* إلى روح صديقي سليمان..والرائعة عتيقة
هل كان على كراستي أن تفلت مني ذلك الصباح الربيعي، وبالذات في تلك النقطة من ساحة الجامعة الفسيحة؟؟ لماذا اختارَ القدرُ كل شيء لأجدني في ذهول أتسلم منه الكراسة وأبادله البسم..؟ ....ما اسمكِ ؟؟...زرقة المحيط في عينيه تجرني لخضمه، أتخبط، أحاول الخلاص عبثا..أتذكر اسمي بصعوبة وأتلعثم به..أتصبب عرقا...وأنت ؟؟...ردد معه صدى المكان "سليمان"... يتلاطمني الموج في عينيه وأنشد الخلاص بالنظر بعيدا،، دون جدوى ... من أين لعينيك هذا الصخب يا سليمان ؟؟ ...وهذه اللكنة الشرقية ؟؟ ..سأعرف منه في طريق العودة أنه فلسطيني ... يعمل في جريدة ويهيئ رسالته الجامعية ... أنا في سنتي الأولى..وشوكتي يكسرها اليمّ في عينيه متى تطلعتُ فيهما...والشمس تعكس ربيعها على شعره الأشقر... ألتمس الجأش من النظر إلى الأرض وزرقة السماء، وأنشد الدفء لفرائصي..يا إلهي !! ...وسليمان يتكلم...يتكلم ويتكلم ويتكلم ...شهر ،،،شهران ، يتكلم في الطريق وفي المقهى...وعلى الشواطئ الخالية.. النوارس تحتفي بحكيه الذي لا قرار له..أستمع في صمت.. يتكلم عن هجرة 48 وعن طفولة بعثرتها الأمكنة ...عن الغدر والعذاب والضياع والفقد والموت والغربة، عن غربة المكان، وغربة الروح وغربة القبر... عن قريته هناك وعن أراضي أجداده، عن أمه التي دُفنت حيث اختار الآخرون، عن موتها حسرة على كردانها المدفون خطوتين إلى الشمال تحت الزيتونة الكبيرة قرب منزلهم...لو منحوها كل كنوز الدنيا ما رضيت بغير ذلك الكردان الذي نسيتْ يوم الرحيل...آآآه يا أمي... لا يضجر من الكلام... كأن الصمت يقتله..الكلام وحده يدين الساسة، ويدين القدر ويدين العالم... كم أحب الاستماع اليه ورأسي على صدره.... هل نمتِ؟؟.. لا، لم أنم ..أستمع...لكنني نمت ...نمت طويلا وصحوت وأنا أرملة، أحضن بنتا وولدين. وسليمان الذي أدان الغدر طول حياته، خذلني من زمان وأسلم الروح في ذلك المشفى...هذا الصباح فاجأتني ابنتي : ماما، ماما،، إذا مات رئيس أمريكا،، نروح "عكا" نجيب كردان سـتّي* ؟؟؟ .
*سِتي : جدتي
هل كان على كراستي أن تفلت مني ذلك الصباح الربيعي، وبالذات في تلك النقطة من ساحة الجامعة الفسيحة؟؟ لماذا اختارَ القدرُ كل شيء لأجدني في ذهول أتسلم منه الكراسة وأبادله البسم..؟ ....ما اسمكِ ؟؟...زرقة المحيط في عينيه تجرني لخضمه، أتخبط، أحاول الخلاص عبثا..أتذكر اسمي بصعوبة وأتلعثم به..أتصبب عرقا...وأنت ؟؟...ردد معه صدى المكان "سليمان"... يتلاطمني الموج في عينيه وأنشد الخلاص بالنظر بعيدا،، دون جدوى ... من أين لعينيك هذا الصخب يا سليمان ؟؟ ...وهذه اللكنة الشرقية ؟؟ ..سأعرف منه في طريق العودة أنه فلسطيني ... يعمل في جريدة ويهيئ رسالته الجامعية ... أنا في سنتي الأولى..وشوكتي يكسرها اليمّ في عينيه متى تطلعتُ فيهما...والشمس تعكس ربيعها على شعره الأشقر... ألتمس الجأش من النظر إلى الأرض وزرقة السماء، وأنشد الدفء لفرائصي..يا إلهي !! ...وسليمان يتكلم...يتكلم ويتكلم ويتكلم ...شهر ،،،شهران ، يتكلم في الطريق وفي المقهى...وعلى الشواطئ الخالية.. النوارس تحتفي بحكيه الذي لا قرار له..أستمع في صمت.. يتكلم عن هجرة 48 وعن طفولة بعثرتها الأمكنة ...عن الغدر والعذاب والضياع والفقد والموت والغربة، عن غربة المكان، وغربة الروح وغربة القبر... عن قريته هناك وعن أراضي أجداده، عن أمه التي دُفنت حيث اختار الآخرون، عن موتها حسرة على كردانها المدفون خطوتين إلى الشمال تحت الزيتونة الكبيرة قرب منزلهم...لو منحوها كل كنوز الدنيا ما رضيت بغير ذلك الكردان الذي نسيتْ يوم الرحيل...آآآه يا أمي... لا يضجر من الكلام... كأن الصمت يقتله..الكلام وحده يدين الساسة، ويدين القدر ويدين العالم... كم أحب الاستماع اليه ورأسي على صدره.... هل نمتِ؟؟.. لا، لم أنم ..أستمع...لكنني نمت ...نمت طويلا وصحوت وأنا أرملة، أحضن بنتا وولدين. وسليمان الذي أدان الغدر طول حياته، خذلني من زمان وأسلم الروح في ذلك المشفى...هذا الصباح فاجأتني ابنتي : ماما، ماما،، إذا مات رئيس أمريكا،، نروح "عكا" نجيب كردان سـتّي* ؟؟؟ .
*سِتي : جدتي