أمجد ناصر - وردة الدانتيل السوداء

أمجد ناصر
وردة الدانتيل السوداء


وإذ رأى ما رأى
أطرقت
وضمت
وجهلت .
إجلسي
أرجوك
بهذين الحقلين المحروثين
بقرني ثور سأضمن القطاف .
إجلسي
وباعدي,
قليل من الهواء للغصن المنحني بكمثراه.
اللؤلؤة في الأنف
نجمة الذهب الضئيلة
تشع تحت النظر المستقيم .
أيتها الفائقة النمش
يا بدوية البرد
باعدي قليلا ليصل الهواء
إلى الكمأة التي تنبلج
تحت المحراث .
أمطاري جافة
وشفتاك بليلتان .
البرد يطوينا من الأعماق
نرتجف لأن النمش الذي ترمينا به
يهطل على الجراح .
قلبي يرتجف من برد قديم.
الليل .
القطار الذي تجره ثيران كهلة
المرأة تنشر أبيضها على الغريب .
أبيض هو الحليب
أبيض هذا الليل بقلب أسود
أبيض
مخاتل
غال
وعال
بحذاءين أسودين
أبيض هو الأشقر المحروس بعشب ساهر ,
عشب الوحش اللطيف الهائج في السفح .
الأبيض
البراق
المسترق
الشاع
المجتلب الشهقات
أبيض الزبد
والموت على وسادة الرعشة .
الأبيض
ذو الشامة
ذو المرمر
أبيض الفيروز
أبيض الإستدارة
أبيض علىحواف الزهري
أبيض تلال بلا مرتقى
أبيض مخبؤ
ملفوف بالشرائط
غاف في الساتان
أبيض الغالب سواه
الأبيض السليط
أبيض النوم والندم
أبيض الغيم الممطر في المخادع
الأبيض المكين
الذي أخرجنا سافرين من كل أرث
أبيض الزلفى والطاعة
أبيض الضراعة والشآبيب .
يا أبيض غلابا
حمال روائح وارتجاجات .
نائم في أقطانه
سيدي الصغير
لا يفيق على نايات اليد .
قمع سكر يذوب في الرغاب .
غر
ومزده بحليه والتخاريم .
نظيف
ومحفوف
وماثل
يلمع في نداه الزيتون .
مغسول بأمطار وصواعق ,
له هذه الرائحة :
قطع الأعشاب في الصباح.
الأفعوان يتلوى في الزخم
العين الكبيرة تحدق .
تترك الثياب شاهدة برهبة
طائر الأكمة على السهم الذي شق
تترك رائحتها
تترك الانفاس
والأصابع المنطبعة على استدارة القميص ,
عرق الركبتين
يمحو حبر الليل
ويشعشع فوح الحمى.
ذهب الهامة يضوي
مسك وبوم نساب
متطوح بعناية
عارف بمواضعه الباهرة
بالظلال التي يسقط فيها الغريب .
البتلة تتوتر وراء الشاش
الصرخات يتلوها الفيض .
الرائحة تبوح بمكنونها
رائحة الاحتفاظ بالكنـز.
الأسود يواري القوة ويدخرها
القوة التي تبسط
الكهرباء التي تشل
الارهاب المجرب
فتنة الذهب الكبرى
تسيل علىالكاحل
تقترح حربا تدوم .
تقدمي من الذراع المانحة
براكين الشبيه لا تكفي لتقدير الوطأة.
العذاب
مصور
مغتلم
ومشتبه.
العناق وقوفا
في قطار يعبر صفين من الأشجار .
باللمسة
أحرر المثال من قالبه.
وعلى
ضوء
المياه
الشفيفة
أصل
إلى
أصل
الصرخة .
حر وطليق السارح في الظلمة
يحتمي بسفحه ويثقب الرائين ببرعم قاتم
ثمل بالصهباء
التي ترشح من عطفاته .
الشفرة
تقطع
خيط
الألم .
الحقوان وما يطويان قبل المياه
فوح
نـزول
المادة
من صدع الأيقونة .
وردة الدانتيل السوداء
في أعالي الفخذ
قبلة الملك السعيد في الليلة الألف
حيث تنـزلق الأفعى المرقطة في النداوة
لتحرس الحبق .
الأعضاء تتنفس وتكنـز ثروتها
تنحنين على ثمرة الكستناء
الاستدارة تلمع في مرآة الهواء
وتهب رائحة المجرى.
في أعاليه
أسود هو الحرير
يتطاحن الأمراء تحت عقدته
وينسفك اللعاب
يصلون إلى الجوهرة ضارعين
زحفا على الأكواع .
أهذي من الحب
وأعب الهواء المتروك .
أرينيه ناهضا من نومه
مغمورا بالوعود .
على غرته ندى
وفي أقراطه رمان .
أريد
أن
أراه
خارجا من خدره
جاذبا إليه
ريق الصباح .

.
 
أعلى