النقد الجديد نظرية نقدية امريكية نشأت في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين تؤكد أهمية قراءة نص من النصوص كعمل فني مستقل وكامل.
وهذه النظرية هي واحدة من اهم التيارات في الادب النقدي الحديث. وهي تمثل فلسفة في التحليل الادبي تؤكد اهمية دراسة النصوص الادبية كاعمال فنية كاملة بحد ذاتها. ومع ان مصطلح "النقد الجديد" وضع في القرن التاسع عشر الا انه لم يلق رواجا في الاوساط الادبية والاكاديمية قبل ان يكتب الناقد والشاعر الامريكي جون كرو رانسوم كتابا سماه "النقد الجديد" 1941. من الناحية العملية كان النقاد الجدد يردون على تيارات راسخة في النقد الأمريكي، مركزين على أهمية النص الأدبي في التعبير عن نفسه بدل التركيز على السياق العام الذي يوجد فيه النص. وهناك الكثير من الخلافات بين أنصار نظرية النقد الجديد. وهناك خلافات كثيرة في طريقة التعامل مع النص الأدبي بين هؤلاء الأنصار بالرغم من الاتفاق على الأهمية التي أولوها للنص. وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ظهر عدد كبير من النقاد الجدد، ولكن كان من الصعب تصنيفهم في فئة واحدة. يمكن تصنيف نقاد من أمثال جون كرو رانسوم John Crow Ransom والان تيت Allen Tate وكلينث بروكس Cleanth Brooks وروبرت بن وارين Robert Penn Warren في فئة قادة ما يعرف بـ "نقاد الجنوب". ويصنف هؤلاء في فئة واحدة نظرا إلى موقفهم من المدارس النقدية التي كانت قائمة قبل النقد الجديد مثل النقد الانطباعي والنقد الإنساني والنقد الطبيعي والنقد الماركسي. والواقع أن كثيرا من هؤلاء النقاد عملوا أساتذة للنقد في جامعات جنوب الولايات المتحدة في الفترة التي كانوا يعملون فيها على تشكيل مدرسة النقد الجديد. ويعود الفضل إليهم في جعل النقد نفسه موضوعا أكاديميا رئيسيا.
يصف البعض النقد الجديد وصفا مبسطا لا يتطابق مع الواقع فيقولون انه حركة نقدية تروج لفكرة الفن من اجل الفن. ولكن نقادا من أمثال جيرالد غراف Gerald Graff وغيره يقولون إن النقد الجديد يهتم ايضا بسياق النص الادبي وتاريخه. ويعتقد النقاد الجدد انه من اجل أن نفهم عملا أدبيا فهما حقيقيا لا بد أن نتبنى نسقا تاريخيا متكاملا نعتمد عليه في الحكم على النص الأدبي. أما كيف يختلف النقد الجديد عن غيره من مدارس النقد التقليدية التي تؤكد أهمية سياق العمل الأدبي وبيئته بقدر ما تؤكد أهمية النص نفسه فذلك أن النقد الجديد يعتبر العمل الأدبي كاملا ومستقلا بحد ذاته. يضاف إلى ذلك أن أصحاب النقد الجديد يولون أهمية خاصة لدور النقد في حقل التعليم – فهم يعتقدون أن النقد يلعب دورا مهما في مساندة الشعر واللغة وفي المساعدة على تطويرهما. فالنقد الجديد جزء أساسي في التطور الاجتماعي. وهو يهدف إلى تفسير النص الأدبي من طريق دراسة تقنيات النص وبنيته وأفكاره وأغراضه. وكثير من الخصائص الأدبية التي أولاها النقد الجديد أهمية خاصة موجودة في الأعمال النثرية للشاعر الرومانسي ساميويل تيلر كوليردج Samuel Taylor Coleridge. واعتبر النقاد الجدد ما كتبه كوليردج في النظرية النقدية أساسا ارتكزت عليه المبادئ التي توصلوا إليها في النقد الأدبي.
ومع أن النقاد الجدد طبقوا مبادئ نظريتهم في دراسة الأجناس الأدبية على اختلاف أنواعها إلا أنهم اعتبروا الشعر بخاصة على رأس هذه الأجناس بصفته أفضل معبر عن القيم الأدبية التي اعتنقوها. وقد عملت جماعة صغيرة من النقاد شملت بين وارين ورانسوم وتيت على تحديد ما يعتبرونه جميلا من الناحية الأدبية وخاصة في الشعر في العشرينيات من القرن العشرين. وفي وقت لاحق وسع النقاد الجدد مفهومهم للجمالية الشعرية وتوصلوا إلى أن الشعر كعمل فني هو الشكل النهائي للتواصل، وهو كامل في معناه وفي شكله. ومن أهم من كتبوا في نظرية الشعر في النقد الجديد آي أي ريتشاردز I. A. Richards. ففي كتابه "النقد العملي" 1929 جاء على تجارب في التفسير النقدي للشعر طلب فيها من طلابه أن يدرسوا قصائد لم يعرفوا شيئا عن مؤلفيها ولا حتى عناوينها. فتكشفت دراسات الطلاب عن اشكال مختلفة اختلافا كبيرا في فهم القصائد. ومن هنا تأتي أهمية تدريس التفكير النقدي والتحليل النقدي.
