الراغب الأصفهاني ـ محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

نوادر في الدلك:

نظرت امرأة أشعب إليه وهو يجلد عميرة فعاتبته فقال: كانت عميرة خيراً منك فما أصنع؟ودعاها إلى الطعام فقالت: أنا لا آكل مع ضرتي، ودخلت امرأة مرتد عليه يوماً وهو يصب الماء على رأسه فقالت: ما هذا؟فقال: جلدت عميرة، ودخل عليها يوماً فوجدها تغتسل فسألها فقالت: جلدتني عميرة. وكان رجل هجمه الحر فاستند إإلى جدار فانعظ، فجلد عميرة فأشرفت جارية فرأته فكتبت إليه رقعة:
يعز على البيض الأوانس كالدما
وقوفك بين الباب والدار تصلج
تقلب ايراً ليس للعير مثله
وهن إليه من نسائك أحوج
وقيل لرجل يدلك: ما تصنع؟ قال: أرفق المعيشة وقال بعضهم: رأيت أعمى يجلد ويقول: فديتك يا سكينة! فأخذت خشبة ولوثتها بعذرة ومسحت بها شاربه فقال: فسوت يا سكينة!

المباذلة:

قال الجماز لم يبق من العدل إلا المباذلة.
راشد:
إذا ضاقت الأيدي وأعوز نقدها
رأينا ابتياع النيك بالنيك أجملا
الجماز:
فنك المرد فما من لذةٍ
حصلت ما لم تنكهم وتنك!

المتوسط بين متباذلين:

الخبزارزي:
أتنشط للوصل يا سيدي
فإن الحبيب له قد نشط
أحب اجتماعكما في الهوى
عسى الله يصنع لي في الوسط
وله يخاطب صبيين:
وتعلما أن الحذيا حق من
أضحى وزيراً في البذال وحاكما

الدبيب:

قيل لمحمد بن زياد: أنفقت جارية فلان خمسة آلاف دينار وكان يمكنك أن تحصلها شراء بألف دينار! فقال: يا أحمق وأين شهوة الدبيب ولذة المسارقة والإنتظار الخفي؟ وأين برد الحلال وفتوره من حرارة الحرام؟ ألم تسمع إلى قول أبي النواس:
ألذ النيك ما كان اختلاساً
بمنعه الحب أو منع الرقيب
وأضاف الفضل بن عتبة رجلاً فدب على جارية، فلما تمسح لدغته عقرب فصاح، فقال الفضل:
وداري إذا نام سكانها
أقام الحدود بها العقرب
إذا غفل الناس عن دينهم
فإن عقاربهم تغضب
ودب إنسان على إنسان فانتبه وفي استه ايره فقال: ما هذا؟فقال: والله الذي لا إله إلا هو ما علمت ولكن من هنا تمم النعمة وأجعلها عندي يداً. ودب رجل إلى الجماز يظنه أمرد فانتبه فناوله بزاقاً وقال: مر في سفرك فستحتاج إلى هذا إذا انقضى بك السفر، يعني أنك ستنبطح.

نيك البهائم:

في الخبر أنه لعن من يتعاطى مع بهيمة. وقال ابن عباس: اقتلوا مواقع البهيمة مع البهيمة. قال عباد: فقلت لعكرمة: فما بال البهيمة؟قال: لئلا يقال هذه البهيمة التي واقعها فلان. ناك رجل كلبة فعقدت عليه وجعلت تعدو والرجل يتبعها فقال له رجل: عض جنبيها واضربها، ففعل فأفرجت له فقال له: لله درك أي نياك كلاب أنت؟ورؤي شيخ ينيك أتاناً في يوم الجمعة وهي تضرط وهو يصلي فقيل له فقال: ألا أشكر الله على اير يضرط الأتان!وسئل ابن الأعرابي عن قول الشاعر:
إذا ما ولدوا شاةً تنادوا
أجديٌ تحت شاتك أم غلام
قال: أنه يعيرهم بنيك البهائم، أخذ فتيان بني كلب الفرزدق فأتوه بأتان فقالوا انكحها كما كنت تعير ابن الخطفي فقال: إن كان ولا بد فأئتوني بالصخرة التي كان يقوم عليها فضحكوا وخلوا عنه.

النهي عن القيادة والرخصة فيها:

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: يتاب عن الزاني ولا يتاب عن القواد. وروي في الخبر أنه أخذ رجل كان يجمع بين الرجال والنساء فقال: ما لكم ولمن يجمع بين الصديقين فيرخى عليهما ستره، وفي بيته استراحة الأحرار وذوي الأقدار، والعرب كانت تسمي القوادة أم الحكيم لأنها تأتي الصعب فتسهله والقريب فتبعده.

الحاذق في القيادة:

سمع رجل قول عمر بن أبي ربيعة في قوادة:
فبعثنا طبة عالمةً
تخلط الجد مراراً باللعب
ترفع الصوت إذا لانت لها
وتداري عند ثوران الغضب
فقال: لو ادعت النبوة بهذا الخلق تسلم لها، وسمع ذلك ابن أبي عتيق فقال: ما أحوج الناس إلى خليفة مثلها.
شاعر:
في فمها من رقى ابليس مفتاح
وقال:
لا يغرنك في مجلسه
طول السكوت
وتسابيح أديرت
في يديه بخفوت
إن يشأ ألف ضباً
حسن تأليف بحوت
ويقود الجمل الصعب
بخيط العنكبوت
وقال:
إذا هويت يا أخي عتاده
من الغواني صعبة المقاده
فابعث لها عجوزةً قواده
كالحسن البصري أو قتاده
- تلوح في جبهتها سجاده وقيل: هي أقود من ظلمة. وكانت امرأة قوادة أوصت إذا هي ماتت أن تحرق وتجعل في صرة، فيذر منها على ختان الصبي فيلتحم، وعلى أحراء الصبيات فإنهن يلهجن بالزب ما عشن. وقيل: أقود من ليل بهيم، ومنه:
الشمس نمامةٌ والليل قواد
وقيل لرجل: ما عندك للنساء؟قال: القيادة عليهن. وقيل لآخر: ما بقي عندك من آلة الزنا؟ قال : البصاق.

نوادر في القيادة:

سمع أبو الهذيل رجلاً ينشد:
يغشون حتى ما تهر كلابهم
لا يسألون عن السواد المقبل

فقال: أوشك أن تكون هذه دار قواد أو خمار؛وأخذوا مخنثاً جمع بين شريف وشريفة فخلوهما، وحملوا القواد إلى السلطان فسئل فقال: هؤلاء وجدوا طائرين في قفص فخلوا الطائر وحبسوا القفص.
المعير بالقيادة:

قيل لرجل قواد: يا قواد، فقال: قدمت على أمك ليس هذا عذراً لك.
أبو نواس:
كل عم حمله السلاح إلى الحر
ب فأوصى المقيم أن لا يقيما
وقيل لأبي عون: قد بنى المتوكل بناءين سماعهما الشاه والعروس، فقال : فرغ من حمل ذكران الناس على الإناث حتى صار ينايك بين الأبنية.


حظر الزنا واستباحته:

أما الزنا فمجمع على تحريمه. وجاء أبو كثير الهذلي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله أن يحل الزنا فقال: أتحب أن يؤتى إليك في حرمك مثل ذلك؟قال: لا، ثم قال: فادع الله لي أن يذهب مني لشبق فدعا له فقال حسان:
سألت هذيلٌ رسول الله فاحشةً
ضلت هذيل بما قالت ولت تصب
سألوا نبيهم ما كان مخزيهم
حتى الممات، وكانوا غرة العرب

مما جاء في السوأتين والجماع


جواز ذكر السوأتين والجماع واستحباب الكناية عنهما:

قال صلى الله عليه وسلم: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أمه ولا تكنوا. ورأى ابن عباس رجلاً يتظلف عن ذكر السواتين فقال: أن تصدق الطير ننك لميسا. ودخل في الصلاة يريه أن ذكر ذلك مما لا يحرج. وقال محمد بن سيرين في قوله تعالى " وإذا مروا باللغو مروا كراما " أي إذا ذكروا الفرج كنوا عنها وكثر استعمالهم الكنايات في ذكره نحو هن وذكر وسوأة، ويقول البغداديون في الكناية ابو أيوب وسمت العرب فرج المرأة ابا ادراس وذلك من الدرس وهو الحيض.


قوة الاير على العمل:

سمعت أعرابية رجلاً ينشد:
وأنعظ أحياناً فينفذ جلده
فأعذله جعهدي وما ينفع العذل
فأدخله في جوف جاري وجارتي
مكابرةً مني وإن رغم الفحل
فقالت: بئس والله جار المغيبة أنت!فقال: والتي معها زوجها وأبيها وأخوها، وأنشد بشار:
عجل الركوب إذا اعتراه نافضٌ
وإذا أفاق فليس بالركاب
فتراه بعد ثلاث عشرة قائماً
مثل المؤذن شك يوم سحاب
وقيل: أنكح من خوات، وهو صاحب ذات النحيين. وأنكح من ابن العز، وهو الذي أنعظ فجاء بعير فاحتك بايره يظنه جذلاً. وقيل: اير كعصا البقار ومنه:
يحمل ايراً مثل اير البغل
وقال:
يحمل ايراً مثل جردان الجمل
لو دس في متن صفاةٍ لدخل
وقيل: إتن جعفر بن يحيى الصيرفي خرج من الدنيا وما نكح امرأة بكل ايره. وقيل أعظم الايور اير الفيل وأصغرها اير الظبي. وكان لابن عمر أربع نسوة وثلاثون جارية، وربما طاف عليهن في ليلة.


