لست ممن يركنون إلى اليأس أو يدعون إلى تثبيط، وبودي لو نفثت في كل قلب إيماناً بالنفس وأملاً في الحياة حتى أرى جميع مواطنينا كالكراة من المطاط، كلما زدتها صدماً ازدادت قفزاً، ولكنني مع ذلك عودت قرائي الصراحة في علاج مشاكلنا، ولقيت دائماً ممن حظيت برأيهم تأييداً حاراً صادقاً. ثم أني أؤمن بأنه لا خير في التعامي عن الواقع، بل لا خير في إنكاره، لأن إنكاره لمن يمحوه. وهاأنا اليوم أعالج أخص ما تملك كأمة، وهو العقلية المصرية ولي في تلك العقلية رأي ثابت استخلصته من احتكاكي الطويل بعقليات الشعوب المختلفة وبخاصة الشعوب الغربية. وسأبسط هذا الرأي ثم أحاول تفسيره لنستنبط ما نستطيع من علاج.
كنت أنا وزملائي من المصريين نتلقى العلم سنين طويلة بالجامعات الأوربية مع طلبة من كافة الأجناس، ولاحظت أن الكثيرين منا كانوا يتفوقون على إخوانهم في الدرس تفوقاً واضحاً. ثم عدت وعاد زملائي؛ فإذا بالقليل منا من يوفق إلى اكتشاف جديد في ميدان المعرفة، بل إلى تجديد فكرة معروفة أو تعميقها، وعلى العكس من ذلك نسمع أن هذا الزميل الفرنسي، أو ذاك الإنجليزي قد اهتدى إلى نظرية غير معروفة أو كشف الحجاب عن مجهول في مجال المادة أو مجال الإنسان. وأنعمت النظر في هذا التناقض الواضح فاستقر بنفسي أن العقلية المصرية سلبية قابلة، بينما عقلية الغربيين إيجابية فعالة. فنحن نستطيع أن نحصل ما يلقى إلينا، ولسنا بلا ريب دون أحد في قوة الذاكرة، ولكننا لا نكاد نتخطى دور التقبل والتحصيل حتى يتبلد حمارنا، ولقد ينجح بعضنا في الجدل، ولكن مجهوده فلما يعدو فك الأفكار الأساسية كما تفك النقود إلى وحدات من البرونز، ولا يقف تأثير تلك العقلية القابلة عند ميدان المعرفة، بل يمتد إلى الحياة العملية ذاتها؛ فترى الكثيرين منا حتى المثقفين ضيقي الحيلة سيئي التصرف، قليلي الاعتماد على النفس والسير على أقدامهم أو الاهتداء إلى السبيل السوي عندما يضطرب حبل الأمور وتشتد المواقف هذه ظاهرة لا أظن هناك ما هو أخطر منها في حياتنا، ولابد من أن نلقي عليها من الضوء ما يظهر مواضع الخلل في بنائه لعل من أكبر الأسباب التي كيفت العقلية المصرية على النحو الذي ذكرنا تلك الحقيقة الواضحة، وهي أنه قد يكون عندنا تعليم، ولكن مما لا شك فيه أنه ليست لدينا ثقافة، حتى لقد استطعنا في إحدى المقالات السابقة أن نتحدث عن أمية المتعلمين، والتعليم شيء والثقافة شيء آخر، وإن كان من الممكن أن يصبح التعليم، إذا أقيم على مناهج سليمة ونهض به أساتذة أكفاء، وسيلة من وسائل التثقيف. التعليم كما نلاحظه عندنا تلقين للمعارف، وأما الثقافة فتكوين للملكات، وهذا ما لا وجود له بيننا تقريباً، وفي الغرب نستطيع أن نقول إن عملية التثقيف تبدأ مع الميلاد، وهذا هو ما يعبر عنه المفكرون بقولهم إن خلف الأوربيين قروناً من الثقافة يتوارثونها ابناً عن أب. وهذا قول لا يخلو من تجوز، ومع ذلك فهو صحيح ولفهمه يلجأ بعض المفكرين إلى البحث في تأثير النشاط الثقافي على مراكزنا العصبية، وتوارث تلك المراكز مشكلة مكيفة، ولكن هذا بحث نتركه