الرديني في رواية ارضي و 12 دور
عندما نبدأ رواية ارضي و 12 دور للكاتب عمرو الرديني
نندهش عندما نجد الاهداء الى اسانسير و سيزداد اندهاشنا مع اخر فصول الرواية عندما يستخدم الكاتب الاسانسير في توضيح فكرته الاساسية في الرواية.
الصفحة التي تلت الاهداء بدايتها اية قرآنية ثم عبارة انا بيه انا بيه و اشارة لفيلم البيه البواب بطولة احمد ذكي. الصفحة الثالثة جاءت معنونه بكلمة مفتتح و عبارة(هم طلعولك يا منسي) و توضيح من الكاتب متماهيا مع فيلم منسي ل عادل امام الذي يحكي عن شاب فقير لا يستطيع الزواج و يعيش مع اخته و زوجها واولادها الكثر و يتبادل مع زوجها فترات الراحة يعمل في الفترة المسائية ليخلي الشقة لزوج اخته الذي يعمل بالنهار و يترك مساحة ل منسي لينال قسط من الراحة و يحاول ان يتغلب على ظروفه الصعبة بمشاهدة السينما و احلام اليقظة التي تراوده اثناء عمله ثم يصطدم في صراع مفاجئ مع ثري رجل اعمال ثم تحدث المفارقة بين الفقير و الغني و الاخلاق الحميدة التي تتمثل في الدفاع عن شرف السكرتيرة الحسناء التي يريد الثري ان يدفعها للرزيلة.
من خلال هذا المفتتح تتحرك احداث الرواية من خلال شخصية بطل وحيد التي تملأ كادر الكاميرا و تأتي باقي الشخصيات كظل للبطل الوحيد ذلك البواب الذي قدمه الراوي العليم كشاب فقير يعمل فرد امن ثم بواب لعمارة كبيرة تتكون من دور ارضي و 12 دور في كل دور شخصيات عدة تمثل رموز في الشخصية الرئيسية و لذلك رسمها الكاتب شخصيات احادية مسطحه ثابته واضحة ليس لها اي جاذبية درامية في الاحداث. اهتم الكاتب برسم البنية الداخلية للشخصية الرئيسية بعالمها الداخلي و نوازعها و افكارها لتتحول لشخصية محسوسة من خلال ورود افعالها و مواقفها و مثل هذا البناء الداخلي الذي يمكن ان تلمسه من واقع السلوك الفعلي للشخصية في بنية نص الرواية.
يأتي البعد النفسي الذي افتتح به الكاتب الرواية في فصلها الاول تحت الارض و ذكر العفاريت وعلاقاتها ب منسي ( انت وحدك تنظر مستقبلك تحت الارض حيث العفاريت حيث المكان الوحيد الذي لن تضطر فيه ان تحني قامتك للنظر لأسفل) ص 13
و مع الفصل الاخير تتجرد الشخصية من ضغوط الحياة و تنطلق الى الحرية من خلال الطابق الوهمي الذي رسم في مخيلة منسي وحده دون الاخرين بعد ان خلت العمارة و انسداد كل الابواب الا باب الحجرة الوضيعة في الدور الارضي و باب الاسانسير المهدى له الرواية. (جميع الابواب موصدة في وجهك عدا باب حجرتك و المصعد تعجبك الفكرة تفتح بابي المصعدين........) ص 89
التزاوج بين الصعود و الهبوط مضاجعة الاحلام و الآمال لواقع بائس فقير لا يملك حيلة سوى احلام اليقظة و تخيلات العفاريت. فصل البوح و الانعتاق ( فجأة ينفلت الخيط......)ص 101
يأتي التنقل بين ادوار العمارة و ارتباط المكان بكل شخصية و انفصالها عن المكان يعد احد العوامل التي يرتكز عليها الكاتب لبلورة افكاره و توضيح هدفه من السرد.
المونولوج الداخلي الذي استخدمه الكاتب لكشف مكنون الوعي الداخلي و الرغبات النفس البشرية .
يأتي البعد الاجتماعي لشخصية منسي بشكل مباشر في المقارنة بين مدخل الرواية و بيته الذي يسكن فيه(ص١٧)
تأتي دائما شخصية بسيوني كمعادل نفسي لشخصية منسي رغم انه غائب لكنه حاضر بأفعاله و سيرته في مواضع كثيرة داخل الرواية تارة بسيوني هارب في صفحة 47 و تارة فضل سكان العمارة منسي عنه لكنه بسيوني الذي يمثل شيء هام لشخصية منسي كأنه النموذج الامثل للبواب(تصرخ ...تضحك بأعلى صوت تردد انا تلاتين بسيوني في بعض....)ص98
استخدم الكاتب فصول الرواية عبارة عن مشاهد منفصلة متصلة تشبه الى حد كبير مشاهد فيلم سينمائي تطارد الكاميرا البطل الاوحد لنجم سينمائي وحيد و لا تفارقه و باقي الشخصيات سنيدة او كومبارسات. جاءت احلام اليقظة كاشفة عن الصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصية الذي يعتبره النقاد كأنها افكار تتداعى لا يصل بينها خيط منطقي و تكامل وصفي انما تقاطع الاحداث ينمو و يتطور داخل عقل الشخصية الرئيسية و يعكس تيار وعيه.
عمرو الرديني كاتب روائي طموح و مكافح يحاول جاهدا تشكيل و رسم مشروع متكامل سواء اتفقنا معه او اختلفنا لكن نشجعه و نثني عليه.
