويسجل من الأخبار ما يعرف منه الجهال من العلماء، والضعفاء من الأقوياء والأبطال من الجبناء، والاجواد من البخلاء، والكسالى من النشيطين، والمتقلبون من الثابتين، والخونة من المخلصين. ثم أن من الطبيعي أن تختلف الأذواق والمشارب، وان تكون في الأمة مسالك ومذاهب، فقد يكون هناك خبر أو موضوع يلفت نظري وارى انه من الأهمية بمكان، في حين أن غيري لا يعطيه أية أهمية ويمر به مر الكرام، وقد تكون هناك ناحية أخرى لا رأى أنا فيها فائدة كبيرة وتكون في نظرك أنت من مهمات الأمور، وهكذا تختلف الأنظار والأفكار باختلاف الثقافات والعوائد والأوساط، فلا يطمع احد في إرضاء جميع الطبقات ولو بلغ من المعرفة والذكاء ما بلغ. وعليه فان كنت كاتبا أو مؤلفا فابذل جهدك، وابد رأيك، وقل كلمتك، وارض ضميرك، وخل الناس يقولون، ولسوف يقولون كثيرا أو قليلا، ولسوف تجد من يحبذ ويقرظ، ومن يغتاظ وينتقد، ومن يعجب ويطرب، ومن يستاء ويصخب، إلا أن الميدان الكتابة والتأليف والنشر، ميدان فسيح، لا احتكار فيه ولا ازدحام عليه، ومن التنافس والتسابق وتبادل الأفكار، تظهر الحقائق وتستفيد الأمة، وتلك غاية المخلصين.
لقد رأيت بالرغم من اعترافي بقصر الباع، وقلة الاطلاع، وشغل البال، واضطراب الأحوال أن أسد ثغرة صغيرة في ناحية من نواحي تاريخنا المغربي، بجمع هذه المعلومات عن مدينة «تطوان» مسقط راسي وموطن آبائي وأجدادي منذ الهجرة الأندلسية الإسلامية إلى المغرب. والمعلومات عن مدينة «تطوان» المتواضعة، معلومات عن مدينة مغربية وعن سكان مغربيين، وتطوان وناحيتها ليست سوى قطعة من البلاد المغربية الناهضة الآن ومال البلاد المغربية وسكانها، اعني بلاد المغرب العربي بأقطاره الثلاثة «تونس والجزائر والمغرب» إلا الشق الأيسر من جسم بلاد العروبة المجيدة، موطن النبل والشهامة، والنجدة والمروءة. وما بلاد العروبة إلا جزء من العالم الإسلامي العظيم، هذا العالم النبيل الناهض النشيط الذي نفض عنه غبار الخمول، وكسر القيود، وحطم السلاسل والأغلال، واخذ يسعى للتوحيد والتقدم نحو الرقي والمجد،لحمل راية العظمة والسؤدد، فحياه الله وسدد خطاه وأيده ونصره.

منهـاج هـذا الكتـاب
ولعل من المناسب أن آتي هنا بفذلكة عن المنهاج الذي سلكته في ترتيب هذا الكتاب ليكون قارئه على بيته من أمره، ويعدل عن قراءته من كانت موضوعاته لا تهمه، أو طريقته لا ترضيه، لقد سلكت فيه طريقة خاصة لا ادعي أنها أفضل من غيرها وإنما هي طريقة ارتضيتها فسلكتها، ذلك أنني جعلت القرن الواحد «اعني مائة سنة» وحدة مستقلة متماسكة، فجمعت أخبار كل قرن في باب واحد تحته عدة فصول بحيث إذا قرأ الشخص ذلك الباب بمختلف فصوله، عرف تاريخ هذه المدينة من جميع نواحيه في ذلك القرن، فمثلا القرن العاشر الهجري، قد عقدت له بابا فيه خمسة فصول.
الأول في ولاة هذه المدينة وحوادنها العامة في ذلك القرن
الثاني في قضاتها وعدولها كذلك
الثالث في تراجم رجالها كذلك
الرابع في مشاهير الزائرين لها
الخامس مخلص عن حياتها في ذلك القرن من النواحي السياسية والعلمية والأدبية والاجتماعية.
