حسن محمود القباني

الميلاد
Jul 27, 1983 (العمر: 40)
نموذج من كتاباتك
الأحلام مستمرة !
قصة قصيرة بقلم حسن محمود القباني
هذه الأشجار المطلة على ناصية شرفتنا الأرضية كانت ذات صلة روحانية بأحلامنا .
كانت تكبر معنا بينما كانت أحلامنا تستمد منها أملا تلو أملا محمل بطاقات تفاؤل جميلة معينها النمو المتدرج الواثق في غد أفضل نرعاه بمساعدة آخرين حيث يرويها المتعهدون بها من البلدية مرة بينما كنا نرويها أكثر من مرة في اليوم .. مرة بماء النيل المنساب عبر مساره المحكم إلى منزلنا بجانب مرة بماء أحلامنا التي كنا نرتلها على مسامع أشجارنا الأثيرة.
انتقلنا إلى منزل أرحب في مكان أرقى بينما لم نتخلى عن أشجارنا .. نزورها كل حين .. نذكر أمامها انجازاتنا التي تحققت من تراتيل الأحلام المعقودة على مسامعها في الزمن الجميل ..
تفرقنا في أكثر مكان بعد بناء كل منا لعش جميل آخر محققا حلما من أحلامنا أمام أشجارنا لكن كنا نعد كل حين نجلس حول مائدة الأسرة نغازل أشجارنا بينما نداعب ما تبقى من أحلامنا ..
غادرنا الأب ثم الأم لكن لم نغادر قعدتنا الأثيرة أمام أشجارنا التي شاطرتنا فراق الأحبة بدموع بدت على تجاعيد جسدها المثقل بهموم الزمان.. نرتل ما تبقى من أحلامنا أمامها عهدا نابضا بوفاء لن نتخلى عنه مهما كانت العقبات ..
العروض كثيرة حتى نبيع شقتنا الأولى مهوى القلوب الوفية .. التغيرات سريعة في الشارع حتى طالت بالقطع أشجارنا على حين غرة بجانب أشجار أخرى قريبة أملا في توسعات أكبر لمصالح لم نعرف ماهيتها..
قطعوا أشجارنا الوفية لكن لم يقطعوا حبل أحلامنا الأبية..
الأحلام مستمرة..
البلد
مصر
أعلى