أعشى همدان - لمن الظعائن سيرهن ترجف

لَمِنَ الظَعائِنُ سَيرَهُنَّ تَرَجُّفُ
عَومَ السَفينِ إِذا تَقاعَسَ مِجذَفُ
مَرَّت بِذي خُشُبٍ كَأَنَّ حُمولَها
نَخلٌ بِيَثرِبَ طَلعُهُ مُتَضَعِّفُ
عولينَ ديباجاً وَفاخِرَ سُندُسٍ
وَبِخَزِّ أَكسِيَةِ العِراقِ تُحَفَّفُ
وَغَدَت بِهِم يَومَ الفِراقِ عَرامِسٌ
فُتلُ المَرافِقِ بِالهَوادِجِ دُلَّفُ
بانَ الخَليطُ وَفاتَني بِرحيلِهِ
خَودٌ إِذا ذُكِرَت لِقَلبِكَ يُشغَفُ
تَجلو بِمَسواكِ الأَراكِ مُنَظَّماً
عَذباً إِذا ضَحِكَت تَهَلَّلَ يَنظُفُ
وَكَأَنَّ ريقَتَها عَلى عَلَلِ الكَرى
عَسَلٌ مُصَفّىً في القَلالِ وَقَرقَفُ
وَكَأَنَّما نَظَرَت بِعَينَي ظَبيَةٍ
تَحنو عَلى خِشفٍ لَها وَتَعَطَّفُ
وَإِذا تَنوءُ إِلى القِيامِ تَدافَعَت
مِثلَ النَزيفِ يَنوءُ ثُمَّتَ يَضعُفُ
ثَقُلَت رَوادِفُها وَمالَ بِخَصرِها
كَفَلٌ كَما مالَ النَقا المُتَقَصِّفُ
وَلَها ذِراعا بَكرَةٍ رَحبِيَّةٍ
وَلَها بَنانٌ بِالخِضابِ مُطَرَّفُ
وَعَوارِضٌ مَصقولَةٌ وَتَرائِبٌ
بيضٌ وَبَطنٌ كَالسَبيكَةِ مُخطَفُ
وَلَها بِهاءٌ في النِساءِ وَبَهجَةٌ
وَبِها تَحِلُّ الشَمسُ حينَ تُشَرِّفُ
تِلكَ الَّتي كانَت هَوايَ وَحاجَتي
لَو أَنَّ داراً بِالأَحِبَّةِ تُسعِفُ
وَإِذا تُصِبكَ مِنَ الحَوادِثِ نَكبَةٌ
فَاِصبِر فَكُلُّ غَيابَةٍ سَتَكَشَّفُ
 
أعلى