في 226 صفحة من الحجم المتوسط يقدم علي المحرقي كتابه الجديد المعنون بـ«قتل الشعراء» الكتاب الذي يتناول فيه صاحبه الايام الاخيرة من عمر مجموعة من الشعراء.
حسنة الكتاب الوحيدة في الواقع، تتمثل في الجهد المشكور الذي قام به الكاتب فقد قرأ مالا يقل عن 65 كتابا تنوعت ما بين الكتب التراثية والأدبية والتاريخية، وكذلك في طرحه لأكثر من رواية تعلل مقتل هؤلاء الشعراء. فيما عدا ذلك يبدو الكتاب أشبه بالصورة التي تجمعت أطرافها من عدة كتب أخرى. فهو حتى في تناوله لهذه الروايات يكتفي بايرادها تاركا مهمة تفنيدها والرد عليها لكاتب آخر ومرجع آخر.
فهو يقول في معرض حديثه مثلا عن مقتل طرفة بن العبد. أما عن مقتل طرفه، ومن قام بذلك فهناك عدة أقوال مختلفة، نذكرها كالتالي:
1- الذي قتله هو عبد هند العامل الجديد على البحرين.
2 - الرأي الثاني أن طرفة كان يحث بكر بن وائل على قتل العامل الجديد، وظل كذلك حتى بعث اليه عبد هند رجلا من الحواثر يقال له أبو ريشة فقتله وقتل معه العامل السابق ربيعة بن الحرث.
3- وفي الأغاني أن المكعبر هو الذي قتل طرفة بأن قطع يديه ورجليه ودفنه حيا.
4- ويقال أن الذي قتل طرفة هو معضد بن عمرو من بني عبدالقيس أو المعلى بن حنش العبدي، ويقول ابن قتيبة: والذي تولى قتله بيده (معاوية ابن عمر). مع اشارة في هامش الكاتب الى المصدر السابق.
أما الشعراء المحدثون فقد اعتمد الكاتب كثيرا في كتابته عنهم على الكتاب الآخرين لذلك تكررت في الهامش عبارة «كتبت هذا الفصل بتصرف من الكاتب والكتاب الفلاني» وان كنا نحترم أمانة الكاتب في ذكره للمصادر التي كون منها كتابه الا أن السؤال الذي يحتاج الى اجابة: هل أراد الكاتب بكتابه اعادة صوغ ما ورد في كتب التراث والباسها حلة جديدة تسهل على قارئ اليوم؟! والحال أن جملة من الكتب التي نقل عنها قامت بهذه المهمة خير قيام، أم أراد الخروج بدراسة جديدة قائمة على البحث والاستقراء وذات نتائج جديدة؟! وهذا لم نره في الكتاب.
سلبية أخرى للكاتب تمثلت في فوضى الأسماء التي اختارها من الشعراء، فهو لم يتحدث في مقدمته عن الطريقة التي سيتم بها ترتيب الأسماء وانما اكتفى بالحديث عن الفروق بين شاعر وآخر في طريقة قتله والمبدأ الذي قتل بسببه، فبدلا من أن يكون الكتاب مرتبا في تسلسل منطقي يجذب القارئ للمتابعة نراه يختار في صدر كتابه شاعرا توفي سنة 283 وهو ابن الرومي ليختار بعد جملة من الشعراء أحمد الصافي النجفي المتوفى سنة 1977، ليختار بعده شاعرا غربيا هو ارماندو فالادار، ثم الحلاج ثم شاعرا حديثا وهو الزبيري المتوفى سنة 1965 وهكذا يتنقل الكاتب بين الأسماء في فوضى تنقل القارئ من شخصية الى أخرى بطريقة عنيفة.
وفي رأينا بأن الكاتب أخطأ كثيرا حينما زج بأسماء «أرماندو فالادار وبوشكين ولوركا في كتابه هذا، فقد كان بامكانه اخراج جزء آخر للكتاب يبحث فيه عن شعراء العالم عدا العرب والمسلمين، بتفصيل وتوسع أكبر بدلا من وجود هذه الأسماء الثلاثة بين هذا الجمع الغفير من شعراء العربية والإسلام.
على أن أكبر سلبية للكتاب كما نراها هو خلوه من تلك الدراسة المهمة المتعمقة لموضوع القتل، فالكتاب كما يدل عليه اسمه يبحث في «قتل الشعراء» فأين هي هذه الدراسة عن قتل الشعراء، ذلك أن موضوعا حيويا مثل هذا الموضوع كان يمكن للباحث فيه أن يوسع دائرة بحثه فيبحث في مفاهيم القتل وقتل الشعراء أصحاب الكلمة أو الفكر تحديدا، كان يمكن التكلم عن السلطة وأهمية هذا الموضوع بالنسبة اليها.
ملاحظات كثيرة في الواقع يمكن استشفافها من خلال هذا العمل، ولكنها لا تلغي أبدا الجهد المشكور والتجربة الجديدة لعلي المحرقي.
