الهيئة لا شك تدخل في مراحل المجاملات والشيخوخة، ولا بد من أن العقل البشري قادر على إعادة تنظيم قوانينها، بعد أن أدت أدوارها المهمة في الفترات السابقة، غير أن الوقت قد آن ليتم تطويرها وبلوغ مرحلة أكثر دقة وعدلاً..
نتاج عصارة حضارة عالمية تأسست 24 أكتوبر 1945م، بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، تبعاً لمؤتمر (دومبارتون أوكس)، المنعقد في العاصمة واشنطن، وتأتي تاريخياً خلفاً مطوراً عن منظمة عصبة الأمم (1919-1945م)، التي شاخت وفشلت في مهامها أثناء دلوع الحرب العالمية الثانية، والتطورات السياسية التي أعقبتها وأدت إلى إلغائها.
وعضويتها مفتوحة لكل الدول المحبة للسلام، والتي تلتزم بميثاقها وأحكامها، وتضم الآن 193 دولة.
ومنظومتها تحتوي ستة أقسام: الجمعية العامة، ومجلس الأمن، ومجلس الوصاية، والأمانة العامة، ومحكمة العدل الدولية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وتعقد الهيئة اجتماعاً سنوياً لجمعيتها العامة، في مقرها بنيويورك، وربما بدعوة استثنائية أو طارئة، بطلب من مجلس الأمن أو من غالبية الأعضاء. وتناقش فيها جميع الأمور، التي تقع ضمن ميثاقها، بما في ذلك سلطات ووظائف أجهزتها.
ولكل دولة عضو واحد، ويتم البت في القضايا المهمة، كالتوصيات المتعلقة بصيانة السلم والأمن الدولي، وانتخاب أعضاء مجالسها وما يخص تفعيل نظام الوصاية الدولية، والمسائل المالية، بتصويت يتطلب أغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين المصوتين.
ويشهد العالم اجتماعاتها المباشرة، يتخللها الكثير من الخطابات لبعض زعماء دول العالم، أو مندوبي الدول، غير أن ما يحدث لم يعد مريحاً للقلب، من ألعاب وحيل، والتفاف على القانون، ونيل البعض لما لا يستحق، وسيطرة البعض على المشهد دون قدرة من الدول الأخرى على التدخل لموازنة الأمور.
المصالح الدولية أصبحت هي الفيصل والحكم فيما يدار من خلف أنظمة هيئة الأمم المتحدة، التي حفظتها الدول، وعرفت كيف يمكن الاحتيال عليها، فنجد مندوب دولة مجرمة في حق شعبها المقتول المهجر يتحدث وكأنها راعية للسلام، ونجد مندوب دولة محكومة بالميليشيات ورعاية الإرهاب يبدع في التبرير والكذب، ونجد الثعالب والبطاريق ونجد السلاحف والحيات والديناصورات والحشرات، ونجد الخراف والبقر ونجد السباع التي لا تشبع إلا بمخالبها.
والمعضلة العظمى أنه يتم تقبل ترهات خطاب مندوب الدولة المارقة الداعمة للإرهاب بنفس الترحاب الذي يسمع به خطاب مندوب دولة تبحث عن السلام، ولا تجده.
والكارثة الأعظم أن جميع الحضور يصفقون، فكأنهم لا يميزون بين خطاب مهم عقلاني إنساني، وخطاب مختل مارق شاذ!
الهيئة لا شك تدخل في مراحل المجاملات والشيخوخة، ولا بد من أن العقل البشري قادر على إعادة تنظيم قوانينها، بعد أن أدت أدوارها المهمة في الفترات السابقة، غير أن الوقت قد آن ليتم تطويرها وبلوغ مرحلة أكثر دقة وعدلاً.
لا بد من إلغاء التصفيق كلياً، وأن يكون التصويت الإلكتروني المباشر حتى للخطابات، بطريقة مباشرة واضحة شبيهة ببرامج اختيار المواهب العالمية، لنتبين رأي العالم في كل وجهة نظر بشفافية، تعكس نسبة التوافق قبل اتخاذ أي قرار يجمع العالم عليه.
مجرد إضاءة من كل عضو بعلامة الموافقة، أو الرفض، تعطي خلاصة عن ذلك القرار أو الخطاب، فلا يترك المجال لإطلاق الكلام على عواهنه، احتراماً لعقول البشرية، والتاريخ، والمستقبل.
كما أن الهيئة حقيقة قد بلغت قمة التصلب الشرياني، خصوصاً في مسألة (الفيتو) البشعة، والمخلة بأي نظام ديمقراطي، وهو ما يسر الطريق لدول عظمى لتحطيم أنظمة السلام، والعدالة، والمنطق، فيجب أن تحدد مجالات استخدام الفيتو، بعدد ضئيل لا يمكن تجاوزه، لأن الأمر حالياً أصبح قمة في الفوضى.
وأما بالنسبة للمنظمات الإنسانية المنبثقة عن الهيئة، فيجب إعادة هيكلتها بعقلانية، بحيث لا يسيطر عليها الغلاة والمعارضون للدول، وأن تكون أنظمتها أكثر إنسانية ومنطقية حتى لا تركز على أحداث فردية، وتترك الواضح من أعمال الجور، وألا تسيرها أطماع ومصالح تثبت فسادها.
كما أن هنالك أموراً أخرى في إجراءات الهيئة وترتيباتها يجب إعادة دراستها وتعديلها، ونقلها لمرحلة جديدة تكون أكثر عدالة وشباباً وتجدداً، فتكون الهيئة بكل معانيها متطورة مع العصر القادم، ومع تحديات البيئة والكوكب لصالح البشرية والكون، وأن تتمكن من حماية الدول المستضعفة، والشعوب المهجرة، والأقليات، من الإرهاب والفساد وحروب المخدرات والرقيق، والحروب العالمية، والكوارث المرتقبة.
