منقول - الممارسات الجنسية المقدّسة في العالم القديم

1/2

لقد رأينا في المقالات السابقة(انظر هنا) كيف أن عشتار ولدت ابنها بقدرة سماوية دونما أن تنتهك عذريتها، وكانت مريم العذراء آخر تجلياتها، ولدت الطفل الإلهي تموز أو أدونيس، الذي سوف يمثل الإخصاب الذكري في الطبيعة بقوة الحب الساري بينه وبين عشتار (بين كل زوجين ذكر و أنثى).

إن الحب، في حقيقة الأمر، هو ذلك الميل المشتعل للاتحاد والاقتران بالآخر، وهو ليس وقفاً على الإنسان وإنّما على كل عناصر الطبيعة، ذلك أن أي اتحاد كيميائي يتوجب عادة أن يمدّ المواد الداخلة في التفاعل بشكل ما من أشكال الطاقة. لغوياً كلمة "حبّ" تعبر عن طاقة قوية فهي تعني الاتقاد، الاشتعال، الاضطرام… ومن هنا كان دائماً وأبداً اقتران الحب بالنار.

تلك الطاقة المحركة (الحب أو الرغبة…) سميت إيروس وسرعان ما مثلت في الإله إيروس المرافق لأفروديت والذي يصيب بسهام الحب قلوب البشر والآلهة على السواء.

يتميز الإنسان عن نظيره الحيوان في ترجمة عقله لتلك الطاقة في لغة مخزونة في الذاكرة بكل ما تحمله من صور وأحاسيس وأفعال ومواقف و حركات وكلمات … بينما يقابلها عند الحيوان مثلاً الغريزة أو بما يعرف بالوهم (مجموعة الأحاسيس المكدسة والمقترنة بما تنتجه من لذة وألم فقط).

بالتالي فإن فعل الجنس لدى الإنسان عادة هو ترجمة لتلك الطاقة التي تلهب القلوب وتحرضها على الاقتران الروحي والجسدي.

منذ البدء قدست هذه الطاقة واعتبرت المسبب الرئيسي لتكوين الخليقة، كذلك اعتبر الفعل الجنسي هو تجسيد لتلك الطاقة وقدرتها على الخلق، فكانت ممارستها ليست هي تعبير فقط عن لذة غريزية وإنما هي طقس ديني في غاية القدسية حددت معالمه بشكل واضح في كل أديان الأرض.

في الفعل الجنسي، يتجاوز الإنسان شرطه الزماني والمكاني ليدخل في السرمدية فينطلق من ذاته المعزولة ليتحد بقوة كونية تسري في الوجود الحي. لقد كان طقساً يربط الإنسان المتناهي بالملكوت اللامتناهي، عبادة يكرر فيها الفرد على المستوى الأصغر ما قامت به القدرة الخالقة على المستوى الأكبر. وكما يقول المؤرخ الفينيقي سينخونياتن: "في البدء وقعت الريح في حب مبادئها فكانت كتلة المادة الأولى". ذلك الحب الذي به أنجبت عشتار ابنها تموز واتحدت به وبقي نشاطها الجنسي الدائم يولد الحب أو الطاقة التي لا غنى عنها لاستمرار شتى أنواع الحياة وتكاثرها.

يمكننا أن نميز ثلاثة أشكال للممارسات الجنسية للإنسان القديم كطقوس تلبية نداء الطاقة العشتارية:

الممارسة الجنسية ضمن منظومة أسرية
الممارسة الجنسية الجماعية
البغاء المقدس.

إضافة إلى أشكال أخرى من الممارسات الجنسية الجماعية أو الزوجية كالمعاشرة و البغاء اللتين لطالما انتشرا في كل المجتمعات البشرية ولا يزالان، كذلك الممارسات الجنسية التي اعتبرت شاذة كاللواطة والسحاقية والسادية وغيرها والتي هي الأخرى لطالما انتشرت ولا تزال في كل المجتمعات البشرية كممارسات دنيوية؛ بعض الثقافات و الحضارات البشرية اعتبرت مثل هذه الممارسات من معاشرة و بغاء وشذوذ ممارسات دنيئة دنسة تذهب بالأخلاق العامة فسعوا جاهدين متأثرين بالمفاهيم الأخلاقية الدينية للحد منها كما في المسيحية والإسلام، في حين لم تعتبرها ثقافات أخرى لا بالمدنسة ولا بالقذرة بل على العكس اعتبرتها ممارسات دنيوية إنسانية طبيعية كما في الثقافتين اليونانية والرومانية وغيرهما[1]…