نبهان رمضان
عندما نبدأ رواية ارضي و 12 دور للكاتب عمرو الرديني
نندهش عندما نجد الاهداء الى اسانسير و سيزداد اندهاشنا مع اخر فصول الرواية عندما يستخدم الكاتب الاسانسير في توضيح فكرته الاساسية في الرواية.
الصفحة التي تلت الاهداء بدايتها اية قرآنية ثم عبارة انا بيه انا بيه و اشارة لفيلم البيه البواب بطولة احمد ذكي. الصفحة الثالثة جاءت معنونه بكلمة مفتتح و عبارة(هم طلعولك يا منسي) و توضيح من الكاتب متماهيا مع فيلم منسي ل عادل امام الذي يحكي عن شاب فقير لا يستطيع الزواج و يعيش مع اخته و زوجها واولادها الكثر و يتبادل مع زوجها فترات الراحة يعمل في الفترة المسائية ليخلي الشقة لزوج اخته الذي يعمل بالنهار و يترك مساحة ل منسي لينال قسط من الراحة و يحاول ان يتغلب على ظروفه الصعبة بمشاهدة السينما و احلام اليقظة التي تراوده اثناء عمله ثم يصطدم في صراع مفاجئ مع ثري رجل اعمال ثم تحدث المفارقة بين الفقير و الغني و الاخلاق الحميدة التي تتمثل في الدفاع عن شرف السكرتيرة الحسناء التي يريد الثري ان يدفعها للرزيلة.
من خلال هذا المفتتح تتحرك احداث الرواية من خلال شخصية بطل وحيد التي تملأ كادر الكاميرا و تأتي باقي الشخصيات كظل للبطل الوحيد ذلك البواب الذي قدمه الراوي العليم كشاب فقير يعمل فرد امن ثم بواب لعمارة كبيرة تتكون من دور ارضي و 12 دور في كل دور شخصيات عدة تمثل رموز في الشخصية الرئيسية و لذلك رسمها الكاتب شخصيات احادية مسطحه ثابته واضحة ليس لها اي جاذبية درامية في الاحداث. اهتم الكاتب برسم البنية الداخلية للشخصية الرئيسية بعالمها الداخلي و نوازعها و افكارها لتتحول لشخصية محسوسة من خلال ورود افعالها و مواقفها و مثل هذا البناء الداخلي الذي يمكن ان تلمسه من واقع السلوك الفعلي للشخصية في بنية نص الرواية.
يأتي البعد النفسي الذي افتتح به الكاتب الرواية في فصلها الاول تحت الارض و ذكر العفاريت وعلاقاتها ب منسي ( انت وحدك تنظر مستقبلك تحت الارض حيث العفاريت حيث المكان الوحيد الذي لن تضطر فيه ان تحني قامتك للنظر لأسفل) ص 13
و مع الفصل الاخير تتجرد الشخصية من ضغوط الحياة و تنطلق الى الحرية من خلال الطابق الوهمي الذي رسم في مخيلة منسي وحده دون الاخرين بعد ان خلت العمارة و انسداد كل الابواب الا باب الحجرة الوضيعة في الدور الارضي و باب الاسانسير المهدى له الرواية. (جميع الابواب موصدة في وجهك عدا باب حجرتك و المصعد تعجبك الفكرة تفتح بابي المصعدين........) ص 89
التزاوج بين الصعود و الهبوط مضاجعة الاحلام و الآمال لواقع بائس فقير لا يملك حيلة سوى احلام اليقظة و تخيلات العفاريت. فصل البوح و الانعتاق ( فجأة ينفلت الخيط......)ص 101
يأتي التنقل بين ادوار العمارة و ارتباط المكان بكل شخصية و انفصالها عن المكان يعد احد العوامل التي يرتكز عليها الكاتب لبلورة افكاره و توضيح هدفه من السرد.
المونولوج الداخلي الذي استخدمه الكاتب لكشف مكنون الوعي الداخلي و الرغبات النفس البشرية .
يأتي البعد الاجتماعي لشخصية منسي بشكل مباشر في المقارنة بين مدخل الرواية و بيته الذي يسكن فيه(ص١٧)
تأتي دائما شخصية بسيوني كمعادل نفسي لشخصية منسي رغم انه غائب لكنه حاضر بأفعاله و سيرته في مواضع كثيرة داخل الرواية تارة بسيوني هارب في صفحة 47 و تارة فضل سكان العمارة منسي عنه لكنه بسيوني الذي يمثل شيء هام لشخصية منسي كأنه النموذج الامثل للبواب(تصرخ ...تضحك بأعلى صوت تردد انا تلاتين بسيوني في بعض....)ص98
استخدم الكاتب فصول الرواية عبارة عن مشاهد منفصلة متصلة تشبه الى حد كبير مشاهد فيلم سينمائي تطارد الكاميرا البطل الاوحد لنجم سينمائي وحيد و لا تفارقه و باقي الشخصيات سنيدة او كومبارسات. جاءت احلام اليقظة كاشفة عن الصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصية الذي يعتبره النقاد كأنها افكار تتداعى لا يصل بينها خيط منطقي و تكامل وصفي انما تقاطع الاحداث ينمو و يتطور داخل عقل الشخصية الرئيسية و يعكس تيار وعيه.
عمرو الرديني كاتب روائي طموح و مكافح يحاول جاهدا تشكيل و رسم مشروع متكامل سواء اتفقنا معه او اختلفنا لكن نشجعه و نثني عليه.
نبهان رمضان