الحساسية الشعرية الجديدة، مدخل يلج بنا الى آفاق أرحب للنص الشعري، وهي اذ تتبنى موقفا ونظرة مختلفة الى الشعر فهي تحاول ما أمكنها خلق تجاوز المناطق جغرافية أخرى للشعر، ولكنها مع ذلك تعترف لأهل الفضل بفضلهم وتستفيد كثيرا من نتاجاتهم وان كانت تقف في زوايا أخرى لتعطي صورة مختلفة عما أبدعه السالفون.
والحساسية الشعرية البريطانية انموذجا، تقف في موقف القوة في دائرة الشعر العالمي، فبريطانيا التي اتخذت من «الحقبة الماضية» سبيلا للتعرف على وجوه الدول الحضارية، أفرزت مجموعة من الشعراء والشاعرات لكل منهم جناحان ان صح التعبير جناح يرقص على نغمات وتراث البلد الأم وآخر يطرب للحضارة البريطانية وآفاقها الثقافية الكبيره، اذ خلق ذلك تجانسا ثقافيا وشعريا ملهما للجيل الجديد منهم.
في هذا اللقاء مع صحيفة «الوسط»، تشدد كل من الشاعرة البريطانية ذات الأصول الهندية «رامان منذر» والشاعرة البريطانية ذات الأصول الافريقية «دوروثي سمارت» على ضرورة النظر للمشهد الشعري البريطاني من جميع زواياه وأطرافه، حتى يكون الحكم عليه وعلى الحساسية الشعرية الجديدة المتعلقة به حكما صائبا. فإالى هذا الحوار:
* في سنة 1999، حصل شاعر بريطاني هو فيليب لاركن على لقب أمير الشعراء البريطانيين وهو أعلى لقب تمنحه بريطانيا لشعرائها المتميزين، ترى هل لاتزال هذه المسميات تستأثر باهتمام الجيل الجديد من شعراء بريطانيا، ومن هو المسئول عن إعطاء هذه المسميات هل هي سلطة الدولة أم سلطة التجمعات الأدبية؟
- منذر: لقد درست الشعر البريطاني بتركيز في الجامعة وأشعار بلدان اخرى وان لم تكن بتلك الشمولية، وكانت ضمن هذه الدراسة تجربة «لاركن» لذلك أحترم الشعر وأحترم تجربة الشعراء من أمثال لاركن. ولكن هؤلاء الشعراء التقليديين لا يمثلون اتجاهي للشعر ولا يمثلون الجماعة أو المدرسة التي أنتمي اليها، فلكل مجموعة شعرها الذي تهواه وتخلص له، وأنا مهتمة أكثر بالشعر الصوفي والغزل المرتبط أكثر بالشعر الهندي المعاصر أكثر من اهتمامي بتجربة «لاركن» وجماعته.
- سمارت: نحن نستفيد كثيرا من مدرسة «لاركن» نستفيد معرفة أكثر بمبادئ وقوانين الشعر، ونستغل الكثير مما توصلت اليه هذه التحربة. ولكننا نسعى الى نظرة وتصور مختلف للشعر.
* وهل للشعر العربي حضور في دراستكم؟
- منذر: هناك ثقافة أولى في دراستنا وأخرى في درجة ثانية، فنحن درسنا الشعر البريطاني دراسة شاملة، ولكن لم يتسن لنا دراسة الشعر العربي دراسة وافية، فلا سبيل لتعرفنا عليه الا من خلال الترجمات وهي متعبة للغاية، فالأدب الهندي موجود مثلا ولكنه لا يدخل في الثقافة البريطانية هو محترم لكنه محدود. والأدب الانجليزي أدب واسع متشعب وجزء كبير منه غير معروف.
- سمارت: ومع ذلك فاننا نجد المدارس والجامعات قد اتخذت شيئا مختلفا حين سمحت بدراسة الأدب الآسيوي الى جانب الأميركي.
* على رغم البحث الدائم للانسان في سؤاله عن الكتابة والمدى الذي يستطيع الشاعر الوصول اليه لمعرفة نفسه والكون حواليه، فإننا مازلنا نجد تلك الشفافية التي تربط الشاعر الانجليزي بعلاقاته اليوميه مع أمه وطفولته في الريف الانجليزي، فهل تبقى هذه الموضوعات من كلاسيكيات الحياة اليومية التي لا يستطيع تجاوزها الشاعر البريطاني؟
- منذر: كوني شاعرة من الجيل الجديد لا يعني أبدا أني لا أشعر بعلاقاتي اليومية مع الطفل والأم والريف، بل أجد نفسي أكثر احساسا بذلك كوني شاعرة، وأجد أن هذه الموضوعات أشياء متجددة، دائما، ولكنني أتكلم عن هذه الأشياء بمنظور ثان يأخذ من التجارب السابقة ليضيف اليها شيئا من نفسي وأفكاري.
