منذ بداية كارثة جمال خاشقجي التي هزت العالم بأكمله. تتوالى البيانات و التصريحات من رؤساء دول ووزراء حكومات دول العالم المتقدم بينما نحن العرب على المستوى القيادات لم تظهر اي تصريحات او بيانات على اي مستوى حتى لو مستوى نقابات الصحافة او اتحاد الكتاب في اي دولة عربية. الاهم ان بعض الكتاب اللامعين قفزوا على الازمة بتصريحات تبحث عن النهاية مباشرتا دون ان تخوض في التفاصيل. هؤلاء المثقفين انقسموا الى قسمان الأول يهول من العقاب و تصل توقعاته لحد عزل ولي العهد السعودي من منصبه و البحث عن ولي عهد جديد، و القسم الثاني يهون المشهد برمته و ان الطريق ممهد لتسوية سياسية مع بعض مكاسب اقتصادية لأمريكا و المزيد من انبطاح عربي قصدت استخدام لفظ انبطاح تذكيرا بالمثل الشعبي (اللي على راسه بطحه.....).
من وجهة نظري الأهم من معرفة مصير جمال خاشقجي الحائر بين الاختطاف و القتل سير الاحداث و ادارتها بحنكة بالغة من الجانب التركي الذي استخدم السياسة الناعمة تدريجيا حتى حاصر النظام السعودي دوليا و اقليميا بحيث لم تعد حلول الاستنزاف المالي و الاقتصادي يجدي. ان ارتضت الجانب الامريكي بالمكاسب الاقتصادية من المملكة السعودية فلن يرضخ الاتراك لأمريكا التي لا تملك اوراق ضغط حقيقية على تركيا. العقوبات الاقتصادية على تركيا لن تجدي نفعا في قصية حبس القس الامريكي في سجون تركيا الذي خرج مؤخرا بقرار قضائي تركي و ان كثرت الاقاويل عن تسوية سياسية لكنه خرج بحكم قضائي من القاضي الطبيعي. اذا قضية خاشقجي خارج النفوذ الامريكي تماما لم تعد تصريحات ترامب سوى بياض وجه امريكا اتجاه صحفي يعمل في جريدة امريكية واشنطن بوست و اعلاء مبدأ جوهري من مبادئ حقوق الانسان( حرية الرأي) و لا يجب ان يضر انسان بسبب رأيه و لا سيما صحفي لامع و سهير مثل خاشقجي. ادخلت الدبلوماسية الامريكية الاتحاد الاوربي(المانيا،بريطانيا،فرنسا)، في اللعبة ليقطع على السعودية فكرة التسوية مقابل مكاسب اقتصادية تعدد الاطراف و كثرتها بالتالي لن تصمد المملكة و تهاوت سريعا و فتحت امس قنصليتها للتفتيش الدقيق لجهات التحقيق التركية و ليس التفتيش الظاهري كما كانت تأمل.
اذا لماذا تتعنت تركيا مع السعودية في تسوية القضية. بكل بساطة ان الامر يتعلق بمصلحة تركيا العظمى اي تهاون في القضية سيضر بمصلحة تركيا و مستقبلها الاقتصادي و الامني و لن تستطيع ان تسوق نفسها كدولة آمنه و لديها اجهزة امنية و مخابراتية على اعلى مستوى كما ان ايضا اي تهاون سيفتح الباب امام آخرين لتصفية معارضيهم داخل الارض التركية خاصة ان تركيا يعيش فيها في اللحظة الراهنة لاجئين سياسيين و معارضين لأنظمة ديكتاتورية كثيرة. تركيا كأنها تسير على حبل معلق في الهواء اذا تراخت وقعت و اذا تشددت فستخلق مشكلة كبيرة مع السعودية و ستضر ايضا باقتصادها المتنامي. الاستمتاع في متابعة القضية يكمن في تحركات تركيا سياسيا و جنائيا خطوة بخطوة و ليس القفز الى النهاية. مخطئ من ينكر ان لا أمل في تسوية سياسية للكارثة الخاشوقجية. التسريب التدريجي لمعلومات حول اختفاء خاش
قجي يمهد الارض لتسوية تريدها تركيا. السياسة ما هي الا فن المستحيل في زمن المستحيل. كل الاوراق الآن في يد تركيا ربما تذهب التوقعات الى اللاممكن و بعيدا عن المكاسب الاقتصادية تماما، ربما تتجه الى تسوية في سوريا و انحصار النفوذ السعودي داخل سوريا، لكن المؤكد حقا ان الثمن باهظ جدا ستتكبده السعودية من دورها في المنطقة او التضحية بأحد افراد الاسرة الحاكمة و خاصة ان القنصل السعودي في تركيا احد أبناء الماك سلمان، لكن بكل اريحية ستبعد النار عن ولي العهد مهما كانت التضحيات.
