مهدَ الغرام ومسرح الغزلان
حيث الهوى ضرب من الإيمان
يتعانق الروحان فيه صبابة
ويعف ان يتعانق الجسدان
فإذا سمعت بعاشقين فقل هما
ملكان متصلان منفصلان
مادار ثََم سوى الحديث كأنه
راح يدير كؤوسها الملكان
سل عروة بن حزام عن غصص الهوى
تسمع جواب فتى الغرام العاني
تحنانَ ساجعة الحمائم في الضحى
وزفير أعواد الجحيم الثاني
وله حديث كالدموع إذا جرت
جلبت نظائرها من الأجفان
علَم الهوى من آل عذرة عروة
كذب الألى قالوا لها علمان
وُلد الفتى العذري عروة بعدما
دارت بوالده رحى الحدثان
فإذا بعروة في مضارب عمه
هصرفكان هناك زغلولان
عفراء إبنته مع ابن شقيقه
وكلاهما في العمر دون ثمان
وإذا تضمهما الحقول فإنها
ظفرت بمائستين من ريحان
يتراكضان بها فإن هما بوغتا
فيها فبالأوراق يختبئان
ولطالما وقفا على الوادي وقد
صرخا هناك ليلتقي الصديان
لم يلبسا ريش الهوى لكنما
هو ريش احلام وريش أمان
مزجا فلو خطرت لعفرا فكرة
بدرت بها من عروة الشفتان
وإذا التقى النظران تلمع أسطر
يعيا بحل رموزها الولدان
حتى إذا كبرا تولى شرح ما
لم يفهما قلبهما الخفقان
فإذا الوداد هوى وصادف تربة
بكراً فطاب مغارساً ومجان
ويح المحب إذا تملكه الهوى
نمًت به عينان فاضحتان
عبثاً يحاول ذو الهوى كتمانه
عبث الهوى يقوى على الكتمان
فدرى به هصرٌ وكان يسوؤه
من عروة ابن شقيقه يتمان
وأهمُّ يتميْ عروة في عينه
يتْم الغنى لو يسمع الأبوان
فشكا إليه منه حب فتاته
شفتان تختلجان تختذلان
فأجابه هصر وكان مخاتلاً
ستنال من تهوى فكن بأمان
نعمى على كبد الفتى سقطت كما
سقط الندى سحراً على حران
فأحس أن له جناحيْ طائر
وبدت له زهر النجوم ذواني
فجرى يرقّص عوده الشعري على
صدر المروج ومعصم الغُدران
فيصوغ هيمنة النسيم قصائداً
ويرد زمزمة الغدير أغاني
ما راعه إلا مقالة عمه
إني أراك عن الغنى متواني
سر للشآم بمتجر فأطاعه
وعصى الفؤاد فظل في الأوطان
بينا الفتى في الشام يكدح للغنى
كانت حبيبته تزف لثان
فتنت محاسنها أثالة وهو من
هصر له نسبان ملتزمان
نسب الدماء وفوقه نسب الغنى
نسبان محبوبان محترمان
فأناله عفراء صفقة تاجر
حسِب البنات ملابساً وأواني
ماعامل في الحقل حمّل يومه
ماليس يحمل مثله الهرمان
يمشي لمنزله بنفس مغالب
مرّ الشقا بحلاوة الوجدان
يمحو بفكرته عبوسة دهره
بتبسم في آلهِ وحنان
يمشي وما هو ان دنا حتى رأى
في كوخه المحبوب سحب دخان
ورأى اشتعال النار في أحشائه
وبكا النسا وتهافت الشبان
فأحس بالجلّى فاسرع ليته
أودى ولم تسرع به القدمان
فإذا قرينته الحبيبة جثة
وبجنبها ولداه يحترقان
ما خطب هذا وهو أهول ما رأت
عين وما سمعت به أذنان
بأشد من قول الرواة لعروة
عفراء امست زوجة لفلان
خلع النحول عليه أفجع ما ا رتأى
داء وأ بلى مااكتساه عان
سقْم تشف به الضلوع كانها
قطع الزجاج بمائل الجدران
فغدا به مثلاً تناقله الى
أقصى القبائل ألسن الركبان
ما حاضر الروحاء دون مناله
وخْد السرى في الأمعز الصوان
ليحول دون فتى الهوى وفتاته
إن الهوى ضرب من الطيران
فمشى الى أرض الحبيب دليله
عينان إنساناهما غرقان
يلقي القصائد في الطريق وحشوها
أنفاس مكلوم الحشا ولهان
كالنعجة البيضاء حين مرورها
بين الصخور وشائك العيدان
تبقي على الأشواك من أصوافها
خصلاً مخضبة بأحمر قان