ثم عقدت بابا آخر للقرن الحادي عشر وفيه ستة فصول ثم بابا آخر للقرن الثاني عشر وفيه خمسة فصول الخ.
وبهذه الطريقة بسهل الأمر حتى على من يريد مثلا أن يقتصر على معرفة ولأيها وحوادثها العامة في مختلف العصور، إذ يجد مراده في الفصول المعقودة لذلك من كل باب، والذي تهمه معرفة قضاتها فقط يجد أسماءهم وتواريخهم وأخبارهم في الفصول المعقودة لذلك من كل باب أيضا. وهكذا شان من لا تهمه إلا معرفة تراجم رجالها فقط الخ.
وقد جمعت ما وقفت عليه من المعلومات عن هذه المدينة وسكانها في حياتها الأولى –أي ما قبل القرن العاشر الهجري –وهي معلومات قليلة مختصرة جدا، ثم تكلمت بإسهاب على بنائها الحديث، وعلى عمارتها من جديد ثم على حياتها الثانية من أواخر القرن التاسع الهجري إلى قرننا هذا.
وقد كان اشتغالي بتأليف هذا الكتاب –كله من أوله إلى آخره– في بضع عشرة سنة مضت، أي في عهد كان وطني المغربي فيه مقسما بين دولتين أجنبيتين كانت أحداهما تحمي جنوبه الذي هو القسم الأكبر الأهم، وكانت الأخرى تحمي شماله الذي به تقع مدينة تطوان.
وكانت الصفة الدولية الرسمية لتينك الدولتين ببلادنا هي الحماية «المفروضة» إلا أن الواقع إنهما كانتا تسيطران على البلاد وجميع ما فيها وكل من بها، سيطرة تامة لم يبق معها لدولة المغرب والشعب المغربي شيء من التصرف أو النفوذ –لقد كان الحكم بالمغرب– في الحقيقة حكما استعماريا تراعى فيه مصالح الأجانب قبل كل شيء.
وقد مرت على البلاد أوقات كانت عسيرة غير يسيرة، ظلت الحرب قائمة بها سنين عديدة، ثم استنب الأمن ولكن الحريات كانت مفقودة، واتسعت المعلومات، ولكن الألسن أصبحت معقودة، ثم تلا ذلك عهد صارت فيه السجون والمنافي مملوءة والأوساط والأجواء موبوءة، وأيدي الظلمة وأذنابهم قوية، ومواهب أصحاب العلم والحق والعدل منزوية، وفي ذلك العهد وصلت في الكلام عن تاريخ تطوان، إلى تاريخ دخول الاسبانيين لها، وبسط حمايتهم عليها – أي عام 1331ه 1913م فأوقفت الكلام هناك أي عند احتجاب عهد الوحدة والاستقلال، وانزواء الحكم الوطني في غفوة، إلا أنها غفوة عملنا بإعانة الله القوي القادر لانتهاء مدتها، واسترجاع السيادة الوطنية كاملة لتعيش امتنا الكريمة من جديد في ظل لواء العروبة تحت راية الإسلام، فحقق الله آمالنا، وأعاد لنا حريتنا واستقلالنا، ووحدة ترابنا، وجمع شملنا، وأصبحت تطوان- كما كانت مثل بقية الشمال المغربي- جزءا من المغرب المستقل الموحد، لا فرق بين شرقه وغربه، شماله وجنوبه.
واني أرجو الله تعالى أن يهيئ لي الأسباب ويحفظني من الموانع لاستأنف عملي وأتابع كتابتي حتى اصل في تاريخ هذه المدينة إلى عهدنا هذا بحول الله.
وكنت قد قررت أن اجعل لهذا الكتاب «ذيلا» حددت له موضوعات خاصة اعرف أنها لدى بعض الناس، أهم من موضوعات الأصل التي هي تواريخ الولاة والحوادث وتراجم الرجال الخ.
وجعلت ذلك الذيل محتويا على ثلاثة أقسام:
الأول في خطط هذه المدينة وبيان أقسامها وأبوابها ومساجدها وزواياها وأسواقها وآثارها وبساتينها ومنتزهاتها قبائلها الخ. مع تاريخ كل شيء من ذلك مصحوبا بالصور والرسوم والخرائط والبيانات.
