فِي صَبَاحِ المَدِينَةِ المُتعَبِ
الحِكمَةُ ليْسَتْ ضَالتِي.
وَالمُوسِيقى التِي لا أحِبُّ
طرِيقٌ أخْرَى، بِلا أيِّ عَلامَةٍ، نَحْوَ
جَحِيمِي، أرَاكمْ وَرَائِي أيُّهَا الآخَرُونَ
تعِدُّونَ المَنَافِيَ، وَتشْنُقونَ الفِكْرَةَ فِي رَأسِي
أرَاكمْ تسْرِقونَ فِي الغَفلةِ رُؤىً مِنْ مَنْبَذِي.
أرَاكمْ تنْسُجُونَ سِيرَة لليْل
مِنْ قمِيصِ العُزْلةِ الذِي يُجَللُ مُتوَقِّدَ الدَّهْشَةِ
فِي عَيْنَيَّ.
فِي العَيْنَيْنِ اللتيْنِ تعِيدَانِ فِي العَتمَةِ تشْكِيلَ العَالمِ.
فِي صبَاحِ المَدِينَةِ شَمْسٌ خَلفَ حِجَابٍ
بَيْنَمَا فِي أقصَى الغَيْظِ يَحْشُدُ الآخَرُونَ
فِخَاخاً وَمَنَافِي، وَأنَا أحْشُرُ، فِي صُوَرٍ هَارِبَةٍ
إلى الأمْسِ، أنْف القصِيدَةِ:
تِلكَ المَنَابِذ لِلشَّاعِرِ
لهُ هُوَ الكائِنُ المُتخَمُ بِالمَعْنَى وَالغِيَابْ
لِعَيْنَيْنَهِ اللتيْنِ لا يَمْلأهُمَا إلا الترَابْ
لِقلبِه وَأفُقِهِ الوَاسِعَيْن.
تِلكَ المَنَابِذُ
لهُ هُوَ الذِي لا يَمْلِكُ مَا يُقدِّمُ وَلا مَا يُؤَخِّرُ
لأغنِيَتِهِ التِي يُرَوَّحُ بِهَا عَنْ نَفسِهِ فِي مَعْرَكةٍ
غيْرِ مُتكافِئَةٍ مَعَ القارِئِ الذِي يَسْخَر مِنْهُ فِي كلِّ زَاوِيَةٍ،
عَلى غِلافِ الكِتابِ
أوْ فِي الجَرِيدَةِ
لأمْنِيَةٍ لا تعْدُو جَنَازَةًَ تَلِيقُ بِفيْضِ عُزْلـةِ
أصَابِعِهِ، وَمُعَزِّينَ فِي مَوْكِبٍ مُحْترَمٍ
يَدْحَضُ مَا يُقالُ
عَنْ أنَّ الشَّاعِرَ
كائِنٌ يَتشَبَّثُ بِالخَيَالِ أكثرَ
أوْ أنَّهُ يَدَّعِي قُدْرَةً عَلى رُؤْيَة ِأبْعَدَ مِنْ أنْفِهِ
أوْ أنْفِ حَبِيبَتِهِ عَلى الأكثرِ
أوْ مَا يُقالُ عَنْ أنَّهُ يَأتِي بِالكلِمَاتِ مِنْ جِرَابٍ
غَيْرِ مُتاح للآخَرِينَ،
أوْ عَنْ أنهُ يَسْرِقُ مِنَ الدَّهْشَةِ بَعْضَ مَا يَرَاهُ
مُنَاسِبًا لِيَجْعَلَ النَّاسَ فِي بَلبَلةٍ مِنْ أمْرِهِمْ
وَيَدَّعِيَ بَعْدَ ذَلِكَ أنَّهُمْ ليْسُوا عَلى مَا يُرَامُ
تِلكَ المَنَابِذُ لِلشَّاعِرِ
وَالآخَرُونَ الذِينَ لا يَتبَيَّنُهُمْ
يُطارِدُونَهُ فِي صَبَاحِ المَدِينَةِ، دَائِمًا،
بِأنْيَابٍ وَمَخَالِبَ
وَيَشْرَبُونَ عَلى جُثَّتِهِ أنْخَابًا لِحُلمٍ لا يَتحَققُ.
هَكذَا هُمُ الآخَرُونَ
أسْتعِيدُهُم ْمِنْ وُجُودٍ غيْرِ مُحْتمَلٍ
أوْ مِنِ احْتِمَالِ أنْ تكونَ لِلعَدَمِ حِكمَةٌ
عَليَّ أنْ أحْرُسَهَا
وَمَا يَبْقى مِنْ ترِكةِ اليَائِسِ
عَلى الرَّصِيفِ المُلتبِسِ
لِحَيَوَاتٍ تتشَابَهُ أوْ تتطابَقْ
[SIZE=3]جمال الموساوي مجلة العربي سبتمبر 2007[/SIZE]
الحِكمَةُ ليْسَتْ ضَالتِي.
