شكل النص الأدبي – شعرا أو نثرا – اهتماما كبيرا في الدراسات النقدية القديمة والحديثة و ظل هذا الاهتمام يربط و بطريقة مباشرة بين المبدع والأثر الأدبي – النص- فالنقد الاجتماعي و الماركسية يريان في النص إنعكاسا للبنية الاجتماعية التي أنتجته ، لذلك ربطه النقاد بالإيديولوجيا و الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها المؤلف ، أما التحليل النفسي فقد أسقط مفهوم اللاوعي على الأثر الأدبي خصوصا مع فرويد ثم جان لاكان ، لكن النقد الجديد سيعرف تحولا كبيرا مع الشكلانيين الروس ، حيث رأوا في العمل الأدبي أولا وقبل كل شيء نظاما من الأدلة . و إعتمد هذا النقد على التطور المهم الذي عرفته اللسانيات ، ومع النقد الشكلي بدأ يتضح أن النص أخذ طريقه نحو التحرر من الذات المبدعة ، ليستقل بنفسه ككائن مستقل و منفصل يحمل في طياته الكثير من التأويلات ، و مفتوح على العديد من القراءات . لكن مع رولان بارط كأحد رموز و رواد النقد البنيوي سيمنح للنص استقلالا تاما و ذلك عندما أعلن في مقالته الشهيرة سنة - 1968- موت المؤلف. هذا التطور في الدراسات النقدية سيؤدي إلى ظهور مفاهيم جديدة ترتبط بالنص ، هذه المفاهيم أعادت الاعتبار إلى جوانب أساسية في النص الإبداعي ، ومن أهم هذه المصطلحات : النص الملحق أو الموازي paratexte . النص الموازي أو الملحق - 1 هو ما أصطلح عليه في أغلب الدارسات النقدية العربية بالعتبات – أو عتبات الكتابة - و يقصد بذلك ، جميع العناصر المرتبطة بالنص أو الأثر الأدبي و التي تشكل مدخلا لقراءة النص فهذه العتبات هي التي ستقود القارئ ، الناقد إلى مركز الانفعالات ، و حركية الحياة في مسالك النص 2 ، بمعنى آخر تشكل هذه العتبات قنطرة أساسية للعبور إلى النص ، و النص بدون هذه العتبات أو المداخل سيكون عالما مغلقا يصعب اقتحامه. و يعتبر الناقد الفرنسي جيرار جينيت g. genette من أهم المنشغلين بالنقد في هذا المجال ، خصوصا عند صدور كتابه الهام – عتبات - - seuils - الذي صدر سنة 1987 . وقد تحدث جينيت عن ما أسماه المتعاليات النصية: pratexte أو المناص و يعتبره كل ما يدور في فلك النص من بعيد أو قريب 3.
