خلافاً لألمع نجوم الدراما والسينما المصرية، لم يقع الفنان الكبير نور الشريف في فخ «الجمهور عايز كده»، وظل -رغم مشواره الطويل بعالم التلفزيون والسينما- محافظاً على أدواره الرزينة لبطل خرج من بين جموع الشعب، ولم يقبل أي عرض «صغير» سقط عند قدميه.
مشاهدو السينما والتلفزيون يجمعون تقريباً أن نور الشريف، أضاف اسمه لقائمة فناني مصر والعرب الخالدين، بعد أن وعى هذا الفنان الكبير منذ وقت مبكر معادلة صعبة أعجزت كثيرين من هواة التمثيل، وراح يجهد نفسه في حلها ونجح، معادلة تختصر بجملة واحدة «عمل جيد.. دور متقن.. مشاهد ينتظر على أحر من الجمر».
الاحترام المتبادل
في أعمال نور الشريف يتأكد دوماً احترامه للمشاهد أولاً، ولاسمه الفني ثانياً، فلم نجده ينساق وراء أفلام المقاولات التجارية إلا في أضيق الحدود، ورغم أن ذلك لا يخرجه من العين الناقدة، يظل نور الشريف من أقل الفنانين الكبار إنتاجاً للأفلام الهابطة.
ويبدو الفارق شاسعاً بين نور الشريف الذي يعترف بتقديمه هذه الأفلام «لأنه لا يحب الكذب»، وآخرين يؤكدون دوماً أن الجمهور «عايز كده»، محملينه أعباء اختيارهم أدواراً هابطة.
والفارق شاسع أيضاً بين نور الذي تخطى مرحلة الكهولة المتقدمة وراح يحبو نحو الشيخوخة، وهو يجهد نفسه من خلال قناتي السينما والتلفزيون، عاكفاً على تقديم الجيد من الأعمال، وبين مهرجين شباب، اختاروا السينما فقدموا ولايزالون أفلاماً لا ترقى لعمل واحد قدمه جيل نور الشريف.
«عرفة البحر»
في مسلسل «عرفة البحر»، تتجسد معادلة «عمل جيد.. دور متقن.. مشاهد ينتظر على أحر من الجمر» بأحلى صورها، فالمسلسل الذي عرضته أغلب التلفزيونات العربية، تألق فيه نور الشريف في ملامحه، في إحساسه، وإذا كان البعض أخرج المسلسل من قائمة مسلسلات شهر رمضان، وأزجى المديح لغيره، فإن الزمن قادر أن يمنحه ما يستحق من الثناء.
تألق نور الشريف كما عودنا دوماً عبر تجسيده شخصيات مختلفة، وهنا قدم دور صاحب مراكب شراعية تمخر عباب البحر، بحثاً عن الأسماك، رجل متوزع في سلوكه بين الخير والشر، لكنه ظل ابن البحر، العصبي المزاج، الشديد الانتماء لوطنه، فهو في شيخوخته يرفض أن يستريح، بينما بقية الصيادين الفقراء، يواجهون ظروفاً صعبة.. تلك آية أخرى على نبوغه، فالفنان الذي قضى الشطر الأكبر من عمره باحثاً عن الشهرة والمجد، كان له أن يرتاح فيختار أدواراً تغازل أصحاب النفوذ من الوجهاء والأغنياء «كما فعل عادل إمام مثلاً»، وتدر عليه مزيداً من المال والوجاهة، لكنه آثر ألا ينسلخ عن المهمشين، لعلمه أن ذلك سيضاف لرصيده التاريخي.
المعادلة الصعبة!
عماد نور الشريف في معرفته بمعادلة «عمل جيد.. دور متقن.. مشاهد ينتظر على أحر من الجمر»، هي الثقافة، لأنه متابع شغوف لكل ما أنتجته السينما والتلفزيون والمسرح، دون أن يغفل عن دراسة طبيعة المشاهدين.
هو فنان يأمل بأكبر عدد من المعجبين، لكنه أيضاً يحترم ذوقهم الرفيع، ويدرك جيداً الفرق بين ساعات تقضيها شلة طلباً للمرح، بعد عناء أسبوع من العمل، وبين مشاهد يقتطع ساعة من يومه ورزق عياله ويهبها لفيلم يصنعه فنان محترم، بين مشاهد يخرج من العمل دون شيء، وبين آخر يكتشف إمكانات أخرى للحياة تتجسد عبر شخصيات ثرية مدهشة كما هو حال عرفة البحر. وقدم نور الشريف أكثر من برنامج تلفزيوني، كشف فيه عن قدرته على تحليل الأفلام، وعرضت مؤخراً إحدى القنوات المصرية برنامجاً أثار فيه فنان الشعب اهتمام المشاهد بجميل ما حلل من أدوار عظيمة لفناني مصر الخالدين، وجدناه يتحدث في إحدى الحلقات عن الفنان شكري سرحان، ونفس الإنسان الممزقة بين الرهبة والرغبة التي مثلتها برلنتي عبدالحميد، وعجبت كيف أنه لم يقدم أحد من جيل نور الشريف مثل هذه البرامج الشجاعة التي تضع الفنان أمام المشاهدين وجهاً لوجه، بل إنها ربما تجعله في مرمى سهام نقاد الفن المحترفين.
