محمد عبدالفتاح الشاذلي.
ولد في مدينة الإسكندرية، وفيها توفي.
قضى حياته في مصر.
تدرج في مراحل التعليم حتى حصل على شهادة المعهد العالي لشؤون القطن (1973).
يَسكتُ المصدر الوحيد عن سيرته، والمصدر الوحيد لشعره - عن الإشارة إلى حياته العملية، فلعله - وقد رحل وهو في الثلاثين من العمر عانى ما أعجزه عن العمل.
الإنتاج الشعري:
- صدر له: ديوان: «الطبول» - جماعة فاروس للآداب والفنون - الإسكندرية (د.ت)، وله قصائد نشرت في عدد من الصحف والمجلات المصرية.
ينتمي نتاجه الشعري إلى قصيدة التفعيلة بكل محاولاتها التحرر من الإطار التقليدي للقصيدة العربية التقليدية، وهو ما يعني الخروج عن الأغراض القديمة التي تداولها الشعراء، ويعني اعتماد آليات جديدة منها استخدام الرمز والميل إلى الغموض الفني، والاقتراب من الواقع، وتوظيف مفردات الكون الجوامد كالأشياء المقصودة
لذاتها كما في قصيدته «الطبول» التي تقفز فيها المفردة من المتن الذي تتكرر فيه إلى العنوان فارضة سيطرتها على مجريات النص والدلالات المنتجة فيه، متجاوزة ما تعورف عليه من دلالات «الطبول» القديمة، ثم تتوالى بعد ذلك مفردات لها دلالاتها في السياق، كالموت والغربة والخروج، والدائر، والليل، وغيرها من المفردات المشكلة
للقصيدة، وله قصائد غلب عليها طابع الوصف ورسم مشهد للعلاقة بين الإنسان والمكان كما في قصيدتيه «الإسكندرية» و«بيروت».
فاز بجائزة المجلس القومي للشباب والرياضة في مسابقة أغنية الطفل (أكتوبر 1979)، و فاز بالجائزة الأولى لمسابقة الثقافة الجماهيرية للشعر بالإسكندرية (1979).
مصادر الدراسة:
- عبدالله شرف: شعراء مصر 1900 - 1990 - المطبعة العربية الحديثة - القاهرة 1993.
* الطبول
تدقُّ الطُّبولْ
فتصحو بصدري الفصولْ
وترنو إلى الأفْقِ
كان المدى طائرًا أسحمَ الوجهِ
رفَّ جناحاهُ
طار وحَطَّ على الصدرِ
طارَ
وحَطَّ على الصدرِ
كان المدى أفعوانْ
لماذا تدقُّ الطبولْ؟
لماذا ارتجافُ الزمانْ؟
وإرهاص فيضٍ يضيء سماء الفُصولْ
يُروِّي احتراق الشجيراتِ
تسري الخصوبة في الجَسَدِ الورقيِّ
ويَبْسِمُ وجه النّهَرْ
لماذا ارتجافُ الزَّمانِ الهزيلِ؟
من العين كان الغمامُ
وكان انهمارُ المطرْ
وكان الشّتاءُ احتواءً لكلِّ الفصولِ
الشّتاءُ اختناق الهديلِ
الشّتاءُ
المدى
أُفعوانْ
على الصَّدْرِ حطَّ
تمطَّى
ونامْ
وما زِلْتُ أسمعُ صَوْت الطُّبولْ
فتصحو الفصولْ
وترنو إلى الأُفْقِ
ذاكَ البعيدِ
البعيدْ
***
* نشيج الكمان
ويعلو نشيجُ الكمانْ
يصاحبُ طيفكِ حين تميلينَ،
نحو الذي لا نراه ولا نعرِفُهْ
ويغشاك بحرٌ من الليل والصمتِ
يعلو نشيجُ الكمانْ
كَحُزْن اليمامْ
يرفرف تحت الغُصون التي يعتريها الذُّبولْ
فتمضي الفصول منكسة الرأسِ
يَسَّاقَط الغيمُ بالأسئله:
تُرى كَمْ سنحيا
وكم سنموتْ؟؟
تدورُ بنا الأرضُ دورتَها السرمديةَ
