أثارت الصحف العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي على مدار أيام نبأ دخول الصحفي والكاتب جمال خاشقجي (Cemal Kaşıkçı) إلى القنصلية السعودية ولم يخرج، فصار هذا الكاتب الذي كان رئيسا لتحرير جريدة الوطن والذي يكتب في جريدة الواشنطن بوست الأميركية مختطفا، أو وكما توعزه الرواية التركية/السعودية: لقد تبخر على طريقة الروايات الهندية القديمة، حيث تحولت القنصلية السعودية إلى فانوس يحتجز فيه المعارضون السعوديون بشكل غريب للغاية.
1. الحادثة هي السابقة الأولى في تاريخ آل سعود:
اختفاء الصحفي جمال خاشقجي هي أولى الاختطافات في قائمة الصحفيين المعارضين التي تنفذها المخابرات السعودية في الخارج، فالرجل المقيم بالعاصمة الأميركية واشنطن المدارة من ولاية كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية قد استدعي خلال مروره بمدينة اسطنبول من طرف القنصلية السعودية من أجل توقيع أوراق تخصه، ثم تم الكيد له ليدخلها ولم يخرج؛ ليس جديدا على مخابرات المملكة السعودية اختطاف المعارضين لها، فقد اختطفت قبل الكاتب جمال الكثير من السعوديين، وكان من بين المختطَفين أمراء أيضا، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها اختطاف صحفي، وبهذه الطريقة، خصوصا أن الصحفي جمال ليس قلما يسهل اختطافه، كونه يقيم على الأراضي الأميركية ويكتب على صفحات جريدة أميركية أيضا.
اختطاف كاتب رأي ومصادرة حريته ليس بالأمر الهين، وما يزيد الطين السعودي بلة، هو كيفية الاختطاف وأين، إذ صارت زيارة القنصليات والسفارات العربية من طرف مواطنيها المعارضين لأنظمة حكم بلدانهم، تشكل خطرا عليهم حتى ولو كانت هذه السفارات على أراضي أجنبية وتعمل تحت وصايا المنظمات العالمية والقوانين الأجنبية كذلك، بينما الاختراق الواضح للأمن التركي، والإهانة المقصودة للشعب التركي، كما أن الصفعة القوية التي تلقاها السلطان أردوغان لن تمرّ مرور الكرام على حسب اعتقادي.
2. معارض بقلم مؤدب:
أنا (مزوار محمـد سعيد) مثل غيري من المتابعين للشأن العربي الثقافي بالخصوص، أتابع الأستاذ جمال من زاوية كلامه الرصين الذي يدخل العقول وينفذ إلى الأرواح بشكل عميق للغاية، لغته الاصلاحية الهادئة والهادفة، حضوره المتميز وأفكاره التي لا تقدح لا الأشخاص ولا الدول، تجعل منه "المعارض المؤدب"، وهذه هي النقطة التي جنّ جنون الأمير الصغير بسببها، لأنّ جمال استطاع التأثير في النخب كما الشباب العربي-السعودي بهذا الأسلوب، مثله مثل القلة من النخبة العربية، لعل أبرزها د. أسامة فوزي، د. سامي كليب وهيثم منّاع... الخ.
3. انتفاضة العالم لنصرة جمال:
كاتب على مساحة الرأي العالمية ضمن نخبة الواشنطن بوست الأميركية تتم مصادرة حريته بهذه الطريقة الغريبة، حتما ستخلف من خلفها زوبعة إعلامية قل نظيرها، وهذا ما حدث بالفعل، بدء من الجريدة ذاتها ومرورا بالنيويورك تايمز ووصولا إلى موقع البريد العالمي الناطق بالفرنسية دون نسيان موقع عرب تايمز الناطق بالعربية وغيرها كثير.
الرجل معروف فهو وجه إعلامي بارز تستضيفه الفضائيات العالمية، لهذا لن تمر حادثة اختطافه كما يشتهي نظام الرياض الشاب، بل ستهز كافة أركان النظام السعودي الحالي، وستكون أقوى من الهزة التي تعرض لها عند اعتقاله لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري أو أمراء الفندق الشهير في العاصة الرياض.
عملية خطف واعتقال الآراء الناقدة لنظام المملكة السعودية لم تترك أحدا في الفترة الأخيرة، لا الدعاة، لا المشايخ ولا حتى النساء من الناشطين الحقوقيين، كما أن الأزمة السعودية الكندية تمثل أبرز الأمثلة على توحش هذه الدكتاتورية العربية، بل إنها قد بلغت من البطش درجة اختطاف وجه إعلامي عالمي على أراض أجنبية وفي وضح النهار!