مشاهدو السينما والتلفزيون يجمعون تقريباً أن نور الشريف، أضاف اسمه لقائمة فناني مصر والعرب الخالدين، بعد أن وعى هذا الفنان الكبير منذ وقت مبكر معادلة صعبة أعجزت كثيرين من هواة التمثيل، وراح يجهد نفسه في حلها ونجح، معادلة تختصر بجملة واحدة «عمل جيد.. دور متقن.. مشاهد ينتظر على أحر من الجمر».
الاحترام المتبادل
في أعمال نور الشريف يتأكد دوماً احترامه للمشاهد أولاً، ولاسمه الفني ثانياً، فلم نجده ينساق وراء أفلام المقاولات التجارية إلا في أضيق الحدود، ورغم أن ذلك لا يخرجه من العين الناقدة، يظل نور الشريف من أقل الفنانين الكبار إنتاجاً للأفلام الهابطة.
ويبدو الفارق شاسعاً بين نور الشريف الذي يعترف بتقديمه هذه الأفلام «لأنه لا يحب الكذب»، وآخرين يؤكدون دوماً أن الجمهور «عايز كده»، محملينه أعباء اختيارهم أدواراً هابطة.
والفارق شاسع أيضاً بين نور الذي تخطى مرحلة الكهولة المتقدمة وراح يحبو نحو الشيخوخة، وهو يجهد نفسه من خلال قناتي السينما والتلفزيون، عاكفاً على تقديم الجيد من الأعمال، وبين مهرجين شباب، اختاروا السينما فقدموا ولايزالون أفلاماً لا ترقى لعمل واحد قدمه جيل نور الشريف.
«عرفة البحر»
في مسلسل «عرفة البحر»، تتجسد معادلة «عمل جيد.. دور متقن.. مشاهد ينتظر على أحر من الجمر» بأحلى صورها، فالمسلسل الذي عرضته أغلب التلفزيونات العربية، تألق فيه نور الشريف في ملامحه، في إحساسه، وإذا كان البعض أخرج المسلسل من قائمة مسلسلات شهر رمضان، وأزجى المديح لغيره، فإن الزمن قادر أن يمنحه ما يستحق من الثناء.
تألق نور الشريف كما عودنا دوماً عبر تجسيده شخصيات مختلفة، وهنا قدم دور صاحب مراكب شراعية تمخر عباب البحر، بحثاً عن الأسماك، رجل متوزع في سلوكه بين الخير والشر، لكنه ظل ابن البحر، العصبي المزاج، الشديد الانتماء لوطنه، فهو في شيخوخته يرفض أن يستريح، بينما بقية الصيادين الفقراء، يواجهون ظروفاً صعبة.. تلك آية أخرى على نبوغه، فالفنان الذي قضى الشطر الأكبر من عمره باحثاً عن الشهرة والمجد، كان له أن يرتاح فيختار أدواراً تغازل أصحاب النفوذ من الوجهاء والأغنياء «كما فعل عادل إمام مثلاً»، وتدر عليه مزيداً من المال والوجاهة، لكنه آثر ألا ينسلخ عن المهمشين، لعلمه أن ذلك سيضاف لرصيده التاريخي.
المعادلة الصعبة!
عماد نور الشريف في معرفته بمعادلة «عمل جيد.. دور متقن.. مشاهد ينتظر على أحر من الجمر»، هي الثقافة، لأنه متابع شغوف لكل ما أنتجته السينما والتلفزيون والمسرح، دون أن يغفل عن دراسة طبيعة المشاهدين.
هو فنان يأمل بأكبر عدد من المعجبين، لكنه أيضاً يحترم ذوقهم الرفيع، ويدرك جيداً الفرق بين ساعات تقضيها شلة طلباً للمرح، بعد عناء أسبوع من العمل، وبين مشاهد يقتطع ساعة من يومه ورزق عياله ويهبها لفيلم يصنعه فنان محترم، بين مشاهد يخرج من العمل دون شيء، وبين آخر يكتشف إمكانات أخرى للحياة تتجسد عبر شخصيات ثرية مدهشة كما هو حال عرفة البحر. وقدم نور الشريف أكثر من برنامج تلفزيوني، كشف فيه عن قدرته على تحليل الأفلام، وعرضت مؤخراً إحدى القنوات المصرية برنامجاً أثار فيه فنان الشعب اهتمام المشاهد بجميل ما حلل من أدوار عظيمة لفناني مصر الخالدين، وجدناه يتحدث في إحدى الحلقات عن الفنان شكري سرحان، ونفس الإنسان الممزقة بين الرهبة والرغبة التي مثلتها برلنتي عبدالحميد، وعجبت كيف أنه لم يقدم أحد من جيل نور الشريف مثل هذه البرامج الشجاعة التي تضع الفنان أمام المشاهدين وجهاً لوجه، بل إنها ربما تجعله في مرمى سهام نقاد الفن المحترفين.