معرض ارتجالات ابداعية المقام حاليا في صالة الرواق هو تجربة مشتركة جديدة تعرض أعمالا لثلاثة من جيل الستينات هم ضياء العزاوي، علي طالب ورافع الناصري. وأعمالا لأربعة من الأجيال اللاحقة من جيل الثمانينات هم كريم رسن، نزار يحيى، غسان غائب ومحمود العبيدي. والتقاء هذين الجيلين - بحسب وصف رافع الناصري - هو التقاء طبيعي لأنهم يمثلون التجربة الشبابية في العراق ولا تزال تجربتهم في نضوج مستمر وهم متلاحمون مع تجارب جيل الستينات من جماعة الرؤية الجديدة التي تدعو الى المعاصرة.
ونحن في هذا اللقاء الذي يكتسب أهميته من كونه لقاء مع فنان عراقي كبير قضى ستة أعوام من عمره مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة في البحرين يهمنا أن نفهم هذه التجربة المشتركة الجديدة كما يهمنا أن نقرأ عن تجربة هذا الفنان وعن انطباعاته التي كونها عن البحرين والفن التشكيلي. فالى هذا اللقاء:
* أتساءل بداية عن لوحات المعرض التي هي لسبعة فنانين عراقيين من جيلين مختلفين لا تزال تجاربهم تتوهج برهافة اللون والرؤية وتبحث في الشكل والمضمون، فهل لنا القول إن هذه الصفات صفات غالبة على الفنان العراقي بشكل عام؟
- لقد سئلت عدة مرات هذا السؤال. وهي صفة غالبة بالفعل على الفنان العراقي اذا أخذنا المسألة بشكل عام. أما اذا أردنا تبرير ذلك فوفق ما أتصور فان الجواب يحتاج الى الكثير من التوثيق والى احالة الموضوع الى المفكرين والمؤرخين ولكن من وجهة نظر خاصة أقول ان ذلك يعود الى ثلاثة أسباب رئيسية أولها حضارة العراق التي تمتد الى عمق التاريخ وهي مستمرة حتى هذا اليوم. والثاني حضور مدرسة فنية وهي معهد الفنون الجميلة الذي أسس في العام 1939 في بغداد بفروعه من الرسم والنحت والموسيقى ولاحقا السينما. والذي توافر فيه المدرسون الخريجون من ايطاليا وانجلترا. فهم متشربون بالدراسة الأكاديمية. ولذلك توارث الكل هذه الصفات فوجدنا معظم الفنانين العراقيين درسوا دراسة جيدة لأصول الفن. الأمر الثالث هنا هو شخصية العراقي نفسه فهو محب للتطور والتقدم وهو محب للتحدي ويمكن أن يعمل المعجزات في سبيل أن يصل الى شيء جميل.
* لقد صدر لك في بيروت في العام 1997 كتاب "فن الجرافيك المعاصر"، ويصدر لك قريبا كتاب "آفاق ومرايا"، فالى أية درجة تجد الثقافة مهمة بالنسبة إلى الفنان التشكيلي؟
- من المفترض أن يكون الفنان مثقفا. بمعنى أن يكون متطورا يلاحق ما يستجد في الثقافة العربية والعالمية. وكل تلك المتابعات تنعكس على تجربته وتطورها. فلا يمكن - والشاهد على ذلك تاريخ الفن الانساني - أن تتطور من دون أن تكون مثقفا. فالحرفة وحدها لا تكفي. وانما الحرفة المدعمة بالثقافة والفكر. وهناك الكثير من التجارب التي وقعت في فخ الحرفة ولم تتطور. فالرسامون العظام في العالم كله وفي أوروبا مثلا منذ عصر النهضة كانوا مفكرين ومثقفين وقادرين على اطلاق الآراء الفنية بشكل راق. بينما يوجد لدينا - للأسف الشديد- من الفنانين من لا يستطيع تشكيل جملة واحدة.
* عند الحديث عن تجربتك يشير بعض النقاد الى أنك ربما تكون أكثر الفنانين العراقيين غراما بالضوء فمنذ متى تكون فيك هذا العشق؟
- منذ طفولتي وأنا أعشق الضوء، وعندما كنت في أوروبا كنت مغرما بلوحات رامبرانت التي تعتمد على الضوء، وبلداننا العربية هي بلدان ضوء. فأنا حتى الآن لا أستطيع العمل من دون ضوء النهار. وهو الأمر الذي ينعكس على ما أقدمه من أعمال فنية.