يشكل التقديم أو المقدمة خطابا موازيا أو ملحقا مباشرا ، موجه في العمق إلى الخطاب و المُخاطب ، بمعنى آخر إلى الأثراالادبي و المتلقي، فهي حسب جيرار جينيت كل أنواع النصوص الممهدة لنص ما و التي هي خطاب حول النص 4 فهي من هذا المنطلق من الخطابات الافتتاحية ، فاتحة و تمهيد وديباجة و تنبيه وإخبار 5 و إن كانت هذه العتبة ليست ملزمة ، كما الأمر في العنوان أو اسم المؤاف مثلا ، و المقدمات قد تختلف باختلاف الطبعات و كذلك شروط الزمان و المكان المتحكمة في كتابة المقدمة ، و الملاحظ كذلك أن هذه المقدمات توجد إما في أوائل العمل الأدبي أو في آخره ، و هذا التموقع له دلالاته ، و هذه العتبة ليست ظاهرة حديثة أو معاصرة ، بل إن المصنفات القديمة و الحديث شعرا كانت أو نثرا ، فإن مبدعيها و ضعوا تقديما لكتاباتهم ، « تكتسي أهمية مركزية كمدخل للكتاب لاحتوائها معلومات تساعد كثيرا في فهم طبيعة و دواعي تأليفه و تحديد موضوعه » 6 و نشير إلى مقدمة أبي العلاء المعري في اللزوميات ، مثلا ، أو المقدمة التي وضعها مطران خليل مطران لديوانه و مقدمة ناجي علوش لديوان السياب ، و في الرواية نشير إلى المقدمة التي وضعها عبد الكريم غلاب لروايته دفنا الماضي أو مبارك ربيع لروايته الريح الشتوية . و يمكن أن نميز بين نوعين من المقدمات ، مقدمة ذاتيه من وضع المؤلف نفسه ، أو مقدمة غيرية من وضع مبدع آخر أو ناقد معين ، بل قد يكون المقدم هو الناشر،أو مقدم وهمي ، هذه المقدمات تتخذ أحيانا طابعا سجاليا ، بين الكتاب ، و مجالا للرد و طرح الأفكار النقدية و الأدبية و تشكل عتبة المقدمة باعتبارها نصا ملحقا مباشرا مدخلا مهما لاقتحام النص الأدبي ، ، فهي لا تقل أهمية عن عتبة العنوان والإهداء فهذه العتبات لها سياقات توظيفية و تاريخية و نصية تختزل جانبا مركزيا من منطق الكتابة 7 . المقدمة إذن هي بمتابة تدشين للنص ،و فرصة لخلق تلك العلاقة ممكنة بين المتلقي النص، يقدم له آليات مسبقة لقراءته ، لكن في حالات كثيرة ، وقد تكون إساءة حقيقية لجوهر العمل الإبداعي الذي يفترض فيه الانفتاح و تعدد قراءاته. إن العمل الجيد لا يحتاج إلى تقديم حسب جينيت 8 ، فالتقديم و إن كان مدخلا مهما لقراءة العمل الأدبي فإنه يفقده الكثير من دلالاته ، بل ينسج وساطة غير مرغوب فيها بين المبدع و المتلقي 9 . و السبب يعود فيما نعتقد إلى أن المقدمة غيرية كانت أو ذاتية قد تفرض بوعي أو دون وعي شروطا على القارئ، و لن تسمع له بإعادة بناء النص و تأويل دلالاته ، من منطلق أنه نص ابداعي تخييلي .
من هذا المنطلق فما طبيعة التقديم في الديوان الشعري المغربي المعاصر ؟
بالعودة إلى الديوان الشعري المغربي المعاصر، و لأجيال مختلفة من الشعراء فأولى المقدمات التي نريد الإشارة إليها ، المقدمة التي خص بها الشاعر و المناضل محمد الحبيب الفرقاني ديوانه دخان من الأزمنة المحترقة ، * و هي مقدمة طويلة تمتد من ص 3 إلى ص92 اعتبرها دراسة نقدية للشعر ، من حيث نشأته و مضمونه و طبيعته ومذاهبه ، و تيارات الشعر العربي ، ثم الحديث عن الشعر المغربي قبل و بعد الاستقلال ، ثم القصيدة المغربية خلال السبعينيات ، تشكل هذه المقدمة جزءا هاما من حجم الديوان ، حاول فيها الشاعركذلك تحديد مفهومه للشعر « الشعر كالحب .. كلاهما عاطفة إنسانية وجدانية .. تنبعان من الجمال...تخترقان الأهوال و تحتملان كل المتاعب...تأسيس اشراقي للبنية الاجتماعية ...صياغة إنسانية لعلاقاتها العامة و الخاصة .. تحرير المنازع من رقبةالفردية و التصور الأحادي...» 10 و يحدد الشاعر ثلاثة أبعاد للشعر ، البعد الوجداني ، البعد الموسيقي ، البعد الإنساني ، هكذا يعرف الفر قاني الشعر،هذا التعريف يرتبط بمحمد الفرقاني كشاعر ثم كمناضل ، فقد تحمل الشاعر أعباء سياسية و نضالية كثيرة ، عايش أحداثا و كان فاعلا فيها ،ساهم في الكفاح الوطني ، وبعد الاستقلال واصل نشاطه السياسي في صفوف الحركة التقدمية ، أعتقل عدة مرات و سجن و نفي مرارا ... هذه الأحداث هي التي صنعت مفهوم الشعر عند الفر قاني ، لذلك جاءت قصائده تزاوج بين النبرة الإنسانية و النبرة الخطابية المباشرة في كثير من الأحيان ، فهو لا يتردد في دعوة القراء إلى اكتشاف هذه القصائد « قيمتها الاجتماعية و مرابطها الفنية و الإنسانية بحركة التاريخ و بصراعاتها الاجتماعية و السياسية الدائرة ...و أبعادها الثلاثة .. ليتعرفوا ما إذا كان النجاح حليفي و حليف كلماتي...» 11 هكذا يدعو الشاعر المتلقي إلى قراءة الديوان من العناصر التي حددها ، ومن خلال مفهومه للشعر لكي يحكموا عليه و على شعره والواقع أن الفرقاني يحدد مسار القارئ و يرسم له طرقا محددا ،بعيدا عن أي تأويل مغرض كما يعتقد الشاعر، و بالتالي فهو يقتل فيه روح إعادة بناء النص من جديد ،واعطائه دلالات متعددة باختلاف زمان و مكان و شروط القراءة لأن أصالة النص تتوقف على أن« خلود الأثر الأدبي متوقف على مدى تفاعله مع أوساط مختلفة » 12 يقول الفرقاني في هذا المقطع ذي السمة الخطابية البعيدة عن حقيقة الشعر:
في حنجرتكم الذهبية يا أبناء الشوارع
أصوات مبحوحة
تأكلها الأبواق في أفاريز الطرقات
في صناديقكم يا أبناء الشوارع / تخشبت الكلمات 13
يا أيها العربي ، انك أمة/ ملء الزمان
ملء أركان البصر / تاريخ وجهك ثورة مجنونة
و خصالك الحمراء بركان زفر/ النار أهلي
و الأعاصير منزلي / و الثورة ظمئي / طعامي المعتبر 14
المقدمة الذاتية الثانية التي سأتناولها هي مقدمة ديوان قبلة بلا شفة للشاعر الشاب حسن بنمنصور ، وهو عمل شعري صدر بعد عقدين من الزمن عن ديوان الفرقاني جاءت مقدمة بنمنصور قصيرة جدا بين الصفحة 9 و10 عنونها ب ً مقدمةً ، يعترف الشاعر أنه لم يكن يحلم يوما بإصدارعمل شعري ، و أن ما يكتبه هو فقط لنفسه و حبيبته ، و أن كتاباته لا يخضعها لأوزان الخليل « لم اقس كتاباتي على أوزان الخليل ، ولا خضعتها لحركات التفعيلات و القوافي ، و لكن تركتها حرة تسبح في هذا الفضاء الممتد بلا حدود » 15 ص9 الشاعر يقر أن ما يكتبه ليس شعرا ، و أنه يسبح فقط مع الكلمات ، و أن ما يخطه هو لنفسه و محبوبته ، لماذا هذا العناء ؟ ثم ما جدوى وضع كلمة شعر على الغلاف ؟ أم أن الشاعر يضعنا منذ البداية أمام حقيقة مضمون الديوان ؟ و الذي يفتقد لكل مقومات الشعر الجميل من ايقاع و صور شعرية ... يقول :
قالت لي و من أين / لي بشاعريتك/
في الوصف و الإنشاء / قلت أنا راض
بما تكتبين فدعي / قلبك يكتب / ما يشاء
قالت سأصيح صيحة / غير مسبوقة في عالم النساء 16
و قول أيضا :
لو لم يكن بيننا المحمول / لذوبنا الشوق
بين المعقول و اللامعقول
و لغزانا الضنى /غزو العِدى/ بين العرض و الطول 17
من خلال هاتين المقدمتين الذاتيتين نطرح سؤالا بسيطا لماذا يكتب الشاعر مقدمة لعمله الشعري ؟ اعتقد أن المقدمتين تجيب عن هذا السؤال، فالشعراء المغاربة المتميزون لم يكتبوا مقدمات ذاتية لأعمالهم . بل قلة منهم تركوا هذه المهمة لغيرهم .