zedhakim@yahoo.co.uk
وهذه النظرية هي واحدة من اهم التيارات في الادب النقدي الحديث. وهي تمثل فلسفة في التحليل الادبي تؤكد اهمية دراسة النصوص الادبية كاعمال فنية كاملة بحد ذاتها. ومع ان مصطلح "النقد الجديد" وضع في القرن التاسع عشر الا انه لم يلق رواجا في الاوساط الادبية والاكاديمية قبل ان يكتب الناقد والشاعر الامريكي جون كرو رانسوم كتابا سماه "النقد الجديد" 1941. من الناحية العملية كان النقاد الجدد يردون على تيارات راسخة في النقد الأمريكي، مركزين على أهمية النص الأدبي في التعبير عن نفسه بدل التركيز على السياق العام الذي يوجد فيه النص. وهناك الكثير من الخلافات بين أنصار نظرية النقد الجديد. وهناك خلافات كثيرة في طريقة التعامل مع النص الأدبي بين هؤلاء الأنصار بالرغم من الاتفاق على الأهمية التي أولوها للنص. وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ظهر عدد كبير من النقاد الجدد، ولكن كان من الصعب تصنيفهم في فئة واحدة. يمكن تصنيف نقاد من أمثال جون كرو رانسوم John Crow Ransom والان تيت Allen Tate وكلينث بروكس Cleanth Brooks وروبرت بن وارين Robert Penn Warren في فئة قادة ما يعرف بـ "نقاد الجنوب". ويصنف هؤلاء في فئة واحدة نظرا إلى موقفهم من المدارس النقدية التي كانت قائمة قبل النقد الجديد مثل النقد الانطباعي والنقد الإنساني والنقد الطبيعي والنقد الماركسي. والواقع أن كثيرا من هؤلاء النقاد عملوا أساتذة للنقد في جامعات جنوب الولايات المتحدة في الفترة التي كانوا يعملون فيها على تشكيل مدرسة النقد الجديد. ويعود الفضل إليهم في جعل النقد نفسه موضوعا أكاديميا رئيسيا.
يصف البعض النقد الجديد وصفا مبسطا لا يتطابق مع الواقع فيقولون انه حركة نقدية تروج لفكرة الفن من اجل الفن. ولكن نقادا من أمثال جيرالد غراف Gerald Graff وغيره يقولون إن النقد الجديد يهتم ايضا بسياق النص الادبي وتاريخه. ويعتقد النقاد الجدد انه من اجل أن نفهم عملا أدبيا فهما حقيقيا لا بد أن نتبنى نسقا تاريخيا متكاملا نعتمد عليه في الحكم على النص الأدبي. أما كيف يختلف النقد الجديد عن غيره من مدارس النقد التقليدية التي تؤكد أهمية سياق العمل الأدبي وبيئته بقدر ما تؤكد أهمية النص نفسه فذلك أن النقد الجديد يعتبر العمل الأدبي كاملا ومستقلا بحد ذاته. يضاف إلى ذلك أن أصحاب النقد الجديد يولون أهمية خاصة لدور النقد في حقل التعليم – فهم يعتقدون أن النقد يلعب دورا مهما في مساندة الشعر واللغة وفي المساعدة على تطويرهما. فالنقد الجديد جزء أساسي في التطور الاجتماعي. وهو يهدف إلى تفسير النص الأدبي من طريق دراسة تقنيات النص وبنيته وأفكاره وأغراضه. وكثير من الخصائص الأدبية التي أولاها النقد الجديد أهمية خاصة موجودة في الأعمال النثرية للشاعر الرومانسي ساميويل تيلر كوليردج Samuel Taylor Coleridge. واعتبر النقاد الجدد ما كتبه كوليردج في النظرية النقدية أساسا ارتكزت عليه المبادئ التي توصلوا إليها في النقد الأدبي.
ومع أن النقاد الجدد طبقوا مبادئ نظريتهم في دراسة الأجناس الأدبية على اختلاف أنواعها إلا أنهم اعتبروا الشعر بخاصة على رأس هذه الأجناس بصفته أفضل معبر عن القيم الأدبية التي اعتنقوها. وقد عملت جماعة صغيرة من النقاد شملت بين وارين ورانسوم وتيت على تحديد ما يعتبرونه جميلا من الناحية الأدبية وخاصة في الشعر في العشرينيات من القرن العشرين. وفي وقت لاحق وسع النقاد الجدد مفهومهم للجمالية الشعرية وتوصلوا إلى أن الشعر كعمل فني هو الشكل النهائي للتواصل، وهو كامل في معناه وفي شكله. ومن أهم من كتبوا في نظرية الشعر في النقد الجديد آي أي ريتشاردز I. A. Richards. ففي كتابه "النقد العملي" 1929 جاء على تجارب في التفسير النقدي للشعر طلب فيها من طلابه أن يدرسوا قصائد لم يعرفوا شيئا عن مؤلفيها ولا حتى عناوينها. فتكشفت دراسات الطلاب عن اشكال مختلفة اختلافا كبيرا في فهم القصائد. ومن هنا تأتي أهمية تدريس التفكير النقدي والتحليل النقدي.
zedhakim@yahoo.co.uk