حياتي ظلال وعيشي ملال ... ونفسي مغلفة بالعذاب!
وعمري قيود لروح شرود ... تفرد. . . لا موطن أو صحاب!
وحبي سراب طواه اليباب ... وقد كان يسعد قلبي الحزين
وقلبي غريب جفاه الحبيب ... وأودع فيه لهيب الحنين
وصمتي أنين خفي الرنين ... ويناجى عهودا طواه الخفاء
وتلك العهود تراها تعود ... وتسقى حياتي رحيق الصفاء؟
وشعري نواح كشجو الرياح ... إذا مزقتها شعاب الجبال!
ومن ذا يلوم؟ وعمري غيوم ... تعربد فيها رياح الزوال!
عبرت الوجود بناي وعود ... وغنيت ما هز قلب الجماد
فضاع الغناء ومات الرجاء ... وصارت حياتي.. بقايا رماد!
ومجدي هباء كنجم أضاء ... لعابر ليل شريد غريب
فما أتاه توارى سناه ... وخلفه للظلام الرهيب
وحظي ضياع وحقي مضاع ... أحارب من أجله الغاصبين
وكم ذا أثور كنار تفور ... فيستنصر الظلم بالظالمين
وكم ذا بليت وكم ذا اشتكيت ... فضاعت شكاتي، وضاع البكاء
وما لي معين من البائسين ... فنأخذ ما نبتغي. . . بالدماء
وبض الأنام عبيد طغام ... يسخرهم سادة أدعياء!
أذاعوا الشقاء بأرض الثراء ... لتسعدهم شقوة الاشقياء!
فقدت العزاء وعفت البقاء ... يا أرض سقتني نقيع الشجون
أريد الرحيل كشمس الأصيل ... إلى عالم لا تراه العيون
وكيف الذهاب؟ وجسمي تراب ... ليفيني كما كان قبل الوجود
أمامي ظلال وخلفي قتام ... وتحتي ركام كجون السحاب
وفوق الركام يسير الحطام ... وما هو إلا حطام الشباب
بعيد الديار وكيف المزار ... وما من دليل، ولا من طريق
شربت الهوان بكف الزمان ... فأصبحت من سكرتي لا أفيق
بمن أستجير؟ ومالي من نصير ... كأني أقيم بأرض الذئاب!
وكم لي نداء يهز الفضاء ... وما من مجيب، وما من جواب!
علام الشكاة لصم عتاه ... بكاء الحيارى لديهم. . . غناء؟
ويا قلب. . . آه! سئمنا الحياة ... فهي نسر في طريق الغناء!
إبراهيم محمد نجا
مجلة الرسالة - العدد 934
بتاريخ: 28 - 05 - 1951
وعمري قيود لروح شرود ... تفرد. . . لا موطن أو صحاب!
وحبي سراب طواه اليباب ... وقد كان يسعد قلبي الحزين
وقلبي غريب جفاه الحبيب ... وأودع فيه لهيب الحنين
وصمتي أنين خفي الرنين ... ويناجى عهودا طواه الخفاء
وتلك العهود تراها تعود ... وتسقى حياتي رحيق الصفاء؟
وشعري نواح كشجو الرياح ... إذا مزقتها شعاب الجبال!
ومن ذا يلوم؟ وعمري غيوم ... تعربد فيها رياح الزوال!
عبرت الوجود بناي وعود ... وغنيت ما هز قلب الجماد
فضاع الغناء ومات الرجاء ... وصارت حياتي.. بقايا رماد!
ومجدي هباء كنجم أضاء ... لعابر ليل شريد غريب
فما أتاه توارى سناه ... وخلفه للظلام الرهيب
وحظي ضياع وحقي مضاع ... أحارب من أجله الغاصبين
وكم ذا أثور كنار تفور ... فيستنصر الظلم بالظالمين
وكم ذا بليت وكم ذا اشتكيت ... فضاعت شكاتي، وضاع البكاء
وما لي معين من البائسين ... فنأخذ ما نبتغي. . . بالدماء
وبض الأنام عبيد طغام ... يسخرهم سادة أدعياء!
أذاعوا الشقاء بأرض الثراء ... لتسعدهم شقوة الاشقياء!
فقدت العزاء وعفت البقاء ... يا أرض سقتني نقيع الشجون
أريد الرحيل كشمس الأصيل ... إلى عالم لا تراه العيون
وكيف الذهاب؟ وجسمي تراب ... ليفيني كما كان قبل الوجود
أمامي ظلال وخلفي قتام ... وتحتي ركام كجون السحاب
وفوق الركام يسير الحطام ... وما هو إلا حطام الشباب
بعيد الديار وكيف المزار ... وما من دليل، ولا من طريق
شربت الهوان بكف الزمان ... فأصبحت من سكرتي لا أفيق
بمن أستجير؟ ومالي من نصير ... كأني أقيم بأرض الذئاب!
وكم لي نداء يهز الفضاء ... وما من مجيب، وما من جواب!
علام الشكاة لصم عتاه ... بكاء الحيارى لديهم. . . غناء؟
ويا قلب. . . آه! سئمنا الحياة ... فهي نسر في طريق الغناء!
إبراهيم محمد نجا
مجلة الرسالة - العدد 934
بتاريخ: 28 - 05 - 1951