إن الناس اليوم الذين ربوا وتبرمجوا على "أخلاقيات" الأديان الذكورية المعاصرة قد يجدون الأوضاع والممارسات الجنسية القديمة (خاصة في شكليها الجماعي والبغاء المقدس) صادمة ودنسه ورذيلة. إلا أننا لا بدّ أن نعتبر مثل هذه الأشكال طبيعية نتيجة سطوة الإيديولوجيا الدينية القديمة على أخلاقيات وسلوكيات تلك المجتمعات كما هي سطوة الإيديولوجيات الحديثة على أخلاقيات مجتمعاتنا الراهنة. كذلك فإن أمثال هذه المحاكمات أو ردود الأفعال على الممارسات الجنسية القديمة هي نتيجة تعاليم وشروط الأوضاع الدينية الراهنة في مجتمعاتنا وليست نتيجة لمنطق العقل…

الممارسة الجنسية الزوجية (ضمن المنظومة الأسرية):

كانت الثقافة الأمومية في العصور الحجرية لا تفرض ترجمة الممارسة الجنسية بين اثنين ضمن منظومة أسرية، وإنما اعتبرت رفداً لقوى الخصوبة الكونية المنبثة في الحياة، إضافة لكونها إرضاء للنوازع الفردية الجنسية.

الدراسات الأثنولوجية[2] للشعوب البدائية اليوم تقدم أنموذجاً عن الممارسات الجنسية في العالم القديم البدائي، فعلى سبيل المثال يمضي الرجل وامرأته، في بعض مناطق جزيرة جاوا، إلى حقول الأرزّ عند ابتداء نضج المحصول فيمارسان الجنس في العراء للإسراع في نمو النباتات وزيادة المحصول[3]. مثل هذه الممارسات كانت قائمة إلى عهد قريب في أوروبا القرن 19: ففي يوم القديس سان جورج كان أهل أوكرانيا يأتون بالأزواج الجدد، ويخرجون بهم إلى الحقول حيث يدحرجونهم عليها لشحنها بطاقاتهم الجنسية الإخصابية التي ما زالت في أوجها.

عندما بلغ الإنسان مرتبة عالية من النمو والتطور إبّان ثورته الزراعية، بدأ يخلق عادات متميزة كانت نتيجة طبيعية لاستقراره و نشوء العلاقات الاجتماعية الريفية ومن ثم المدنية الأكثر تعقيداً، شيئاً فشيئاً تربّع الذكر على عرش سلطة تلك المجتمعات الوليدة ونظم علاقاته الاجتماعية مع الجنس الآخر في عدة نماذج أهمها الزواج، الذي اعتبر الأساس الطبيعي للمجتمع وهو مفروض من الآلهة، وقد اختلف بالطبع باختلاف العهود والمناطق والثقافات لكنه حافظ على قدسية دينية متميزة عبر التاريخ ولدى كل الشعوب، ولم تستطع سوى مجتمعات محدودة التخلص من السلطة الدينية عليه وتتحول إلى الزواج المدني.

حددت شريعة حمورابي (النصف الأول من القرن الثامن عشر ق.م) مواداً قانونية تعالج شؤون الأسرة: المواد من 129 إلى 136 عالجت بالتفصيل أمور وأسباب الطلاق خاصة الجنسية منها، و نصت المواد من 153 إلى 158 العلاقات الجنسية المحرمة من القربى[4] .

كذلك فقد اعتبرت المسيحية الزواج رابطاّ إلهياّ غير قابل للتفرقة، والفعل الجنسي فيه هو أحد أهم أسسه. من جانب آخر اعتبر الإسلام الزواج عقداً دينياً وليس رباطاً إلهياً، وليس في القرآن الكريم ما يشير إلى دنس أو نجاسة في الجنس أو المرأة[5]، لا بل إن الأحاديث النبوية ركزت على ضرورة الممارسة الجنسية داخل المنظومة الأسرية على أن لها أجر عند الله[6].

في الجزء الثاني:

الممارسة الجنسية الجماعية
البغاء المقدس

[1] : تستحضرني ذاكرتي هنا عن رسم في إحدى مقابر تركوينيا الأتروسكية (حضارة إيطالية انتشرت في وسط إيطاليا في الفترة ما قبل الرومانية)، والتي تصور لواطة و سادية بين ثلاثة رجال.

