ـ 1
هل هو ما يعلو من منسوب مرارات الخيبةِ ،
أوما يضغط من إحباط عبر سراديب انسدَّتْ في أعماق الروح :
عكَـَّرَ من صفو عشياتي ، وقد انتهت الأخبار إليَّ
بما لا يرضيني ، حتى خيل لي ألَّا رابط ما بيني وبين وقائع أشهدها تتحرك قدامي،
وانا أدرك تأكيدأً أن هناك أياديَ تصنع منها ما تصنعُ،
أو تمنعُ ما تمنعُ،
لأظل هنا منفياً في أقصى جزرغارقة في ظلمات ٍ،
لا ابصر من أشجارٍ تحميني ممن يُرديني ،
بل لا تتحرك قربي إلا أشباح تتعالى بين كثافة أغصان الخوفِ
إذا اهتزت بحفيف يشتد إذا عربدتِ الريحُ ،
فللنار متى شبَّتْ ، بدءا مما أُبصرهُ يدنو مني/
في قامات تتطاول إذ تجري خلفي يجليني ،
وأنا اصرخ من أعماقي في رعبٍ،
وأغذ الخطو بصوتٍ عالٍ :
أنِ اتركني، اتركني يا زمني أسقطْ
حيث أخَلِّصُ نفسي من إحباطي بعد يقيني
أن الموت بكل هدوء يأخذ مني /
من لا أقدر أن أحيا منفصلاً عنه من أحبابي ومن الأصحابِ ، /
ولا يترك لي إلا من يسقيني
إذ أظمأ للأنوار وللأزهار كؤوساً غير حميم الحسرَة/
2 ـ
معكم يا أهلي فوق الشوك وتحت جذوع العوسجْ./
لستُ أرى فيما يروي جلستكم ما يُبهجْ/
ماذاك تسيل به كاسٌ فوق فمٍٍ أسمعه بينكمُ يُنشجْ؟ /
أيغني ذاك الصاعد في البؤس إلى أعلى القمَّاتِ،
وقد سار على غير هُدىً مخدوعاً في إثر رؤى مغبَرَّة؟ /
يا نبع الحيرَة
:/
من يهديني في دنياي إلى ما يرفع عني أعباء هزائميَ المُرَّهْ؟
3 ـ
وأرأهم ـ في الظلمات أمامي وورائي
وعلى مسقط دمعٍ مني إذ أجهش في أغنية كالشادي
من ألمٍ أو أصرخُ محتجّاً كالمُكْرَهْ/
ـ ممتلئين ضلالاً أنهمُ نعموا بمفاتن مخْضرَّهْ/
4 ـ
لكم الله متى تسقيكم في كأسكم الدنيا معرفةً ثَـرَّهْ/
الليلُ يحيط بفقركـُـمُ ويزيدُكمُ شمعٌ يُوقَد من أضلعكم ودمائكمُ تضليلَاً وعمىً،
فليسدلْ في أعينكم هذا الليل ستائرهُ،
فسنرفَعُها بشبوب الفجر على الأرجاء رياض بنفسجْ /
وسنَهزِمُ يا أهلي جيشَ الليلِ فقد فاض التُّنَّور هنا،
وتنفَّسَ صُبْحُ الثورهْ.
5 ـ
أصحو من كابوسي ، وأنا في السوق أمامي ،
تسونامي البؤس تغطي بشراً قدامي
وتغطيني منتظراً حافلةً أوْ سيارة أُجْرَهْ/
سائقُها يمضي ساعات نهار ، بملامحِ مختنقٍ وثيابٍ مُغبرهْ/
لا أقدر أن أضحك إذ يبصرني أو أن أبكي/
وأنا أسأل : من يحملني في دربي الوعرهْ/
نحو مدينة حلمي
يُلقيني في أحضان دافئة فيها نبضُ فراش يضحك لي وينابيع كؤوسٍ مفترهْ /
قد طال مسيري يا ربِّ فمن يكشف لي في الظلمة عن دربي؟
من يشعل لي ضوءأ يبلغني حبي؟
6
ـ ويدوِّي في جيْبي إنذارٌفي ذبذبةٍ،
من سهم لا مرئيٍّ، أصْمَى نبضاتي في عمقي،
فأرى بين أصابع كفِّي ـ في صحوة موتي خارج كوني ـ
كيف تشبُّ حروف من نيران منصهِرهْ
(ـ لن آتي...فأرد (جريحاً في نفسي):
ياخيبة من يأمل عيشاً في قلب الآخرِ
ثم لقد صحتُ بملء الصدر المتضايق ، في نفًسٍ تخنقُهُ عبرهْ
ـ لا تأتي، ودعي لي أن يعبث بي في آخر أيامي شوقي
أو أن أشنق حتى آخر هذا الليل تطوقني ذكرى أفراحٍ منتظرهْ
العرائش ـ أحمد بنميمون (06/04/2015)