يجري بنا النّهرُ في خُيَلاءْ
يلقِّنُنا من دروسِ الحياةِ
ويُزْري بنا
يَتَفلْسَفُ حين يفيضُ
وحين يغلُّ يديه النَّهرْ
وأنتِ مَعَ الصُّبْح تأتينَ
ومضةَ عينٍ - وثم تغيبينَ
وجهك يملأ كل السماواتِ
- بالنور والدمعِ -
ثم يغيبْ
بغيرِ احتراقٍ يصيرُ رمادًا
ويمضي بعيدًا وراء الذي لا يُحَدُّ
ويبقى كلانا على «طرفيِّ» الوجودْ
فدونك جسرٌ من اللّيل والثلجِ
دونك دهرٌ من الإنتظارْ
وأغنيةٌ من رمادْ
وحزنُ الكمانْ
***
* بيروت
ليت للبرَّاق عينًا فترى
ما أقاسي من بلاءٍ وعَنا
بيروتُ في العراءِ نائمهْ
وحولها السيوف تقطر الدِّما
وحولها العشّاقُ متخمون بالَّشَبقْ
ولوثة العناق والتنكيل بالجَسَدْ
الطِّفلة الضحوكُ نائمهْ
تضاجع العشاق مرغمه
فتنهش النيوب لحمَها الرقيقْ
الفخذُ للذئابْ
والنَّهدُ للكلابْ
والحزنُ والعذابُ للأحبابْ
بيروتُ يا رفاق ُمقبرَهْ
ودمعةٌ توطّنتْ
وبسمة مهاجرهْ
وليت للأعراب عينًا فترى
بيروتُ مقبرهْ
بيروتُ مقبرهْ
وَلّتْ ليالي الأنس يا بيروتْ
العاشقُ القديمُ ولّى
والعِطْرُ
والأضواءُ
والورودْ
اليومَ للبارودِ
للبارودْ
ما عاد في العينين من بريقْ
ما عاد تُفّاحٌ ولا زهَرْ
ما عاد في الأنهار ماءْ
فاليوم للرعود والأنواءْ
واليوم للحريقْ
اليوم للحريقْ
ولد في مدينة الإسكندرية، وفيها توفي.
قضى حياته في مصر.
تدرج في مراحل التعليم حتى حصل على شهادة المعهد العالي لشؤون القطن (1973).
يَسكتُ المصدر الوحيد عن سيرته، والمصدر الوحيد لشعره - عن الإشارة إلى حياته العملية، فلعله - وقد رحل وهو في الثلاثين من العمر عانى ما أعجزه عن العمل.
الإنتاج الشعري:
- صدر له: ديوان: «الطبول» - جماعة فاروس للآداب والفنون - الإسكندرية (د.ت)، وله قصائد نشرت في عدد من الصحف والمجلات المصرية.
ينتمي نتاجه الشعري إلى قصيدة التفعيلة بكل محاولاتها التحرر من الإطار التقليدي للقصيدة العربية التقليدية، وهو ما يعني الخروج عن الأغراض القديمة التي تداولها الشعراء، ويعني اعتماد آليات جديدة منها استخدام الرمز والميل إلى الغموض الفني، والاقتراب من الواقع، وتوظيف مفردات الكون الجوامد كالأشياء المقصودة
لذاتها كما في قصيدته «الطبول» التي تقفز فيها المفردة من المتن الذي تتكرر فيه إلى العنوان فارضة سيطرتها على مجريات النص والدلالات المنتجة فيه، متجاوزة ما تعورف عليه من دلالات «الطبول» القديمة، ثم تتوالى بعد ذلك مفردات لها دلالاتها في السياق، كالموت والغربة والخروج، والدائر، والليل، وغيرها من المفردات المشكلة
للقصيدة، وله قصائد غلب عليها طابع الوصف ورسم مشهد للعلاقة بين الإنسان والمكان كما في قصيدتيه «الإسكندرية» و«بيروت».
فاز بجائزة المجلس القومي للشباب والرياضة في مسابقة أغنية الطفل (أكتوبر 1979)، و فاز بالجائزة الأولى لمسابقة الثقافة الجماهيرية للشعر بالإسكندرية (1979).