[2] : الأثنولوجيا: (علم الأقوام ومميزاتها الثقافية): تتكون من كلمتين Ethnos أي شعوب و أقوام، وكلمة Logos أي علم. يعتبر هذا العلم أحد فروع علم الانتروبولوجيا الثقافية (علم الاناسة الثقافي) وهو يبحث في الثقافات الحالية لمختلف الأجناس البشرية بما في ذلك الشعوب البدائية، لتساعده على فهم المجتمعات القديمة الأكثر تعقيداً وغموضاً.

: Franzer, James. The Golden Bough. p. 157 .[3]

[4] : هورست كلينكل. حمورابي البابلي و عصره. تعريب محمد وحيد خياطة. ص. 220-226.

[5] : لابدّ هنا من الإشارة إلى أن الكتاب المقدس في سفر اللاويين قد اعتبر الجنس فعلاً نجساً والمرأة الحائض هي نجسة وبالتالي فقد حرم لمسها أو الاقتراب من أي مكان تجلس إليه وهي في فترة حيضها (مدة أسبوع)، إضافة إلى أنه اعتبر كل من لمس أو اقترب من امرأة حائض أو مكانها، أن عليه الاغتسال ويبقى دنساً لنهار كامل. مثل هذه الصرامة من الجنس والمرأة لا يمكن أن يفسر إلا بالخطة التوراتية المبرمجة للانتقاص من مكانة المرأة الاجتماعية ورفع مستوى الرجل نحو سلطة وسيطرة لا متناهية.

[6] : بو علي ياسين. الثالوث المحرم، دراسة في الدين والجنس والصراع الطبقي. ص.77-85.
 
2/2

الممارسة الجنسية الجماعية:

وكانت واحدة من الطقوس الدينية المتبعة على نطاق ضيق جداً في أعياد الربيع عندما كان الناس يحتفلون بعودة روح الخصوبة في عشتار أو تموز، من عالم الأموات. دون شكّ فإنّ هذا النوع من الممارسة الجنسية، ولو أن انتشاره كان محدوداً، ارتبط بعقيدة الأم الكبرى وابنها في كل الشرق الأدنى وانتقلت إلى اليونان وإيطاليا في طقوس سيبل و طقوس ديونيسيوس السريّة.

لعلّ عبادة دينيسوس[1] هي من أكثر العبادات الكلاسيكية التي تركّز على الطقس الجنسي. وقد مثّلت الطقوس الديونيسية السريّة شكلاً من أشكال التصوّف التي يصل فيه المتعبّد إلى الاتحاد بالقوة الإلهية لدينسيوس، روح الخصب الكونية، عبر الخمر والجنس الجماعي[2].

أغلب الظن أن مثل هذه الطقوس كانت معروفة في الفترات الأولى لانتشار المسيحية لدى بعض الفرق الوثنية التي اعتنقت المسيحية، لكننا لا نستطيع تقفي أثرها و أشكالها الحقيقية نظراً أنّ معلوماتنا عنها هي من الكتابات المسيحية الأولى التي بالغت في تصويرها لـ"قبح" مثل هذه الطقوس كما بالغت في نقل كل الأخبار "الوثنية" لاستبيان "صحة" المسيحية ودحض الوثنية.

يُعتقد أن طقوس الجنس الجماعي قد استمرّت لدى كثير من الفرق السريّة، كفرقة "الحشاشين" التي نشأت قي إيران وامتدت دعواتها إلى أنحاء متفرقة من الشرق الأدنى، وقد أقامت هذه الفرق طقوس الجنس الجماعي كنوع من التصوف الإلهي. إلا أننا لا نملك أي دليل تاريخي حقيقي حول مثل هذا الاعتقاد الذي لقي صدىً واسعاُ في كتابات المؤرخين والرحالة الأوربيين ما بين القرنين 11 و 13م، من بينهم الرحالة الإيطالي ماركو بولو، الذي تحدّث عن "الجنّة" لدى فرقة الحشاشين، وبرأي العديد من الباحثين المعاصرين قد بالغ جداً وكان مجحفاً بحق تلك الفرقة التي روى عنها ما كان يقال في ذلك الزمان وليس ما كانت فعلاً عليه[3].

في أوروبا المسيحية استمرت هذه الطقوس فيما يعرف بالديانة السرّية (لا نعرف عنها الكثير حتّى الآن)، والتي عرفت أيضاً في العصور الوسطى بعبادة الشيطان رغم عدم صلتها بالشيطان نهائياً، وكانوا يجتمعون في ليالي القمر الكامل ويمارسون الجنس الجماعي[4] .

