ارتأت القراءة التي نقوم بها لمجموعة "أضع سري بين يديك" للقاصة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي أن تلج عوالمها الحكائية انطلاقا من التيمتين اللتين حددهما العنوان، وهما موضوعتان وَسمتَا جل قصص المجموعة، فكانتا علامة دالة في صياغة الوقائع وتقصي التفاصيل السردية في النصوص. فأين يتمثل همس الحكي في قصص المجموعة؟ وكيف تبوح الساردة بالأسرار الأنثوية لشخصياتها القصصية؟ ولمن تبوح الساردة بأسرار هذه الشخصيات؟
انطلاقا من هذه الأسئلة سنناوش المجموعة القصصية الثالثة للكاتبة فاطمة الزهراء الرغيوي، بعد عمليها السابقين: جلباب للجميع، وخمس رقصات في اليوم. وكتاب رسائل مشترك بينها وبين الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات حمل عنوان: إذا كانت تراودني فهي مجرد أفكار.
يكتشف قارئ المجموعة القصصية أن جل نصوصها تهمس حكاياتها في رفق وتدفق سردي أنثوي واضح، يستند إلى كشف أسرار كثيرة، ووضعها بين يدي القارئ لتصير أسراره، ويكون مأتمنا عليها. ولذلك نجد النصوص القصصية تحفل بجزئيات وتفاصيل حياتية عديدة، تعود إلى طفولة الشخصيات، أو إلى لحظات حميمة عاشتها، فكانت بؤرة القصة ومدارَها.
تطالعنا، منذ القصة الأولى، رغبة شخصيات مجموعة "أضع سري بين يديك" في البوح بمكنوناتها، والإعلان عن أسرارها في لغة هامسة، وحكي آسر يمضي بهدوء واتزان، لا عنف فيه ولا توتر، ولا زيادة ولا حشو. حكي مختزل مكثف، لكنه دقيق في بوحه وفي همسه الرفيق. وهكذا نجد ساردة قصة "الرغبة في القتل" تذكر تفاصيل حميمة من حياتها: تفاصيل تتعلق بابنتها، وبطبيعة علاقتها بزوجها، وباكتشافها عالم الإنترنت، وانفتاحها على الآخرين.. وبرغباتها المبطنة. وبذلك، فإن هذه القصة، وهي تشكل لعبتها السردية الماكرة، وعبر منعرجاتها الحكائية المتعددة، تتمكن من أسر القارئ وجعله شريكا في أسرار شخصيتها المحورية، وبالتالي تدفعه إلى التساؤل وهو يتأمل سيرورة الوقائع وما ترويه الشخصية، عن علاقة الرغبة بقتل صُرصار، والتردد في البداية، مع كل ما تبوح به الساردة، وإصرارها في النهاية على قتله. لا شك أن الاشتغال بالرمز والإشارات المواربة في القصة يفسر لنا سر العلاقة الجامعة بين عناصرها. وتحفيزا على قراءة المجموعة لن أبوح بما باحت به رموزها وإشاراتها لي..
وفي قصة "سأعرف لاحقا" تسرد البطلة/ الساردة حكايتها عن شطر من طفولتها في براءة طفولية جعلت ما تبوح به، وما ترويه عن رغباتها البسيطة يتسم بعذوبة خاصة، وهمس أنثوي رقيق. وعلى الرغم من أن ما سببت فيه الطفلة، بسذاجتها المتناهية، كان مأساة، إلا أنها لم تكن تعرف حينها ما فعلت، وستعرف لاحقا أنها، وبطريقة غير مقصودة، كانت وراء انتحار أخيها الذي شاهدته يدخن في نهار يوم من أيام رمضان. فكان ضحية صرامة الأب الذي "يُصر أن نكون مؤمنين صالحين"، كما تبوح الساردة. وهكذا كان مسار القصة يؤدي إلى البوح بالحدث البشع، لكن إيقاع السرد وطريقته تميزا بالهدوء والسكينة، وكأن لا شيء سيحدث، فلا توتر تشهده الأحداث، ولا تصاعد درامي تعرفه الوقائع، وإنما هناك حكي منساب لطيف، وبوح أنثوي شفيف، حتى تحصل المفاجأة، ونكون أمام المأساة. والقصة، وهي تحبك، أحداثها كانت تركز على سرد رغبات الطفلة في أن تصعد إلى السطح، وأن تنال حظها من عناقيد العنب التي يسبقها إليها أخوها الأصغر، وأن تأكل الحلوى التي تحبها. ولكن مسار الوقائع المتصل بتحقيق هذه الرغبات سيجعلها تكتشف خروج الأخ الأكبر عن تعاليم الأب.. وسيحدث ما لم تكن تعرف معناه حينها، وتكتشف هوله لاحقا.
