د. زياد الحكيم – لنعلم أطفالنا الاعتزاز بالنفس

يؤكد علماء التربية ان من الضروري ان نعلم الطفل ان يحترم نفسه ويقدر مواهبه ويدرك ان له قيمة لا يجوز لاحد ان يشكك فيها او ينال منها. وهذا الاعتزاز بالنفس ضروري في مساعدة الطفل على مواجهة التحديات المختلفة واكتساب المهارات الاساسية للتعامل معها. ويبدو واضحا ان بامكان الطفل المتصالح مع نفسه ان يتعامل بسهولة اكبر مع ما يمر به من صعوبات في حياته اليومية وان يقاوم الضغوط السلبية التي يفرضها الناس من حوله. وبامكان هذا الطفل ان يكون اكثر قدرة على الاستمتاع بالحياة. وهو اكثر واقعية واكثر تفاؤلا من طفل اخر لم يتلق التدريب الكافي ليكون على علاقة طيبة مع نفسه. يضاف الى ذلك ان الطفل الذي يعيش في بيئة ايجابية تعلمه انه جدير بالحب والتقدير هو اكثر استعدادا لاحترام الاخرين واكثر قدرة على التفوق في المدرسة وفي النشاطات خارج المدرسة واكثر اقبالا على تعلم هوايات مفيدة وعلى اقامة علاقات مثمرة وصحية مع اقرانه.

بالمقابل تبين الدراسات المختلفة ان الطفل الذي لا يعرف قيمة لنفسه ولا يشعر بانه على درجة صحية من الاهمية يجد ان الصعوبات العادية في الحياة تتحول الى مصادر كبيرة للقلق والاحباط. ونجد انه اقل قدرة على حل المشكلات واقل قدرة على الاستمتاع بالحياة وبما يقوم به من نشاطات. وقد تبدو عليه علامات الانسحاب والسلبية والاكتئاب.

والواقع ان مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الاهل في اشعار الطفل بانه جدير بالثقة والاهتمام والحب. من الضروري ان يواظب الاهل على الثناء على الطفل عندما ينجح في انجاز هدف معين او عندما يقوم بجهد معتبر. من الضروري ان نثني على ما يملكه الطفل من مواهب فطرية وان نساعده في التعلم من الاخطاء التي يرتكبها. ومن الضروري ان يكون ثناؤنا على الطفل ثناء صادقا. علينا ان نبين له ان الناس جميعا يعانون احيانا من الشك في قدراتهم في مواجهة مهمات صعبة، وان هذا شيء طبيعي بشرط ان لا يخرج عن نطاق السيطرة. ولكن من الضروري ان يشعر الواحد منا بانه على درجة عالية من الاهمية وبانه جدير بالاحترام والتقدير بغض النظر عما يواجهه من متاعب ومشكلات. ويجدر بنا ان نعلم الطفل ذلك بالقدوة والامثلة العملية.

وقد يعاني الطفل من مشاعر سلبية تحول دون ان يقدر قدراته حق قدرها. هنا على الاهل ان يتدخلوا لتأكيد ما يتمتع به الطفل من مزايا وقدرات ومواهب. هنا على الاهل ان يعلموا الطفل ان يسعى الى تحقيق اهداف واقعية تشعره بالثقة والقوة. من الممكن ان يشجع الاهل الطفل على المشاركة في نشاطات تعاونية مع الاخرين بالانتساب الى احد الاندية الرياضية او الفنية او العلمية مثلا لتوسيع دائرة اهتماماته واكتساب مزيد من المعرفة والثقة. ومن الممكن مساعدة الطفل على العناية بمظهره وملبسه ونظافته وسلوكه العام. ومن الممكن تشجيعه على تطوير هوايات من قبيل الرسم والتصوير وتزويده بما يحتاج اليه من ادوات للتفوق فيها.

ومن شأن هذا كله ان يساعد الطفل على تطوير احساس بالاهمية الذاتية والثقة والقدرة على مواجهة ما ينتظره من مهام كثيرة على طريق الحياة.


zedhakim@yahoo.co.uk
لندن - بريطانيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...