الثاني في سكانها وبيان عناصرهم وأسماء الأشخاص والعائلات وتاريخ من كان فيها من رجال العلوم والفنون والتأليف والتدريس والشعر، وأصحاب الخطط المختلفة من محتسبين ونظار وخطباء وأئمة الخ.. وفيه فصول عن الأجانب وعن اليهود وعن الرقيق الخ..
الثالث في الحياة الاجتماعية بها وفيه الكلام على ما فيها من الأديان والمذاهب، والأخلاق والعوائد، والحرف والصنائع والأعياد والمواسم، والفصول والمنازل واللغات واللهجات، والحكم والأمثال، (ألف مثل ومثل) والغناء والموسيقى والنظام المنزلي والمرأة ومركزها، وهندسة المباني والملابس والمآكل والمشارب (المطبخ التطواني) والزراعة والزهور والفواكه والحيوانات والعملة «السكة» الخ..
وقررت أن يكون هذا الذيل بأبوابه الثلاثة محتويا على مائة فصل وفصل، منها ما يحتوي على صفحة أو بضع صفحات، ومنها ما فيه عشرات الصفحات وفعلا شرعت في كتابة هذا الذيل وحررت منه عدة فصول منها المطول ومنها المختصر، وقد كتبت منه حتى الآن بضع مئات من الصفحات، إلا إني لما رأيت أن أمره قد يطول، قررت فصله عن اصل الكتاب واعتبار كتاب «تاريخ تطوان» منتهيا يمكن تقديمه للطبع بمجرد مراجعته وتنقيحه، ورأيت أن اجعل الموضوعات المذكورة كتابا مستقلا اسمه «تكملة تاريخ تطوان» وهذه التكملة اشتغل فيها من حين لأخر كلما سمح لي الوقت بذلك كما اشتغل في الكتاب الثالث الذي مرت علي عدة سنوات في جمع مواده وتحريره وهو كتاب «عائلات تطوان» واني أرجو من الله تعالى الإعانة والتوفيق لإكمال هذين الكتابين وتقديمهما للطبع أيضا في زمن قريب غير بعيد بحوله سبحانه.
ويجعل بي أن أبين أن كتاب «تاريخ تطوان» ليس كتاب دعية، أو مديح وإطراء، وإنني لم يدعني لتأليفه إلا القيام ببعض الواجب علي لوطني المغربي العزيز ولأبنائه المحترمين.. فهو كتاب لم يؤلف لبيان خصوص المحاسن أو المساوي، ولم يكتب بالأسلوب الإنشائي أو المدرسي الذي تنمق عباراته تنميقا لينسج على منواله التلاميذ، ولم أقيد فيه لا بالتطويل والأطناب ولا بالاختصار والإيجار، بل ضمنته من المعلومات ما عثرت عليه وعلقت على الحوادث والأخبار، بما خطر ببالي عند جمعها وتأليفها، وكتبته بالأسلوب الذي حضر، فلا التزام لما لا يلزم، ولا تقيد ولا تقييد، ولا تكلف ولا تكليف.
على أنني بالرغم من كوني أنجزته في عدة مجلدات، تحتوي على آلاف من الصفحات، ما زلت اشعر بنقص فيه كبير، إذ هناك أمور ربما كانت مهمة ولكنني اجهلها تماما، وهنا أشياء لا اعرف من حقائقها إلا قليل، لان في الدنيا كراما نبلاء، وفيها أيضا كسالى وبخلاء، يضنون لا بالمال فحسب، بل حتى بالمعلومات، وبالاطلاع على الوثائق والمستندات، ولله في خلقه شؤون.
نعم إني قد بحثت واجتهدت، وسالت وارتحلت، وشرقت وغبت، وتعلمت وتتلمذت، وتذاكرت واستفدت، ونقلت وحطبت، وجمعت من ذلك كل ما استطعت، وربما كان ما جهلت أكثر مما علمت ولكن هذا هو جهدي فان وجد فيه احد ما يهمه أو يفيده فالحمد والمنة لله الموفق، ومن رأى فيه نقصا فليكمله أو ليرشد لإكماله. وله مني جزيل الشكر ومن الله حسن الجزاء، ومن وجد فيه خطا فليصلحه وليعتقد أن الكمال إنما هو لله، ومن لم يرضه فيه شيء فليعلم انه لم يؤلف لمثله، وان استطاع فليتفضل وليتحفنا بما هو أحسن منه وأرقى واشمل وأوفى.