نتاج عصارة حضارة عالمية تأسست 24 أكتوبر 1945م، بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، تبعاً لمؤتمر (دومبارتون أوكس)، المنعقد في العاصمة واشنطن، وتأتي تاريخياً خلفاً مطوراً عن منظمة عصبة الأمم (1919-1945م)، التي شاخت وفشلت في مهامها أثناء دلوع الحرب العالمية الثانية، والتطورات السياسية التي أعقبتها وأدت إلى إلغائها.
وعضويتها مفتوحة لكل الدول المحبة للسلام، والتي تلتزم بميثاقها وأحكامها، وتضم الآن 193 دولة.
ومنظومتها تحتوي ستة أقسام: الجمعية العامة، ومجلس الأمن، ومجلس الوصاية، والأمانة العامة، ومحكمة العدل الدولية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وتعقد الهيئة اجتماعاً سنوياً لجمعيتها العامة، في مقرها بنيويورك، وربما بدعوة استثنائية أو طارئة، بطلب من مجلس الأمن أو من غالبية الأعضاء. وتناقش فيها جميع الأمور، التي تقع ضمن ميثاقها، بما في ذلك سلطات ووظائف أجهزتها.
ولكل دولة عضو واحد، ويتم البت في القضايا المهمة، كالتوصيات المتعلقة بصيانة السلم والأمن الدولي، وانتخاب أعضاء مجالسها وما يخص تفعيل نظام الوصاية الدولية، والمسائل المالية، بتصويت يتطلب أغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين المصوتين.
ويشهد العالم اجتماعاتها المباشرة، يتخللها الكثير من الخطابات لبعض زعماء دول العالم، أو مندوبي الدول، غير أن ما يحدث لم يعد مريحاً للقلب، من ألعاب وحيل، والتفاف على القانون، ونيل البعض لما لا يستحق، وسيطرة البعض على المشهد دون قدرة من الدول الأخرى على التدخل لموازنة الأمور.
المصالح الدولية أصبحت هي الفيصل والحكم فيما يدار من خلف أنظمة هيئة الأمم المتحدة، التي حفظتها الدول، وعرفت كيف يمكن الاحتيال عليها، فنجد مندوب دولة مجرمة في حق شعبها المقتول المهجر يتحدث وكأنها راعية للسلام، ونجد مندوب دولة محكومة بالميليشيات ورعاية الإرهاب يبدع في التبرير والكذب، ونجد الثعالب والبطاريق ونجد السلاحف والحيات والديناصورات والحشرات، ونجد الخراف والبقر ونجد السباع التي لا تشبع إلا بمخالبها.
والمعضلة العظمى أنه يتم تقبل ترهات خطاب مندوب الدولة المارقة الداعمة للإرهاب بنفس الترحاب الذي يسمع به خطاب مندوب دولة تبحث عن السلام، ولا تجده.
والكارثة الأعظم أن جميع الحضور يصفقون، فكأنهم لا يميزون بين خطاب مهم عقلاني إنساني، وخطاب مختل مارق شاذ!
الهيئة لا شك تدخل في مراحل المجاملات والشيخوخة، ولا بد من أن العقل البشري قادر على إعادة تنظيم قوانينها، بعد أن أدت أدوارها المهمة في الفترات السابقة، غير أن الوقت قد آن ليتم تطويرها وبلوغ مرحلة أكثر دقة وعدلاً.
لا بد من إلغاء التصفيق كلياً، وأن يكون التصويت الإلكتروني المباشر حتى للخطابات، بطريقة مباشرة واضحة شبيهة ببرامج اختيار المواهب العالمية، لنتبين رأي العالم في كل وجهة نظر بشفافية، تعكس نسبة التوافق قبل اتخاذ أي قرار يجمع العالم عليه.
مجرد إضاءة من كل عضو بعلامة الموافقة، أو الرفض، تعطي خلاصة عن ذلك القرار أو الخطاب، فلا يترك المجال لإطلاق الكلام على عواهنه، احتراماً لعقول البشرية، والتاريخ، والمستقبل.
كما أن الهيئة حقيقة قد بلغت قمة التصلب الشرياني، خصوصاً في مسألة (الفيتو) البشعة، والمخلة بأي نظام ديمقراطي، وهو ما يسر الطريق لدول عظمى لتحطيم أنظمة السلام، والعدالة، والمنطق، فيجب أن تحدد مجالات استخدام الفيتو، بعدد ضئيل لا يمكن تجاوزه، لأن الأمر حالياً أصبح قمة في الفوضى.
وأما بالنسبة للمنظمات الإنسانية المنبثقة عن الهيئة، فيجب إعادة هيكلتها بعقلانية، بحيث لا يسيطر عليها الغلاة والمعارضون للدول، وأن تكون أنظمتها أكثر إنسانية ومنطقية حتى لا تركز على أحداث فردية، وتترك الواضح من أعمال الجور، وألا تسيرها أطماع ومصالح تثبت فسادها.
كما أن هنالك أموراً أخرى في إجراءات الهيئة وترتيباتها يجب إعادة دراستها وتعديلها، ونقلها لمرحلة جديدة تكون أكثر عدالة وشباباً وتجدداً، فتكون الهيئة بكل معانيها متطورة مع العصر القادم، ومع تحديات البيئة والكوكب لصالح البشرية والكون، وأن تتمكن من حماية الدول المستضعفة، والشعوب المهجرة، والأقليات، من الإرهاب والفساد وحروب المخدرات والرقيق، والحروب العالمية، والكوارث المرتقبة.