النعظ:

قيل أنعظ من بلبلة الإبريق: حسنويه:
أنعظ حنى كأن فقحته
مجموعةٌ في زيار بيطار
كأنه والأكف تلمسه
عنق ظليمٍ بغير منقار
وقال سهل بن هارون: ثلاثة يعودون إلى حال المجانين: السكران والغضبان والغيران. فقال بعض أصحابه وما تقول في النعظ؟فضحك وقال:
وما شر الثلاثة أم عمرو

تمني عظم المتاع:

قال أبو سعيد راوية بشار: رأيت بشاراً يوماً وهو يضحك فسألته فقال: تفكرت في شيء ليس على وجه الأرض رجل إلا يود أن ايره أكبر مما هو عليه ولا امرأة إلا تود أن حرها أضيق مما هو عليه ولو أعطي كل واحد طلبته لبطل التناكح، فمنع سؤليهما لطف من الله تعالى. وحكى المعروف بابنة الجن المخنث: ليس في الأرض رجل إلا وهو يتمنى لامرأته اير الحمار!قيل: وكيف ذلك؟فقال: لأنه يتمنى أن يصير ايره كاير الحمار ينكح به امرأته. وقال مديني: اللهم ارزقني ايراً سداه عصب ولحمته قصب، ولا يصيبه تعب ولا نصب، وينيك من رجب إلى رجب. وكان بعض الكبار يقول: اللهم قو ايري فإن به قوام أهلي. وتفاخر قوم بكبر الايور فقال أعرابي: لو كان كبر الاير فخراً لكان البغل من قريش. وقيل لبعضهم: أتحب ان يكون لك اير كبير؟قال: لا!لأن منفعته تكون لغيري وثقله علي.
استعظام قدر الاير:

رأى مخنث خادماً من بعيد فظنه أمرد فلما دنا منه قال: يا ناقص هذا صلف من له أربعة ايور، وأنت فارغ السراويل. ورأى مخنث رجلاً يتبختر فقال له: أعلوي أنت أم قرشي؟قال: أنا فوق ذلك إني اير!فقال: تبختر ثم تبختر. وسمع مخنث رجلاً يذم ابنه ويقول: ومع ذلك له اير في طول المنارة فقال: ابنك كله فضيلة وأنت لا تشعر!ونظر آخر إلى قبيح كبير الاير فقال: يا شين ما علق عليك هذا الرين. ونظر آخر إلى كبير الاير كثير الشعر فأخذ يبكي ويقول: انظروا إلى الخليفة في القطيفة! شاعر في اير:
ته على الناس جميعاً
وتقدمهم بايرك
نال موسى بعصاه
فوق ما نلت بايرك!


مفاخرة الرجل والمرأة بسوأتيهما:

قال المتوكل يوماً لعبادة وزكوية: تسابقا فأيكما سبق فله كذا فسبقت زكوية فقال المتوكل لعبادة: سخنت عينك تسبقك امرأة!فقال: هي تعدو ببادين، وأنا أعدو بخرجين وعلاوة. وقال جارية لمخنث: ما أعظم بليتي بك!قال: بليتك في حرك أعظم سود وجهه وشق وسطه وقطع لسانه، وحضر إلى جانبه كنيف!رأت صبية صبياً كشف لها عن ايره وقالت: لعن الله أبي ما زاد على أن شقه وتركه.
المستفتي في سوأته عالماً سخفاً:
سئل الأحنف: ما بال استاء الرجال عليها شعر واستاء النساء لا شعر عليها؟ قال: لأن استاء الرجال حمى واستاء النساء مرعى. وسئل مخنث: ما بال هن المرأة ينبت أسرع من الرجل؟فقال: لقربه من السماء ويسقى من فوقه. قيل لقطرب: أيهما أسرع على المباضعة: الاير أم الحر؟فقال:
فوالله ما أدري وإني لصادقٌ
ألاير أدنى للفجور أم الحر
فقد جاء هذا مرخياً من عنانه
وأقبل هذا فاتحاً فاه يهدر


اختيار المرأة اير دون اير:

قالت ابنة الكميت لأمها: أي الايور أحب إليك؟قالت: اير فرس في حرارة قبس، في لين فنك في استدارة فلك في حقو رجل صمك. وقالت جارية: ما شيء أحب إلي من رجل ينيكني بايره في حري، وخصيته تدق على باب استي فتهيج شهوتي.


وصف المتاع في سبيل اللغز:

سأل خلف الأصمعي عن قول الشاعر:
ولقد غدوت بمشرقٍ يافوخه
عسر المكرة ماؤه يتدفق
مرح يسيل من النشاط لعابه
ويكاد جلد إهابه يتمزق
فقال: يصف فرساً فقال: أرانيك الله على مثله. ووقف أعرابي ينشد بكراً على جماعة فقال: من عرف بكراً أحمر في عنقه علاط وفي أنفه خزام يتلوه بكرتان سمراوتان، وإن أقرب عهد العاهد به الليلة؟فقالت جارية: ما عنيت بذلك إلا ما ضمه سراويلك. وقال مخنث لأعرابي: هل لك في شيء أسفله زرع وأعلاه ضرع وليس بباذنجان ولا قرع؟فقال: على هذا لعنة الله.


وصف الحر بالضيق والحرارة:

سئلت بنت الحسن أي الأحراح أطيب؟فقالت: الذي إذا دخلت فيه غص وإذا أخرجت منه مص.
ووصف رجل امرأة فقال: أحر من الحمام وأمص من الحجام.
امرأة:
إن حري أضيق من تسعين
يمص مص الحاجم المكين
وقال ابن الرومي يصف سوداء:
لها حرٌ تستعير وقدته
من قلب صبٍ وصدر محتنق
يزداد ضيقاً على المراس كما
تزداد ضيقاً أنشوطة الوهق
أخذه من قول النابغة:
وإذا لمست لمست أخشم جاثماً
متحيزاً بمكانه ملء اليد
وإذا طعنت طعنت في مستهدفٍ
رابي المجسة بالعبير مقرمد
وإذا نزعت نزعت عن مستحصفٍ
نزع الحزور بالرشاء المحصد


الواسعة الباردة:

وصف أعرابي امرأة فقال: مفازة مكة في سعتها ثقب عفصة وبلح همدان عند بردها حر مكة. وسئل عمر بن عثمان عن جارية اشتراها فقال: فيها خصلتان من الجنة: البرد والسعة. وللصاحب: وفلانة وصفت بأنها في الضيق كوز فقاعه، فكشفتها في الخلوة عن ذيل دراعه. الناجم:
يشبه عندي بربخاً ... مركباً في مخرج
وقال رجل لجارية: ما أوسع حرك؟فقالت: فديت من كان يملأه ثم قالت:
وقال لما خلونا أنت واسعةٌ
وذاك من خجلٍ مني تغشاه
فقلت لما أعاد القول ثانيةً:
أنت الفداء لمن قد كان يملاه

وقال ماجن لجارية: لأنيكك باير مثل صومعة حصين. قالت: إذا والله امكنك من حر مثل صحراء نجد. ثم قالت تفتخر بحرها:
تدل بطول الاير منك وعرضه
ولي كعثبٌ أخفيك في شطر بعضه
ولو أن عوجاً فوق فيل فاقبلا
إليه لمر الفيل فيه بركضه

وقال أبو زيد الكتاف: بقيت زماناً لا أجد امرأة تستوعب ما عندي، فظفرت بواحدة فجعلت أدخله شيئاً فشيئاً حتى أوعبته ثم قلت: أخرجه؟فقالت: سقطت بعوضة على نخلة. فلما أن ارادت الطيران قالت استمسكي لا طير فقالت النخلة: ما شعرت بوقوعك فكيف أشعر بطيرانك؟
ذهبت والله نفسي
فيك يا أحمق فكرا
إنما طولك فترٌ
كيف تستوعب شبرا؟

وقالت امرأة لرجل جامعها وأبطأ الفراغ: افرغ فقد ضاق قلبي. فقال: لو ضاق حرك لكنت فرغت منذ زمان!ورأى رجل رجلاً يبول باير حمار فقال له: كيف تحمل هذا الاير؟فقال: أكبير هو؟قال: نعم فقال: إن امرأتي تستصغره. اغتلام


المرأة بغيبة الرجل:

خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة يطوف بالمدينة، فمر بامرأة من نساء نجد تقول:
تطاول هذا الليل تسري كواكبه
وأرقني إن لا خليل ألاعبه
فوالله لولا الله والعار بعده
لحرك من هذا السرير جوانبه
ثم تنفست وقالت: هان على ابن الخطاب وحشتي في بيتي وغيبة زوجي عني، فلما أصبح بعث إليها نفقة وكتب إلى عامله برد زوجها وسأل ابنته حفصة: ما قدر ما تصبر المرأة؟قالت: أربعة أشهر.


المتعرض للنكاح تعريضاً صريحاً:

كانت رقاش بنت عمرو بن الصلت عند كعب بن مالك فقال لها يوماً: اخلعي درعك؛فقالت: خلع الدرع بيد الزوج، فقال لها تجردي؛فقالت التجرد لغير النكاح مثله. وقال رجل لجاريته: نأكل ثم ننيك. فقالت: بل ننيك ثم نأكل. فاستملح ذلك منها وكتبت امرأة إلى صديقها:
عجل فقد أمكن الزمان
وبادر الوصل يا جبان
بادر فإن الزمان غرٌ
من قبل أن يفطن الزمان

ونتفت امرأة وكتبت إلى صديقها:
فديتك سهلت السبيل الذي اشتكى
جوادك فيه للحفا من خشونته
فإن كنت تهوى أن تزور جنابنا
فلا تبط عنا فالهلال ابن ليلته

وقالت جارية بن سيرين له يوماً: كن، وقدم النون. فقال: الساعة.
وبعث هشام إلى عبدة بنت عبد الله بن معاوية وكانت غضبى فلم تجبه، فجاءت جارية له فكشفت جانب ستره وقالت: " أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى " فاستحسن ذلك ودعاها. وكان رجل يعشق جارية فاجتمع بها ليلة فجعل يعاتبها فقالت: يا جاهل دع العتاب للكتاب واجعل قميصي مخنقتي. وقال رجل لجارية ما اسمك؟قالت: اناك!قال: من خلف أم من قدام حلال ام حرام؟قالت: كيف شئت كما شئت. وقال أبو العيناء اشتريت جارية فقعدت يوماً بجنبي، فجعلت اقبلها وأترشفها لا أزيد على ذلك فقالت: أتحفظ لأبي النواس:
حدثنا الأشياخ فيما رووا
ابو زيادٍ شيخنا عن شريك:
لا يشتفي العاشق مما به
بالضم والتقبيل حتى ينيك!

وكان للرشيد مائتا جارية تبلغ النوبة إلى كل جارية في مائتي ليلة فصعد ليلة فإذا جارية تغني:
ألا يا داركم تحو
ين من كسٍ ومن غلمه
أأير واحد يشفي
تراه مائتي حرمه
متى يصلح طيانٌ
ضعيفٌ مائتي ثلمه
فاستدعاها واستعاد أبياتها وقال: نزيد في زيارتك؟فقالت: لا أريد، أكانت كما قال أبو حكيمة:
أتت بجرابها تكتال فيه
فقامت وهي فارغة الجراب
فقال: لا بل لا نرد الجراب فارغاً، وقام فواقعها؛وقال لها: يا لخناء جعلتني طياناً ضعيفاً فقالت: لو لم أجعلك هكذا لم آكل هذا الرغيف على هذا الجوع الصادق. واستعرض رجل جارية فقال لها: أتحسنين أن تضربي بالعود؟فقالت: بل أحب أن يضربني العود!وقالت امرأة لزوجها اشتر لي خفاً فقال: أنيكك فرداً فقالت: هذا الخف يكفي هذه السنة.


اختيار المرأة الرجل القوي على النكاح:

استعرض غلام وضيء جارية نفاشة، فعلمت الجراية أنه يدل بحسنه فقالت له: إن كنت يوسف الحسن وليس معك اير ذو عروق صلبة وهامة رحبة يدخل غضبان ويخرج سكران، لم أعدك إلا شيطاناً مريداً أو قرداً عنيداً. وقيل لبصرية أي الرجال تشتهين؟فقالت : لا أدري غير أني أعلم أن الأول داء والثاني دواء والثالث شفاء، ومن ربع فنفسي له فداء. شكر المرأة لمن بالغ في مباضعتها:

قالت امرأة: ناكني فلان نيكاً كأنه يطلب في حري كنزاً من كنوز الجاهلية. كانا امرأة تبكي على قبر فقيل لها: ما كان لك؟قالت: زوجي، وكان والله يجمع بين الجناح والساق، ويهز هز الصارم للأعناق، وقد كذبتك امرأة تبكي لغير ما أخبرتك. وقيل: تزوج رجل بامرأة فجعل يقبلها ويشمها ويلاعبها فقالت:
ليس بهذا أمرتني أمي
والله لا تمسكني بضمي
ولا بتقبيلٍ ولا بشم
إلا بزعزاعٍ يسلي همي
لمثل هذا ولدتني أمي


اختيار المرأة نوعاً من الجماع دون نوع:

اجتمع بنات حي المدينة عندها قالت للكبرى: كيف تحبين أن يأخذك زوجك؟فقالت: ان يقدم من سفر فيدخل الحمام ثم يأتيه زواره المسلمون عليه فإذا فرغ أغلق الباب وأرخى الستر فحينئذ أتى ما أرومه، فقالت لها أسكتي فما صنعت شيئاً. فقالت الوسطى: إن يقدم من سفره فيأتيه زواره، فإذا جاء الليل تطيبت له وتهيأت ثم أخذني على ذلك، فقالت : ما صنعت شيئاً. وقالت الصغرى: أن يقدم من سفر، وكان قد دخل الحمام وانطلى، ثم قدم وقد شول فيدخل علي ويغلق الباب ويرخى الستر، فيدخل ايره في حري ولسانه في فمي، واصبعه في استي، فينيكني في ثلاثة مواضع. فقالت: اسكتي فأمك الساعة تبول. !


الراغب عن متعرضة للنكاح:

أبو حكيمة:
وضاحكة إلي من النقاب
تلاحظني بطرفٍ مستراب
كشفت قناعها فإذا عجوزٌ
مسودة المفارق بالخضاب
فما زالت تجشمني طويلاً
وتأخذ في أحاديث التصابي
تحاول أن تقيم ابا ريادٍ
ودون قيامه شيب الغراب
فقلت لها: حللت بشر واد
كريه المجتنى قحط الجناب
متى تشفى العجوز إذا استناكت
بايرٍ لا يقوم على الشباب؟
وله:
دعاني إلى ما يستحل ابن أكثمٍ
وقد يستحل المرء غير حلال
ولو قام لم أسعفه فيما أراده
أحق بايري منه أم عيالي
ابن حجاج:
غطت النظراء لما
قد رأت مفتاح ديري
ورجت مني خيراً
قلت: لا ترجين خيري
أبعدي عني وهذا
فافعليه مع غيري
أنت في دعوة أذني
لست في دعوة ايري


إرضاء المرأة بالخلوة معها:

وقع بين رجل وامرأة خصومة فغضبت فكابدها حتى رضيت وقالت: خزاك الله فقد جئتني بشفيع لا أستطيع رده!ومر الحجاج متنكراً فرأته امرأة فقالت: الأمير ورب الكعبة!قال: فمن أعلمك أني الأمير؟قالت: شمائلك قال: هل عندك من قرىً؟ قالت: نعم الخبز الشعير والماء النمير!فأكل وشرب ثم قال: هل لك أن تصحبيني فتصلحي بيني وبين امرأتي؟قالت: هل عندك من جماع؟قال: نعم؛قالت: فهو يصلح بينكما إذاً.


حمد إفحاش الجماع ونحوه:

قال ابن سيرين ألذ الجماع أفحشه. وقال الأحنف: إن أردتم الحظوة عند النساء فأفحشوا النكاح وأحسنوا الخلق. وقال رجل للشعبي: ما تقول في امرأة تقول لزوجها إذا وطئها قتلتني أوجعتني؟فقال: يقتلها بذلك وديتها في عنقي. وقدم رجل امرأته إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه وقال: إنها مجنونة إذا جامعتها غشي عليها. فقال: أحسن إليها فما أنت لها بأهل. وقيل: موطنان يذهب فيهما العقل: المباشرة والمسابقة.


الأسباب المقوية للجماع من ملاعبة المحبوب:

قال الحسن: أكثروا من مداعبة النساء ولا تكونوا كالبهيمة التي يطرقها الفحل بغتةً، والمداعبة للشهوة كالرعد والبرق للمطر. القبلة بريد النيك.
شاعر:
إنما القبلة عنوان الصلة
وطلب رجل من امرأته فقالت: الإبساس قبل الإيناس.


كراهتها الاعتزال:

كره الفقهاء الاعتزال عن المرأة إلا برضاها وقال رجل لزانية: ما تقولين في الاعتزال؟قالت: بلغني أنه مكروه. قال: أو لم يبلغك ان الزنا حرام؟وكانت ليوسف بن عمر جارية تصحبه في السفر والحضر، وكانت يوماً قائمة على رأسه فورد عليه كتاب فتغير وجهه، فقالت الجارية: عزل؟قال: كيف علمت ذلك؟قالت: لأن وجهك قد تغير من حذر ولا سهر، ولكن استجزت عزلك عني كل يوم، وهذا طعمه عندك مرة واحدة. ميلها إلى الاعتزال:

قال بعضهم: دخل قوم من الأعراب البصرة لجدب أصابهم، فرأيت جارية تتكفف فخدعتها وأدخلتها دهليزي، فلما وطئتها قالت: نح عني نزلتك لئلا تلحقني جنيناً. وقال بعضهم: اشتريت جارية فوطئتها فجعلت تروم التنحي فأكرهتها فقالت: أردت أن لا يأتيك أربع أكارع تضيع مالك، ، فأما وقد أبيت فشأنك وما تريد.


العذيوط:

وهو الذي إذا جامع وبلغ الفراغ وجرت النطفة في إحليله استرخت فقحته فسلح وكذلك المرأة وأما الربوخ فالمرأة يغشى عليها عند الجماع قبل الفراغ. وقال دعبل: كان جعيفران لا تقيم عليه امرأة فتزوج امرأة فأقامت عليه، فسألته فقال: إنها مثلي وقد قلت فيها:
لما ضربت بغرمولي مضارطها
بالت فقلت اسلحي إن شئت أو بولي
إني سأخرى إذا أنعظت من شبقٍ
فإن خريت فقد أعطيتني سولي
سلحٌ أتي بين عذيوطين شككني
منها أتى أو أتى من تحت غرمولي
وسالحتني فلم أشعر بما فعلت
حتى وجدت خراها في سراويلي

وقال بعض النخاسين: كانت عندنا جارية عذيوطة كلما بعناها ردت، فبعناها مرة فأبطأت فلقيتها فسألتها قالت: مولاي مثلي فإذا لقى سنبر قنبر أدخل الغلط.


الرخصة في إتيان المرأة في دبرها:

استدل مالك في ذلك بقوله تعالى " نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم " . وقالت عائشة رضي الله عنها: إذا حاضت المرأة حرم الجحران، فدل على أنهما كانا حلالاً قبل الحيض. وقال بعض أهل اللغة الجحران بالضم الفرج.
تحريم إتيانها في دبرها:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيانهن في محاشهن. وسئل: في أي الجزرتين؟قال: أما في قبلها فنعم، وأما في دبرها فلا، إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن.


النوادر في إتيانها في ذلك الموضع:

قال مزيد لامرأته: دعيني آتيك في استك فقالت: لا أجعل استي ضرة لحري مع قرب ما بينهما. وسئل أبو حفص عن إتيان المرأة في دبرها فقال: إن الله يقول نساؤكم حرث لكم، والاست لها مزرعة من حلت له القرية حلت له المزرعة.
همام القاضي:
ومذعورةٍ جاءت على غير موعدٍ
تقنصتها والنجم قد كاد يطلع
فقلت لها لما استمر حديثها
ونفسي إلى أشياء منها تطلع:
أبيني لنا هل تؤمنين بمالكٍ
فإني بحب المالكية مولع
فقالت: نعم إني أدين بدينه
ومذهبه عدلٌ لدي ومقنع
فبتنا إلى الإصباح ندعو لمالكٍ
ونؤثر فتياه احتساباً ونتبع

وحاضت امرأة أعرابي فتعرض لاستها وقال: قد يؤخذ الجار بذنب الجار.
ابن الحجاج:
حاضت وقد كانت لها مدةٌ
طويلةٌ عند استها طائله
وثبت في الحال على سرمها
ودية النيك على العاقله

رفعت امرأة قصة إلى القاضي تدعي أن زوجها يأتيها في دبرها، فسأله فقال: نعم أنيكها في دبرها وهو مذهبي ومذهب المالك!فخجل القاضي. ورفع رجل إلى ابن سيمجور قصة، وكان يتولى النظر بنفسه بين الرعية، وكان في القصة ابنتي تحت فلان التركي وهو يسومها النيك في دبرها. وكان الزوج غلاماً له فقال: إني حملت من تركستان إلى الطران فناكوني في استي، ثم إلى بخارى ثم إلى هراة وفي كل مكان ينيكوني في استي، ثم حملت إليك فكنت تنيكني في استي، فما علمت أن ذلك محظور!فخجل ابن سيمجور.

شكاية المرأة كثرة جماع زوجها:

تزوج مزيد مولاة لأبي المثنى الخزاعي فجاءت إلى أبي المثنى فشكت إليه كثرة جماعه فلقيه أبو المثنى فعاتبه فقال له مزيد: كن بيني وبينها كف عني ضرسها أكف ايري!أتراني أعلف ولا أركب؟ورفعت امرأة زوجها إلى القاضي تشكو جماعه، فقاره القاضي على عشرة كل ليلة، فقال: أيها القاضي سلها تسلفني متى شئت فأجابه إلى ذلك فعادت المرأة بعد ثلاث فقالت: أيها القاضي لا صبر لي عليه فقد استلف في ثلاث لخمس! شكاية المرأة عنة زوجها:

رفعت امرأة زوجها إلى القاضي وقالت: بعلي هذا ليس يضاجعني فقال الرجل: صدقت ولكني مؤاخذ عنها. فقال القاضي: الحكم فيه أن تؤخر سنة. فقال: الحكم أحق أن يتبع. فلما خرجت فإذا هي بمخنث. فقال لها: أما تستحين أن تقولي للقاضي ليس ينيكني!فقالت: إن شيئاً نقلك من طبع الرجال غعلى طبع النساء حتى عفرت لحيتك في التراب حقيق ان لا يستحى منه. وقدمت امرأة زوجها إلى القاضي وقالت: إن زوجي ليس يضاجعني. فقال الزوج: إني عنين!فقالت المرأة: هو يكذب؛فقال القاضي: ناولني ايرك حتى أمتحنك!فتناول ايره يمرسه، وكان القاضي قبيحاً فلم يقم ايره، فقالت للقاضي: لو رآك ملك الموت منعظاً لاسترخى، إدفعه إلى غلامك هذا، وكان للقاضي غلاماً صبيح فدفعه إليه، فانتشر سريعاً فقالت: اعط القوس باريها. فقال القاضي: مر يا كشحان ونك امرأتك ولا تطمع في غلمان القضاة!وقال المهدي لجارية له: أنت أودق من أتان عاقر. قالت: إذا رزم الفحل ودقت الحجر، تعرض بأنه مقصر في الباه فخجل. وعشق رجل امرأة فزارية، فلما صارت عنده فأخذ يمر به طولاً وعرضاً على حرها وقال لها: ألك زوج؟فقالت: يا ابن اللخناء ، لو كان لي زوج لم أدعك تتخذ حري طنبوراً تضرب عليه بمضراب منكسر.


المتعذر من عجزه عن المطاعنة:

دخل ابن شبابة إلى امرأة وخرج سريعاً، فقال له صاحبه: فأومأ بيده إلى ايره وقال:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم
وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا
وقال:
ايري علي مع الزما
ن فمن أذم ومن ألوم؟
وقال هارون لعنان جارية الناطفي، وقد قبلها ولم ينتشر عليه:
أقول وقد حاولت تقبيل خدها
وبي رعدةٌ من حبها ليس تسكن:
فديتك إني أشجع الناس كلهم
لدى الحرب إلا أنني عنك أجبن!
واستهدفت امرأة لرجل شيخ فأبطأ عليه الانتشار، فعاتبته فقال: أنت تفتحين بيتاً وأنا أنشر ميتاً!وقعد أعرابي بين فخذ امرأة فلم ينتشر، فقالت له: قم يا خائب!فقال: الخائب من فتح جرابه ولم يكتل، ومن هذا أخذ الشاعر قوله:
أتت بجرابها تكتال فيه
فقامت وهي فارغة الجراب


تعيير العاجز عن الافتضاض:

كتب أبو العيناء إلى ابن مكرم: العجب لكم أنكم تناكون ولا تنيكون!كيف غررتم الحرائر واستهديتم المهائر، وعلام قدمتم وأنتم تحتاجون إلى الذكور، ولم أظهرتم حب الناسء وبكم عرق النساء، وكيف دعيتم يوم الروع الطعان وأنتم تخرون للأذقان؟فأنتم كما قال الشاعر:
فلسنا على الإقدام تدمى كلومنا
ولكن على أعقابنا تقطر الدما
نساؤكم عند جيرانكم ورجالكم تحت غلمانكم، فيا بؤساً للعروس وإزارها لم يحلل وشعورها لم تبلل.
أبو علي البصير:
رد ابنة القوم أو فاطلب لها ذكراً
يكفيك من شأنها بعض الذي عسرا
فقد تأبوك حتى لا أناة بهم
وجمجموا الأمر حتى شاع واشتهرا
قالت: يقدم قبل الاير إصبعه
متى تعاطى بكفيه حراً عقرا
وعجز رجل عن امرأته ليلة العرس فقالت:
تبيت المطايا حائراتٍ عن الهدى
إذا ما المطايا لم تجد من يقيمها


اغتباط من تقوى على الجماع:

قيل لأبي مهدية: ما عندك من الجماع؟قال: ما يهيج شهوتها وينقص عفتها ويستدعي بغضتها. وقيل لآخر فقال: إن منعت غضبت وإن تركت عجزت. وقال: يمتد ولا يشتد، وغذا كرهته يرتد. وقيل لمدني: كيف حالك؟فقال: ايري إذا فقد قام، وإذا وجد نام.
لي ايرٌ أراحني الله منه
صار همي به عريضاً طويلا
نام إذ جاءه الحبيب كياداً
ولعهدي به ينيك الرسولا


المستحسن لعجزه:

سئل شيخ عن حاله فقال: ذهب مني الأطيبان السن والاير، وبقي الأرطبان الضراط والسعال. وقيل لأبي عبد الله المنتوف: ما بقي عندك من آلة الباه؟قال: البزاق. وقال ابن أبي البغل لقاضي أصبهان: هل في البيت صلاة؟قال: لا قال: أنا في البيت أصلي منذ سنتين، وأشار إلى متاعه. وقال أبو حكيمة من مرثيه لاير مما لا يسبق إليه:
أيحسدني إبليس داءين اصبحا
برأسي وجسمي دملاً وزكاما؟
فليتهما كانا به وأزيده
زمانة اير لا يطيق قياما
إذا انتبهت للنيك أزباب معشرٍ
توسد إحدى خصيتيه وناما
ومن قوله وهو أحسن ما قيل في ذلك:
ينام على كف الفتاة وتارةً
له حركات ما يحس بها الكف
كما يرفع الفرخ ابن يومين رأسه
إلى والديه ثم يدركه الضعف
وله:
قلما تهوى الغواني
حلم ايرٍ ووقاره
وله:
كأنه قوس ندافٍ بلا وتر
وله:
سير يلف على دوامة الريق
وله:
رشاء على رأس الركية ملتف
وفي وصفه قيل: قناة معقفة وعروة على الإبريق مركبة. ذم كثرة الجماع:

قال جالينوس: صاحب الجماع يقتبس من نار الحياة فليكثر منه أو يقلل. وقال رجل لأرسطاطاليس: أي وقت أجامع؟قال: إذا شئت أن تضعف. قال معاوية: ما رأيت منهوماً بالجماع إلا تبينت ذلك في مشيته. وقيل: الضرير أنكح من البصير، والخصيان أصح بصراً من الفحول. وقال طبيب لرجل: قد ذهب الجماع ببصرك؛فقال: قد وهبت بصري لذكري.


نوادر امرأة غازلها رجل فأخجلته:

قال رجل لامرأة : أريد أن أذوقك فأنظر أنت أطيب أم امرأتي؟فقالت: سل زوجي فإنه ذاقني وذاقها!ونظر رجل إلى امرأة فقالت له: يا سيدي تريد النيك؟قال: نعم؛قالت: اقعد حتى يجيء مولاي لعله ينيكك. وقال رجل لامرأة: ايري في استك!فقالت: هلا جعلته في يدي أضعه حيث شئت. قال: قد جعلته في يدك. قالت: قد وضعته في حر أمك!وراود النظام جارية وتبعها فقالت: إن لي صاحباً ينيكني، ولي زوج لا يتركني عشرة، ولي صديق أنا أعشقه، ولي حبة لا تفتر عن النساء. فإن وجدت في حري فضلة فافعل. وأنعظ رجل اير فعرض ايره على بغي فقالت: يا رقيع اعرض هذا على من لم ير ايراً قط، وأما أنا فعندي من الايور أكثر من التكبير يوم الضحى!وكان لرجل دبة فقال لامرأة: خذي هذه الدبة واسمحي لي بواحد. فقالت: أخشى أن أرزق منك ولداً فيكون ابن قحبة بزيت. ومن النوادر أن امرأة مرت بأبي العيناء فقالت: أين درب الحلاوة؟قال: بين سراويلك!


من حامش امرأة باستدعاء نفع منها:

كتب رجل إلى صديقته: ابعثي لي بعلك بين دينارين، فكتبت إليه: قد سارعت إلى أمرك فتفضل برد الطبق والمكبة. استعملت قول النبي صلى الله عليه وسلم: استدروا بالهدايا برد الظروف. وقال رجل لامرأته: أعطيني خاتمك أذكرك به. فقالت: هذا ذهب وأخاف أن تذهب، ولكن خذ عوداً فلعلك تعود.


نوادرهن في كبر العجيزة وصغرها:

الجاحظ: مررت بامرأة قائمة كبيرة العجيزة فقلت لبعض من معي: ما أعظم عجيزتها إذا لم تكن عليها معظمة. فكشفت عن عجيزتها وقالت: انظر إلي الحق ولا تكن من الممترين. ولبست امرأة ثيابها واتخذت معظمة لترى عجزها، فرآها رجل فأعجبته فراودها، فلما خلا بها وجدها كالعود فسألها فقالت: ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً!


الكير بيخ:

جاءت امرأة إلى ربيعة الرأي فقالت: ما تقول في الكير بيخ؟فقال: أعز بي قبحك الله!فقالت: بل أنت قبحك الله!جئت أستشهد بك وأسترشدك فتردني بضلالتي!فقال: عافاك الله كل شيء استنزلت به شهوة غير بعلك فحرام. ومرت امرأة بمخنث ومعها كير بيخ فقالت: تأخذ درهمين والنيك عليك؛قال: نعم فأخذ درهمين ودخل خربة وقام على أربع، وشدت المرأة ذلك على حقوها وجعلت تدخل فيه وتخرج، فتطلع رجل من ورائهما وصاح: واعجباه من امرأة تنيك رجلاً!فقال المخنث: وأي عجب؟الرجال ينيكون النساء منذ خلقت الدنيا، إن ناكت امرأة رجلاً يوماً فلا عجب!


أنواع مختلفة في وصف الجماع:

لدغت عقرب جارية في فرجها فقالت أمها: واويلاه في أي وقت وأي موضع؟وكان عراقي يهوى امرأة فجاء على حمار مع غلام، وجاءت المرأة على أتان مع جاريتها، فخلا بها، والغلام بالجارية، والحمار بالأتان ، فقال: هذا يوم غابت عذاله!سأل جعفر بن سليمان عن قول جرير:
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
فقال فتى من الأعراب في آخر المجلس: أنا أعرف ما كان يفعل كان ينيكها!فضحكوا وقالوا: أصبت. وقيل: من حسن تربية الرجل لولده أن ينيك دابته. وكان لرجل غلام أسود سندي فسافر وخلف الغلام في أهله، فأحبل امرأته فلما جاء الرجل خرج للقائه، وجعل أحد الغلامين على عاتقه والآخر خلفه، فقال له: ما هذا يا مبارك؟قال: ابني، قال: أتزوجت؟قال: لا ولكن ولدته من الست. فقال: هذا عجب!فقال السندي: وهذا الذي فوق العجب. وقال إسحاق: أتت امرأة حي المدينة تسألها المهراس وزوجها يواقعها فقالت: اطلبي المهراس من ابني فمهراسنا مشغول في الهاون. وحكي أن ابن نوبخت كان له جارية وغلام، فكان إذا خرج أخرج أحدهما معه خشية أن يجتمعا، فلما أعياه الأمر زوج أحدهما الآخر، فكان يتعاطى معهما فقيل له في ذلك فقال: لئن أكشحتهما أحب إلي من أن يكشحاني. مما جاء في السحق والمساحقات


تفضيل السحق على الجماع:

قالت امرأة لساحقة: ما في الدنيا أطيب من الموز، قالت: صدقت ولكن ينفخ الجنبين. تعني الحبل . وقال الأصمعي: كنت في دار الرشيد فخرج على غفلة فقال: اين الأصمعي؟فمثلت بين يديه فقال: من الذي يقول: ولا تستعملي المردي؟وما أوله؟فقلت هذا شعر لبعض السحاقات بالبصرة وأوله:
ضعي الهن على الهن
ولا تستعملي المردي
فذا أحلى وذا أشهى
من القائم كالوتد
فضحك وأمر لي بألف دينار.


تفضيل الجماع على السحق:

قيل لامرأة: ما تقولين في السحق؟قالت: إنه التيمم لا يجوز إلا عند عدم الماء. ونظر رجل إلى جارية على سطح تساحق فرمى نفسه فوقها فقالت: جاء الحق وزهق الباطل.
شاعر:
ألا يا ذوات السحق في الغرب والشرق
أفقن فإن النيك أحلى من السحق
أفقن فإن الخبز بالأدم يشتهى
وليس يسوغ الخبز بالخبز في الحلق
أراكن ترقعن الخروق بمثلها
وأي لبيبٍ يرقع الخرق بالخرق
وقال:
أما والله لو ناجاك ايري
قبيل الصبح في ظلماء بيت
إذاً لعلمت أن السحق زورٌ
وأن العيش في ركض الكميت
وذكر السحق لامرأة فقالت: اير أبخر خير من حر مبخر.


نوادر في السحق:

قيل لأبي فرعون: امرأتك تساحق؛فقال: إنها والله تحسن؛قيل: ولم؟قال: لأنه أنقح لشعرتها وأنقى لصحن فرجها، وأحرى إذا ورد عليها الاير ان تعرف فضله. ودخل رجل على جاريته وهي تساحق وحرها رطب فقال: ما هذا؟قالت: ذكرك حري قبيل ما دخلت فبكى!


المعروفات بالسحق:

أول من سنت السحق ابنة الحسن، هويت امرأة النعمان بن المنذر وكانت قد وفدت عليها، فأنزلتها عندها وشغفت بها فلم تزل تزين لها ذلك وقالت: في اجتماعنا أمن من الفضيحة وإدراك للشهوة، فاجتمعتا وبلغ من شغف كل واحدة بالأخرى أنه لما ماتت ابنة الحسن اعتكفت هند امرأة النعمان على قبرها واتخذت الدير المعروف بهند في طريق الكوفة؛وفيها يقول الفرزدق:
وفيت بعهدٍ كان منك تكرماً
كما لابنة الحسن اليماني وفت هند


سنن السحاقات:

عادتهن أن لا يتناولن ما فيه مشابهة من هز الرجال، فلا يأكلن القثاء والجزر والبانجان لأجل ذنبه، ولا الفالوذج لأنه يتخذ للوالدات منهن، ولا يشربن في الكأس لطوله، ولا يشربن من القناني لعنقها، ولا من الأباريق، ولا يتناولن المراوح لذنبها، ولا يقعدن في مجلس فيه ناي ولا طنبور لعنقه، ولا يأكلن العصب ولا المبعر المحشي، والكبار منهن لا يصلين لأجل الركوع، ولا يتخذن الديوك ولا الحمام لفساده ولا يكتحلن لدخول الميل.



* محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء
المؤلف: أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى (المتوفى: 502هـ)
 
الحدّ الخامس عشر في التزويج والأزواج والطلاق والعفة والتديّث
(1) ممّا جاء في النكاح والطلاق وأحوال الأزواج وسياستهن
حثّ الرجل على التزوّج
قال الله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
«1» . وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما مطلاقا مذواقا، فقيل له في ذلك فقال: إن الله تعالى علق بهما الغنى فقال وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. وقال: وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته فأنا أتزوج للغنى وأطلق للغنى.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لرجل: ألك زوج؟ قال: لا، قال: وأنت صحيح سليم؟ قال: نعم.
قال: إنك إذا من إخوان الشياطين إن شراركم عزّابكم وإن أراذل موتاكم عزّابكم. إن المتزوجين هم المبرأون من الخنا والذي نفسي بيده ما للشيطان سلاح في الصالحين من الرجال والنساء أبلغ من ترك النكاح.
قال شاعر وأجاد:
إذا لم يكن في منزل المرء حرّة ... تدبّره ضاعت مصالح داره
وفي رواية
رأى ضيعة فيما تولى الولائد
الحثّ على التزوج أيام الشباب
مر ملك من ملوك العجم بشيخ يعمل في أرض فقال له: أيها الشيخ هلا أدلجت فيكون من ذلك ما يكفيك؟ فقال: أدلجت ولكن القضاء لم يدلج فقال: أكتم كلامنا هذا حتى تراني ثم انصرف الملك فأحضر وزيره وقال: ما معنى كلام الشيخ؟، قيل له كذا فأجاب بذا وقد أنظرتك حولا. فجعل الوزير يسأل الناس ولا يجيبه أحد حتى وقع بالشيخ فسأله فقال له: إن الملك استكتمني الأمر حتى أراه فبذل له عشرة آلاف درهم فقال: إنه قال لي لم لا تزوجت أيام الشباب؟ فقلت له: قد تزوّجت ولكن لم يأتني أولاد. فجاء الوزير فأخبر الملك فقال له: عليّ بالشيخ فدعاه فلما حضر قال له: ألم أقل لك أكتم أمرنا حتى تراني، قال: قد رأيتك عشرة آلاف مرة، فعلم أنّ الوزير دفع إليه عشرة آلاف درهم وأنه رأى اسمه مكتوبا على كل درهم منها وصورته، فقال: زه ودفع إليه أربعة آلاف درهم أخرى وقال:
إنّ بني صبية صيفيّون ... أفلح من كان له ربيعيّون
الألفة بين الزوجين
قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً
«1» . وقال رجل للنبي صلّى الله عليه وسلّم: يتزوّج الرجل المرأة الغريبة فتقع بينهما الإلفة، فتلا قوله تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
«2» وقال تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ
«3» فبدأ بهنّ لقربهنّ من القلوب.
الرغبة عن التزوّج
استشار رجل الشعبي في التزوج فقال: إن صبرت عن الباه فاتق الله، ولا تتزوج. فإن لم تصبر، فاتق الله وتزوج. وقيل: لمالك بن دينار لو تزوجت، فقال: إني طلقت الدنيا ثلاثا فلا رجعة لي فيها. وقيل: ما فكر فيلسوف إلا ورأى العزبة أجمع لهمه وأجود لخاطره.
وسئل حكيم عن التزويج فقال: بقل شهر وشوك دهر. وقال آخر: مكابدة العزبة أيسر من الاحتيال لمصالح العيال. وقال أعرابي وقد عرضت عليه دلالة امرأة:
أقول لها لمّا أتتني تدلّني ... على امرأة موصوفة بجمال
أصبت لها والله زوجا كما اشتهت ... إن اغتفرت منه ثلاث خصال
فمنهنّ شخص لا ينادي وليدة ... ورقة إسلام وقلّة مال
فإن رضيت هذي الخصال فشأنها ... وإن تكن الأخرى فلست أبالي
وقال رجل لآخر: كنا في أملاك فلان فقال: لا تقل في أملاكه ولكن في أهلاكه ثم أنشد:
يقولون تزويج وأعلم أنّه ... هو الرقّ إلا أنّ من شاء يكذب


التزوج بأكثر من واحدة
قال المغيرة بن شعبة: صاحب المرأة الواحدة إن مرضت مرض وإن حاضت «1» حاض. وصاحب الثنتين بين جمرتين أيتهما أدركته أحرقته. وصاحب الثلاث في رستاق يبيت كل ليلة في قرية. وصاحب الأربع عروس في كل ليلة. وروي أنه قال: أحصنت مائة امرأة وقيل: إن الحسن بن علي رضي الله عنهما تزوّج خمسا وتسعين امرأة.
وقال أعرابي لآخر: لا تتزوج بأربعة فكل تأخذك بحمتها وأنت كال ولا بثلاث فإنهنّ كالأثافي تصير بينهن كالقدر، فيكوينك. ولا باثنتين فإنهما يكونان كجمرتين. ولا واحدة فإنك تمرض إذا مرضت، وتحيض إذا حاضت. وتلد إذا ولدت. فقال له: قد نهيت عن كل ما أمر الله به فما الذي أصنع؟ قال: كوزان وطمران وعبادة الرحمن. وخرجت جارية من دار الرشيد معها مروحة مكتوب عليها الحر إلى أيرين أحوج من الأير إلى حرين.
الحثّ على اختيار ذوات الأحساب والأنساب والترغيب عن لئام ذوات المال
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: احتفظوا لنطفكم فإن العرق نزّاع. وقال: إياكم وخضراء الدّمن- أي المرأة الحسنة في المنبت السوء- وقال: أكثم لا يفلتنكم جمال النساء عن صراحة النسب فإن المناكح الكريمة مدرجة الشرف. وقال عثمان بن أبي العاص لأولاده: المناكح مغترس فلينظر المرء حيث يضع غرسه فإن عرق السوء يعدي ولو كان يعد حين، قال شاعر:
لا تنكحنّ لئيمة لمعيشة ... تبقى اللئيمة والمعيشة تذهب
إختيار ذوات الدين والعفة
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: تنكح المرأة لدينها ولمالها وحسبها وحسنها، فعليك بذات الدين تربت يداك. وقال: خير النساء التي إذا أعطيت شكرت وإذا حرمت صبرت. تسرك إذا نظرت وتطيعك إذا أمرت.
وقال محمد بن علي: اللهم أرزقني امرأة تسرّني إذا نظرت، وتطيعني إذا أمرت، وتحفظني إذا غبت. وقال خالد بن صفوان. إنما الدنيا متاع وليس من متاعها أفضل من زوجة صالحة.
وقال علي رضي الله عنه خير النساء العفيفة في فرجها المغتلمة لزوجها. وقيل لعائشة رضي الله عنها: أي النساء أفضل؟ فقالت: التي لا تعرف عيب المقال ولا تهتدي لمكر الرجال فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها والإبقاء في الصيانة على أهلها. وقيل: إياك والحمقاء فنكاحها قدر وولدها ضائع.
إختيار الحسان والنهي عن القباح
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إنما النساء لعب فمن اتخذ لعبة فليستحسنها. وقال: أعظم النساء بركة أحسنهن وجوها وأرخصهنّ. مهورا وجاءت امرأة إلى الحسن وقالت: يا أبا الحسن أتفتي الرجال أن يتزوجنّ على النساء، قال: نعم، فقالت: أعلى مثلي؟ وكشفت قناعها عن وجه كالقمر، فقال الحسن لما ولّت: ما على رجل مثل هذه في زاوية بيته ما أقبل عليه من الدنيا وما أدبر. وقيل لرجل أي النساء أشهى؟ قال: التي تخرج من عندها كارها وترجع إليها والها. وقال: إياك وكل ذكرة مذكرة شوهاء فوهاء تبطل الحق بالبكاء لا تأكل من قلّة ولا تعذر من علّة.
التحذير من الحسان
شاور رجل حكيما في التزوج فقال له: إيّاك والجمال.
فلن تصادف مرعى ممرّعا أبدا ... إلا وجدت به آثار مأكول
وقال: الجمال للرجال مطمع وأنشد:
لا تطلب الحسن إن الحسن آفته ... أن لا يزال طوال الدّهر مطلوبا
وما تصادف يوما لؤلؤا حسنا ... بين اللآلئ إلا كان مثقوبا
وقيل لحكيم تزوج بقبيحة: هلا تزوجت بحسناء؟ فقال: اخترت من الشر أقلّه.
الإستدلال عليها بذويها
قال علي بن عبيد الله: إذا أردت أن تتزوج بامرأة فانظر إلى أبيها وأخيها فإنها رابطة بطنب أحدهما، وأنشد للعجير:
إذا كنت تبغي للجهالة أيّما ... من النّاس فانظر من أبوها وخالها
فإنّهما من شكلها وهي منهما ... كما جذبت يوما بنعل مثالها
اختيارهنّ في الطول والقصر
قال الربيع بن زياد: من أراد النجابة فعليه بالطوال ومن أراد اللذّة في القصار فإنهن لذيذات النكاح. وقال الحجّاج: من تزوج قصيرة فلم يجدها على الموافقة فعلى مهرها.
ويستحسن فيه ما قال ابن عجلان:
ومخملة باللحم من دون ثوبها ... تطول القصار والطوال تطولها
الرغبة عن العجائز
قيل لرجل تزوج: كيف المرأة التي تزوجتها؟ قال: نصف. قال: شرّ نصفيها حصل في يدك ثم أنشد:
لا تنكحنّ عجوزا إن أتوك بها ... واخلع ثيابك منها ممعنا هربا
فإن أتوك وقالوا إنّها نصف ... فإن أحسن نصفيها الذي ذهبا
وقال حكيم: إن خير نصفي الرجل آخرهما يذهب جهله ويثوب حلمه ويجتمع رأيه، وشر نصفي المرأة آخرهما يسوء خلقها ويحدّ لسانها ويعقم رحمها. وقال: لا تأكل
ولا تركب ولا تنك إلا فتيا. وقيل: مضاجعة العجوز يخلف منها موت الفجأة.
قال شاعر:
ولا تنكحنّ الدّهر ما دمت أيّما ... مجربة قد ملّ منها وملّت
وقال لبعض من فضّل العجائز: إن اختيار الكبيرة على الصغيرة لعدم اللبّ واسترخاء الزب ورين على القلب والتماس سهولة العلاج للعجز عن الإيلاج فقال: كلا العجوز أقنع باليسير وأصبر على تقلب الدهور وأقل مشاغبة ومجاذبة، تؤثر التذلل وتجتنب التدلل، تصبر على الإقلال وتؤمن من ولادتها الزيادة في العيال إن اتسع بعلها صانت ماله وإن ضاق سترت حاله. نعم قعدة الغيور ومطيّة ذي الأير العثور. لا تسبق إليها الظنون ولا تثبت معها القرون، ألوف عروف غير غروف ولا عيوف.
إختيار الأبكار والثيبات
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: عليكم بالأبكار فإنهنّ أطيب أفواها وأنتق «1» أرحاما. قال علي رضي الله عنه: إن المرأة لا تنسني أبا عذرتها.
وقال حكيم لمن استشاره: أما البكر فلك لا عليك وأما الثيب فلك وعليك وأما ذات الولد فعليك لا لك.
وقيل: إيّاك والحنّانة والمنانة والأنّانة والحدّاقة وذات الدايات فالحنّانة التي تحن إلى ولدها من غيرك والمنّانة التي تمنّ بمالها على زوجها والأنّانة التي تئن من غير وجع والحدّاقة التي تحدّق إلى كل شيء فتقول ليته لي وذات الدايات التي عندها عجوز تقول هي دايتي. وقيل إياك والرقوب الغصوب القطوب العلياء الرقياء الحنّانة والمنّانة. وقيل: إن لم تتزوج بكرا فتزوج مطلقة ولا تتزوج مميتة فإن المطلّقة تقول لها لو كان فيك خير لما طلقك زوجك والمميتة تقول لك: رحم الله فلان قد كان لي خيرا منك بكذا وقال علي بن الجهم أنشدت امرأة:
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطيّ إليّ ما لم يركب
كم بين حبّة لؤلؤ مثقوبة ... نظمت وحبّة لؤلؤ لم تثقب
فأجابتني:
إن المطيّة لا يلذّ ركوبها ... حتى تذلّل بالزمام وتركبا
والدّر ليس بنافع أربابه ... حتّى يجمع في النّظام ويثقبا
وكانت عند الأحنف امرأة فطلقها وتزوجها ابن عم لها فكتب إلى الأحنف:
إن كنت أزمعت أمرا فأمضينّ له ... إن الغزال الذي ضيّعت مشغول
فكتب إليه الأحنف يقول:
إن كان مشتغلا فالله يصلحه ... فقد لهونا بأمر منه موصول
ولن تصادف مرعى مونقا أبدا ... إلا وجدت به آثار مأكول
وقيل للأحنف: فلان تزوج بالمرأة التي كانت تحتك فقال: أما أنا فقد كفيته الصيحة وسهلت عليه العورة.
إختيار أجناس النساء
قال عبد الملك: من أراد النجابة فعليه بقيّنات فارس، ومن أراد النباهة فقينات بربر ومن أراد الخدمة فبنات الروم. قال المتنبيّ في تفضيل البدويات:
أين المعير من الآرام ناظره ... أو غير ناظره في الحسن والطّيب
قال سعيد الرستمي:
فدت غازلات الشعر أبكار فارس ... وإن وكلت بي هجرها وبعادها
إذا نصّت التيجان فوق رؤوسها ... وأرسلن من تلك الرؤوس جعادها
من اللائي لم تزجر ببيداء هجمة ... ولم تتلفع بالعشي بجادها «1»
ولم أتبع سمر العراب وأدمها ... ولم أتشوف جملها وسعادها
مدح الولود وذمّ العقيم
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: سوداء ولود خير من حسناء عقيم. وقيل: مثل الحسناء العاقر كشجرة يكثر زهرها ويقل ثمرها.
وذم أعرابي امرأة فقال: ما بطنها بوالد ولا ثديها بناهد ولا فوها ببارد ولا شعرها بوارد.
وقيل لأعرابي: أي النساء أكرم؟ فقال: التي في بطنها غلام وفي حجرها غلام ولها مع الغلمان غلام.
من خطب امرأة فخدعها على الجماع
خطب معلم امرأة وابنها في مكتبه فامتنعت عليه فضرب الابن وقال له: لم لا قلت:
لأمك أير المعلم كبير؟ فعاد الصبي إليها شاكيا فوقع في قلبها وبعثت إليه أحضر شهودا وتزوج بي على بركة الله.
وقال رجل لامرأة خطبها: والله لأملأن بيتك خيرا وحرك أيرا فتزوجته كما ظنت فلم تجده كذلك، فقالت:
قد رأيناك فما أعجبتنا ... وبلوناك فلم نرض الخبر
وقال رجل لامرأة: هل لك في ابن عم كاس من الحسب عار من النسب يتصلصل معك في دارك ويقلبك يمينك لشمالك، يواصل ثلاثة في واحد، يدخل الحمام طرفي النهار؟ فقالت: لا يسمعنّ هذا الخبر منك أحد. وخطب رجل امرأة فقالت: لي شروط من المهر ألف دينار ومن النفقة كل يوم كذا ومن الثياب كذا فقال: نعم، ولكن لي عيوب إن احتملتها. فقالت: وما هي قال أناشره بالجماع أستكثر منه وأبطئ الفراغ وأسرع الإفاقة فقالت المرأة يا جارية إحضري أهل المحلة تشهد على بركة الله، فالرجل سارح لا يعرف الخير من الشر.
من توسل إلى خطبة امرأة بما لا ينفق
. قال أبو العيناء خطبت امرأة فلمّا رأتني استقبحتني فكتبت إليها:
ونبئتها لما رأتني تنكّرت ... وقالت دميم لا رواء ولا جسم
فإن تنفري من قبح وجهي فإنّني ... أديب أريب لا عيّ ولا فدم
فقالت: يا ماص بظر أمه لديوان الرسائل أريدك. وقال نحوي: يا خريدة قد كنت أحسبك عروبا فقالت: يا ابن الخبيثة أتجشّمني بالهمز والغريب. ونظرت امرأة زوجها وهو يجيد الطعن في الحرب فقالت: رب أفن تحت اللواء، فقالوا لها: أليس يجيد الطعن؟
فقالت: أمّا الطعن الذي ينفعني فلا.
الحثّ على تزويج الأيّم
«1» قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ
«2» . وقال حكيم: عليك بتزويج حرمتك إذا جاء كفوؤها فليس بعد منعها من الإكفاء إلّا تعريضها للأدنياء ومن حظّك تنفيق أمك. وقال الأحنف: لأفعى يحترس في جوانب بيتي أحب إليّ من أيم أودعتها كفأها. ورؤي في سوق بغداد قمطر فيه صبي وعند رأسه كيس فيه مائة دينار مكتوب هذا الشقي ابن الشقية بن القدح والرطلية رحم الله من اشترى له جارية بهذه الدنانير فهذا جزاء من عضل أيّمة.
إظهار المرأة الرغبة في النكاح
كان لهمّام بن مرة بنات لا يزوجهنّ من شدّة الغيرة فاجتمعن يوما وتشاكين فقالت الصغرى: أنا لكن فقالت لأبيها:
أهمام بن مرّة حنّ قلبي ... إلى ما تحت أثواب الرّجال
فقال: تريدين سراويلا؟ فقالت:
أهمام بن مرة حن قلبي ... إلى حمراء مشرقة القذال
فقال تريدين ناقة؟ فقالت:
أهمّام بن مرة حنّ قلبي ... إلى أير أسدّ به مبالي
فقال: قاتلكن الله وزوّجهن.
عجوز راغبة في النكاح
مرضت عجوز فأتاها ابنها بطبيب فرآها الطبيب متزينة بأثواب مصبوغة فعرف ما بها.
فقال الطبيب: ما أحوجها إلى زوج. فقال الابن: ما أحوج العجائز للأزواج. فقالت:
ويحك الطبيب أعلم منك على كل حال.
ورغبت عجوز إلى أولادها أن يزوّجوها وكان لها سبع بنين، فقالوا: لا إلا أن تصبري على البرد متعريّة لكل واحد منا ليلة ففعلت. فلما كانت السابعة ماتت فسميت أيام العجوز. وقالت امرأة لبنيها:
أيا بني إنّني لناكحه ... وإن أبيتم إنني لجامحه
هان عليكم ما لقيت البارحه ... من الحكاك والعروق الطامحه
وقال حكيم لامرأة تعرضت له:
وضاحكة إليّ من النقاب ... تلاحظني بطرف مستراب
فما زالت تجشّمني طويلا ... وتأخذ في أحاديث التّصابي
فقلت لها حللت بشرّ واد ... كريه المجتني قحط الجناب
متى تشفى العجوز إذا استناكت ... بأير لا يقوم على الشّباب
إحتيال المرأة في التزوّج من رجل
كان لرجل ابنة ولها ابن عم مشغوف بها، وهو يرجو أن يتزوج بها. فجاءه رجل فأرغبه في الصداق فقالت الجارية لأمها. ما أحسب أبي يربي ابن أخيه صغيرا ويقطعه كبيرا. فقالت: كان ذلك قدرا مقدورا. فقالت الجارية: أنا حبلى من ابن عمّي فقالت أمها:
ما تقولين؟ ويحك، فقالت: أتكذب الحرة على نفسها. فأخبرت أباها فزوجها من ابن عمها فلما وقع العقد قالت الجارية: برئت من الإسلام إن رأى وجهي إلى سنة ليعلم أني متقولة فيما ادعيت.
اختيارها الكهول من الرجال وذوي الشعور
قالت امرأة: لا يعجبني الشاب يمعج «1» معج المهر طلقا أو طلقين ثم يربض بناحية الميدان. ولكن أين أنت من شيخ يضع قب إسته بالأرض ثم سحبا وجرا.

