تعد سوزان سونتاغ من أشهر النقاد في العصر الحديث ولها اهتمامات بجانب النقد الأدبي بالنقد السينمائي الذي يعتبر فناً حديثاً لايقل أهمية عن الشعر والمسرح وكتابة الرواية . عنونت سونتاغ كتابها بضد التأويل في كلمة صريحة منها لموقفها من تأويل الفن فهي تعتبر التأويل للفنون انتقاص من حق الفن بذاته ويعطي لقيمة العمل الفني جانباً موازياً وأحياناً يكشف أكثر مما يضمره النص ، فالتأويل في أحيان كثيرة يكون عملاً متكاملاً إلى جانب العمل الأصلي لأنه يبحث عن الجوانب الخفية ويقرأ ما بين السطور عن قصص لم تحكى ولم تقال وينزع لدراسة المضمون على حساب الشكل الخارجي للعمل الفني ، وتستهل أطروحتها بمقولة للكاتب الكبير أوسكار وايلد الذي عبر عما تريد قوله بـ( وحدهم الأشخاص السطحيون لايحكمون من خلال المظاهر ، إن سر الكون هو في ما ظهر لا في ما لا يظهر ) .
كانت النظرية الإغريقية عند كل من افلاطون وأرسطو تقضي بأن الفن محاكاة للواقع والقيمة الفنية للأعمال تقليد لما هو موجود وهو ما دفع بالكثيرين للنظر إلى الفن بإعتباره فعل مجازي ومجرد وقابل للتأويلات المختلفة وبحاجة إلى من يدافع عنه عن طريق طرح التفسيرات ، كل هذا قاد إلى جعل المضمون جوهرياً والشكل غير مهم وعرضي ، تقول سونتاغ ( الحال إننا ملزمون بإطاحة أي وسيلة للدفاع عن الفن وتبريره صارت بشكل خاص ضيقة الأفق ، أو مكلفة ، أو غير متفاعلة مع حاجات العصر والعيش فيه ) .
هذه حال الفنون التي تركز على المضمون وبالتالي ضرورة الحاجة إلى تأويلها ، يغدو فعل التأويل في أحيان كثيرة وظيفة ترجمة للعمل الفني وتصفه سونتاغ بأنه ( انتقام الفكر من الفن ) حيث إن تأويل الفن يضعفه ويجرده من المظاهر الحسية الجمالية التي غابت في عصر الاستهلاك السريع ، هناك الكثير من الفنون حولنا لكن الذائقة الحسية أصبحت أضعف بسبب التفسير واضفاء قيمة المضمون على العمل الفني مما أدى إلى قلة الاحساس بالشكل العام الذي يطرحه العمل ووصفت سونتاغ عالم اليوم الذي نعيشه بالقول ( لقد جف العالم ، عالمنا ، وأضحى فقيراً بما فيه الكفاية ، فلنضع جانباً كل مستنسخاته إلى أن نختبر ثانية ، بصورة أكثر مباشرة ما هو بين أيدينا ) وتعني إن فعل التأويل يختزل العمل الفني إلى مضمون دون الاهتمام بالجانب الحسي والجمالي فيه ثم يقوم بدراسة المضمون وتفريعه إلى أشكال فنية أخرى .
لكن مع ذلك لايمكن للفن أن يهرب دائماً من قبضة التأويل وإلا سيتحول إلى شكل خارجي مزخرف وغير مفهوم ، لذا فأن النقد الذي تطلبه سونتاغ لا يجب أن يطغى على الفنون ويختزلها ويعيد انتاجها وتعتبر أن وظيفة النقد يجب أن تقتصر على ابراز الفن واظهاره وتبيان مواضع الجمال فيه إنها تتحدث عن إيروتيكا الفن التي من شأنها أن تضاعفه وتكثف جوانبه وتعزز تفاصيله الأمر الذي يثير المواضع الحسية عند الانسان مثل حاستي البصر والسمع فيرتقى الفن دون أن يسقط في فخاخ الهرمنيوطيقا .
كانت النظرية الإغريقية عند كل من افلاطون وأرسطو تقضي بأن الفن محاكاة للواقع والقيمة الفنية للأعمال تقليد لما هو موجود وهو ما دفع بالكثيرين للنظر إلى الفن بإعتباره فعل مجازي ومجرد وقابل للتأويلات المختلفة وبحاجة إلى من يدافع عنه عن طريق طرح التفسيرات ، كل هذا قاد إلى جعل المضمون جوهرياً والشكل غير مهم وعرضي ، تقول سونتاغ ( الحال إننا ملزمون بإطاحة أي وسيلة للدفاع عن الفن وتبريره صارت بشكل خاص ضيقة الأفق ، أو مكلفة ، أو غير متفاعلة مع حاجات العصر والعيش فيه ) .
هذه حال الفنون التي تركز على المضمون وبالتالي ضرورة الحاجة إلى تأويلها ، يغدو فعل التأويل في أحيان كثيرة وظيفة ترجمة للعمل الفني وتصفه سونتاغ بأنه ( انتقام الفكر من الفن ) حيث إن تأويل الفن يضعفه ويجرده من المظاهر الحسية الجمالية التي غابت في عصر الاستهلاك السريع ، هناك الكثير من الفنون حولنا لكن الذائقة الحسية أصبحت أضعف بسبب التفسير واضفاء قيمة المضمون على العمل الفني مما أدى إلى قلة الاحساس بالشكل العام الذي يطرحه العمل ووصفت سونتاغ عالم اليوم الذي نعيشه بالقول ( لقد جف العالم ، عالمنا ، وأضحى فقيراً بما فيه الكفاية ، فلنضع جانباً كل مستنسخاته إلى أن نختبر ثانية ، بصورة أكثر مباشرة ما هو بين أيدينا ) وتعني إن فعل التأويل يختزل العمل الفني إلى مضمون دون الاهتمام بالجانب الحسي والجمالي فيه ثم يقوم بدراسة المضمون وتفريعه إلى أشكال فنية أخرى .
لكن مع ذلك لايمكن للفن أن يهرب دائماً من قبضة التأويل وإلا سيتحول إلى شكل خارجي مزخرف وغير مفهوم ، لذا فأن النقد الذي تطلبه سونتاغ لا يجب أن يطغى على الفنون ويختزلها ويعيد انتاجها وتعتبر أن وظيفة النقد يجب أن تقتصر على ابراز الفن واظهاره وتبيان مواضع الجمال فيه إنها تتحدث عن إيروتيكا الفن التي من شأنها أن تضاعفه وتكثف جوانبه وتعزز تفاصيله الأمر الذي يثير المواضع الحسية عند الانسان مثل حاستي البصر والسمع فيرتقى الفن دون أن يسقط في فخاخ الهرمنيوطيقا .