وَالمُوسِيقى التِي لا أحِبُّ
طرِيقٌ أخْرَى، بِلا أيِّ عَلامَةٍ، نَحْوَ
جَحِيمِي، أرَاكمْ وَرَائِي أيُّهَا الآخَرُونَ
تعِدُّونَ المَنَافِيَ، وَتشْنُقونَ الفِكْرَةَ فِي رَأسِي
أرَاكمْ تسْرِقونَ فِي الغَفلةِ رُؤىً مِنْ مَنْبَذِي.
أرَاكمْ تنْسُجُونَ سِيرَة لليْل
مِنْ قمِيصِ العُزْلةِ الذِي يُجَللُ مُتوَقِّدَ الدَّهْشَةِ
فِي عَيْنَيَّ.
فِي العَيْنَيْنِ اللتيْنِ تعِيدَانِ فِي العَتمَةِ تشْكِيلَ العَالمِ.
فِي صبَاحِ المَدِينَةِ شَمْسٌ خَلفَ حِجَابٍ
بَيْنَمَا فِي أقصَى الغَيْظِ يَحْشُدُ الآخَرُونَ
فِخَاخاً وَمَنَافِي، وَأنَا أحْشُرُ، فِي صُوَرٍ هَارِبَةٍ
إلى الأمْسِ، أنْف القصِيدَةِ:
تِلكَ المَنَابِذ لِلشَّاعِرِ
لهُ هُوَ الكائِنُ المُتخَمُ بِالمَعْنَى وَالغِيَابْ
لِعَيْنَيْنَهِ اللتيْنِ لا يَمْلأهُمَا إلا الترَابْ
لِقلبِه وَأفُقِهِ الوَاسِعَيْن.
تِلكَ المَنَابِذُ
لهُ هُوَ الذِي لا يَمْلِكُ مَا يُقدِّمُ وَلا مَا يُؤَخِّرُ
لأغنِيَتِهِ التِي يُرَوَّحُ بِهَا عَنْ نَفسِهِ فِي مَعْرَكةٍ
غيْرِ مُتكافِئَةٍ مَعَ القارِئِ الذِي يَسْخَر مِنْهُ فِي كلِّ زَاوِيَةٍ،
عَلى غِلافِ الكِتابِ
أوْ فِي الجَرِيدَةِ
لأمْنِيَةٍ لا تعْدُو جَنَازَةًَ تَلِيقُ بِفيْضِ عُزْلـةِ
أصَابِعِهِ، وَمُعَزِّينَ فِي مَوْكِبٍ مُحْترَمٍ
يَدْحَضُ مَا يُقالُ
عَنْ أنَّ الشَّاعِرَ
كائِنٌ يَتشَبَّثُ بِالخَيَالِ أكثرَ
أوْ أنَّهُ يَدَّعِي قُدْرَةً عَلى رُؤْيَة ِأبْعَدَ مِنْ أنْفِهِ
أوْ أنْفِ حَبِيبَتِهِ عَلى الأكثرِ
أوْ مَا يُقالُ عَنْ أنَّهُ يَأتِي بِالكلِمَاتِ مِنْ جِرَابٍ
غَيْرِ مُتاح للآخَرِينَ،
أوْ عَنْ أنهُ يَسْرِقُ مِنَ الدَّهْشَةِ بَعْضَ مَا يَرَاهُ
مُنَاسِبًا لِيَجْعَلَ النَّاسَ فِي بَلبَلةٍ مِنْ أمْرِهِمْ
وَيَدَّعِيَ بَعْدَ ذَلِكَ أنَّهُمْ ليْسُوا عَلى مَا يُرَامُ
تِلكَ المَنَابِذُ لِلشَّاعِرِ
وَالآخَرُونَ الذِينَ لا يَتبَيَّنُهُمْ
يُطارِدُونَهُ فِي صَبَاحِ المَدِينَةِ، دَائِمًا،
بِأنْيَابٍ وَمَخَالِبَ
وَيَشْرَبُونَ عَلى جُثَّتِهِ أنْخَابًا لِحُلمٍ لا يَتحَققُ.
هَكذَا هُمُ الآخَرُونَ
أسْتعِيدُهُم ْمِنْ وُجُودٍ غيْرِ مُحْتمَلٍ
أوْ مِنِ احْتِمَالِ أنْ تكونَ لِلعَدَمِ حِكمَةٌ
عَليَّ أنْ أحْرُسَهَا
وَمَا يَبْقى مِنْ ترِكةِ اليَائِسِ
عَلى الرَّصِيفِ المُلتبِسِ
لِحَيَوَاتٍ تتشَابَهُ أوْ تتطابَقْ
[SIZE=3]جمال الموساوي مجلة العربي سبتمبر 2007[/SIZE]