لأنه في نظرنا لا يقل غموضاً ومجازفة عن البحث فيما وراء الطبيعة، وإنما نقف على العكس من ذلك عند أمرين: اللغة، وطريقة الحياة. فالطفل الأوربي يحصل بتحصيله لغته اليومية طائفة كبيرة من المعارف التي تملأ سوق الحياة، وهو يحس بأثر تلك المعلومات الفعالة في كل أموره ويخبر صدقها عن تجربة؛ فيتمثلها تمثل الهضم، وإذا بها جزء من تكوينه العقلي، وهو يسير في حياته على طريقة لا تخلو، مهما بلغت من البوهيمية، من منهج وغاية. وتنظيم تلك الحياة المادية ذاته فيه ما يرفع عن كاهله الكثير من تفاصيلها، حتى ليتكلف أقل الجهد في إعداد ما يحتاجه من طعام أو كساء. وليس من شك في أنه كلما تخلصنا من تلك التفاصيل وأنزلناها منزلة الآلية تحرر الكثير من وقتنا لنصرفه في النشاط العقلي، وبخاصة القراءة؛ فالأم في بيتها والأب في عمله يجد كل منهما متسعاً لتغذية تفكيره، وإذا بجو المنزل تغمره الثقافة التي تنفذ إلى عقل الطفل إن لم تند خلاياه
لقد ناقشنا بإحدى الصحف مشكلة الأخلاق؛ فرأينا أن التربية لن تجدي في علاجها قدر ما يجدي إصلاح النظم التي تمكن الفرد من أن يصل إلى حقه ويدفع عن نفسه العدوان بوسيلة كريمة غير الرجاء الذي تفشي في بلادنا كالوباء. وباستطاعتي اليوم أن أجد في نفس هذا الإصلاح علاجا للعقلية المصرية. وليس بخاف أن العلاقة متينة بين العلم والخلق، وقديماً قال أحد المفكرين إن علماً بلا خلق خراب للنفس، وفي الحق ماذا يستطيع في مجال العلم رجل لا يملك حتى الثقة بنفسه والاعتزاز بكرامته. وعندما تضطرب النفس وتتقاذفها الآلام كيف تريدها أن تصبر على كشف مجهول أو متابعة حقيقة أو استقصاء رأي. نعم إن العلماء في كافة بقاع الأرض لا تأخذ نفوسهم شهوة المادة، وتعلقهم الأول إنما هو بجوهر الفكر الخالد، ولكن هذا لم يمنع الهيئات الاجتماعية التي يعيشون بينها من أن توفر لهم أسباب الحياة، وتمكنهم من وسائل البحث. وأما نحن فمتى وضعنا معملاً تحت تصرف عالم، أو رزقاً ضرورياً في متناول أديب. وهبنا أيدينا استعداداً لأن نفعل ذلك فكيف السبيل لهذا العالم، أو ذاك الأديب أن يظهر مواهبه في بلاد بلغ فيها التفاوت في الثراء مبلغاً عض معه الفقر ملايين من البشر الذين لا يمكن أن نعدم - لو واتتهم الفرص - أن نعثر بينهم على نفر ولو قليل ممن حباهم الله مواهب النفس.
إذن فعدم تهيؤ الجو الثقافي الصحيح في منازلنا ودور تعليمنا من جهة، وفساد نظمنا الاجتماعية والاقتصادية من جهة أُخرى عاملان كبيران في تكييف العقلية المصرية. ولربما كان هذا هو السبب في أن الكثيرين ممن يعودون من أوربا من شبابنا لا يلبثون قليلا قليلا أن يخمد ضغط الوسط ما فيهم من حماسة ويثبط ما في قلوبهم من عزم بحيث لا نستبعد لو أن أحدهم بعد تخرجه باشر حياته العملية في أوربا لاستطاع خيراً مما يستطيعه هنا، وإن كنت لا أنكر أن نفراً غير قليل منهم لم ينزحوا إلى الغرب إلا بعد أن أخذوا طابعاً شبه نهائي، وكانت أمزجتهم من الصلابة بحيث لم تستطع ملابسة الوسط الجديد والتشبع بثقافته وطرق حياته؛ فلم تجد فيهم رحلة ولا أجدى اغتراب.