- سمارت: انني شاعرة بريطانية ذات أصول افريقية من جزر الكاريبي، لذلك سيكون تناولي لهذه الموضوعات ذا خصوصية ذلك أني أكتبها وفقا لتجاربي وتاريخي بالإضافة إلى ميلي إلى أفكار أخرى جديدة.
* الموجة والحساسية الجديدة للشعر هل تحظيان بتقبل ورفد ومتابعة من النقاد البريطانيين؟
- منذر: النقاد ليسوا متعمقين تماما في هذا الشعر الجديد، والسبب نظرتهم الضيقة اليه، على رغم وجود أسماء شعرية شابة أكدت حضورها من خلاله، وان كانوا يتساءلون من أين يأتي هذا الشعر الشديد التأثير؟!
* وماذا عن جاك دريدا وهو التفكيكي الأول، هل لايزال له ذلك الحضور؟
- منذرا: جاك دريدا لا يزال له حضوره واحترامه، فنحن نرى حضوره الكبير عبر وسائل الاعلام، ولكنه ليس الوحيد على الساحة الثقافية، فهناك من الأسماء التفكيكية الكثير.
- سمارت: نعم هناك مفكرون آخرون لهم نظرياتهم الكبيرة مثل «ستيوارت هل» و«ادوارد سعيد» و«باول جيلروي» وآخرين، فالمطلوب منا عدم النظر الى جهة واحدة فقط وانما اختزال المشهد كاملا.
* ماذا عن الأصوات النسائية الشابة، هل تعاني بريطانيا من غياب الصوت النسائي في انتاجها الشعري، وما أهم الأسماء الشعرية الشابة التي تكرست وحضرت في المشهد الشعري البريطاني في العقد الأخير من القرن الماضي؟
- سمارت: المسيرة لاتزال مستمرة، ومن المهم جدا ألا ننظر الى شعر المرأة على أنه أقل مما يكتبه الشاعر الرجل، وأتصور « كارول آن دوفي» كانت قريبة جدا من اللقب الذي حصل عليه «لاركن» لولا أنها امرأة.
نسعى إلى شعر يتحسس النقاد لونه
والحساسية الشعرية البريطانية انموذجا، تقف في موقف القوة في دائرة الشعر العالمي، فبريطانيا التي اتخذت من «الحقبة الماضية» سبيلا للتعرف على وجوه الدول الحضارية، أفرزت مجموعة من الشعراء والشاعرات لكل منهم جناحان ان صح التعبير جناح يرقص على نغمات وتراث البلد الأم وآخر يطرب للحضارة البريطانية وآفاقها الثقافية الكبيره، اذ خلق ذلك تجانسا ثقافيا وشعريا ملهما للجيل الجديد منهم.
في هذا اللقاء مع صحيفة «الوسط»، تشدد كل من الشاعرة البريطانية ذات الأصول الهندية «رامان منذر» والشاعرة البريطانية ذات الأصول الافريقية «دوروثي سمارت» على ضرورة النظر للمشهد الشعري البريطاني من جميع زواياه وأطرافه، حتى يكون الحكم عليه وعلى الحساسية الشعرية الجديدة المتعلقة به حكما صائبا. فإالى هذا الحوار:
* في سنة 1999، حصل شاعر بريطاني هو فيليب لاركن على لقب أمير الشعراء البريطانيين وهو أعلى لقب تمنحه بريطانيا لشعرائها المتميزين، ترى هل لاتزال هذه المسميات تستأثر باهتمام الجيل الجديد من شعراء بريطانيا، ومن هو المسئول عن إعطاء هذه المسميات هل هي سلطة الدولة أم سلطة التجمعات الأدبية؟
- منذر: لقد درست الشعر البريطاني بتركيز في الجامعة وأشعار بلدان اخرى وان لم تكن بتلك الشمولية، وكانت ضمن هذه الدراسة تجربة «لاركن» لذلك أحترم الشعر وأحترم تجربة الشعراء من أمثال لاركن. ولكن هؤلاء الشعراء التقليديين لا يمثلون اتجاهي للشعر ولا يمثلون الجماعة أو المدرسة التي أنتمي اليها، فلكل مجموعة شعرها الذي تهواه وتخلص له، وأنا مهتمة أكثر بالشعر الصوفي والغزل المرتبط أكثر بالشعر الهندي المعاصر أكثر من اهتمامي بتجربة «لاركن» وجماعته.
