حين يهم الباحث أو الناقد بإنجاز عمل ما فإنّ أول نقطة يركز عليها هي احتياجات المتلقي والدارس لمختلف المعارف العلمية التي تذلل له مختلف الصعوبات، وتفتح له منافذ التواصل مع تاريخه وتراثه الفكري عبر حقبه التاريخية، ونحن في هذا المؤلف سلطنا الضوء على " متلقي الشعر العربي الحديث المعاصر" وما يهتم بمعرفته لدخول هذا العالم الرحب الذي يبادره بطرح مجموعة من التساؤلات على المستويين ؛ النظري والتطبيقي ومن هذا المنطلق سيجد القارئ لهذا الكتاب إشباعًا ولو جزئيًا لرغبته في التقرب من القصيدة العربية الحديثة والمعاصرة ، وأهمّ القضايا التي تلامسها، و قد يكون أوّل ما يثير التساؤل هو ماهية هذا الشعر ، وظروف نشأة الشعر العربي الحديث وتطوره إلى قصيدة التفعيلة المعاصرة ليختم النص الشعري بقصيدة النثر الحداثية وكيفية الدخول وما تحمله النصوص الشعرية من سمات حداثية سواء في الشكل أو المضمون الذي غلبت عليه مظاهر الترميز والأسطورة والغموض ، فتعددت الموضوعات والأغراض من وطنيات ثورية وإخوانيات فخرية ومراثي شعرية حديثة لتتطور وتصبح موضوعات معاصرة تعالج مسألة الوطن والمرأة والمدينة والوجود وفلسفة الحياة والموت، وكذا الدوافع التي أوفدت لنا هذا النوع الشعري الجديد في الأدب العربي بشكل عام.