والآن كيف السبيل إلى علاج تلك الظاهرة. وهنا قد يصيح بي صائح، ولكن السبيل واضح تستطيع أن تجده فيما أسلفت من قول، فما عليك أو علينا إلا أن نصلح نظمنا، وأن نهيئ ما تريد ونريد من جو ثقافي في منازلنا ودور علمنا، ولكن هذا الصائح لن يلبث أن يوقعنا في دور؛ فمن لي ولكم بإنجاز ذلك، وهو لا يبدو هيناً إلا في الكتابة؟ هذه إصلاحات لابد أن يسوق إليها رأي عام قوي، وهذا الرأي لن يتكون إلا باستنارة العقول. والسبيل إلى تلك الاستنارة هو أن نسكت في نفوسنا النعرات الباطلة، وألا نستنكف في الأخذ عمن سبقونا في الحضارة، وألا نمل تكرار ما نأخذه عنهم، حتى يستقر في النفوس وينزل منها منزلة الإيمان؛ فعندئذ يصبح الفكر عملا، وإذا بعقليتنا السلبية القابلة تستحيل إيجابية فاعلة. فاليوم الذي نؤمن فيه أن لكل فرد حقاً يجب أن يناله بغير رجاء؛ فإن لم ينله حكم له به قضاء عادل، واليوم الذي نؤمن فيه بأن لكل فرد أن يستغل ملكاته، وأن يمكن من وسائل ذلك الاستغلال، وأن جهده لابد أن يقوته على نحو جدير بمستوى الإنسانية، واليوم الذي نؤمن فيه بأن للفكر الإنساني كرامة لا تدانيها كرامة المال، حتى تقر الهيئة الاجتماعية لرجاله بما يستحقون من وجاهة وتقدير، هو اليوم الذي سيعتز فيه المصري بالا تكون عقليته سلبية قابلة، بل إيجابية فاعلة
محمد مندور
مجلة الرسالة - العدد 592
بتاريخ: 06 - 11 - 1944
كنت أنا وزملائي من المصريين نتلقى العلم سنين طويلة بالجامعات الأوربية مع طلبة من كافة الأجناس، ولاحظت أن الكثيرين منا كانوا يتفوقون على إخوانهم في الدرس تفوقاً واضحاً. ثم عدت وعاد زملائي؛ فإذا بالقليل منا من يوفق إلى اكتشاف جديد في ميدان المعرفة، بل إلى تجديد فكرة معروفة أو تعميقها، وعلى العكس من ذلك نسمع أن هذا الزميل الفرنسي، أو ذاك الإنجليزي قد اهتدى إلى نظرية غير معروفة أو كشف الحجاب عن مجهول في مجال المادة أو مجال الإنسان. وأنعمت النظر في هذا التناقض الواضح فاستقر بنفسي أن العقلية المصرية سلبية قابلة، بينما عقلية الغربيين إيجابية فعالة. فنحن نستطيع أن نحصل ما يلقى إلينا، ولسنا بلا ريب دون أحد في قوة الذاكرة، ولكننا لا نكاد نتخطى دور التقبل والتحصيل حتى يتبلد حمارنا، ولقد ينجح بعضنا في الجدل، ولكن مجهوده فلما يعدو فك الأفكار الأساسية كما تفك النقود إلى وحدات من البرونز، ولا يقف تأثير تلك العقلية القابلة عند ميدان المعرفة، بل يمتد إلى الحياة العملية ذاتها؛ فترى الكثيرين منا حتى المثقفين ضيقي الحيلة سيئي التصرف، قليلي الاعتماد على النفس والسير على أقدامهم أو الاهتداء إلى السبيل السوي عندما يضطرب حبل الأمور وتشتد المواقف هذه ظاهرة لا أظن هناك ما هو أخطر منها في حياتنا، ولابد من أن نلقي عليها من الضوء ما يظهر مواضع الخلل في بنائه لعل من أكبر الأسباب التي كيفت العقلية المصرية على النحو الذي ذكرنا تلك الحقيقة الواضحة، وهي أنه قد يكون عندنا تعليم، ولكن مما لا شك فيه أنه ليست لدينا ثقافة، حتى لقد استطعنا في إحدى المقالات السابقة