ومن هؤلاء الشعراء عبد الكريم الطبال ، وهو شاعر مغربي له مكانته في خريطة الشعر المغربي المعاصر ، و الدارس لهذا المتن لا يمكن أن يتجاوز هذا الشاعر ، لأنه واكب هذه القصيدة عبر نموها و استطاع أن يؤسس له منجزا شعريا جديرا بالدراسة . وفي ديوانه ً بعد الجلبة ً نجد مقدمة كتبها شاعر مميز آخر عنونها برحلة في روح الأشياء ، وهو الشاعرو الناقد محمد الميموني ، حاول فيها الاقتراب من عالم الطبال الشعري بطريقة سريعة مبرزا مكانته و استمراره في العطاء« تجربة الطبال تتأمل ذاتها من جديد، تجدد نفسها و تتفتح على آفاق أخرى و تقتحم مجالات جديدة بإصرار قل مثيله فيما نعرفه من مسيرات و سير الشعراء المغاربة »18 و لا يفوت المقدم أن ينبه القارئ أن مقدمته لا يجب أن تقف حاجزا بينه و بين النص بل يدعوه إلى قراءته الخاصة « لا أحب أن أقف بين القارئ و بين الديوان فأنوب عنه في القراءة و أشوش على ذوقه و خياله … « 19 هكذا ينتبه الميموني إلى مسألة أساسية وهي أن المقدمة كنص يفترض فيه توفره على قدر كاف من الاستقلالية والاكتفاء الذاتيين لمواجهة كل الاحتمالات التداولية الممكنة 20 ، و القارئ نفسه يجب أن يتمتع بالقدر الكافي من الذكاء و الوعي النقدي ليتحرر من أي سلطة قد تفرضها هذه العتبة عليه . لذا نرى أن تقديم الميومني هو تقديم واع ، مدرك لحدود الإبداع ، و حين يقوم بهذه الخطوة فهو يدرك قيمة النصوص و قيمة الشاعر رغم العلاقة الحميمية التي قد تربط بين المبدعين . إن نصوص عبد الكريم الطبال تقدم نفسها بنفسها كنصوص مشرقة، عميقة ، منفتحة .
يقول الطبال :
شجيرات/ على طرف النهر/ تسأل عصفورة
قد تمر على بابها/عن نجوم / سقطن لها/ في السماء ،
غيمة تتلصص/ من جفن سنبلة/ كي ترى/
السنديان العجوز / كيف يصمد/ في ملكه/
و يصاول كل الغزاة . 21
ا
المقدمة الثانية الغيرية نجدها في ديوان الفروسية ، و إن لم يسميها صاحبها كذلك ، وهو الناقد المعروف محيي الدين صبحي أسماها حداثة التراث و تراث الحداثة في شعر المجاطي . و هي تتموقع في آخر الديوان من ص 133 إلى ص170 وهي في الواقع دراسة تحليلية و نقدية يبدأها بتعرف الحداثة ثم ينتقل للحديث عن قصائد الديوان و اللمحات التراثية فيه و الرموز و الصور و رؤية الشاعر، وهي في الواقع مقدمة مهمة لأنها تقدم للقارئ مفاتيح قراءة الديوان ، لان النصوص تتطلب جهدا من التأمل و التمعن و القارئ المتسرع عليه أن ينصرف عنها ، فالمقدم يقارن بين الشاعر و ما فعله المعري بشعراء عصره. فقد جاء المعري في عصر سادت فيه الركاكة بدعوة الرقة فجاء بديباجة الاستعارات البعيدة و المعاني العميقة و البحور الرصينة... و كذلك فعل المجاطي 22 ثم يبرز مكانة أحمد المجاطي الشعرية فهو «يتبوأ مكانة بين رواد الشعر الحديث ...أما بالنسبة لشعراء المغرب العربي ...فهو رأس الطليعة التي تستحق لقب شاعر » 23 .
و لعل وضع هذه المقدمة في آخر الديوان له ما يبرره ، أولا أنها دراسة لناقد متميز تبرز وجهة نظر الناقد من العمل ، وهي دراسة عميقة لقراءة العمل خصوصا بالنسبة للقارئ العادي . ثانيا أن القارئ الناقد يمكن .أن يعود إليها بعد الانتهاء من قراءة العمل. و لنبرز عمق تجربة الشاعر المجاطي نقترح هذا المقطع :
دبحنا الضب من سغب / و نمنا في ظلال الشيح
وما عزفت لنا الأوتار / غير قصائد من ريح
فدَوَمنا / ومر بركبنا المنبت / يمضغ عظم ناقته
وفي عينيه خفّ حنين/ وكنا اثنين/ فصار الصمت ثالثنا
و رابعنا / دموع العين .24
و خلاصة القول و من خلال قراءتنا لهذه المقدمات يمكن أن نستخلص ما يلي
▬ المقدمات الذاتية هي مقدمات تسيء للعمل الشعري ، لأن الشاعر يفرض على المتلقي رؤيته الخاصة للشعر ، و يقدم له مفاتيح القراءة المباشرة ، و ذلك اغتيال للأثرالادبي في المهد ، لأن دور القارئ هو إعادة تشكيل النص و بنائه و ملء فراغاته . .. لذلك نلاحظ أن الشعراء الكبار ينفرون من كتابة مقدمات لدواوينهم.
المقدمات الذاتية هي تبريرية ، خادعة ، يحاول الشاعر إخفاء أي نقص في كتاباته من خلال تهويم القارئ بموقفه ، كما هو الحال عند حسن بنمنصور ، هل هنالك شعر دون إيقاع ؟ دون عمق في التجربة ، هل الشعر هو ما نكتبه للنفس و للحبيب ؟
▬ المقدمات الغيرية ، تختلف باختلاف المقدم ، و مكانته الأدبية ، و علاقته بالمقدم له ، فقد تكون المقدمة مفيدة للقارئ للولوج إلى النص ، حين لايمتلك آليات القراءة الجيدة ، و يكون المقدم على قدر كبير من الموضوعية في تقديمه بعيدا عن المحاباة وهو يحفز القارئ و يقدم شهادته حول النصوص . لأن التقديم يجب أن يكون للنص و ليس للمبدع .
إن التعامل مع المقدمات بحذر يجب أن تكون من أولويات القارئ ، لأن الإساءة للنص تبدو أسهل من التعامل معه بموضوعية .
ذ حسن أبو محسن – الصويرة -
هوامش الدراسة
1 عبد النبي ذاكر عتبات الكتابة دار وليلي للطباعة و النشر مراكش ط 1/ 1998 ص 9
2باسمة درمش عتبات النص علامات المجلد 16/ الجزء 61 ماي / 2007 ص 40
3عبد النبي ذاكر عتبات الكتابة المرجع نفسه ص 9
4 احمد المنادي علامات في النقد المجلد 16/الجزء 61/ ماي 2007 ص144
5عبد النبي ذاكر عتبات الكتابة نفسه ص 77
6 عز الين العلام الآداب السلطانية عالم المعرفة / الكويت ع 324/فبراير 2006 ص42
7 ع الفتاح الجحمري عتبات النص البنية و الدلالة منشورات الرابطة البيضاء 1996/ ص16
8- د عبد المالك اشهبون عالم الفكر المجلد 33/ العدد 2/ أكتوبر/ دسمبر 2004 ص 89.
9- مصطفى الشليح أحلام الفجر ذبدبات التمرد على التنميط في القصيدة المغربية / مجلة المناهل العدد 51 / السنة 21 / يونيو 1996 ص 163
10محمد الحبيب الفرقاني دخان من الأزمنة المحترقة دار النشر المغربية ط1/1979 ص 25/26
11 محمد الحبيب الفرقاني نفسه ص92
12 إدريس بلمليح المختارات الشعرية و أجهزة تلقيها عند العرب منشورات كلية الآداب الرباط مطبعة النجاح الجديدة البيضاء ط 1 /1995 ص287
13 محمد الحبيب الفرقاني الديوان ص251
14 محمد الحبيب الفرقاني الديوان ص 226
15 حسن بنمنصور قبلة بلا شفة المطبعة الوطنية مراكش ط1/ 2000 / ص9
16 حسن بنمنصور الديوان نفسه13
17حسن بنمنصور الديوان نفسه نفسه ص166
18 عبد الكريم الطبال بعد الجلبة إبداعات سلسلة شراع ع2/ 1998 ص7
19 عبد الكريم الطبال بعد الجلبة الديوان نفسه ص 7
20 عبد العالي بوطيب العتبات النصية بين الوعي النظري و المقاربة النقدية جريدة العلم الملحق الثقافي ليوم السبت 28 أبريل 2001/ص 11
21 عبد الكريم الطبال بعد الجلبة إبداعات سلسلة شراع 2/ مارس / ابريل 1998 ص 31
22 أحمد المجاطي الفروسية منشورات المجلس القومي للثقافة العربيةط1/1987ص170
23 أحمد المجاطي ديوان الفروسية نفسه ص170
24أحمد المجاطي ديوان الفروسية نفسه/ ص110
يشكل التقديم أو المقدمة خطابا موازيا أو ملحقا مباشرا ، موجه في العمق إلى الخطاب و المُخاطب ، بمعنى آخر إلى الأثراالادبي و المتلقي، فهي حسب جيرار جينيت كل أنواع النصوص الممهدة لنص ما و التي هي خطاب حول النص 4 فهي من هذا المنطلق من الخطابات الافتتاحية ، فاتحة و تمهيد وديباجة و تنبيه وإخبار 5 و إن كانت هذه العتبة ليست ملزمة ، كما الأمر في العنوان أو اسم المؤاف مثلا ، و المقدمات قد تختلف باختلاف الطبعات و كذلك شروط الزمان و المكان المتحكمة في كتابة المقدمة ، و الملاحظ كذلك أن هذه المقدمات توجد إما في أوائل العمل الأدبي أو في آخره ، و هذا التموقع له دلالاته ، و هذه العتبة ليست ظاهرة حديثة أو معاصرة ، بل إن المصنفات القديمة و الحديث شعرا كانت أو نثرا ، فإن مبدعيها و ضعوا تقديما لكتاباتهم ، « تكتسي أهمية مركزية كمدخل للكتاب لاحتوائها معلومات تساعد كثيرا في فهم طبيعة و دواعي تأليفه و تحديد موضوعه » 6 و نشير إلى مقدمة أبي العلاء المعري في اللزوميات ، مثلا ، أو المقدمة التي وضعها مطران خليل مطران لديوانه و مقدمة ناجي علوش لديوان السياب ، و في الرواية نشير إلى المقدمة التي وضعها عبد الكريم غلاب لروايته دفنا الماضي أو مبارك ربيع لروايته الريح الشتوية . و يمكن أن نميز بين نوعين من المقدمات ، مقدمة ذاتيه من وضع المؤلف نفسه ، أو مقدمة غيرية من وضع مبدع آخر أو ناقد معين ، بل قد يكون المقدم هو الناشر،أو مقدم وهمي ، هذه المقدمات تتخذ أحيانا طابعا سجاليا ، بين الكتاب ، و مجالا للرد و طرح الأفكار النقدية و الأدبية و تشكل عتبة المقدمة باعتبارها نصا ملحقا مباشرا مدخلا مهما لاقتحام النص الأدبي ، ، فهي لا تقل أهمية عن عتبة العنوان والإهداء فهذه العتبات لها سياقات توظيفية و تاريخية و نصية تختزل جانبا مركزيا من منطق الكتابة 7 . المقدمة إذن هي بمتابة تدشين للنص ،و فرصة لخلق تلك العلاقة ممكنة بين المتلقي النص، يقدم له آليات مسبقة لقراءته ، لكن في حالات كثيرة ، وقد تكون إساءة حقيقية لجوهر العمل الإبداعي الذي يفترض فيه الانفتاح و تعدد قراءاته. إن العمل الجيد لا يحتاج إلى تقديم حسب جينيت 8 ، فالتقديم و إن كان مدخلا مهما لقراءة العمل الأدبي فإنه يفقده الكثير من دلالاته ، بل ينسج وساطة غير مرغوب فيها بين المبدع و المتلقي 9 . و السبب يعود فيما نعتقد إلى أن المقدمة غيرية كانت أو ذاتية قد تفرض بوعي أو دون وعي شروطا على القارئ، و لن تسمع له بإعادة بناء النص و تأويل دلالاته ، من منطلق أنه نص ابداعي تخييلي .
من هذا المنطلق فما طبيعة التقديم في الديوان الشعري المغربي المعاصر ؟
بالعودة إلى الديوان الشعري المغربي المعاصر، و لأجيال مختلفة من الشعراء فأولى المقدمات التي نريد الإشارة إليها ، المقدمة التي خص بها الشاعر و المناضل محمد الحبيب الفرقاني ديوانه دخان من الأزمنة المحترقة ، * و هي مقدمة طويلة تمتد من ص 3 إلى ص92 اعتبرها دراسة نقدية للشعر ، من حيث نشأته و مضمونه و طبيعته ومذاهبه ، و تيارات الشعر العربي ، ثم الحديث عن الشعر المغربي قبل و بعد الاستقلال ، ثم القصيدة المغربية خلال السبعينيات ، تشكل هذه المقدمة جزءا هاما من حجم الديوان ، حاول فيها الشاعركذلك تحديد مفهومه للشعر « الشعر كالحب .. كلاهما عاطفة إنسانية وجدانية .. تنبعان من الجمال...تخترقان الأهوال و تحتملان كل المتاعب...تأسيس اشراقي للبنية الاجتماعية ...صياغة إنسانية لعلاقاتها العامة و الخاصة .. تحرير المنازع من رقبةالفردية و التصور الأحادي...» 10 و يحدد الشاعر ثلاثة أبعاد للشعر ، البعد الوجداني ، البعد الموسيقي ، البعد الإنساني ، هكذا يعرف الفر قاني الشعر،هذا التعريف يرتبط بمحمد الفرقاني كشاعر ثم كمناضل ، فقد تحمل الشاعر أعباء سياسية و نضالية كثيرة ، عايش أحداثا و كان فاعلا فيها ،ساهم في الكفاح الوطني ، وبعد الاستقلال واصل نشاطه السياسي في صفوف الحركة التقدمية ، أعتقل عدة مرات و سجن و نفي مرارا ... هذه الأحداث هي التي صنعت مفهوم الشعر عند الفر قاني ، لذلك جاءت قصائده تزاوج بين النبرة الإنسانية و النبرة الخطابية المباشرة في كثير من الأحيان ، فهو لا يتردد في دعوة القراء إلى اكتشاف هذه القصائد « قيمتها الاجتماعية و مرابطها الفنية و الإنسانية بحركة التاريخ و بصراعاتها الاجتماعية و السياسية الدائرة ...و أبعادها الثلاثة .. ليتعرفوا ما إذا كان النجاح حليفي و حليف كلماتي...» 