- سمارت: نحن نستفيد كثيرا من مدرسة «لاركن» نستفيد معرفة أكثر بمبادئ وقوانين الشعر، ونستغل الكثير مما توصلت اليه هذه التحربة. ولكننا نسعى الى نظرة وتصور مختلف للشعر.
* وهل للشعر العربي حضور في دراستكم؟
- منذر: هناك ثقافة أولى في دراستنا وأخرى في درجة ثانية، فنحن درسنا الشعر البريطاني دراسة شاملة، ولكن لم يتسن لنا دراسة الشعر العربي دراسة وافية، فلا سبيل لتعرفنا عليه الا من خلال الترجمات وهي متعبة للغاية، فالأدب الهندي موجود مثلا ولكنه لا يدخل في الثقافة البريطانية هو محترم لكنه محدود. والأدب الانجليزي أدب واسع متشعب وجزء كبير منه غير معروف.
- سمارت: ومع ذلك فاننا نجد المدارس والجامعات قد اتخذت شيئا مختلفا حين سمحت بدراسة الأدب الآسيوي الى جانب الأميركي.
* على رغم البحث الدائم للانسان في سؤاله عن الكتابة والمدى الذي يستطيع الشاعر الوصول اليه لمعرفة نفسه والكون حواليه، فإننا مازلنا نجد تلك الشفافية التي تربط الشاعر الانجليزي بعلاقاته اليوميه مع أمه وطفولته في الريف الانجليزي، فهل تبقى هذه الموضوعات من كلاسيكيات الحياة اليومية التي لا يستطيع تجاوزها الشاعر البريطاني؟
- منذر: كوني شاعرة من الجيل الجديد لا يعني أبدا أني لا أشعر بعلاقاتي اليومية مع الطفل والأم والريف، بل أجد نفسي أكثر احساسا بذلك كوني شاعرة، وأجد أن هذه الموضوعات أشياء متجددة، دائما، ولكنني أتكلم عن هذه الأشياء بمنظور ثان يأخذ من التجارب السابقة ليضيف اليها شيئا من نفسي وأفكاري.
- سمارت: انني شاعرة بريطانية ذات أصول افريقية من جزر الكاريبي، لذلك سيكون تناولي لهذه الموضوعات ذا خصوصية ذلك أني أكتبها وفقا لتجاربي وتاريخي بالإضافة إلى ميلي إلى أفكار أخرى جديدة.
* الموجة والحساسية الجديدة للشعر هل تحظيان بتقبل ورفد ومتابعة من النقاد البريطانيين؟
- منذر: النقاد ليسوا متعمقين تماما في هذا الشعر الجديد، والسبب نظرتهم الضيقة اليه، على رغم وجود أسماء شعرية شابة أكدت حضورها من خلاله، وان كانوا يتساءلون من أين يأتي هذا الشعر الشديد التأثير؟!
* وماذا عن جاك دريدا وهو التفكيكي الأول، هل لايزال له ذلك الحضور؟
- منذرا: جاك دريدا لا يزال له حضوره واحترامه، فنحن نرى حضوره الكبير عبر وسائل الاعلام، ولكنه ليس الوحيد على الساحة الثقافية، فهناك من الأسماء التفكيكية الكثير.
- سمارت: نعم هناك مفكرون آخرون لهم نظرياتهم الكبيرة مثل «ستيوارت هل» و«ادوارد سعيد» و«باول جيلروي» وآخرين، فالمطلوب منا عدم النظر الى جهة واحدة فقط وانما اختزال المشهد كاملا.
* ماذا عن الأصوات النسائية الشابة، هل تعاني بريطانيا من غياب الصوت النسائي في انتاجها الشعري، وما أهم الأسماء الشعرية الشابة التي تكرست وحضرت في المشهد الشعري البريطاني في العقد الأخير من القرن الماضي؟
- سمارت: المسيرة لاتزال مستمرة، ومن المهم جدا ألا ننظر الى شعر المرأة على أنه أقل مما يكتبه الشاعر الرجل، وأتصور « كارول آن دوفي» كانت قريبة جدا من اللقب الذي حصل عليه «لاركن» لولا أنها امرأة.
نسعى إلى شعر يتحسس النقاد لونه