أن نتحدث عن أمية المتعلمين، والتعليم شيء والثقافة شيء آخر، وإن كان من الممكن أن يصبح التعليم، إذا أقيم على مناهج سليمة ونهض به أساتذة أكفاء، وسيلة من وسائل التثقيف. التعليم كما نلاحظه عندنا تلقين للمعارف، وأما الثقافة فتكوين للملكات، وهذا ما لا وجود له بيننا تقريباً، وفي الغرب نستطيع أن نقول إن عملية التثقيف تبدأ مع الميلاد، وهذا هو ما يعبر عنه المفكرون بقولهم إن خلف الأوربيين قروناً من الثقافة يتوارثونها ابناً عن أب. وهذا قول لا يخلو من تجوز، ومع ذلك فهو صحيح ولفهمه يلجأ بعض المفكرين إلى البحث في تأثير النشاط الثقافي على مراكزنا العصبية، وتوارث تلك المراكز مشكلة مكيفة، ولكن هذا بحث نتركه لأنه في نظرنا لا يقل غموضاً ومجازفة عن البحث فيما وراء الطبيعة، وإنما نقف على العكس من ذلك عند أمرين: اللغة، وطريقة الحياة. فالطفل الأوربي يحصل بتحصيله لغته اليومية طائفة كبيرة من المعارف التي تملأ سوق الحياة، وهو يحس بأثر تلك المعلومات الفعالة في كل أموره ويخبر صدقها عن تجربة؛ فيتمثلها تمثل الهضم، وإذا بها جزء من تكوينه العقلي، وهو يسير في حياته على طريقة لا تخلو، مهما بلغت من البوهيمية، من منهج وغاية. وتنظيم تلك الحياة المادية ذاته فيه ما يرفع عن كاهله الكثير من تفاصيلها، حتى ليتكلف أقل الجهد في إعداد ما يحتاجه من طعام أو كساء. وليس من شك في أنه كلما تخلصنا من تلك التفاصيل وأنزلناها منزلة الآلية تحرر الكثير من وقتنا لنصرفه في النشاط العقلي، وبخاصة القراءة؛ فالأم في بيتها والأب في عمله يجد كل منهما متسعاً لتغذية تفكيره، وإذا بجو المنزل تغمره الثقافة التي تنفذ إلى عقل الطفل إن لم تند خلاياه
لقد ناقشنا بإحدى الصحف مشكلة الأخلاق؛ فرأينا أن التربية لن تجدي في علاجها قدر ما يجدي إصلاح النظم التي تمكن الفرد من أن يصل إلى حقه ويدفع عن نفسه العدوان بوسيلة كريمة غير الرجاء الذي تفشي في بلادنا كالوباء. وباستطاعتي اليوم أن أجد في نفس هذا الإصلاح علاجا للعقلية المصرية. وليس بخاف أن العلاقة متينة بين العلم والخلق، وقديماً قال أحد المفكرين إن علماً بلا خلق خراب للنفس، وفي الحق ماذا يستطيع في مجال العلم رجل لا يملك حتى الثقة بنفسه والاعتزاز بكرامته. وعندما تضطرب النفس وتتقاذفها الآلام كيف تريدها أن تصبر على كشف مجهول أو متابعة حقيقة أو استقصاء رأي. نعم إن العلماء في كافة بقاع الأرض لا تأخذ نفوسهم شهوة المادة، وتعلقهم الأول إنما هو بجوهر الفكر الخالد، ولكن هذا لم يمنع الهيئات الاجتماعية التي يعيشون بينها من أن توفر لهم أسباب الحياة، وتمكنهم من وسائل البحث. وأما نحن فمتى وضعنا معملاً تحت تصرف عالم، أو رزقاً ضرورياً في متناول أديب. وهبنا أيدينا استعداداً لأن نفعل ذلك فكيف السبيل لهذا العالم، أو ذاك الأديب أن يظهر مواهبه في بلاد بلغ فيها التفاوت في الثراء مبلغاً عض معه الفقر ملايين من البشر الذين لا يمكن أن نعدم - لو واتتهم الفرص - أن نعثر بينهم على نفر ولو قليل ممن حباهم الله مواهب النفس.