بقلم: نبهان رمضان
من وجهة نظري الأهم من معرفة مصير جمال خاشقجي الحائر بين الاختطاف و القتل سير الاحداث و ادارتها بحنكة بالغة من الجانب التركي الذي استخدم السياسة الناعمة تدريجيا حتى حاصر النظام السعودي دوليا و اقليميا بحيث لم تعد حلول الاستنزاف المالي و الاقتصادي يجدي. ان ارتضت الجانب الامريكي بالمكاسب الاقتصادية من المملكة السعودية فلن يرضخ الاتراك لأمريكا التي لا تملك اوراق ضغط حقيقية على تركيا. العقوبات الاقتصادية على تركيا لن تجدي نفعا في قصية حبس القس الامريكي في سجون تركيا الذي خرج مؤخرا بقرار قضائي تركي و ان كثرت الاقاويل عن تسوية سياسية لكنه خرج بحكم قضائي من القاضي الطبيعي. اذا قضية خاشقجي خارج النفوذ الامريكي تماما لم تعد تصريحات ترامب سوى بياض وجه امريكا اتجاه صحفي يعمل في جريدة امريكية واشنطن بوست و اعلاء مبدأ جوهري من مبادئ حقوق الانسان( حرية الرأي) و لا يجب ان يضر انسان بسبب رأيه و لا سيما صحفي لامع و سهير مثل خاشقجي. ادخلت الدبلوماسية الامريكية الاتحاد الاوربي(المانيا،بريطانيا،فرنسا)، في اللعبة ليقطع على السعودية فكرة التسوية مقابل مكاسب اقتصادية تعدد الاطراف و كثرتها بالتالي لن تصمد المملكة و تهاوت سريعا و فتحت امس قنصليتها للتفتيش الدقيق لجهات التحقيق التركية و ليس التفتيش الظاهري كما كانت تأمل.
اذا لماذا تتعنت تركيا مع السعودية في تسوية القضية. بكل بساطة ان الامر يتعلق بمصلحة تركيا العظمى اي تهاون في القضية سيضر بمصلحة تركيا و مستقبلها الاقتصادي و الامني و لن تستطيع ان تسوق نفسها كدولة آمنه و لديها اجهزة امنية و مخابراتية على اعلى مستوى كما ان ايضا اي تهاون سيفتح الباب امام آخرين لتصفية معارضيهم داخل الارض التركية خاصة ان تركيا يعيش فيها في اللحظة الراهنة لاجئين سياسيين و معارضين لأنظمة ديكتاتورية كثيرة. تركيا كأنها تسير على حبل معلق في الهواء اذا تراخت وقعت و اذا تشددت فستخلق مشكلة كبيرة مع السعودية و ستضر ايضا باقتصادها المتنامي. الاستمتاع في متابعة القضية يكمن في تحركات تركيا سياسيا و جنائيا خطوة بخطوة و ليس القفز الى النهاية. مخطئ من ينكر ان لا أمل في تسوية سياسية للكارثة الخاشوقجية. التسريب التدريجي لمعلومات حول اختفاء خاش
قجي يمهد الارض لتسوية تريدها تركيا. السياسة ما هي الا فن المستحيل في زمن المستحيل. كل الاوراق الآن في يد تركيا ربما تذهب التوقعات الى اللاممكن و بعيدا عن المكاسب الاقتصادية تماما، ربما تتجه الى تسوية في سوريا و انحصار النفوذ السعودي داخل سوريا، لكن المؤكد حقا ان الثمن باهظ جدا ستتكبده السعودية من دورها في المنطقة او التضحية بأحد افراد الاسرة الحاكمة و خاصة ان القنصل السعودي في تركيا احد أبناء الماك سلمان، لكن بكل اريحية ستبعد النار عن ولي العهد مهما كانت التضحيات.
بقلم: نبهان رمضان