يعرّف العلامة السيد رضا حسيني نسب، “المنطق” في كتابه “دروس علم المنطق” بأنه “علم آلي وضع لصيانة الذهن عن الخطأ في الفكر. فهو الميزان والمعيار الأساس لمعرفة التفكير الصحيح”. أما المنطق الصوري فهو “المنطق الأرسطي، وسمي بذلك لأن صحة الاستدلالات أو سقمها من وجهة نظر هذا العلم تبتني على صورة القياس والاستدلال من الأشکال الأربعة المبحوث عنها في المنطق، لا على مادته من القضايا التي تشكل القياس المنطقي. وهو يذكر أن المنطق الأرسطي منطق عقيم لا يؤدي لمعرفة جديدة (رأي يخص صاحبه). كما ويشير إلى تعريف أرسطو للمنطق بأنه “آلة العلم وأداة البحث والمعرفة الصحيحة”.
ويذكر نسب أن “أول من قام بتدوين المنطق الصوري هو أرسطاطاليس (أرسطو) اليوناني (المولود العام 384 ق. م، والمتوفي العام 322 ق. م. وهو من تلامذة أفلاطون وهو مؤسس حکمة المشائين. حيث قام جمع من تلامذته وأتباعه بنشر الأصول الأساسية لهذا المنطق في کتاب يسمى بـ “أرغنون”، يشتمل على القضايا والجدليات والمقولات وإبطال المغالطات وأناطوليقا.
نوع من التفكير
ذلك هو المنطق بحسب تعريف د.نسب، أما الباحث محمد محمد بالروين فيقول في كتابه “قواعد المنطق الصوري والرمزي ومناهج البحث العلمي”: “إذا نظرنا إلى معنى كلمة منطق “Logic” فإننا نجد أنها قد استخدمت عند عامة الناس على أساس أنها نوع من التفكير أو السلوك الذي يخضع لقواعد أو مبادئ معينة. ففي كثير من الأحيان نصدر أحكامنا فنقول أن هذا العمل منطقي أو نقول هذا العمل غير منطقي، ونقول عن السلوك إنه غير منطقي Logical. فكلمة منطقي تعني أنه معقول أو أنه يمكن أن يبرر من الناحية العقلية. أما غير نطقي فنعني بها أنه نوع من السلوك أو التفكير أو الحكم الذي نصدره على الأشياء أو المواضيع التي لا ترجع ولا تستند على قواعد عقلية منطقية، وهذا لا يعني أن الإنسان لكي يكون تفكيره تفكيراً منطقياً أن يدرس المنطق فليس من الضروري دراسة المنطق حتى يأمن الإنسان من الوقوع في الخطأ عندما يفكر؛ لأن هناك كثيراً من الناس يفكرون تفكيراً منطقياً ويصدرون أحكاماً على مستوى كبير من الحكمة والتعاقل بالرغم من أنهم لم يدرس المنطق. ولكن نحن ندرس المنطق لكي نوفر الجهد في التفكير، ولكي نضع تفكيرنا في قوالب فكرية معينة تبعدنا عن الوقوع في الخطأ.
الاستنباط والمنطق المفهومي
أما كتاب “المنطق في اللسانيات” الصادر حديثا عن دار الكتاب الجديد المتحدة، تأليف: ينس ألوود، لارس - غونار أندرسون، أوستن دال، فيتضمن بحسب العلامة والمحقق والمترجم عبد المجيد جحفة “مناقشة للعلاقة بين اللسانيات والتحليل المنطقي، وبين المنطق واللغة الطبيعية”. ويقدم لنا مؤلفوه “مدخلاً مُحكَماً وموجزاً لنظرية المجموعات، والاستنتاج، ومنطق القضايا، ومنطق المحمولات، والاستنباط، ومنطق الموجِّهات، والمنطق المفهومي، كما يقدمون تطويرات حديثة لهذه المجالات”؛ “فهو مدخل إلى المنطق الصوري موجّهٌ بالخصوص إلى اللسانيين وإلى كل من يهتم باللغات. ويعد في أغلب أجزائه، مدخلاً أولياً للموضوعات الرئيسة في المنطق الحديث في ما يتعلق بدلالة اللغة الطبيعية؛ كما يعرض الكتاب أيضاً لبعض المجالات التي تنتمي إلى دلالة اللغات الطبيعية أكثر من انتمائها إلى المنطق الخالص، مثل دلالة الأنحاء المقولية، وتحليل الاقتضاءات. والغرض الأساس أن يعرف القارئ التقنيات والنظريات المتوفرة، عوض جرّه في اتجاه من الاتجاهات”.
اللغات الاصطناعية
إن أهمية هذا الكتاب تكمن –كما يبين المترجم د. جحفة- في “نجاح تطبيق المفاهيم والنظريات المستخدمة في المنطق الصوري لدراسة اللغات الاصطناعية بصورة مثمرة في دراسة اللغات الطبيعية، حيث تبقى المعرفة بها ضرورية الآن بالنسبة لدارس اللسانيات (خصوصا دارس الدلالة). حيث يرى المؤلفون مجالاً متزايداً للتفاعل بين المناطقة واللسانيين في دراسة بنية اللغة؛ وهدفهم العام هو تعزيز هذا التفاعل وتقوية عُرى التقارب والتعاون. وقد ضمنا أغلب فصول كتابهم تمارين وحلولاً لها، كما أنهم ذيلوه بلائحة مراجع تفيد القارئ الذي يود التعمق أكثر. ما يؤكد نجاح الكتاب هنا؛ فهو واضح، مسعف في القراءة، مضبوط، ومساير للمستجدات. وبالتأكيد، يستحق أن يوصى به ليدرَّس في الجامعات باعتباره مدخلاً مُحكَماً ودقيقاً للعلاقة بين المنطق واللسانيات؛ فقد طبع مرات عديدة، ويدرَّس في أعرق الجامعات العالمية”.
