الإمام جلال الدين السيوطي - لما تركت النيك حتى ضممتني

لما تركت النيك حتى ضممتني = إليك إلى أن يلتقي النهد بالنهد
و دحرجتني حتى تهيج غليمتي = و تذهب عني وحشة البعد بالود
و لاعبتني حتى تراخت مفاصلي = بألطف ملعوب من الهزل و الجد
كعضي و قرصي في رقيق خواصري = و قلبي و إقعادي سريعا على الفخذ
و فركي على فرشي و فرك أطارفي = و خلع ردائي واللباس مع العقد
و بطحي وفشخي و افتراشك فقحتي = و تعليق أردافي بقائم مُمْتَد
و تنظُر ما حازَ اللباسُ و ما حَوَى = من الرَدفِ كالقطنِ الملَّففِ بالوردِ
و كالفهدِ غضبانٍ تدلت شفاهُهُ = مربرب منتوفٍ مسطح كالمهدِ
يَفيضُ على الكفين حين تضمهُ = و داخله نار تَضَرًّمُ بالوقدِ
على عمد الساقين حين علوتها = طري مَجَسٍّ ناعم الشحم كالزُّبدِ
يَعَضُّ إذا أولَجْتَهُ عَضَّ مُشْفِقٍ = و يمتصه في السَّلِّ كالطفل للنهدِ
فَجسَّ و مَلّس فوق قُبَّة سَطْحِهِ = وَ طَقْطقْ على الأعكان و البطن و الفخذِ
إذا قام كالمتراسِ و الزندِ والعصا = وإنْ هدَّم الأركان خَرَّت من الهَدِّ
و تخنقه حتى تبين ضلوعه = و تخشى عليه الشقَّ و القدَّ بالقَدِّ
فـَنَقِّر شِفَارِ الكُسِّ بالرأس نقرةً = تيسر بالإيلاج و الرهزِ من بعدِ
و تَفَرُجُ ما بين المشافِرِ فُرْجَةً = وَتَصْقِلها حَكًّا بمزور مُعْتَدِّ
و صَلْعتهُ أعْرُكها وَ حَرِّك شفَاهَهُ = و أعتابه انْحَتها و لا تَخَشَّ من هَدِّ
وَمَكِّن بباب الُكسِّ كمرتَهُ وَقُم = فَأوْلِجُهُ إيلاجَ المُهَنَّد في الغمدِ
وأطبِقْهُ لي شيئًا فشيئًا يَسُرُّني = و في صَدرِهِ سَكِّنْهُ أبلُغْ به قَصْدِي
و مِنْ بَعْدِ ذا زَحْزَحْ وَحَرِّك متابعًا = و أَكْثِر منْ الرَّهْزِ الموافِقِ للجَبْد
و طَرِّق طَرْطقْه وأَذل و دُكَّهُ = و قل شق قح على الشفر بالجدِّ
و فَشِّخْهُ وانْحَتُهُ و لَطِّم جِداره = و بالنحرِ فالحَقْ ثم فادلُك على الجل




* منقول عن "نواضر الأيك في معرفة النيك
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى