تغريد الغضبان - أريدك خفيفا

جرّدتك من أقلامك المسنونة كظهر قنفذ
علبة حبرك الشفاف كالدم
قصائدك المدعوكة بعلامة استفهام دائمة في رأسك
جردتك من عينيك الجريئتين حين يبصق فيهما عسل الكلمات المنمقة
يدك التي لم تداعبها سوى قراطة الأظافر
بوحك الذي تجيده على دفعات كأنك في غرفة تحقيق
جرّدتك من كنزة صوفك الجديدة أو الموروثة عن أبيك
الغالية أو الرخيصة
مفاتيحك التي لا تفتح سوى باب بيتك
جرّدتك من وظيفتك التي مللتها فتقاعدت في سن الثلاثين


من سريرك الذي ينام فيك بدل أن تنام فيه
من قهوة أمك وأختك ولمسة الشجر في كف أبيك
جردتك من غيرتك عليَّ
من خوفك على يدها
منيّ
من كل شئ جرّدتك
لتكون خفيفا كالروح
حين أحملك وأطير الى الريح
.......
دَمّ
ْأرجوك لا تخيّب أملي
حين التقيك على حافة سرير
بين أرضي وأرضك
لا تُخرج الحُبّ من جسدك مثل القذائف
فأنا لست عدّوك
ولا تنتهز أول فرصة لغسل دمي
عن شراشف قلبك
اتركه ليجف ببطء
فقد ترسم به البنت الصغيرة
تفاحة في دفترها
أو تدّون به شاعرة مبتدئة
قصيدتها الأولى عن حبيب
تلتقيه بعد الدرس
وحين تريد إشعال سيجارتك
بعد انتصارك
لا تشعلها كلّها من ثقاب عيني
اترك فيهما بعض الضوء
لأرى الدرب
حين أعود بيتي مهزومة
..........
الأرجل
الأرجل تهتز تحت الكراسي بنفاذ صبر كأنها هِرٌ ينتظر خروج فأر من محادثة مملة
تهتز بأدب ورتابة كأنها تتلقى درسا في فن الطهو أو التاريخ
تهتز بانتظام وهدوء كأنها تنيم الوقت في حضنها لقتل الموت
تهتز بخوف لامع كأنها تنتظر صفارة سباق أو نقطة الصفر في مظاهرة فاشلة
تهتز بشهوة شبقة كأنها تدوس على أصابع أختها في حافلة أو طابور أو قلب
تهتز بإنهاك أصفر كأنها تزيح كومة جليد عن كاهلها
تهتز الارجل لتقنعنا بأنها مازالت حية
فلا ننساها تحت الكراسي حين نغادر"

.
 
أعلى