من عمق قلبي أنشد الحرية لجمال خاشقجي، لأنه قلم محترم، عمل على مدار سنوات وفيا لبلده: "أرض الحجاز" ولا يزال، كما أدعو الله أن يطلق سراحه وسراح كافة معتقلي الرأي من مشايخ ودعاة على أرض الحجاز... آمين!
mezouarms@yahoo.co.uk
1. الحادثة هي السابقة الأولى في تاريخ آل سعود:
اختفاء الصحفي جمال خاشقجي هي أولى الاختطافات في قائمة الصحفيين المعارضين التي تنفذها المخابرات السعودية في الخارج، فالرجل المقيم بالعاصمة الأميركية واشنطن المدارة من ولاية كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية قد استدعي خلال مروره بمدينة اسطنبول من طرف القنصلية السعودية من أجل توقيع أوراق تخصه، ثم تم الكيد له ليدخلها ولم يخرج؛ ليس جديدا على مخابرات المملكة السعودية اختطاف المعارضين لها، فقد اختطفت قبل الكاتب جمال الكثير من السعوديين، وكان من بين المختطَفين أمراء أيضا، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها اختطاف صحفي، وبهذه الطريقة، خصوصا أن الصحفي جمال ليس قلما يسهل اختطافه، كونه يقيم على الأراضي الأميركية ويكتب على صفحات جريدة أميركية أيضا.
اختطاف كاتب رأي ومصادرة حريته ليس بالأمر الهين، وما يزيد الطين السعودي بلة، هو كيفية الاختطاف وأين، إذ صارت زيارة القنصليات والسفارات العربية من طرف مواطنيها المعارضين لأنظمة حكم بلدانهم، تشكل خطرا عليهم حتى ولو كانت هذه السفارات على أراضي أجنبية وتعمل تحت وصايا المنظمات العالمية والقوانين الأجنبية كذلك، بينما الاختراق الواضح للأمن التركي، والإهانة المقصودة للشعب التركي، كما أن الصفعة القوية التي تلقاها السلطان أردوغان لن تمرّ مرور الكرام على حسب اعتقادي.
2. معارض بقلم مؤدب:
أنا (مزوار محمـد سعيد) مثل غيري من المتابعين للشأن العربي الثقافي بالخصوص، أتابع الأستاذ جمال من زاوية كلامه الرصين الذي يدخل العقول وينفذ إلى الأرواح بشكل عميق للغاية، لغته الاصلاحية الهادئة والهادفة، حضوره المتميز وأفكاره التي لا تقدح لا الأشخاص ولا الدول، تجعل منه "المعارض المؤدب"، وهذه هي النقطة التي جنّ جنون الأمير الصغير بسببها، لأنّ جمال استطاع التأثير في النخب كما الشباب العربي-السعودي بهذا الأسلوب، مثله مثل القلة من النخبة العربية، لعل أبرزها د. أسامة فوزي، د. سامي كليب وهيثم منّاع... الخ.
3. انتفاضة العالم لنصرة جمال:
كاتب على مساحة الرأي العالمية ضمن نخبة الواشنطن بوست الأميركية تتم مصادرة حريته بهذه الطريقة الغريبة، حتما ستخلف من خلفها زوبعة إعلامية قل نظيرها، وهذا ما حدث بالفعل، بدء من الجريدة ذاتها ومرورا بالنيويورك تايمز ووصولا إلى موقع البريد العالمي الناطق بالفرنسية دون نسيان موقع عرب تايمز الناطق بالعربية وغيرها كثير.
الرجل معروف فهو وجه إعلامي بارز تستضيفه الفضائيات العالمية، لهذا لن تمر حادثة اختطافه كما يشتهي نظام الرياض الشاب، بل ستهز كافة أركان النظام السعودي الحالي، وستكون أقوى من الهزة التي تعرض لها عند اعتقاله لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري أو أمراء الفندق الشهير في العاصة الرياض.
عملية خطف واعتقال الآراء الناقدة لنظام المملكة السعودية لم تترك أحدا في الفترة الأخيرة، لا الدعاة، لا المشايخ ولا حتى النساء من الناشطين الحقوقيين، كما أن الأزمة السعودية الكندية تمثل أبرز الأمثلة على توحش هذه الدكتاتورية العربية، بل إنها قد بلغت من البطش درجة اختطاف وجه إعلامي عالمي على أراض أجنبية وفي وضح النهار!
من عمق قلبي أنشد الحرية لجمال خاشقجي، لأنه قلم محترم، عمل على مدار سنوات وفيا لبلده: "أرض الحجاز" ولا يزال، كما أدعو الله أن يطلق سراحه وسراح كافة معتقلي الرأي من مشايخ ودعاة على أرض الحجاز... آمين!
mezouarms@yahoo.co.uk