قتل الشعراء للكاتب علي المحرقي
حسنة الكتاب الوحيدة في الواقع، تتمثل في الجهد المشكور الذي قام به الكاتب فقد قرأ مالا يقل عن 65 كتابا تنوعت ما بين الكتب التراثية والأدبية والتاريخية، وكذلك في طرحه لأكثر من رواية تعلل مقتل هؤلاء الشعراء. فيما عدا ذلك يبدو الكتاب أشبه بالصورة التي تجمعت أطرافها من عدة كتب أخرى. فهو حتى في تناوله لهذه الروايات يكتفي بايرادها تاركا مهمة تفنيدها والرد عليها لكاتب آخر ومرجع آخر.
فهو يقول في معرض حديثه مثلا عن مقتل طرفة بن العبد. أما عن مقتل طرفه، ومن قام بذلك فهناك عدة أقوال مختلفة، نذكرها كالتالي:
1- الذي قتله هو عبد هند العامل الجديد على البحرين.
2 - الرأي الثاني أن طرفة كان يحث بكر بن وائل على قتل العامل الجديد، وظل كذلك حتى بعث اليه عبد هند رجلا من الحواثر يقال له أبو ريشة فقتله وقتل معه العامل السابق ربيعة بن الحرث.
3- وفي الأغاني أن المكعبر هو الذي قتل طرفة بأن قطع يديه ورجليه ودفنه حيا.
4- ويقال أن الذي قتل طرفة هو معضد بن عمرو من بني عبدالقيس أو المعلى بن حنش العبدي، ويقول ابن قتيبة: والذي تولى قتله بيده (معاوية ابن عمر). مع اشارة في هامش الكاتب الى المصدر السابق.
أما الشعراء المحدثون فقد اعتمد الكاتب كثيرا في كتابته عنهم على الكتاب الآخرين لذلك تكررت في الهامش عبارة «كتبت هذا الفصل بتصرف من الكاتب والكتاب الفلاني» وان كنا نحترم أمانة الكاتب في ذكره للمصادر التي كون منها كتابه الا أن السؤال الذي يحتاج الى اجابة: هل أراد الكاتب بكتابه اعادة صوغ ما ورد في كتب التراث والباسها حلة جديدة تسهل على قارئ اليوم؟! والحال أن جملة من الكتب التي نقل عنها قامت بهذه المهمة خير قيام، أم أراد الخروج بدراسة جديدة قائمة على البحث والاستقراء وذات نتائج جديدة؟! وهذا لم نره في الكتاب.
سلبية أخرى للكاتب تمثلت في فوضى الأسماء التي اختارها من الشعراء، فهو لم يتحدث في مقدمته عن الطريقة التي سيتم بها ترتيب الأسماء وانما اكتفى بالحديث عن الفروق بين شاعر وآخر في طريقة قتله والمبدأ الذي قتل بسببه، فبدلا من أن يكون الكتاب مرتبا في تسلسل منطقي يجذب القارئ للمتابعة نراه يختار في صدر كتابه شاعرا توفي سنة 283 وهو ابن الرومي ليختار بعد جملة من الشعراء أحمد الصافي النجفي المتوفى سنة 1977، ليختار بعده شاعرا غربيا هو ارماندو فالادار، ثم الحلاج ثم شاعرا حديثا وهو الزبيري المتوفى سنة 1965 وهكذا يتنقل الكاتب بين الأسماء في فوضى تنقل القارئ من شخصية الى أخرى بطريقة عنيفة.
وفي رأينا بأن الكاتب أخطأ كثيرا حينما زج بأسماء «أرماندو فالادار وبوشكين ولوركا في كتابه هذا، فقد كان بامكانه اخراج جزء آخر للكتاب يبحث فيه عن شعراء العالم عدا العرب والمسلمين، بتفصيل وتوسع أكبر بدلا من وجود هذه الأسماء الثلاثة بين هذا الجمع الغفير من شعراء العربية والإسلام.
على أن أكبر سلبية للكتاب كما نراها هو خلوه من تلك الدراسة المهمة المتعمقة لموضوع القتل، فالكتاب كما يدل عليه اسمه يبحث في «قتل الشعراء» فأين هي هذه الدراسة عن قتل الشعراء، ذلك أن موضوعا حيويا مثل هذا الموضوع كان يمكن للباحث فيه أن يوسع دائرة بحثه فيبحث في مفاهيم القتل وقتل الشعراء أصحاب الكلمة أو الفكر تحديدا، كان يمكن التكلم عن السلطة وأهمية هذا الموضوع بالنسبة اليها.
ملاحظات كثيرة في الواقع يمكن استشفافها من خلال هذا العمل، ولكنها لا تلغي أبدا الجهد المشكور والتجربة الجديدة لعلي المحرقي.
قتل الشعراء للكاتب علي المحرقي