كيف ينبغي أن يكتب التاريخ ؟
ثم كيف ينبغي أن يكتب التاريخ ؟
هذا سؤال تختلف آراء الناس في الجواب عنه نظريا وعلميا، فهذا مؤرخ حر نزيه لا يخشى شيئا ولا نطمع في شيء، يقول الحق ويسير في طريقه، يرى أن من أحسن بجب أن يعلم أن إحسانه لم يضع، ومن أساء يعرف أن وراءه أعينا ساهرة تحصي عليه أعماله ومواقفه، وأقلاما حادة تسجل ذلك وتخلده في بطون التاريخ ليقراها الأولاد والأحفاد وتسير بها الركبان في مختلف الأقطار. وذاك كاتب مداح أو هجاء يخدم مصالح شخصية له أو غيره لا يبالي بالحقيقة ولا يهمه أنصاف، وإنما يمدح أو بذم بالحق والباطل وبالواقع وبالمختلق(1).
وكم من كاتب أو شاعر أو مؤرخ باع ضميره وقلمه وخان الأمانة، وضل في نفسه وأضل معه الناس لأجل دراهم معدودة فبضها، أو وظيفة زائلة قلدها. أو لرغبة أو رهبة تزول بزوال أسبابها وتنتهي عوارضها طال الزمن أم قصر.
والكتاب والمؤرخون الذين من هذا القبيل وذاك قد وجدوا في العهد القديم وهم موجودون الآن وسيبقون في الوجود، ما دام الإنسان وأخلاق الإنسان.
الشرف، والنزهة، علو الهمة، والعلم الغزير، والعقل الراجح، والاتزان المعقول، ونبذ الخوف والطمع، هذه صفات لا تسمح لصاحبها بغير الحق والعدل والإنصاف.
أما الأمل والطمع، والخوف والهلع، والطغيان والجبروت، وصفافة الوجه وخراب الذمة، فإنها أوصاف تدعو بعض الناس لقلب الحقائق واختلاق الحوادث والإغضاء عن الزلات، ومداراة الذين يخاف منهم أو يخشى أنصارهم، ثم إنكار حسنات الأضداد وفضائل المعارضين، فهذا فلان بيده السلطة أو له جاه، يخشى من غضبه أو أعراضه إذا قيل كذا، أو كتب كذا، وذاك فلان عدو فلان أو كان عدوا لآبائه أو أجداده ويسوءه أن يسمع كلمة حق أو أنصاف في خصمه أو خصم أهله أو مواطنيه، وهذا صديقنا فلان لا يناسب أن نقول في سلفه كذا، أو هؤلاء قومنا لا ينبغي أن نذكر شيئا من نقائصهم أو هذه بلادنا لا يليق أن نصفها هي أو أهلها بكذا ليلا يستغل ذلك خصومنا الخ. هكذا نضيع الحقائق وتنقلب الأمور في كثير من الأحوال ومن كثير من الناس.
عن بعض مؤرخي المغرب في عصرنا
لقد سمعت مرارا عديدة من بعض أصدقائي، وهم من ذوي المقامات المحترمة، أن العلامة المؤرخ المرحوم مولاي عبد الرحمن ابن زيدان، قد أساء إلى المغرب وإلى بعض الناس في تاريخه «الإتحاف» وانه كشف الأسرار وفضح العورات، وليته حذف، وليته اثبت وليته وليته...