ولما تزوج عثمان رضي الله عنه بنت الفرافصة قال: لا تكرهين ما ترين من الشيب فإن وراءه ما تحبّين. فقالت: إني من نسوة خير أزواجهن الكهول. فقال: إني قد جاوزت حد الكهول إلى الشيخوخة فقالت: أفنيت عمرك في خير ما يفني فيه العمر. وقيل لامرأة:
أما تكرهين شيب زوجك؟ فقالت إنّه نشأ فينا وإنما تكره المرأة الرجل الشائب إذا كان غريبا ورأته بديهة.
إختيارهنّ الشبان والمرد
قالت جارية لأخرى: التحفت على غلام معفوج «1» . فقالت: بذلك العفج كبر أيره وكثر خيره. ولكن من شؤمك أنك عشقت من يغطيك بلحيته ويغرزك بشعرته.
قال أبو تمّام:
أحلى الرجال من النّساء مواقعا ... من كان أشبههم بهنّ خدودا
وقال الأعشى:
وأرى الغواني لا يواصلن امرأ ... فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
وقال أعرابي:
يروق الغواني مجدب الخدّ خالع
ميلها إلى ذي المال
قال امرؤ القيس:
أراهن لا يجبن من قلّ ماله
قيل لابن سيابة: قد كرهت امرأتك شيبك فمالت عنك فقال: إنما مالت إلى الأنذال لقلة المال، والله لو كنت في سن نوح وشيبة إبليس وخلقة منكر ونكير ومعي مال لكنت أحب إليها من مقتّر في جمال يوسف وخلق داود وسن عيسى وجود حاتم وحلم أحنف بن قيس.
اختيار الأخيار
قال صلّى الله عليه وسلّم: من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها. وقال الحسن لرجل استشاره في تزويج بنته: زوّجها من تقيّ فإنه إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها. وقيل لعبد الله بن جعفر: أتنكح ابنتك الحجّاج؟ فقال: أنكحتموه دينكم والدين أجلّ من بضع المرأة.
الكفاءة
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء. وقال عمر رضي الله عنه: لأمنعنّ فروج ذوي الأحساب إلا من الأكفاء. وقال أبو يوسف: الكفء على الحقيقة المساوي في النسب والمال والدين.
وقال بعضهم: الناس أكفاء إلا حائكا أو حجّاما.
وقال المنصور: أعداؤنا أكفاؤنا يعني بني أمية. وقيل لماجن: فلان المؤذن تزوج بابنة فلان المقري فقال: إنهما سيلدان مصحفا
من خطب امرأة فلم يتزوجها
خطب زياد إلى سعيد بن العاص ابنته فكتب إليه سعيد كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى
«1» ولما انتهى المغيرة إلى دار هند بنت النعمان بن المنذر قال: قد جئتك خاطبا.
قالت: والله ما جئتني لمالي وجمالي وإنما أردت أن يقال في محافل العرب نكح بنت النعمان. وإلا فأيّ خير في أعور وعمياء؟ فقال لها: كيف كان أمركم؟ فقالت أصبحنا وما في العرب إلا من يرهبنا وأمسينا وما فيهم إلا من نرهبه.
وكانت في دار ابن عبّاس يتيمة فخطبها رجل فقال له: لا أرضاها لك، قال: قد رضيت بها، فقال: الآن لا أرضاك لها.
وامتنعت امرأة من رجل خطبها فقيل لها في ذلك، فقالت: لأنهم يقلّون الصداق ويعجلون الطلاق.
وكتب عبادة بن الصامت إلى معاوية لما خطب إليه:
فلو أنّ نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حفد مما تعدّ كثير
ولكنّها نفس عليّ كريمة ... عيوف لإصهار الرجال قذور
قال دعبل:
فلا تنكح كريمك نهشليا ... فتخلط صفو مائك بالغثاء «2»
وخطب قرشي ابنة الكميت فجعل يتبجح عليه فرده الكميت وقال له: أقلل فإنا إن زوّجناك لم نبلغ السماء وإن رددناك لم نبلغ الماء.
تأسف من خطب امرأة فلم يتفق تزوجه بها
خطب رجل امرأة فوعد بها ثم تزوج بها غيره فقال:
لئن كان أدلى خاطبا فتعذرت ... عليه وفاتت رائدا فتخطّت
فما تركته رغبة عن جماله ... ولكنّها كانت لآخر خطّت
وفي المعنى ليهودي:
سلا ربة الخدر ما شأنها ... ومن أيّ ما فاتنا تعجب
فلسنا بأول من فاته ... على رغمه بعض ما يطلب
وكائن ترى النّاس من خاطب ... تزوّج غير الذي يخطب
وزوّجها غيره دونه ... وكانت له قبله تخطب
وقال المغيرة: ما خدعني أحد ما خدعني غلام من بني الحارث فإني ذكرت له امرأة أريد أن أتزوج بها، فقال لا تفعل: فإني رأيت رجلا يقبّلها ثم ذهب فتزوج. بها فقلت له في ذلك فقال: رأيت أباها يقبلها.
تمنّى طلاق امرأة مرغوب فيها
قال شاعر:
فما أكثر الأخبار أن قد تزوّجت ... فهل يأتينّي بالطّلاق بشير
وشكا رجل إلى قراص الأزدي تزويج امرأة كان يريد أن يتزوجها فقال:
تربّص بها ريب المنون لعلّها ... تطلّق يوما أو يموت حليلها
توجع من صاهر غير كفئه
دخلت هاشمية على معاوية فقال لها: من زوجك؟ فذكرت مجهولا. فقال: أمثلك ينكح من لا يعرف؟ فأنشدت:
إن القيوم تنكح الأيامى ... النسوة الأرامل اليتامى
المرء لا يبقى له سلامى
قال مهلهل:
أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الخباء من أدم
لو باء بانين جاء يخطبها ... ضرج مانف خاطب بدم
ولما ظفر قتيبة بابنة يزدجرد وتزوج بها قال لندمائه: أترون ابنها يكون هجينا فقالت:
هي نعم من قبل الأب وقالت هند بنت النعمان في زوجها ابن زنباع:
وهل هند إلا مهرة عربيّة ... سليلة أفراس تحللها بغل
فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى ... وإن يك إفراق فجاء به الفحل «1»
وقال:
بكى النسب الصافي بعين سخينة ... من النسب الموصوم أن يجمعا معا
وجاء رجل إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت حدأة على شرف مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقال: إن صدقت رؤياك فسيتزوج الحجّاج من أهل البيت، فتزوج بأم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر.
المتزوجة من ذي زي قبيح
قال شاعر:
الزوج زوجان ذو مال يعاش به ... وذو شباب شديد المتن كالمرس
فلا شبابا ولا مالا ظفرت به ... لكنّ ما شئت من لؤم ومن دنس
قال علي بن المنجم:
لم يرض إلا بالكريمة مركبا ... ولربّما امتنعت عليه أتان
ولما مات عمر بن عبد العزيز تزوج بامرأته فاطمة بنت عبد الملك سليمان بن داوف بن مروان وكان أعور فاجرا فقال الناس: هذا النذل الأعور يعنون قول جميل:
نذل لعمرك من يزيد أعور وقال آخر: فيمن طلقها سري وتزوجها دنيء:
وكنت كذى النّبل الذي راش نبله ... بريش الخوافي ثم بدّلها لغبا «1»
ذمّ متشرف بتزويج كريمة
رأوا رفعة الآباء أعيا مرامها ... عليهم فراموا رفعة بالحلائل
إذا ما أعالي الأمر لم تعطك المنى ... فلا بأس باستنجاحها بالأسافل
(2) وممّا جاء في قلّة الصداق وكثرته
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أعظم النساء بركة أحسنهنّ وجوها وأرخصهنّ مهورا. وقيل: لا تغالوا بمهور النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولى بكثرتها.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وما أصدق امرأة من نسائه ولا من بناته أكثر من إثنتي عشرة أوقية وذلك أربعمائة وثمانون درهما.
وقال عمر رضي الله عنه: لا يبلغني أن أحدا تجاوز بصداقه صداق النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا استرجعت منها. فقامت امرأة فقالت: ما جعل الله ذلك إليك يا ابن الخطاب، فإنه يقول وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا فقال عمر ألا تعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت، ناضلت أمامكم فنضلته.


