قصة ايروتيكية نوع ثالث ـ شريف الغريني

  • بادئ الموضوع لا أحد
  • تاريخ البدء
ل

لا أحد

[SIZE=6] شريف الغريني
نوع ثالث
[/SIZE]

تعلمت على يديه كل فنون الجسد، نزع صديرتى وسروالي بنظرة واحدة في أول لقاء، لمساته تبدأ من عينيه، لم تضل يديه طريقها أبداً، قبلاته بنهاتها الموسمية كانت تحلق بي في طائره صنعتها أحضانه، علمني كيف أسبح في مجهولاته، تمنيت أن يغرقني في أية هوة مظلمة، كنت أثق فيه وأعلم أنه سيشعلها ضياءً ودفئاً بأدواته الكثيرة، لم تكن أدوات عشقه كالتي لدى كل الرجال، في كل مره كنت أتوقع أن يخرج لي أداه جديدة .آه . ما أروع مجاهيله ومفاجأته تلك التي كنت أعتصرها وألعقها على أصابعه وأمتص جزيئاتها السائلة على جسده المعطر بروح النشوة الباعثة لأريج الرغبة المنفلتة. شغلني كثيراً بأصابعه تلك وبكل أسرارها المباغتة. كم أذابني في زوايا أنامله التي كانت تقرأ صفحات جسدي بلمسات عالمه تعرف الطريق أوله وآخرة، تحل شفراتي وتعيد تشفيري فلا أستجيب لأنامل بعده أبداً .

لكنه رحل بلا نُذر وتركني بأختامه وأكواده كصندوق فرعوني مغلق على أسراره، صرت بعده باحثه الليل والنهار، طبيبه أعالج سقم البشر صباحاً وعاهرة في الليل ابحث له عن مثيل.

ارتدتُ المواخير، راقني في النهاية مكاناًً بعينه أصبحت عضوه فيه بعد زيجات ألقيت فيها الرجل تلو الآخر من شرفه حياتي. انتهى من عملي بالمشفى، أذهب إلى بيتي، أمارس طقوس التحول،أخلع الرداء الأبيض وأرتدي خطوطا وخرائط لا يفهمها إلا .. أجلس بصدر شبه عار وسيقان تشعل ذاك الركن الكابي الذي أجلس فيه وحيده، أضع على كل رجل يمر أمامي صورته، لقبوني هناك ملكه الليل لأني أختار رفيق الفراش ولا أتقاضى أجراً ..شيء ما يذكرني بفارسي الغائب في ظلمات هذا الماخور . الفتنه والشياطين الهائمة في أركان المكان تذكرني به . التهامات الشفاه المبتلة برضاب الهوى تذكرني به.

ذكريات أليمه مرت بي في هذه الليلة التي كنت فيها جالسه يقتلني الضجر، انتظر غائب لا يأتي، استعدت أحداث الليلة الفائتة التي قضيت بعض منها مع خنزير بائس اصطحبني إلى غرفته بالفندق، شعرت بأسى عميق عندما صدمتني صورتي معه وهو يقترب منى متعلقاً بأثدائي ،بعد أن أفرغ شحنته القذرة بسرعة كالأرنب، استلقى على ظهره، أخرج نقوداً ألقاها لي على الأرض، بصقت في وجهه ثم انصرفت لاعنه نفسي وكل الرجال .

الليلة بالذات اقتحمنى شوق وصل بي إلى منتهاه عندما شاهدت للمرة الأولى هذا الرجل الحائر على طاولته، متردداً لا يشرب من الكأس الموضوع أمامه، ينظر للنساء ولا يستدعى أي واحده من أولئك المتربصات، دخان سيجارتي الكثيف كان يخرج من الظلمة التي أجلس فيها ليحيط بضوء مصباح طاولته، لم يرى منى سوى شبح ينفث دخاناً بينما كنت أراه جيدا واتابع حيرته، خلع ساعة يده، كأنما يتخلص من قيد، وضعها على الطاولة بجوار تليفونه، أشعل سيجاره، سعل بعدها بشده ثم أطفأها. سحقت عقب سيجارتي في الرمّاده ونهضت بثبات، اتجهت ناحيته، اقتربت من طاولته حتى رآني، لم يدعني للجلوس، زحزحت مقعدا خاليا ليتسع لجلوسي، قال لي معتذراً لا مكان لأحد على طاولتي، تسمرت في مقعدي، نظرت في عينيه وإلى تقاسيم يديه ودلالات أصابعه.

قال لي لم أت إلى هنا إلا من أجل أن أواجه رغبه تراودنا منذ سنوات، تعودت المرور من أمام هذا المكان في الصباح المبكر وفى الليل المتأخر، أعرف تقريباً وجه كل امرأة تعمل هنا ، شيء ما يناديني من داخل هذا الجحيم، أعرضت عنه كثيراً لكنى الليلة قررت مواجهته أو مواجهه نفسي، أنا المتزوج، المصلى الذي يخاف من الخطيئة .

سحبت شالا كان يحوط وسطي وضعته على أكتافي، وأسدلته على صدري العار الذي بدأت عينيه في الاصطدام به، لم أشعر بالتعري من قبل مثلما شعرت أمام هذه العين، وسامته كانت مثيره لكل زميلاتي، إشاراتهم الوقحة أكدت لي أنهم يتمنونه ولو مجاناً، لكن الأمر اختلف بالنسبة لي، هذا الرجل ليس كالآخرين ولا كالذي أبحث عنه انه نوع ثالث لا علاقة له بهرموناتى النزقة، حرج كبير لم أتوقعه انتابني. صوته، اضطرابه الطفولى، خوفه من المجهول ، عطره المائي الشفاف .. ربما كل هذه الأشياء وضعتني في أزمة، نسيت العاهرة التي تسكنني، تكلمت معه بلسان الطبيبة، سألته عن أشياء في عمله، تكلمنا في السياسة والدين، انقضى الليل إلا قليلاً، استأذنت في الانصراف، خرج معي، تجولنا في الشوارع حتى آذان الفجر، تركته وانصرفت مغمضة العين لا أقوى على فتحها أمام أنوار مصابيح المسجد الذي هُرع إليه.
 
التعديل الأخير:
أعلى