ودرى أثالة ان عروة في الحمى
وبما بعروة من هوى وهوان
وأثالة رجل المحامد بيته
بيت الفخار وملتقى الضيفان
فأبت مروءته عليه أن يرى
رجلاً كعروة مبعداً متداني
فمشى إليه عاتباً أتكون في
بلدي ولست لخيمتي وخواني
إني عزمت عليك أنك نازل
عندي وإلا ساءني حرماني
عذراً فإني راجع لحوادث
نزلت بنا ماكن في الحسبان
لاعذر لا لاعذر أنظرني إذن
لغد إذن فجر النهار الثاني
وتفارقا فإذا بعروة رُجمة
تهوي عليها انْقضّ صاعقتان
وأشار نحو أثالة بجفونه
سترى المروءة أننا كفؤان
هجر الديار لوقته تسعى به
قدمان هازلتان شاكيتان
هجر الديار ديار عفراء التي
طبعت حشاشته على الأحزان
حتى إذا وادي القرى رحُبت به
رحبت بشلو لُف في أكفان
جثمانه في القبر لكن روحه
أبداً مرفرفة على الوديان
رنّ النعي بأذن عفراء فهل
شاهدت غصناً من رطيب البان
لعبت به هوج العواصف فالتوى
متقصفاً وأصيب بالرجفان
هي مثله حاشا الدموع وأنةً
من صدر محتضر به جرحان
فأتت أثالة والدموع سوابح
فتلثم الفضي بالمرجاني
قالت لتعلم أن عروة كان لي
إلفاً ونحن وعروة حدثان
وعلمت أن هواه لا عن ريبة
يُخزى بها رجلي ويخفض شاني
هلا أذنت لي بأن أزور ترابه
أفما أبي وأبو الفتى أخوان
من ذا يمانع ان تفيه حقه
سيري فما هي غير بعض ثوان
حتى رأيت بقبر عروة بانة
محنية والهفتا للبان
ضموا الفتاة الى الفتى في حفرة
من فوقها غصنان ملتفان
روحان ضمهما الهوى فتعانقا
وتعاهدا فتعانق الكفنان
أنا وفد أبناء الصبابة ساجد
من ترب عذرة في أذل مكان
أستنزل الوحي الذي ظفرت به
شعراء عذرة في الزمان الفاني
فتسوغ في أذنيْ جميل رنتي
وتطيب نفس كثيّر ببياني
حيث الهوى ضرب من الإيمان
يتعانق الروحان فيه صبابة
ويعف ان يتعانق الجسدان
فإذا سمعت بعاشقين فقل هما
ملكان متصلان منفصلان
مادار ثََم سوى الحديث كأنه
راح يدير كؤوسها الملكان
سل عروة بن حزام عن غصص الهوى
تسمع جواب فتى الغرام العاني
تحنانَ ساجعة الحمائم في الضحى
وزفير أعواد الجحيم الثاني
وله حديث كالدموع إذا جرت
جلبت نظائرها من الأجفان
علَم الهوى من آل عذرة عروة
كذب الألى قالوا لها علمان
وُلد الفتى العذري عروة بعدما
دارت بوالده رحى الحدثان
فإذا بعروة في مضارب عمه
هصرفكان هناك زغلولان
عفراء إبنته مع ابن شقيقه
وكلاهما في العمر دون ثمان
وإذا تضمهما الحقول فإنها
ظفرت بمائستين من ريحان
يتراكضان بها فإن هما بوغتا
فيها فبالأوراق يختبئان
ولطالما وقفا على الوادي وقد
صرخا هناك ليلتقي الصديان
لم يلبسا ريش الهوى لكنما
هو ريش احلام وريش أمان
مزجا فلو خطرت لعفرا فكرة
بدرت بها من عروة الشفتان
وإذا التقى النظران تلمع أسطر
يعيا بحل رموزها الولدان
حتى إذا كبرا تولى شرح ما
لم يفهما قلبهما الخفقان
فإذا الوداد هوى وصادف تربة
بكراً فطاب مغارساً ومجان
ويح المحب إذا تملكه الهوى
نمًت به عينان فاضحتان
عبثاً يحاول ذو الهوى كتمانه
عبث الهوى يقوى على الكتمان
فدرى به هصرٌ وكان يسوؤه
من عروة ابن شقيقه يتمان
وأهمُّ يتميْ عروة في عينه
يتْم الغنى لو يسمع الأبوان
فشكا إليه منه حب فتاته
شفتان تختلجان تختذلان
فأجابه هصر وكان مخاتلاً
ستنال من تهوى فكن بأمان
نعمى على كبد الفتى سقطت كما
سقط الندى سحراً على حران
فأحس أن له جناحيْ طائر