«المنطق في اللسانيات» مدخل مُحكَم وموجز لدلالة اللغة الطبيعية
ويذكر نسب أن “أول من قام بتدوين المنطق الصوري هو أرسطاطاليس (أرسطو) اليوناني (المولود العام 384 ق. م، والمتوفي العام 322 ق. م. وهو من تلامذة أفلاطون وهو مؤسس حکمة المشائين. حيث قام جمع من تلامذته وأتباعه بنشر الأصول الأساسية لهذا المنطق في کتاب يسمى بـ “أرغنون”، يشتمل على القضايا والجدليات والمقولات وإبطال المغالطات وأناطوليقا.
نوع من التفكير
ذلك هو المنطق بحسب تعريف د.نسب، أما الباحث محمد محمد بالروين فيقول في كتابه “قواعد المنطق الصوري والرمزي ومناهج البحث العلمي”: “إذا نظرنا إلى معنى كلمة منطق “Logic” فإننا نجد أنها قد استخدمت عند عامة الناس على أساس أنها نوع من التفكير أو السلوك الذي يخضع لقواعد أو مبادئ معينة. ففي كثير من الأحيان نصدر أحكامنا فنقول أن هذا العمل منطقي أو نقول هذا العمل غير منطقي، ونقول عن السلوك إنه غير منطقي Logical. فكلمة منطقي تعني أنه معقول أو أنه يمكن أن يبرر من الناحية العقلية. أما غير نطقي فنعني بها أنه نوع من السلوك أو التفكير أو الحكم الذي نصدره على الأشياء أو المواضيع التي لا ترجع ولا تستند على قواعد عقلية منطقية، وهذا لا يعني أن الإنسان لكي يكون تفكيره تفكيراً منطقياً أن يدرس المنطق فليس من الضروري دراسة المنطق حتى يأمن الإنسان من الوقوع في الخطأ عندما يفكر؛ لأن هناك كثيراً من الناس يفكرون تفكيراً منطقياً ويصدرون أحكاماً على مستوى كبير من الحكمة والتعاقل بالرغم من أنهم لم يدرس المنطق. ولكن نحن ندرس المنطق لكي نوفر الجهد في التفكير، ولكي نضع تفكيرنا في قوالب فكرية معينة تبعدنا عن الوقوع في الخطأ.
الاستنباط والمنطق المفهومي
أما كتاب “المنطق في اللسانيات” الصادر حديثا عن دار الكتاب الجديد المتحدة، تأليف: ينس ألوود، لارس - غونار أندرسون، أوستن دال، فيتضمن بحسب العلامة والمحقق والمترجم عبد المجيد جحفة “مناقشة للعلاقة بين اللسانيات والتحليل المنطقي، وبين المنطق واللغة الطبيعية”. ويقدم لنا مؤلفوه “مدخلاً مُحكَماً وموجزاً لنظرية المجموعات، والاستنتاج، ومنطق القضايا، ومنطق المحمولات، والاستنباط، ومنطق الموجِّهات، والمنطق المفهومي، كما يقدمون تطويرات حديثة لهذه المجالات”؛ “فهو مدخل إلى المنطق الصوري موجّهٌ بالخصوص إلى اللسانيين وإلى كل من يهتم باللغات. ويعد في أغلب أجزائه، مدخلاً أولياً للموضوعات الرئيسة في المنطق الحديث في ما يتعلق بدلالة اللغة الطبيعية؛ كما يعرض الكتاب أيضاً لبعض المجالات التي تنتمي إلى دلالة اللغات الطبيعية أكثر من انتمائها إلى المنطق الخالص، مثل دلالة الأنحاء المقولية، وتحليل الاقتضاءات. والغرض الأساس أن يعرف القارئ التقنيات والنظريات المتوفرة، عوض جرّه في اتجاه من الاتجاهات”.
اللغات الاصطناعية
إن أهمية هذا الكتاب تكمن –كما يبين المترجم د. جحفة- في “نجاح تطبيق المفاهيم والنظريات المستخدمة في المنطق الصوري لدراسة اللغات الاصطناعية بصورة مثمرة في دراسة اللغات الطبيعية، حيث تبقى المعرفة بها ضرورية الآن بالنسبة لدارس اللسانيات (خصوصا دارس الدلالة). حيث يرى المؤلفون مجالاً متزايداً للتفاعل بين المناطقة واللسانيين في دراسة بنية اللغة؛ وهدفهم العام هو تعزيز هذا التفاعل وتقوية عُرى التقارب والتعاون. وقد ضمنا أغلب فصول كتابهم تمارين وحلولاً لها، كما أنهم ذيلوه بلائحة مراجع تفيد القارئ الذي يود التعمق أكثر. ما يؤكد نجاح الكتاب هنا؛ فهو واضح، مسعف في القراءة، مضبوط، ومساير للمستجدات. وبالتأكيد، يستحق أن يوصى به ليدرَّس في الجامعات باعتباره مدخلاً مُحكَماً ودقيقاً للعلاقة بين المنطق واللسانيات؛ فقد طبع مرات عديدة، ويدرَّس في أعرق الجامعات العالمية”.
«المنطق في اللسانيات» مدخل مُحكَم وموجز لدلالة اللغة الطبيعية