أما قصة "السر" فظل سرها طي نفس بطلتها، ولم تشأ أن تشرك فيه أحدا، بحيث تركت للقارئ القدرة على حدس مكنونها. تروي القصة عن طفلة صغيرة حالمة، انقطعت عنها الأحلام بسبب سخرية معلمتها، وحينما عاودها الحلم مرة أخرى، قررت حمل شيء تسميه "كنزا" ومنحته إلى رجل يجلس طالبا الصدقة. وصار حلمها يكبر.. بينما بدأت أحلام الرجل في التلاشي عندما أمسك بكنز الطفلة. وهكذا لم تبح القصة بسر بطلتها، وتركته خفيا، لكنها جعلت القارئ، بفنيتها المتقنة، وحكيها الهامس، وبوحها الأنثوي الآسر يحدس بما باحت به البطلة، وبما كانت تحمله في كفها الصغير، ومنحته عن طواعية للسائل، فِداء لحلمها الذي عاودها وصار يتسع ويكبر بعد تخلصها من "كنزها" أو السر الذي أبت أن تشرك فيه أحدا غيرها. بهذه الشاكلة كانت القصة متقنة الصنعة، دقيقة في حمل معاني التعاطف والمحبة والارتباط بالآتي، عبر سرد شفيف، وبوح أنثوي لطيف.
وفي قصة "خرير الجدول الصغير" ترقى لغة البوح، وهمس الحكي إلى درجات عليا من الشعرية، وبهاء السرد. نجد الساردة تحكي عن فتاة "عادية"، كما تنعتها، لكن قراءتنا للقصة تكشف عن سر، وعن حقيقة، أن الفتاة العادية هي غير كذلك. إنها أنثى موهوبة، منحتها الحياة إحساسا رقيقا، وفهما حانيا للآخرين. ومن هنا تغرق القصة في سرد جزئيات حميمة من حياة البطلة، ومن طبيعة علاقتها بزميلات وزملاء العمل، وبأفراد أسرتها: الأب والأم والأشقاء والخالة العانس والجدة. وقد تميزت علاقتها بالجدة بذلك الحنو والتواطؤ الخفي بين الجدة وحفيدتها. ومن هنا كان نبر الحكي بوحا شفيفا غنيا بالمشاعر الإنسانية الراقية، على الرغم من أن ظروف الحياة العادية والبسيطة تلقي بثقلها على كاهل البطلة الموظفة في قسم من أقسام البلدية. وهكذا كان محكي القصة يمضي في سكينة وهدوء، وفي نبرة حانية قوامها بلاغة شعرية رائقة.
ولا تقل قصة "آلشتا تا تا" شاعرية عن سابقتها من حيث أجواؤها وعوالمها، ومن حيث طبيعة تركيبتها اللغوية والفنية، ولذلك جاءت قطعة بوح محكمة، وقصة تهمس بمحكي شفيف عن شخصية عانت سطوة الآخرين حينما كانت صغيرة، وقهر الحياة حينما كبرت، تنتابها الكوابيس، وتحلم أحلاما خاصة تذكرها بماضيها: وخاصة بحبيبتها الأولى. إنها قصة رجل متزوج، له من الأبناء أربعة، لكنه يفتقد لدفء الحياة الأسرية ومعناها. ويسترجع لحظات براءته، وعلى رأسها طقس استسقاء المطر بما يشوبه من فرح وانتشاء، ووعد بقطعة سكر، وربما ثوب أو حذاء جديدين.