وبدت له زهر النجوم ذواني
فجرى يرقّص عوده الشعري على
صدر المروج ومعصم الغُدران
فيصوغ هيمنة النسيم قصائداً
ويرد زمزمة الغدير أغاني
ما راعه إلا مقالة عمه
إني أراك عن الغنى متواني
سر للشآم بمتجر فأطاعه
وعصى الفؤاد فظل في الأوطان
بينا الفتى في الشام يكدح للغنى
كانت حبيبته تزف لثان
فتنت محاسنها أثالة وهو من
هصر له نسبان ملتزمان
نسب الدماء وفوقه نسب الغنى
نسبان محبوبان محترمان
فأناله عفراء صفقة تاجر
حسِب البنات ملابساً وأواني
ماعامل في الحقل حمّل يومه
ماليس يحمل مثله الهرمان
يمشي لمنزله بنفس مغالب
مرّ الشقا بحلاوة الوجدان
يمحو بفكرته عبوسة دهره
بتبسم في آلهِ وحنان
يمشي وما هو ان دنا حتى رأى
في كوخه المحبوب سحب دخان
ورأى اشتعال النار في أحشائه
وبكا النسا وتهافت الشبان
فأحس بالجلّى فاسرع ليته
أودى ولم تسرع به القدمان
فإذا قرينته الحبيبة جثة
وبجنبها ولداه يحترقان
ما خطب هذا وهو أهول ما رأت
عين وما سمعت به أذنان
بأشد من قول الرواة لعروة
عفراء امست زوجة لفلان
خلع النحول عليه أفجع ما ا رتأى
داء وأ بلى مااكتساه عان
سقْم تشف به الضلوع كانها
قطع الزجاج بمائل الجدران
فغدا به مثلاً تناقله الى
أقصى القبائل ألسن الركبان
ما حاضر الروحاء دون مناله
وخْد السرى في الأمعز الصوان
ليحول دون فتى الهوى وفتاته
إن الهوى ضرب من الطيران
فمشى الى أرض الحبيب دليله
عينان إنساناهما غرقان
يلقي القصائد في الطريق وحشوها
أنفاس مكلوم الحشا ولهان
كالنعجة البيضاء حين مرورها
بين الصخور وشائك العيدان
تبقي على الأشواك من أصوافها
خصلاً مخضبة بأحمر قان
ودرى أثالة ان عروة في الحمى
وبما بعروة من هوى وهوان
وأثالة رجل المحامد بيته
بيت الفخار وملتقى الضيفان
فأبت مروءته عليه أن يرى
رجلاً كعروة مبعداً متداني
فمشى إليه عاتباً أتكون في
بلدي ولست لخيمتي وخواني
إني عزمت عليك أنك نازل
عندي وإلا ساءني حرماني
عذراً فإني راجع لحوادث
نزلت بنا ماكن في الحسبان
لاعذر لا لاعذر أنظرني إذن
لغد إذن فجر النهار الثاني
وتفارقا فإذا بعروة رُجمة
تهوي عليها انْقضّ صاعقتان
وأشار نحو أثالة بجفونه
سترى المروءة أننا كفؤان
هجر الديار لوقته تسعى به
قدمان هازلتان شاكيتان
هجر الديار ديار عفراء التي
طبعت حشاشته على الأحزان
حتى إذا وادي القرى رحُبت به
رحبت بشلو لُف في أكفان
جثمانه في القبر لكن روحه
أبداً مرفرفة على الوديان
رنّ النعي بأذن عفراء فهل
شاهدت غصناً من رطيب البان
لعبت به هوج العواصف فالتوى
متقصفاً وأصيب بالرجفان
هي مثله حاشا الدموع وأنةً
من صدر محتضر به جرحان
فأتت أثالة والدموع سوابح
فتلثم الفضي بالمرجاني
قالت لتعلم أن عروة كان لي
إلفاً ونحن وعروة حدثان
وعلمت أن هواه لا عن ريبة
يُخزى بها رجلي ويخفض شاني
هلا أذنت لي بأن أزور ترابه
أفما أبي وأبو الفتى أخوان
من ذا يمانع ان تفيه حقه
سيري فما هي غير بعض ثوان
حتى رأيت بقبر عروة بانة
محنية والهفتا للبان
ضموا الفتاة الى الفتى في حفرة
من فوقها غصنان ملتفان
روحان ضمهما الهوى فتعانقا
وتعاهدا فتعانق الكفنان
أنا وفد أبناء الصبابة ساجد
من ترب عذرة في أذل مكان
أستنزل الوحي الذي ظفرت به
شعراء عذرة في الزمان الفاني
فتسوغ في أذنيْ جميل رنتي
وتطيب نفس كثيّر ببياني