أما أنا فكنت وما زلت أرى أن ابن زيدان رحمه الله لم يسئ لا إلى المغرب ولا إي التاريخ وإنما قام بواجب يستحق أن يشكر عليه، وكنت استغرب صدور مثل ذلك القول ممن كنت اعرف فيهم العقل والعلم، والذكاء والفهم، ولكنني حينما أفكر في الموضوع، وفي سبب مثل ذلك القول، اصل في النهاية إلى أن الشخص إذا كان بنظر بعين الرضي لبعض الجهات، فانه لا يقدر على أن يسمع عنها غير الثناء، وإذا كان متصلا بالطبقة التي لا تهمها الحقائق بقدر ما يهمها المديح والإطراء، فان أثقل شيء على سمعه هو ذكر الحقائق المجردة، وإذا قلت لهذا الصنف من الناس، وأين الحق والإنصاف والأمانة، قال لك، لك شان البسطاء والأغنياء
لقد سمعت أيضا غير ما مرة بعض رفقائي الذين اعتقد أنهم بعيدون عن الأغراض والشهوات، ينتقدون على أستاذنا الرهوني رحمه الله، إثباته في تاريخه الكبير لأشياء بعدونها من الخرافيات التي لا تناسب العصر، فكنت أقول لهم، أليس في الدنيا أناس يعتقدون أن ما تسميه أنت خرافات، هو عين الحقائق وطريق الهدى وسبيل السلامة والنجاة ؟ أن هذه الطبقة من الناس موجودة حقا، وان من الأمانة للتاريخ والحقيقة، وان تسجل أقوالها واعتقاداتها بما لها وما عليها ثم ما على قارئ التاريخ إلا أن يقبل ما يراه حقا وصوابا، ويرفض ما يرى انه خطا أو باطل.
ومن كان جاهلا فليسئل أهل الذكر والعالمين.
وكنت اسمع أشخاصا ينتقدون على كتاب «الاستقصا» لأبي العباس الناصري، اقتصاره على نواح دون أخرى ويقولون في مؤلفه الكبير انه حاطب لبل، وربما لوردت كل فقرة فيه إلى الكتاب الأصلي الذي نقلت منه لما بقي لمؤلفه شيء يذكر. فكنت استغرب كيف يسوغ لمواطن مغربي أن ينكر فضا أعظم وأحسن واجمع كتاب ألف في تاريخ وطنه، ذلك الكتاب الذي لو يعرف جل علماء هذا القرن في العالم تاريخ المغرب إلا منه. فهل كان في الإمكان أن يجمع المؤلف الواحد كل شيء ؟ وهل العالم أو الأديب الذي لم يحط بكل شيء علما يجب عليه أن لا يكتب ولا يؤلف ليلا يقال، أن إنتاجه ناقص، وهل ينتظر الكمال إلا من الله سبحانه ؟
أما صديقنا العلامة العباس بن إبراهيم قاضي مراكش حفظه الله فانه لم يعدم من ينتقد عليه اقتصاره في كتابه «الإعلام» على تراجم الرجال، ولكن أليست تلك التراجم مشحونة بالعلم والأدب والتاريخ والسير والموعظ والعبر ؟ وهل ألف في المغرب العربي كله احد غير ابن زيدان وابن إبراهيم كتابا يحتوي على نحو عشر مجلدات ضخام في تراجم في تراجم رجال مدينة واحدة ؟
الحق أن الناصري السلوي مؤلف «الاستقصا» (2) والرهوني التطواني مؤلف «عمدة الراوين (3) وابن زيدان المكناسي مؤلف «الإتحاف» (4)وابن إبراهيم المراكشي مؤلف «الإعلام» (5)كلهم من أفذاذ علماء الأمة المغربية الذين يستحقون كل إجلال وإعظام، أن بقى في الدنيا فضل وإنصاف.
على أن أسماء هؤلاء النبغاء ومؤلفاتهم خالدة وان وجه لها من الانتقادات ما وجه، وان اختلاف أساليبها إنما هو صورة لاختلاف صور الأفراد والثقافات والأنظار والاتجاهات.
والرأي والله اعلم، أن كتابة التاريخ ينبغي أن تختلف باختلاف الأحوال فالمؤرخ لأجل الأغراض الخاصة وللدعاية، له أن يراعي المبدأ الذي ألف لأجله فيرفع ما يشاء ويضع ما يريد، ويذكر ما يرضاه أو يرضيه، ويغفل ما لا يوافق مبدأه ومراده، ويشيد بذكر ما يؤيد رأيه ومذهبه، ويحط من قيمة كل ما يخالف ذلك...
فالتاريخ الموجه الذي يؤلف مثلا لتلاميذ المدارس الوطنية أو لبث الروح القومية في الأمة، أو لنحو ذلك من الإعراض النبيلة، يجب أن لا يثبت فيه من الحوادث والأخبار والمواقف، إلا ما يناسب المقام من مفاخر وأمجاد.