طقوس البغاء المقدس:

لقد رعت إلهة الحب ما عرف بطقس البغاء المقدس[5] الذي كان يمارس في معابد إلهة الحب في كل الشرق تقريباً، حيث كان على كل امرأة أن تمارس الجنس في معبد عشتار لمرة واحدة في حياتها على الأقل مع أول رجل غريب يريدها مقابل قطعة نقدية رمزية، وكانت الكثرة الغالبة منهنّ يتبعن الطريقة التالية: تجلس الكثيرات منهن في هيكل عشتار، وتزدحم الممرات في الهيكل بالغاديات والرائحات في خطوط مستقيمة وفي كل الاتجاهات، ثم يمر بهنّ الغرباء ليختاروا من يرغبون، ويضاجعونهنّ مقابل قطعة نقدية، وعليهنّ ألا يعدن إلى منازلهنّ حتّى يمارسن الحب[6]. ويقول هيرودت: " فمن كانت من النساء ذات جمال وتناسب في الأعضاء لا تلبث أن تعود إلى دارها. أمّا قليلات الجمال فيبقين في الهيكل زمناً طويلاً، وذلك لعجزهن عن الوفاء بما يفرضه عليهنّ القانون، ومنهنّ من ينتظرن ثلاث سنين أو أربعاً".

إلى جانب هذا النوع من البغاء كان في معابد عشتار كاهناتها الدائمات المكرّسات على الدوام لممارسة البغاء ولإبقاء جذوة الحب متقدة كشعلة النار المتقدة دوماً في معابدها. عرفت هذه النساء باسمهنّ الأكادي القاديشتو (أي النساء المقدسات أو الطاهرات)[7] وكنّ يمارسن الجنس مع مختلف الرجال ولا يخلصن لرجل واحد ولا يتزوجن وأولادهنّ يبقون دونما أب (من بينهم مثلاً الإمبراطور الشهير سرغون مؤسس السلالة الأكادية[8]).

كذلك كانت كاهنات المعبد (القاديشتو) يمارسن طقس الجنس المقدّس مع الكهنة أو الملوك خلال احتفالات رأس السنة، ويمثّل هذا الطقس بعث إله الخصب وقيامته ثم لقائه بعشتار في اتصال جنسي من أجل أن يعم الخصب كل ما في الطبيعة. في هذا الطقس، بعد الاحتفالات الرسمية والشعبية لرأس السنة، يقام سرير من الأسل والأَرز ويمدّ عليه غطاء أعدّ خصيصاً لهذه المناسبة، و تقوم الكاهنة فتغتسل بالمياه المقدسة و يحذو حذوها الكاهن أو الملك، ثم تأخذ زينتها كما تتزين عشتار في لقاء حبيبها، ويؤتى بشجرة الخصب (الصنوبر) لتزين بكل رموز الخصب. تتمدد عشتار(المتمثلة بالكاهنة) على السرير وإلى حضنها المقدس يسعى تموز (المتمثل بالكاهن أو الملك)، و رأسه مرفوع، على أرض رشّت بزيت الأرز العطر ثم يضاجعها[9].

تحفظ لنا الرقم المسمارية العديد من القصائد الشعرية "الدينية" التي تصف هذه العلاقة القدسية:

تقول هي:

أمّا من أجلي، من أجل فرجي، من أجلي، الرابية المكومة عالياً، لي أنا العذراء، فمن يحرثه لي؟ فرجي، الأرض المرويّة، من أجلي، لي أنا الملكة، من يضع الثور هناك؟

فيأتيها الجواب: أيّتها السيدة الجلية، الملك سوف يحرثه لك، دموزي (تموز) الملك، سوف يحرثه لك. فتجيب جذلى:

احرث فرجي يا رجل قلبي.

وفي مكان آخر نقرأ: أيها العريس الغالي على قلبي، عظيمة هي مسرّتك، حلوة كالعسل، أيها الليث الغالي على قلبي، عظيمة هي مسرتك، حلوة كالعسل. لقد أسرتني. أقف مرتجفة أمامك. أيها العريس، لو تحملني إلى الخدر… [10].

