طيف ...!
مجرد طيف...... هذا ما أحسسته ذلك الصباح؛ فقد كانت مشاعر الغربة والضياع تلفني ؛ لأغوص في سحابة من الكآبة ، جعلت صدري أضيق ما يكون ؛ فما كان مني إلا أن خرجت من النافذة ، وحلقت في الجو لدقائق ، إلا أن موجات الراديو وهوائيات التلفزيون واللاسلكي ،وأجهزة الرادار كانت تضايقني ؛ ...كانت تخترقني وتنقل لي أشياء غريبة ومخيفة ، وربما مخزية في بعض الأحيان ، وهو ما جعلني أشعر بدوار شديد؛ فقررت النزول ، وعندما نظرت إلى الأسفل رأيت العديد من الأشخاص الذي يتدافعون في شارع واحد؛ فقلت في نفسي ماذا لو قمت بمضايقتهم قليلا؟ مع أن ذلك لم يكن من طبعي ، لكني في ذلك اليوم قررت أن أكون غريبة الأطوار استفزازية قدر الإمكان.
كان ذلك الرجل الذي أمام الحانوت ، ولا تقولوا أي حانوت؟ ... ذلك الحانوت الذي في الشارع الذي نظرت إليه من الأعلى ولا أعرف اسمه ولا أين هو؟ فأنا مجرد طيف ويبدو أني أعرف أشياء لا اعرف كيف ولا من أين عرفتها؟ المهم أن ذلك الرجل الذي أمام الحانوت ، والذي لا أعرف إن كنت جئته مصادفة أو عن عمد كان يراقب المارة وخاصة النساء ، وبالتحديد كان يراقب أرجلهن ، لعل إحداهن ترفع طرف ملحفتها ؛ فيظهر له شيء من هنا أو شيء من هناك ...! من ما تعلمون... باستثناء اللواتي يشغله النظر إلى ذلك الإيقاع المنتظم الذي يحركن به أردافهن أثناء السير ، فكانت تتسع عيناه ويرتفع حاجباه ، ليبدو كالأبله ، ولا تقولوا إنكم لم تشاهدوا أبله من قبل ، لأنهم أكثر من أن لا تصادفوا في حياتكم عشرة أو عشرين فما بالكم بواحد؟
المهم اقتربت منه مستغلة كوني مجرد طيف؛ فهو بالتالي لن يراني، فأخذت بطرف جفن إحدى عينيه وأخذت أنزله وأرفعه باستمرار مما جعله يضع يده على عينه ويأخذ في البسملة وهو ما جعل قريبه... قريبه ذلك الذي يأتيه من حين لآخر ، ويشكو له الأيام وحادثاتها ، وهبوط سعر العملة ، وارتفاع الأسعار وبخل أقربائه من المسؤولين ، وأنه ليست فيهم فائدة ويأخذ في الدعاء على الحكومة من أصغر موظف فيها حتى أكبر موظف حتى يصيبه بالصداع؛ فيلجأ إلى إعطائه بعض المال حتى يتخلص من ثرثرته ، (عفوا ... اعتقد أنني بدأت أتوه في الكلام، سامحوني)، المهم أن قريبه الذي وصفته لكم وصفا مطولا سأله: ما به؟ ولماذا يضع يده على عينه ويظهر كل هذا الجزع؟ ، فأخبره بأن جفن عينه أخذ يتحرك وحده، فرد عليه قائلا:
- آه تقصد أن عينك ترقص وهذا يعني أنك سوف تفرح قريبا ، فهذا ما يقوله البيظان ، ألم تسمع بهذا من قبل؟
وقد أعجبتني هذه الخرافة ، فأخذت بطرفي جفني صاحبنا وبدأت أرفعهما وأخفضهما باسمرار ؛ لعله يحظى بفرحة عارمة.
مجرد طيف...... هذا ما أحسسته ذلك الصباح؛ فقد كانت مشاعر الغربة والضياع تلفني ؛ لأغوص في سحابة من الكآبة ، جعلت صدري أضيق ما يكون ؛ فما كان مني إلا أن خرجت من النافذة ، وحلقت في الجو لدقائق ، إلا أن موجات الراديو وهوائيات التلفزيون واللاسلكي ،وأجهزة الرادار كانت تضايقني ؛ ...كانت تخترقني وتنقل لي أشياء غريبة ومخيفة ، وربما مخزية في بعض الأحيان ، وهو ما جعلني أشعر بدوار شديد؛ فقررت النزول ، وعندما نظرت إلى الأسفل رأيت العديد من الأشخاص الذي يتدافعون في شارع واحد؛ فقلت في نفسي ماذا لو قمت بمضايقتهم قليلا؟ مع أن ذلك لم يكن من طبعي ، لكني في ذلك اليوم قررت أن أكون غريبة الأطوار استفزازية قدر الإمكان.
كان ذلك الرجل الذي أمام الحانوت ، ولا تقولوا أي حانوت؟ ... ذلك الحانوت الذي في الشارع الذي نظرت إليه من الأعلى ولا أعرف اسمه ولا أين هو؟ فأنا مجرد طيف ويبدو أني أعرف أشياء لا اعرف كيف ولا من أين عرفتها؟ المهم أن ذلك الرجل الذي أمام الحانوت ، والذي لا أعرف إن كنت جئته مصادفة أو عن عمد كان يراقب المارة وخاصة النساء ، وبالتحديد كان يراقب أرجلهن ، لعل إحداهن ترفع طرف ملحفتها ؛ فيظهر له شيء من هنا أو شيء من هناك ...! من ما تعلمون... باستثناء اللواتي يشغله النظر إلى ذلك الإيقاع المنتظم الذي يحركن به أردافهن أثناء السير ، فكانت تتسع عيناه ويرتفع حاجباه ، ليبدو كالأبله ، ولا تقولوا إنكم لم تشاهدوا أبله من قبل ، لأنهم أكثر من أن لا تصادفوا في حياتكم عشرة أو عشرين فما بالكم بواحد؟
المهم اقتربت منه مستغلة كوني مجرد طيف؛ فهو بالتالي لن يراني، فأخذت بطرف جفن إحدى عينيه وأخذت أنزله وأرفعه باستمرار مما جعله يضع يده على عينه ويأخذ في البسملة وهو ما جعل قريبه... قريبه ذلك الذي يأتيه من حين لآخر ، ويشكو له الأيام وحادثاتها ، وهبوط سعر العملة ، وارتفاع الأسعار وبخل أقربائه من المسؤولين ، وأنه ليست فيهم فائدة ويأخذ في الدعاء على الحكومة من أصغر موظف فيها حتى أكبر موظف حتى يصيبه بالصداع؛ فيلجأ إلى إعطائه بعض المال حتى يتخلص من ثرثرته ، (عفوا ... اعتقد أنني بدأت أتوه في الكلام، سامحوني)، المهم أن قريبه الذي وصفته لكم وصفا مطولا سأله: ما به؟ ولماذا يضع يده على عينه ويظهر كل هذا الجزع؟ ، فأخبره بأن جفن عينه أخذ يتحرك وحده، فرد عليه قائلا:
- آه تقصد أن عينك ترقص وهذا يعني أنك سوف تفرح قريبا ، فهذا ما يقوله البيظان ، ألم تسمع بهذا من قبل؟
وقد أعجبتني هذه الخرافة ، فأخذت بطرفي جفني صاحبنا وبدأت أرفعهما وأخفضهما باسمرار ؛ لعله يحظى بفرحة عارمة.