وهكذا كانت الحكاية بوحا قصصيا جميلا، وهمسا إبداعيا رقيقا صيغ بقلم كاتبة تمسك بيسر وسهولة مقاتل القارئ وتفعل به ما تشاء.. تبوح له بالأسرار حينا، وتأبى عليه ذلك أحيانا، لكنها في النهاية تتمكن من إمتاعه، وتستطيع إثارة شغفه بالتأويل والسؤال دائما، وكلما انتهى من قصة من قصصها التي تضعها سرا بين يديه. وإذا كانت أغلب قصص المجموعة أبطالها/ أو رواتها الأساس نساء، ومن ثم كان بوحها أنثويا خالصا، فإن القصص الأخرى التي كانت شخصياتها المحورية رجالا، فإن همسها السردي، وبوحها الأنثوي يأتي من رقة تركيبها وحنو عوالمها التي تشي بلمسات مبدعتها، وهي تشكل عالمها المتخيل بجمالية خاصة. نؤكد أنها تتميز بنكهة حكائية غير مسبوقة في القصة المغربية، بقدرتها على جلب القارئ، ومفاجأته، وحفزه على التأمل والتساؤل.
انطلاقا من كل ما سبق نؤكد أن مجموعة "أضع سري بين يديك" قد اتخذت من الحكي الرفيق الهامس، ومن البوح الأنثوي الشفيف، إمكانا جماليا لصياغة قصصها. وأن هذه الصياغة تميزت بقدرة كبيرة على إمتاع القارئ وتشويقه، وإثارة ذهنه، وحفزه على التدبر فيما ترويه الشخصيات، وما تصوره الكاتبة بقلمها المبدع الفتان.
وبهذا وجب الإعلان لمن ألقى السمع وهو يسعى لاكتشاف سلاسة هذا القلم الفنان. فتحية لفاطمة الزهراء الرغيوي، ومزيدا من الإبداع.
فاطمة الزهراء الرغيوي، أضع سري بين يديك، كلمات للنشر والطباعة والتوزيع،
د. محمد المسعودي
الرباط، 2016.
انطلاقا من هذه الأسئلة سنناوش المجموعة القصصية الثالثة للكاتبة فاطمة الزهراء الرغيوي، بعد عمليها السابقين: جلباب للجميع، وخمس رقصات في اليوم. وكتاب رسائل مشترك بينها وبين الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات حمل عنوان: إذا كانت تراودني فهي مجرد أفكار.
يكتشف قارئ المجموعة القصصية أن جل نصوصها تهمس حكاياتها في رفق وتدفق سردي أنثوي واضح، يستند إلى كشف أسرار كثيرة، ووضعها بين يدي القارئ لتصير أسراره، ويكون مأتمنا عليها. ولذلك نجد النصوص القصصية تحفل بجزئيات وتفاصيل حياتية عديدة، تعود إلى طفولة الشخصيات، أو إلى لحظات حميمة عاشتها، فكانت بؤرة القصة ومدارَها.
تطالعنا، منذ القصة الأولى، رغبة شخصيات مجموعة "أضع سري بين يديك" في البوح بمكنوناتها، والإعلان عن أسرارها في لغة هامسة، وحكي آسر يمضي بهدوء واتزان، لا عنف فيه ولا توتر، ولا زيادة ولا حشو. حكي مختزل مكثف، لكنه دقيق في بوحه وفي همسه الرفيق. وهكذا نجد ساردة قصة "الرغبة في القتل" تذكر تفاصيل حميمة من حياتها: تفاصيل تتعلق بابنتها، وبطبيعة علاقتها بزوجها، وباكتشافها عالم الإنترنت، وانفتاحها على الآخرين.. وبرغباتها المبطنة. وبذلك، فإن هذه القصة، وهي تشكل لعبتها السردية الماكرة، وعبر منعرجاتها الحكائية المتعددة، تتمكن من أسر القارئ وجعله شريكا في أسرار شخصيتها المحورية، وبالتالي تدفعه إلى التساؤل وهو يتأمل سيرورة الوقائع وما ترويه الشخصية، عن علاقة الرغبة بقتل صُرصار، والتردد في البداية، مع كل ما تبوح به الساردة، وإصرارها في النهاية على قتله. لا شك أن الاشتغال بالرمز والإشارات المواربة في القصة يفسر لنا سر العلاقة الجامعة بين عناصرها. وتحفيزا على قراءة المجموعة لن أبوح بما باحت به رموزها وإشاراتها لي..