إذن فعدم تهيؤ الجو الثقافي الصحيح في منازلنا ودور تعليمنا من جهة، وفساد نظمنا الاجتماعية والاقتصادية من جهة أُخرى عاملان كبيران في تكييف العقلية المصرية. ولربما كان هذا هو السبب في أن الكثيرين ممن يعودون من أوربا من شبابنا لا يلبثون قليلا قليلا أن يخمد ضغط الوسط ما فيهم من حماسة ويثبط ما في قلوبهم من عزم بحيث لا نستبعد لو أن أحدهم بعد تخرجه باشر حياته العملية في أوربا لاستطاع خيراً مما يستطيعه هنا، وإن كنت لا أنكر أن نفراً غير قليل منهم لم ينزحوا إلى الغرب إلا بعد أن أخذوا طابعاً شبه نهائي، وكانت أمزجتهم من الصلابة بحيث لم تستطع ملابسة الوسط الجديد والتشبع بثقافته وطرق حياته؛ فلم تجد فيهم رحلة ولا أجدى اغتراب.
والآن كيف السبيل إلى علاج تلك الظاهرة. وهنا قد يصيح بي صائح، ولكن السبيل واضح تستطيع أن تجده فيما أسلفت من قول، فما عليك أو علينا إلا أن نصلح نظمنا، وأن نهيئ ما تريد ونريد من جو ثقافي في منازلنا ودور علمنا، ولكن هذا الصائح لن يلبث أن يوقعنا في دور؛ فمن لي ولكم بإنجاز ذلك، وهو لا يبدو هيناً إلا في الكتابة؟ هذه إصلاحات لابد أن يسوق إليها رأي عام قوي، وهذا الرأي لن يتكون إلا باستنارة العقول. والسبيل إلى تلك الاستنارة هو أن نسكت في نفوسنا النعرات الباطلة، وألا نستنكف في الأخذ عمن سبقونا في الحضارة، وألا نمل تكرار ما نأخذه عنهم، حتى يستقر في النفوس وينزل منها منزلة الإيمان؛ فعندئذ يصبح الفكر عملا، وإذا بعقليتنا السلبية القابلة تستحيل إيجابية فاعلة. فاليوم الذي نؤمن فيه أن لكل فرد حقاً يجب أن يناله بغير رجاء؛ فإن لم ينله حكم له به قضاء عادل، واليوم الذي نؤمن فيه بأن لكل فرد أن يستغل ملكاته، وأن يمكن من وسائل ذلك الاستغلال، وأن جهده لابد أن يقوته على نحو جدير بمستوى الإنسانية، واليوم الذي نؤمن فيه بأن للفكر الإنساني كرامة لا تدانيها كرامة المال، حتى تقر الهيئة الاجتماعية لرجاله بما يستحقون من وجاهة وتقدير، هو اليوم الذي سيعتز فيه المصري بالا تكون عقليته سلبية قابلة، بل إيجابية فاعلة
محمد مندور
مجلة الرسالة - العدد 592
بتاريخ: 06 - 11 - 1944