تخبرنا الوثائق القديمة عن استمرار تلك الممارسات في القرون الميلادية الأولى فالكاتب السوري لوقيانوس السمسطائي يشرح بوضوح البغاء المقدس الممارس من قبل نساء مدينة جبيل في معبد أفروديت في أفقا خلال القرن الثالث الميلادي [11].

تغلغلت العبادة العشتارية في قلب الديانة اليهودية وأثّرت فيها كثيراً فقد كان سليمان من معتنقي هذه العبادة وليس نشيد الأناشيد المنسوب إليه إلا تأكيد على مثل هذا التأثير. إلا أنّه لاحقاً تم إدانة هذه الطقوس من قبل الديانة اليهودية نفسها باعتبارها تمثّل طقوساً آثمة فاسدة وابتكر الكهنة اللاويون [12] مفهوم الأخلاق الجنسي: عذرية النساء قبل الزواج، السيطرة الكاملة على معرفة الأبوة…الخ [13]. وهدف هذا التحريم، الذي ظهر جلياً في سفر اللاويين في الكتاب المقدس، هو تأسيس مؤسسة دينية أبوية ذكورية متسلطة على الأمة. هذا المفهوم الأخلاقي الجديد تم تبنيه من قبل الكنيسة ولاحقاً من قبل الديانة الإسلامية وتبدلت ظروف إتباعه بتبدل الأوضاع الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية، فكلما زادت تلك الأوضاع تخلفا و تراجعا أصبح تطبيق هذه المفهوم أشد صرامة.

في وقت لاحق، تم القضاء على البغاء المقدس تماماًً ونهائياً من قبل الديانة المسيحية في حملتها ضد المعابد و"المعتقدات الوثنية" في القرن الرابع والخامس الميلادي.

[1] : ديونيسيوس هو أحد آلهة الخصب اليونانية ويقابله عند الرومان باخوس, أما في الشرق فيقابله تموز. بشكل عام اعتبر ديونيسوس ممثلاً للطاقة الطبيعية التي تحمل الثمار على النضج, وكانت الكرمة هي شجرته المقدسة التي تنج الخمر المقدس. عرفت طقوس ديونيسيوس السرية بطقوس الشرب والمجون والرقص والجنس كأحد الطرق الصوفية للوصول إلى الاتحاد مع الذات الإلهية المخصبة.

[2]: Campbell, Joseph. Creative Mythology. p. 159-161.

[3] : فرهاد دفتري. خرافات الحشاشين وأساطير الاسماعيليين. ترجمة سيف الدين القصير. ص. 169-180.

[4]: M. Esther Harding. Woman’s Mysteries. P. 141.

[5] : إن كلمة بغاء هي مجحفة جداً بحق هذا النوع من الممارسات الجنسية المقدسة فهو لم يكن بغاء حقيقياً , وإنما ممارسة جنسية مقدسة كنذر لإلهة الحب والخصب, والبغايا أنفسهن لم يكن يسمين بغايا إنما قديسات. على أية حال فإننا نتبع ها هنا المصطلح العام المعروف بالرغم من تحفظنا الشديد عليه.

[6] : بول فريشاور. الجنس في العالم القديم. ترجمة فائق دحدوح. ص. 94-95.

[7] : س. ه. هوك. ديانة بابل وآشورز ترجمة نهاد خياط. ص. 24.

[8] : الجدير بالذكر هنا أن قصة ترعرع سرغون مطابقة تماماً لقصة موسى في التوراة, حيث أن أم سرغون رمت بابنها في سلة في النهر خوفاً من بطش الكاهن الأكبر, ثم التقطه راعياً من على ضفاف النهر وربّاه حتى شب وأصبح ملكاً وأسس أول إمبراطورية في التاريخ.

[9] : صموئيل كريمر. طقوس الجنس المقدس عند السومريين. ترجمة نهاد خياط. ص. 116.

[10] : صموئيل كريمر. طقوس الجنس المقدس عند السومريين. ترجمة نهاد خياط. ص.135.

[11] : انظر لوقيانوس السمسطائي. الإلهة السورية.

[12] : وهم الكهنة من نسل لاوين بن يعقوب المكلفون بالاهتمام بالقدس, وقد وضعوا وسطروا السفر الثالث من الكتاب المقدس الذي عرف بسفر اللاويين كمرشد للطقوس الكهنوتية والمحرم و المحلل في القدسية.

[13] : مارلين ستون. يوم كان الرب أنثى " نظرة اليهودية والمسيحية إلى المرأة". ترجمة حنا عبود. ص. 160.
 
أعلى