وفي قصة "سأعرف لاحقا" تسرد البطلة/ الساردة حكايتها عن شطر من طفولتها في براءة طفولية جعلت ما تبوح به، وما ترويه عن رغباتها البسيطة يتسم بعذوبة خاصة، وهمس أنثوي رقيق. وعلى الرغم من أن ما سببت فيه الطفلة، بسذاجتها المتناهية، كان مأساة، إلا أنها لم تكن تعرف حينها ما فعلت، وستعرف لاحقا أنها، وبطريقة غير مقصودة، كانت وراء انتحار أخيها الذي شاهدته يدخن في نهار يوم من أيام رمضان. فكان ضحية صرامة الأب الذي "يُصر أن نكون مؤمنين صالحين"، كما تبوح الساردة. وهكذا كان مسار القصة يؤدي إلى البوح بالحدث البشع، لكن إيقاع السرد وطريقته تميزا بالهدوء والسكينة، وكأن لا شيء سيحدث، فلا توتر تشهده الأحداث، ولا تصاعد درامي تعرفه الوقائع، وإنما هناك حكي منساب لطيف، وبوح أنثوي شفيف، حتى تحصل المفاجأة، ونكون أمام المأساة. والقصة، وهي تحبك، أحداثها كانت تركز على سرد رغبات الطفلة في أن تصعد إلى السطح، وأن تنال حظها من عناقيد العنب التي يسبقها إليها أخوها الأصغر، وأن تأكل الحلوى التي تحبها. ولكن مسار الوقائع المتصل بتحقيق هذه الرغبات سيجعلها تكتشف خروج الأخ الأكبر عن تعاليم الأب.. وسيحدث ما لم تكن تعرف معناه حينها، وتكتشف هوله لاحقا.
أما قصة "السر" فظل سرها طي نفس بطلتها، ولم تشأ أن تشرك فيه أحدا، بحيث تركت للقارئ القدرة على حدس مكنونها. تروي القصة عن طفلة صغيرة حالمة، انقطعت عنها الأحلام بسبب سخرية معلمتها، وحينما عاودها الحلم مرة أخرى، قررت حمل شيء تسميه "كنزا" ومنحته إلى رجل يجلس طالبا الصدقة. وصار حلمها يكبر.. بينما بدأت أحلام الرجل في التلاشي عندما أمسك بكنز الطفلة. وهكذا لم تبح القصة بسر بطلتها، وتركته خفيا، لكنها جعلت القارئ، بفنيتها المتقنة، وحكيها الهامس، وبوحها الأنثوي الآسر يحدس بما باحت به البطلة، وبما كانت تحمله في كفها الصغير، ومنحته عن طواعية للسائل، فِداء لحلمها الذي عاودها وصار يتسع ويكبر بعد تخلصها من "كنزها" أو السر الذي أبت أن تشرك فيه أحدا غيرها. بهذه الشاكلة كانت القصة متقنة الصنعة، دقيقة في حمل معاني التعاطف والمحبة والارتباط بالآتي، عبر سرد شفيف، وبوح أنثوي لطيف.