والكتاب الذي يؤلف لمقاومة الدول الغاشمة، أو لبيان فضائح الولاة المعتدين والطغاة المتجبرين، والظلمة المغتصبين، أو لمقاومة المبادئ الهدامة والمذاهب والأنظمة الضارة، أو لمحاربة الظلم الاستعماري الغاشم أو الاستغلال الإقطاعي الممقوت، من شانه أن يحتوي على تشويه أعمال الظالمين والمعتدين وهدمها بالحق بل وحتى بغيره – أن اضطر لذلك – وان كان الحق غنيا بنفسه.
أما التاريخ الحقيقي الذي يكتب للاعتبار، ويسجل مختلف الحوادث والأخبار، فينبغي أن يكون كالمرآة أو كالآلة المصورة التي تبثت الأشياء كما هي، والمؤرخ الصادق، والكاتب الحر، هو الذي يثبت الحوادث كما رقعت ويصف الأشخاص والأشياء بأوصافها الحقيقية بدون مبالغة ولا بخس، فبذلك يعرف مقام المصلحين وفضل المحسنين وكفاح العاملين وجهود المخلصين، كما يعرف أيضا جبروت الظالمين وطغيان المتعدين، وضلال المفترين، وإهمال المقصرين
ومعرفة الحقائق والنتائج هي التي تقف في وجه من تحدثه نفسه بالغرور، وهي التي تعظ من يريد الانعاظ، وهي التي تدعو لشكر الذين أحسنوا وقاموا بواجباتهم، كما تدفع لنقد الذين اساؤوا ولم يهتموا إلا بمصالحهم وشهواتهم، وإعلان الحقائق ونتائجها هو الذي يدعو عددا من الناس للقيام بأعمال البر، والابتعاد عن طريق الشر وموجبات النقد، وفي ذلك صلاح الأمة وإكثار للخير وإقلال للشرور والآفات.
لقد كان بعض الخيرة من أصدقائي يمدحون بعض الناس بما لم يفعلوا لعلهم يعملون، ويصفونهم بأوصاف لاحظ لهم فيها لعلهم يهتدون «ومن الناس من يسرهم أن يحمدوا بما يفعلون وما لا يفعلون» فكنت أقول لأولئك الأصدقاء أن عملهم جناية على مصالح الأمة التي اعتقد أنهم يعملون لها بإخلاص، لان مدح الشخص بعمل صالح لم يقم به قد يكون سببا في عدم قيامه بذلك العمل في المستقبل فهو يقول – والإخلاص في الدنيا غير كثير – أي فائدة المنصب والتضحية ما دامت الأعمال الصالحة تنسب إلى وان لم اعملها، والسن الناس لاهجة بالثناء على بأوصاف ولو لم اتصف بها، وهكذا تضيع الحقائق أيضا، وهكذا تهمل المصالح العامة أما بالتملق والطمع، وأما بالخوف وبالإعراض المختلفة، وفي ذلك كله جناية على الأمة وتضييع لحقوقها.
ان الأشخاص يذهبون، اما الأعمال فتبقى، وان الإعراض والإغراض تغنى، اما الحقيقة فهي باقية خالدة، ولكن هل بلغ الناس درجة قبول الحقائق المجردة؟ وهل في الامكان ان يسير كتاب التاريخ على وتيرة واحدة؟ لعل الذي يحاول ان يرغم الناس أجمعين لأعلى طريقة خاصة، او يسيرهم في اتجاه واحد، انما يتيه في صحراء الخيال اذ رضا جميع الناس غاية لا تنال.
وقديما حاول المؤرخ الكبير العلامة ابن خلدون، وضع قواعد واصول لكتابة التاريخ ولكن هل وقف هو نفسه مع تلك القواعد والأصول حينما اخذ في كتابة تاريخه «العبر» انه ان كان قد ذكرها حبنا فانه نسيها او تناساها احيانا – والحال هو الحال فبمن أتى بعد ابن خلدون، ولعل الحال هو نفس الحال في مؤرخي عصرنا هذا وفيما ياتي بعده من عصور إلى ما شاء الله.
ولعل من النادر بل من الصعب ان يستطيع المؤرخ أو الكاتب ان يتجرد عن جميع الميول والاعتبارات، ويكتب الحقائق مجردة غير متأثر بما يشعر به من حب وحنان، واعتبار وإعجاب، او بغض واشمئزاز، واحتقار وإهمال.