وصية الختن بها وإكرامه لها
قال عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان: أرسلني أبي إليّ عمّي عتبة لأخطب إليه ابنته فأقعدني جنبه وقال: مرحبا بابن لم ألده أقرب قريب خطب إلي أحب حبيب لا أستطيع له ردّا ولا أجد من تشفيعه بدّا، قد زوجتكها وأنت أعزّ عليّ منها وهي ألوط بقلبي، فأكرمها يعذب على لساني ذكرك، ولا تهنّها فيصغر عندي قدرك. وقد قربتك من قربك فلا تباعد قلبي من قلبك.
وكتب الصابئ عن عزّ الدولة إليّ أبي تغلب وقد نقل ابنته إليه: قد وجهت الوديعة وإنما نقلت من وطن إلى سكن ومن مغرس إلى مغرس ومن مأوى عزّ وانعطاف إلى مأوى برّ وإلطاف، ومن منبت درّت لها نعماؤه إلى منشأ تعود عليها سماؤه. وهي بضعة منّي انفصلت إليك، وتمرة من جنى قلبي حصلت لديك. ولا ضياع على من تضمه أمانتك ويشتمل عليه حفظك ورعايتك. وكان الحسن إذا دخل ختنه يقول: مرحبا بمن كفى المؤنة وستر العورة ثم يتنحّى له عن مكانه:
حثّ الرجل على كفاية المرأة
قال الله تعالى: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ
«1» وخطب رجل إلى قوم فقال أحدهم: إن عرفت حق المرأة زوّجناك. فقال: حقّها أن لا ينسى ذكرها ولا يهتك سترها ولا يحوجها إلى أهلها. فقالت المرأة: زوّجوه.
وصية الأبوين البنت بحسن معاشرة الزوج
زوجت امرأة بنتها فقالت: يا بنية لو تركت الوصيّة لأحد لحسن أدب أو لكرم حسب لتركتها لك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل. يا بنيّة إنك قد خلّفت العش الذي منه درجت والموضع الذي منه خرجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، كوني له أمة يكن لك عبدا، واحفظي عني خصالا عشرا تكن لك دركا وذكرا. أما الأولى والثانية فحسن الصحابة بالقناعة وجميل المعاشرة بالسمع والطاعة ففي حسن المصاحبة راحة القلب وفي جميل المعاشرة رضا الرب والثالثة والرابعة التفقد لموضع عينه والتعاهد لموضع أنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشمّ أنفه منك خبيث ريح. واعلمي أن الكحل أحسن الحسن المودود، وأن الماء أطيب الطيب الموجود، والخامسة والسادسة فالحفظ لماله والرعاية لحشمه وعياله، واعلمي أن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على الحشم حسن التدبير. والسابعة والثامنة التعاهد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فحرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. والتاسعة والعاشرة لا تفشين له سرا، ولا تعصين له أمرا. فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.

وقال أبو الأسود لابنته: إياك والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق. وأمسكي عليك الفضلين:
فضل النكاح وفضل الكلام، وكوني كما قيل:
خذي العفو منّي تستديمي مودّتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
وصيّة الأبوين بقبح معاشرة الزوج
زوجت امرأة بنتها فقالت: يا بنية إقلعي زج «1» رمح زوجك أولا، فإن أقرّ فاقلعي سنانه. فإن أقر، فاكسري العظام بسيفه، فإن أقر فاقطعي اللحم وضعيه على ترسه، فإن أقر فضعي الأكاف على ظهره فإنه حمار. قال شاعر:
عليك يا سيّدة البنات ... معصية الزوج إلى الممات
وقال وداوامي غيرته وشتمه ... وقاتلي في كلّ يوم أمّه
وباعدي ما بينها وبينه ... وعينها فاسخني وعينه
التهنئة بالزفاف والدعاء للزوجين
قال خالد بن صفوان لرجل من باهلة: باليمن والبركة وشدة الحركة والظفر عند المعركة.
إستعلام حال الزوج في افتضاض امرأته
قيل لسليمان: كيف وجدت امرأتك؟ قال ولم أرخين الستر إذا؟
قال شاعر:
أبا حسن قل لي وأنت المصدق ... هل انجاب ذاك العارض المتفالق
وهل غاب ذاك الحوت في قعر لجّة ... رأيتك منها تستعنّ وتغرق
فقد قيل إن الباب دونك مغلق ... وإنّ عليك الرحب منه مضيق
وكتب الصاحب إلى أبي العلاء الحسين بن محمد بن سهلوية لما تزوج بابنة أبي الحسن بن إسحاق:
قلبي على الجمرة يا أبا العلا ... فهل فتحت الموضع المقفلا
وهل فضضت الكيس عن ختمه ... وهل كحلت النّاظر الأحولا
إن كان قد قلت نعم صادقا ... فابعث نثارا يملأ المنزلا
وأن تجبني من حياء بلا ... أنفذ إليك القطن والمغزلا
الرخصة في تزويج الأم
روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب إلى سلمة بن هشام أمة ضباعة بنت عامر وزوج علي بن
الحسين أمه سلافة الكابليّة مولى له ليحيى سنة في الإسلام. وممن زوّج أمه عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد.
المستنكف من تزويج أمه
تزوج مروان أم خالد بن يزيد فلاحاه يوما، فقال له: يا ابن الرطبة. فقال: مخبر.
مختبر ثم دخل على أمه فقال: أنت جلبت عليّ هذا، وأنشدها هجاء فيه:
أما رأيت خالدا يهمه ... إن سلب الملك ونيكت أمّه
فقالت: دعه لي. فلما علمت أن مروان قد امتلأ نوما عمدت إلى مخدة فوضعتها على أنفه فمات.
وكان رجل قاعد على باب داره وعنده صديق له ورجل يدخل الدار ويخرج فقال له:
من هذا؟ فقال: زوج أخت خالتي:
المعيب بتزويج أمّه
قيل لأعرابي: إن فلانا زوج أمه وأخذ مهرها فأيسر به. فقال: أعوذ بالله من بعض الرزق وقال الجاحظ معنى قول القائل يا ماص بظر أمه يعني يا آكلا مهر أمه من غير أبيه قال شاعر:
ربّ حلال أكله ... أقبح من نجس الدبر
من ظنّ مهر أمه ... جبرا له فلا جبر
وعاتب الصاحب رجلا قد زوّج أمه فقال له: ما في الحلال بأس، فقال: كذا أحب أن تكون لغة كل من أحب أن تناك أمه، ثم قال فيه:
زوجت أمك يا أخي ... إلى الرجال على طبق
وقال:
عذلت بتزويجه أمه ... فقال فعلت حلالا يجوز
فقلت حلالا كما قد زعمت ... ولكن سمحت بصدع العجوز
قال ابن طباطبا:
قل للمزوج أمّه ... يا أكبر الناس همّه
أجلّ مجد تحامي ... عليه تسكين علمه
كفيت أمّك أمرا ... من الأمور المهمّه
جواز المتعة
عيّر عبد الله بن الزبير عبد الله بن عباس بتحليله المتعة فقال له: سل أمك كيف سطعت المجامر بينها وبين أبيك. فسألها فقالت: ما ولدتك إلا في المتعة. وسئل عن المتعة فقال:
الذئب يكنى أبا حيدة أي ذلك حسن الإسم قبيح الفعل. وقال يحيى بن أكثم لشيخ بالبصرة:
بمن اقتديت في جواز المتعة؟ قال: بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: كيف وعمر كان أشد الناس فيها؟ قال: لأن الخبر الصحيح أنه صعد إلى المنبر فقال: إن الله ورسوله قد أحلالكما متعتين وإني محرمهما عليكم، وأعاقب عليهما. فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه.
وقال رجل لآخر زوّجني أمك متعة فقال: يا أحمق إذا زوجتكها فما معنى المتعة إنما المتعة أن تزوج نفسها.
وقالت امرأة:
أقول للشيخ إذا طالت عزوبته ... يا شيخ هل لك في فتيا ابن عباس



* محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء



hb_1972.118.210.jpg
 
أعلى