د. عفيف البهنسي؛ أحد كبار المشتغلين العرب، بالقضايا الجمالية المعاصرة في العالم العربي. قدّم للمكتبة العربية أكثر من (70) كتاباً نالت شهرة عربية وعالمية، وترجم كثير من مؤلفاته إلى لغات أجنبية، كما شارك في تأليف موسوعات عالمية، ووضع كتباً بلغات أجنبية.
يعنى د.البهنسي، بنشأة الفن في عالمنا العربي، ومدى تأثره بفنون الحضارات الأخرى. الجميل والقبيح، النظريات المتعلقة بالجمال، تأثر الفنون المعاصرة بتطور البرامج الحاسوبية الجديدة، وغيرها من أسئلة كثيرة تطرحها دراساته العميقة، بأسلوبِ جميل وجذاب، منها؛ ما أسباب ارتباط الفن التشكيلي العربي بأصول الفن الغربي ومدارسه الحديثة من الكلاسيكية والرومانسية والتجريدية والرمزية حتى السوريالية.. إلخ. هل كان للمستشرقين الأوربيين الذين وفدوا إلى البلاد العربية تأثير في استقطاب اهتمام الفنانين العرب؟ إلى أي مدى استعمل الخطاطون والرسامون والمزخرفون والمعماريون العرب العلوم في فنهم؟ كيف كان تأثير فكر الحداثة في الفن الغربي عموماً وفي الفن الشرقي العربي خصوصاً؟ لماذا نشأت دعوات الرجوع للأصالة، والتمسك بالهوية، والحفاظ على الثقافة الفنية القومية؛ في مواجهة دعوات التحديث والتغريب؟ إلى أي مدى تأثر الفن المعاصر بالتقنيات الحاسوبية المعاصرة، وما بعد الحداثة؟! وهل حسنت هذه التقنيات من الفنون البصرية،وجملتها، وجعلتها أكثر ثراءً؟.
يقول د.البهنسي: إننا على أبواب عالم جديد للصورة، يتخلى عن جميع المقومات التي اعتمدها منذ العصور الحجرية حتى عهد الحداثة، لكي يعتمد على مقومات علبة صغيرة أو صندوق محمول على حضننا، يتحدى خيالنا وذكاءنا، ويتحدى تقاليدنا وأخلاقنا.
ويقول في موضع آخر: كان لا بد من الاعتراف أن صفة الفن لم تعد محددة ثابتة كما كانت عليه قبل ذلك القرن، بل إن هذه الصفة التي كانت تميّز العمل الفني بكونه إبداعاً تشكيلياً ثابتاً متصلاً بعالم ثابت، لا بد أن تتغير بعد أن أصبح العالم، بجغرافيته، وثقافته، واقتصاده، أكثر تحركاً من أي وقت مضى، بل أصبح من الصعب التمييز بين واقع اليوم وواقع الأمس، واقع اليوم الذي انفصل تاريخياً عن ماضيه لكي يدخل غمار التحولات التي لم يعد لها حدود في عوالم الاتصال والسياسة، عالم التراكم المعرفي.
ويتابع: في عالم الكمبيوتر، نحاول تنظير جمالية الصورة الرقمية المقبلة، إلينا على (سطح المكتب) الذي يتصدر الجهاز الساحر. وأصبحت أي نظرية جمالية أو فلسفة جمالية تستطيع أن تضع أسسها، بعيداً عن صورة اعتمدت على خيالنا وانفعالاتنا، وعلى المعادلات النفسية والاجتماعية التي كنا نمارسها ونحن نمسك بزمام الريشة بملء كفنا وأصابعنا، وحيث نضخ الألوان من الأنابيب المعبأة بكل ثقة ومسؤولية، ثم نؤسس عملاً فنياً مجسداً ينتقل إلى المعارض، يحمل اسمنا، ودورنا، ورؤيتنا، مع اعترافنا بحق المتلقي الكامل بتأويل هذا العمل أو رفضه.
الوطن البحرينية السبت14 يونيو 2014
يعنى د.البهنسي، بنشأة الفن في عالمنا العربي، ومدى تأثره بفنون الحضارات الأخرى. الجميل والقبيح، النظريات المتعلقة بالجمال، تأثر الفنون المعاصرة بتطور البرامج الحاسوبية الجديدة، وغيرها من أسئلة كثيرة تطرحها دراساته العميقة، بأسلوبِ جميل وجذاب، منها؛ ما أسباب ارتباط الفن التشكيلي العربي بأصول الفن الغربي ومدارسه الحديثة من الكلاسيكية والرومانسية والتجريدية والرمزية حتى السوريالية.. إلخ. هل كان للمستشرقين الأوربيين الذين وفدوا إلى البلاد العربية تأثير في استقطاب اهتمام الفنانين العرب؟ إلى أي مدى استعمل الخطاطون والرسامون والمزخرفون والمعماريون العرب العلوم في فنهم؟ كيف كان تأثير فكر الحداثة في الفن الغربي عموماً وفي الفن الشرقي العربي خصوصاً؟ لماذا نشأت دعوات الرجوع للأصالة، والتمسك بالهوية، والحفاظ على الثقافة الفنية القومية؛ في مواجهة دعوات التحديث والتغريب؟ إلى أي مدى تأثر الفن المعاصر بالتقنيات الحاسوبية المعاصرة، وما بعد الحداثة؟! وهل حسنت هذه التقنيات من الفنون البصرية،وجملتها، وجعلتها أكثر ثراءً؟.
يقول د.البهنسي: إننا على أبواب عالم جديد للصورة، يتخلى عن جميع المقومات التي اعتمدها منذ العصور الحجرية حتى عهد الحداثة، لكي يعتمد على مقومات علبة صغيرة أو صندوق محمول على حضننا، يتحدى خيالنا وذكاءنا، ويتحدى تقاليدنا وأخلاقنا.
ويقول في موضع آخر: كان لا بد من الاعتراف أن صفة الفن لم تعد محددة ثابتة كما كانت عليه قبل ذلك القرن، بل إن هذه الصفة التي كانت تميّز العمل الفني بكونه إبداعاً تشكيلياً ثابتاً متصلاً بعالم ثابت، لا بد أن تتغير بعد أن أصبح العالم، بجغرافيته، وثقافته، واقتصاده، أكثر تحركاً من أي وقت مضى، بل أصبح من الصعب التمييز بين واقع اليوم وواقع الأمس، واقع اليوم الذي انفصل تاريخياً عن ماضيه لكي يدخل غمار التحولات التي لم يعد لها حدود في عوالم الاتصال والسياسة، عالم التراكم المعرفي.
ويتابع: في عالم الكمبيوتر، نحاول تنظير جمالية الصورة الرقمية المقبلة، إلينا على (سطح المكتب) الذي يتصدر الجهاز الساحر. وأصبحت أي نظرية جمالية أو فلسفة جمالية تستطيع أن تضع أسسها، بعيداً عن صورة اعتمدت على خيالنا وانفعالاتنا، وعلى المعادلات النفسية والاجتماعية التي كنا نمارسها ونحن نمسك بزمام الريشة بملء كفنا وأصابعنا، وحيث نضخ الألوان من الأنابيب المعبأة بكل ثقة ومسؤولية، ثم نؤسس عملاً فنياً مجسداً ينتقل إلى المعارض، يحمل اسمنا، ودورنا، ورؤيتنا، مع اعترافنا بحق المتلقي الكامل بتأويل هذا العمل أو رفضه.
الوطن البحرينية السبت14 يونيو 2014