* أتساءل عن ندرة التخصص في مجال التشكيل على مستوى الجامعات لدينا في الخليج... فما هي أسباب ذلك برأيك؟
- كنت أقول دائما بدلا من أن نبعث بشبابنا الى الخارج للدراسة علينا أن نفتح لهم مجالا لهذه الدراسة هنا عندنا. خصوصا مع وجود القابليات الهائلة للتدريس. فلقد تسنى الي قضاء ستة أعوام من عمري في البحرين حين كنت مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة فاستطعت أن ألم بالمجتمع البحريني وخصوصا الجانب الثقافي منه. فالبحرين بلد متحضر صاحب ثقافة عميقة تمتد الى آلاف السنين. والثقافة المعاصرة سائرة باتجاه المعاصرة والحداثة ولهذا السبب ولأسباب أخرى تجد التجارب الطليعية في الفن العربي تسير بشكل طبيعي في هذه الأجواء بمعنى أن البحرين يمكنها أن تستقبل أحدث الأساليب الفنية وتتفاعل معها وبالنتيجة نرجو أن يتفاعل الفنانون البحرينيون معها أيضا. لأنها جزء من ثقافتنا المشتركة ومن حركة الفن العربي المعاصر
الناصري: ارتجالات إبداعية... انصهار بين جيلين من تشكيليي العراق
ونحن في هذا اللقاء الذي يكتسب أهميته من كونه لقاء مع فنان عراقي كبير قضى ستة أعوام من عمره مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة في البحرين يهمنا أن نفهم هذه التجربة المشتركة الجديدة كما يهمنا أن نقرأ عن تجربة هذا الفنان وعن انطباعاته التي كونها عن البحرين والفن التشكيلي. فالى هذا اللقاء:
* أتساءل بداية عن لوحات المعرض التي هي لسبعة فنانين عراقيين من جيلين مختلفين لا تزال تجاربهم تتوهج برهافة اللون والرؤية وتبحث في الشكل والمضمون، فهل لنا القول إن هذه الصفات صفات غالبة على الفنان العراقي بشكل عام؟
- لقد سئلت عدة مرات هذا السؤال. وهي صفة غالبة بالفعل على الفنان العراقي اذا أخذنا المسألة بشكل عام. أما اذا أردنا تبرير ذلك فوفق ما أتصور فان الجواب يحتاج الى الكثير من التوثيق والى احالة الموضوع الى المفكرين والمؤرخين ولكن من وجهة نظر خاصة أقول ان ذلك يعود الى ثلاثة أسباب رئيسية أولها حضارة العراق التي تمتد الى عمق التاريخ وهي مستمرة حتى هذا اليوم. والثاني حضور مدرسة فنية وهي معهد الفنون الجميلة الذي أسس في العام 1939 في بغداد بفروعه من الرسم والنحت والموسيقى ولاحقا السينما. والذي توافر فيه المدرسون الخريجون من ايطاليا وانجلترا. فهم متشربون بالدراسة الأكاديمية. ولذلك توارث الكل هذه الصفات فوجدنا معظم الفنانين العراقيين درسوا دراسة جيدة لأصول الفن. الأمر الثالث هنا هو شخصية العراقي نفسه فهو محب للتطور والتقدم وهو محب للتحدي ويمكن أن يعمل المعجزات في سبيل أن يصل الى شيء جميل.
* لقد صدر لك في بيروت في العام 1997 كتاب "فن الجرافيك المعاصر"، ويصدر لك قريبا كتاب "آفاق ومرايا"، فالى أية درجة تجد الثقافة مهمة بالنسبة إلى الفنان التشكيلي؟
- من المفترض أن يكون الفنان مثقفا. بمعنى أن يكون متطورا يلاحق ما يستجد في الثقافة العربية والعالمية. وكل تلك المتابعات تنعكس على تجربته وتطورها. فلا يمكن - والشاهد على ذلك تاريخ الفن الانساني - أن تتطور من دون أن تكون مثقفا. فالحرفة وحدها لا تكفي. وانما الحرفة المدعمة بالثقافة والفكر. وهناك الكثير من التجارب التي وقعت في فخ الحرفة ولم تتطور. فالرسامون العظام في العالم كله وفي أوروبا مثلا منذ عصر النهضة كانوا مفكرين ومثقفين وقادرين على اطلاق الآراء الفنية بشكل راق. بينما يوجد لدينا - للأسف الشديد- من الفنانين من لا يستطيع تشكيل جملة واحدة.
* عند الحديث عن تجربتك يشير بعض النقاد الى أنك ربما تكون أكثر الفنانين العراقيين غراما بالضوء فمنذ متى تكون فيك هذا العشق؟
- منذ طفولتي وأنا أعشق الضوء، وعندما كنت في أوروبا كنت مغرما بلوحات رامبرانت التي تعتمد على الضوء، وبلداننا العربية هي بلدان ضوء. فأنا حتى الآن لا أستطيع العمل من دون ضوء النهار. وهو الأمر الذي ينعكس على ما أقدمه من أعمال فنية.
* أتساءل عن ندرة التخصص في مجال التشكيل على مستوى الجامعات لدينا في الخليج... فما هي أسباب ذلك برأيك؟
- كنت أقول دائما بدلا من أن نبعث بشبابنا الى الخارج للدراسة علينا أن نفتح لهم مجالا لهذه الدراسة هنا عندنا. خصوصا مع وجود القابليات الهائلة للتدريس. فلقد تسنى الي قضاء ستة أعوام من عمري في البحرين حين كنت مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة فاستطعت أن ألم بالمجتمع البحريني وخصوصا الجانب الثقافي منه. فالبحرين بلد متحضر صاحب ثقافة عميقة تمتد الى آلاف السنين. والثقافة المعاصرة سائرة باتجاه المعاصرة والحداثة ولهذا السبب ولأسباب أخرى تجد التجارب الطليعية في الفن العربي تسير بشكل طبيعي في هذه الأجواء بمعنى أن البحرين يمكنها أن تستقبل أحدث الأساليب الفنية وتتفاعل معها وبالنتيجة نرجو أن يتفاعل الفنانون البحرينيون معها أيضا. لأنها جزء من ثقافتنا المشتركة ومن حركة الفن العربي المعاصر
الناصري: ارتجالات إبداعية... انصهار بين جيلين من تشكيليي العراق