مصادر الدراسة:
- عبدالله شرف: شعراء مصر 1900 - 1990 - المطبعة العربية الحديثة - القاهرة 1993.
* الطبول
تدقُّ الطُّبولْ
فتصحو بصدري الفصولْ
وترنو إلى الأفْقِ
كان المدى طائرًا أسحمَ الوجهِ
رفَّ جناحاهُ
طار وحَطَّ على الصدرِ
طارَ
وحَطَّ على الصدرِ
كان المدى أفعوانْ
لماذا تدقُّ الطبولْ؟
لماذا ارتجافُ الزمانْ؟
وإرهاص فيضٍ يضيء سماء الفُصولْ
يُروِّي احتراق الشجيراتِ
تسري الخصوبة في الجَسَدِ الورقيِّ
ويَبْسِمُ وجه النّهَرْ
لماذا ارتجافُ الزَّمانِ الهزيلِ؟
من العين كان الغمامُ
وكان انهمارُ المطرْ
وكان الشّتاءُ احتواءً لكلِّ الفصولِ
الشّتاءُ اختناق الهديلِ
الشّتاءُ
المدى
أُفعوانْ
على الصَّدْرِ حطَّ
تمطَّى
ونامْ
وما زِلْتُ أسمعُ صَوْت الطُّبولْ
فتصحو الفصولْ
وترنو إلى الأُفْقِ
ذاكَ البعيدِ
البعيدْ
***
* نشيج الكمان
ويعلو نشيجُ الكمانْ
يصاحبُ طيفكِ حين تميلينَ،
نحو الذي لا نراه ولا نعرِفُهْ
ويغشاك بحرٌ من الليل والصمتِ
يعلو نشيجُ الكمانْ
كَحُزْن اليمامْ
يرفرف تحت الغُصون التي يعتريها الذُّبولْ
فتمضي الفصول منكسة الرأسِ
يَسَّاقَط الغيمُ بالأسئله:
تُرى كَمْ سنحيا
وكم سنموتْ؟؟
تدورُ بنا الأرضُ دورتَها السرمديةَ
يجري بنا النّهرُ في خُيَلاءْ
يلقِّنُنا من دروسِ الحياةِ
ويُزْري بنا
يَتَفلْسَفُ حين يفيضُ
وحين يغلُّ يديه النَّهرْ
وأنتِ مَعَ الصُّبْح تأتينَ
ومضةَ عينٍ - وثم تغيبينَ
وجهك يملأ كل السماواتِ
- بالنور والدمعِ -
ثم يغيبْ
بغيرِ احتراقٍ يصيرُ رمادًا
ويمضي بعيدًا وراء الذي لا يُحَدُّ
ويبقى كلانا على «طرفيِّ» الوجودْ
فدونك جسرٌ من اللّيل والثلجِ
دونك دهرٌ من الإنتظارْ
وأغنيةٌ من رمادْ
وحزنُ الكمانْ
***
* بيروت
ليت للبرَّاق عينًا فترى
ما أقاسي من بلاءٍ وعَنا
بيروتُ في العراءِ نائمهْ
وحولها السيوف تقطر الدِّما
وحولها العشّاقُ متخمون بالَّشَبقْ
ولوثة العناق والتنكيل بالجَسَدْ
الطِّفلة الضحوكُ نائمهْ
تضاجع العشاق مرغمه
فتنهش النيوب لحمَها الرقيقْ
الفخذُ للذئابْ
والنَّهدُ للكلابْ
والحزنُ والعذابُ للأحبابْ
بيروتُ يا رفاق ُمقبرَهْ
ودمعةٌ توطّنتْ
وبسمة مهاجرهْ
وليت للأعراب عينًا فترى
بيروتُ مقبرهْ
بيروتُ مقبرهْ
وَلّتْ ليالي الأنس يا بيروتْ
العاشقُ القديمُ ولّى
والعِطْرُ
والأضواءُ
والورودْ
اليومَ للبارودِ
للبارودْ
ما عاد في العينين من بريقْ
ما عاد تُفّاحٌ ولا زهَرْ
ما عاد في الأنهار ماءْ
فاليوم للرعود والأنواءْ
واليوم للحريقْ
اليوم للحريقْ