وفي قصة "خرير الجدول الصغير" ترقى لغة البوح، وهمس الحكي إلى درجات عليا من الشعرية، وبهاء السرد. نجد الساردة تحكي عن فتاة "عادية"، كما تنعتها، لكن قراءتنا للقصة تكشف عن سر، وعن حقيقة، أن الفتاة العادية هي غير كذلك. إنها أنثى موهوبة، منحتها الحياة إحساسا رقيقا، وفهما حانيا للآخرين. ومن هنا تغرق القصة في سرد جزئيات حميمة من حياة البطلة، ومن طبيعة علاقتها بزميلات وزملاء العمل، وبأفراد أسرتها: الأب والأم والأشقاء والخالة العانس والجدة. وقد تميزت علاقتها بالجدة بذلك الحنو والتواطؤ الخفي بين الجدة وحفيدتها. ومن هنا كان نبر الحكي بوحا شفيفا غنيا بالمشاعر الإنسانية الراقية، على الرغم من أن ظروف الحياة العادية والبسيطة تلقي بثقلها على كاهل البطلة الموظفة في قسم من أقسام البلدية. وهكذا كان محكي القصة يمضي في سكينة وهدوء، وفي نبرة حانية قوامها بلاغة شعرية رائقة.
ولا تقل قصة "آلشتا تا تا" شاعرية عن سابقتها من حيث أجواؤها وعوالمها، ومن حيث طبيعة تركيبتها اللغوية والفنية، ولذلك جاءت قطعة بوح محكمة، وقصة تهمس بمحكي شفيف عن شخصية عانت سطوة الآخرين حينما كانت صغيرة، وقهر الحياة حينما كبرت، تنتابها الكوابيس، وتحلم أحلاما خاصة تذكرها بماضيها: وخاصة بحبيبتها الأولى. إنها قصة رجل متزوج، له من الأبناء أربعة، لكنه يفتقد لدفء الحياة الأسرية ومعناها. ويسترجع لحظات براءته، وعلى رأسها طقس استسقاء المطر بما يشوبه من فرح وانتشاء، ووعد بقطعة سكر، وربما ثوب أو حذاء جديدين.
وهكذا كانت الحكاية بوحا قصصيا جميلا، وهمسا إبداعيا رقيقا صيغ بقلم كاتبة تمسك بيسر وسهولة مقاتل القارئ وتفعل به ما تشاء.. تبوح له بالأسرار حينا، وتأبى عليه ذلك أحيانا، لكنها في النهاية تتمكن من إمتاعه، وتستطيع إثارة شغفه بالتأويل والسؤال دائما، وكلما انتهى من قصة من قصصها التي تضعها سرا بين يديه. وإذا كانت أغلب قصص المجموعة أبطالها/ أو رواتها الأساس نساء، ومن ثم كان بوحها أنثويا خالصا، فإن القصص الأخرى التي كانت شخصياتها المحورية رجالا، فإن همسها السردي، وبوحها الأنثوي يأتي من رقة تركيبها وحنو عوالمها التي تشي بلمسات مبدعتها، وهي تشكل عالمها المتخيل بجمالية خاصة. نؤكد أنها تتميز بنكهة حكائية غير مسبوقة في القصة المغربية، بقدرتها على جلب القارئ، ومفاجأته، وحفزه على التأمل والتساؤل.
انطلاقا من كل ما سبق نؤكد أن مجموعة "أضع سري بين يديك" قد اتخذت من الحكي الرفيق الهامس، ومن البوح الأنثوي الشفيف، إمكانا جماليا لصياغة قصصها. وأن هذه الصياغة تميزت بقدرة كبيرة على إمتاع القارئ وتشويقه، وإثارة ذهنه، وحفزه على التدبر فيما ترويه الشخصيات، وما تصوره الكاتبة بقلمها المبدع الفتان.
وبهذا وجب الإعلان لمن ألقى السمع وهو يسعى لاكتشاف سلاسة هذا القلم الفنان. فتحية لفاطمة الزهراء الرغيوي، ومزيدا من الإبداع.
فاطمة الزهراء الرغيوي، أضع سري بين يديك، كلمات للنشر والطباعة والتوزيع،
د. محمد المسعودي
الرباط، 2016.