ولعل حياة الأمم والشعوب لنما هي كالروايات السينمائية تتنوع موضوعاتها ومغازيها، ولعل التواريخ كالأفلام تختلف مناظرها وتأثيراتها، ولعل المؤرخ كالمخرج لابد ان يتأثر بنفسيته وبثقافته وبالوسط الذي عاش او يعيش فيه، ولعل قراء التاريخ كرواد السينما منهم من يتاثر ويتعظ، ومنهم من يضحك او يسخر او يلهو، ومنهم المفكر المعتبر المستفيد، ومنهم العبث الذي لا هو في العبر ولا في النفير، وإذا كان بقر الله في ارض الله كثيرا وكانت لكل ساقطة لاقطة، فان في الدنيا حكمة وعقلا، وذكاء ونبلا، وجواهر تستحق نحور الحور، في اعالي القصور، والله فضل بعضكم على بعض، وانما الاعمال في النيات... وصدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم. والله سبحانه هو المستعان.
(1) لو تحرى المؤرخ غاية التحري فانه لابد أن يتأثر بمؤثرات قد لا يشعر بها، لكن الملام لنما هو على خطة منافقة تشم منها رائحة الأغراض السخفة، أما التاريخ الممحص فانه يوخذ الحق في أو ما أشبه أن يكون حقا من دراسة الميولات المتنوعة، فمن بينها كلها تتمحض فكرة يكونها الدارس المستقل الفكر، لا تبعد كثيرا عن الواقع، وإذا وجد الشجاعة على التعبير بكل ما يحسه ويعتقده فقد أدى الأمانة كاملة ولا يضره نواحي النقصان فليس بمطلوب منه ن لا يخطئ وإنما المطلوب منه أن لا يتعمد الخطأ. ت. و.
(2) كتاب «الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى» للعلامة المطلع أبي العباس احمد بن خالد الناصري السلاوي «من مدينة سلا» وقد طبع بمصر عام 1312 في أربعة أجزاء متوسطة الحجم في حياة المؤلف المتوفى عام 1315 ومولده عام 1250 ثم طبع بمدينة الدار البيضاء في تسعة أجزاء سنة 1954 – 1956 وهو أوسع ما عرفناه حتى الآن من الكتب المؤلفة في تاريخ دول المغرب.
(3) كتاب «عمدة الراوين في تاريخ تطاوين» لأبي العباس احمد الرهوني التطواني «من مدينة تطوان يقع في عشرة أجزاء متوسطة الحجم. وقد وصف وصفا دقيقا في الفصل الأول من هذا الكتاب. وهو مخطوط إلى الآن لم يطبع منه شيء، ويا حبذا لو طبع فيستفيد مكنه كثير من الناس.
(4) هو كتاب «إتحاف إعلام الناس، بجمال أخبار حاضرة مكناس» لأبي زيد عبد الرحمن ابن زيدان العلوي المكناسي «من مدينة مكناس» طبعت منه في حياة مؤلفه خمس مجلدات كبار بمدينة الرباط، فيما بين سنتي 1347ه 1929م. و 1352ه 1933م. وأخبرت أن الباقي منه بدون طبع ما يقرب من لك. وهو مؤلف جليل في تراجم رجال مكناس، ولكن به من المعلومات التاريخية والأدبية عن المغرب وتاريخه ورجاله وملوكه ما لا يوجد في غيره.
(5) كتاب «الإعلام، بمن حل مراكش واغمات من الإعلام» للقاضي العباس بن إبراهيم المراكشي «من مدينة مراكش» يقع في نحو عشر مجلدات كبار، طبع منه مؤلفه خمس مجلدات بمدينة فاس فيما بين سنتي 1355ه 1936م. 1358ه 1939م والقسم الباقي منه مخطوطا، ربما كان أكثر من القسم المطبوع، وقد وقفت عليه وتصفحته لدى مؤلفه بمراكش. وهو كتاب جليل في تراجم رجال مراكش وغيرهم من إعلام المغرب. وقد جمع فيه مؤلفه من الفوائد والأخبار ما تفرق في غيره.
المقال منقول عن موقع مجلة دعوة الحق
 
أعلى