هل هو ما يعلو من منسوب مرارات الخيبةِ ،
أوما يضغط من إحباط عبر سراديب انسدَّتْ في أعماق الروح :
عكَـَّرَ من صفو عشياتي ، وقد انتهت الأخبار إليَّ
بما لا يرضيني ، حتى خيل لي ألَّا رابط ما بيني وبين وقائع أشهدها تتحرك قدامي،
وانا أدرك تأكيدأً أن هناك أياديَ تصنع منها ما تصنعُ،
أو تمنعُ ما تمنعُ،
لأظل هنا منفياً في أقصى جزرغارقة في ظلمات ٍ،
لا ابصر من أشجارٍ تحميني ممن يُرديني ،
بل لا تتحرك قربي إلا أشباح تتعالى بين كثافة أغصان الخوفِ
إذا اهتزت بحفيف يشتد إذا عربدتِ الريحُ ،
فللنار متى شبَّتْ ، بدءا مما أُبصرهُ يدنو مني/
في قامات تتطاول إذ تجري خلفي يجليني ،
وأنا اصرخ من أعماقي في رعبٍ،
وأغذ الخطو بصوتٍ عالٍ :
أنِ اتركني، اتركني يا زمني أسقطْ
حيث أخَلِّصُ نفسي من إحباطي بعد يقيني
أن الموت بكل هدوء يأخذ مني /
من لا أقدر أن أحيا منفصلاً عنه من أحبابي ومن الأصحابِ ، /
ولا يترك لي إلا من يسقيني
إذ أظمأ للأنوار وللأزهار كؤوساً غير حميم الحسرَة/
2 ـ
معكم يا أهلي فوق الشوك وتحت جذوع العوسجْ./
لستُ أرى فيما يروي جلستكم ما يُبهجْ/
ماذاك تسيل به كاسٌ فوق فمٍٍ أسمعه بينكمُ يُنشجْ؟ /
أيغني ذاك الصاعد في البؤس إلى أعلى القمَّاتِ،
وقد سار على غير هُدىً مخدوعاً في إثر رؤى مغبَرَّة؟ /
يا نبع الحيرَة
من يهديني في دنياي إلى ما يرفع عني أعباء هزائميَ المُرَّهْ؟
3 ـ
وأرأهم ـ في الظلمات أمامي وورائي
وعلى مسقط دمعٍ مني إذ أجهش في أغنية كالشادي
من ألمٍ أو أصرخُ محتجّاً كالمُكْرَهْ/
ـ ممتلئين ضلالاً أنهمُ نعموا بمفاتن مخْضرَّهْ/
4 ـ
لكم الله متى تسقيكم في كأسكم الدنيا معرفةً ثَـرَّهْ/
الليلُ يحيط بفقركـُـمُ ويزيدُكمُ شمعٌ يُوقَد من أضلعكم ودمائكمُ تضليلَاً وعمىً،
فليسدلْ في أعينكم هذا الليل ستائرهُ،
فسنرفَعُها بشبوب الفجر على الأرجاء رياض بنفسجْ /
وسنَهزِمُ يا أهلي جيشَ الليلِ فقد فاض التُّنَّور هنا،
وتنفَّسَ صُبْحُ الثورهْ.
5 ـ
أصحو من كابوسي ، وأنا في السوق أمامي ،
تسونامي البؤس تغطي بشراً قدامي
وتغطيني منتظراً حافلةً أوْ سيارة أُجْرَهْ/
سائقُها يمضي ساعات نهار ، بملامحِ مختنقٍ وثيابٍ مُغبرهْ/
لا أقدر أن أضحك إذ يبصرني أو أن أبكي/
وأنا أسأل : من يحملني في دربي الوعرهْ/
نحو مدينة حلمي
يُلقيني في أحضان دافئة فيها نبضُ فراش يضحك لي وينابيع كؤوسٍ مفترهْ /
قد طال مسيري يا ربِّ فمن يكشف لي في الظلمة عن دربي؟
من يشعل لي ضوءأ يبلغني حبي؟
6
ـ ويدوِّي في جيْبي إنذارٌفي ذبذبةٍ،
من سهم لا مرئيٍّ، أصْمَى نبضاتي في عمقي،
فأرى بين أصابع كفِّي ـ في صحوة موتي خارج كوني ـ
كيف تشبُّ حروف من نيران منصهِرهْ
(ـ لن آتي...فأرد (جريحاً في نفسي):
ياخيبة من يأمل عيشاً في قلب الآخرِ
ثم لقد صحتُ بملء الصدر المتضايق ، في نفًسٍ تخنقُهُ عبرهْ
ـ لا تأتي، ودعي لي أن يعبث بي في آخر أيامي شوقي
أو أن أشنق حتى آخر هذا الليل تطوقني ذكرى أفراحٍ منتظرهْ
العرائش ـ أحمد بنميمون (06/04/2015)