11 هكذا يدعو الشاعر المتلقي إلى قراءة الديوان من العناصر التي حددها ، ومن خلال مفهومه للشعر لكي يحكموا عليه و على شعره والواقع أن الفرقاني يحدد مسار القارئ و يرسم له طرقا محددا ،بعيدا عن أي تأويل مغرض كما يعتقد الشاعر، و بالتالي فهو يقتل فيه روح إعادة بناء النص من جديد ،واعطائه دلالات متعددة باختلاف زمان و مكان و شروط القراءة لأن أصالة النص تتوقف على أن« خلود الأثر الأدبي متوقف على مدى تفاعله مع أوساط مختلفة » 12 يقول الفرقاني في هذا المقطع ذي السمة الخطابية البعيدة عن حقيقة الشعر:
في حنجرتكم الذهبية يا أبناء الشوارع
أصوات مبحوحة
تأكلها الأبواق في أفاريز الطرقات
في صناديقكم يا أبناء الشوارع / تخشبت الكلمات 13
يا أيها العربي ، انك أمة/ ملء الزمان
ملء أركان البصر / تاريخ وجهك ثورة مجنونة
و خصالك الحمراء بركان زفر/ النار أهلي
و الأعاصير منزلي / و الثورة ظمئي / طعامي المعتبر 14
المقدمة الذاتية الثانية التي سأتناولها هي مقدمة ديوان قبلة بلا شفة للشاعر الشاب حسن بنمنصور ، وهو عمل شعري صدر بعد عقدين من الزمن عن ديوان الفرقاني جاءت مقدمة بنمنصور قصيرة جدا بين الصفحة 9 و10 عنونها ب ً مقدمةً ، يعترف الشاعر أنه لم يكن يحلم يوما بإصدارعمل شعري ، و أن ما يكتبه هو فقط لنفسه و حبيبته ، و أن كتاباته لا يخضعها لأوزان الخليل « لم اقس كتاباتي على أوزان الخليل ، ولا خضعتها لحركات التفعيلات و القوافي ، و لكن تركتها حرة تسبح في هذا الفضاء الممتد بلا حدود » 15 ص9 الشاعر يقر أن ما يكتبه ليس شعرا ، و أنه يسبح فقط مع الكلمات ، و أن ما يخطه هو لنفسه و محبوبته ، لماذا هذا العناء ؟ ثم ما جدوى وضع كلمة شعر على الغلاف ؟ أم أن الشاعر يضعنا منذ البداية أمام حقيقة مضمون الديوان ؟ و الذي يفتقد لكل مقومات الشعر الجميل من ايقاع و صور شعرية ... يقول :
قالت لي و من أين / لي بشاعريتك/
في الوصف و الإنشاء / قلت أنا راض
بما تكتبين فدعي / قلبك يكتب / ما يشاء
قالت سأصيح صيحة / غير مسبوقة في عالم النساء 16
و قول أيضا :
لو لم يكن بيننا المحمول / لذوبنا الشوق
بين المعقول و اللامعقول
و لغزانا الضنى /غزو العِدى/ بين العرض و الطول 17
من خلال هاتين المقدمتين الذاتيتين نطرح سؤالا بسيطا لماذا يكتب الشاعر مقدمة لعمله الشعري ؟ اعتقد أن المقدمتين تجيب عن هذا السؤال، فالشعراء المغاربة المتميزون لم يكتبوا مقدمات ذاتية لأعمالهم . بل قلة منهم تركوا هذه المهمة لغيرهم .
ومن هؤلاء الشعراء عبد الكريم الطبال ، وهو شاعر مغربي له مكانته في خريطة الشعر المغربي المعاصر ، و الدارس لهذا المتن لا يمكن أن يتجاوز هذا الشاعر ، لأنه واكب هذه القصيدة عبر نموها و استطاع أن يؤسس له منجزا شعريا جديرا بالدراسة . وفي ديوانه ً بعد الجلبة ً نجد مقدمة كتبها شاعر مميز آخر عنونها برحلة في روح الأشياء ، وهو الشاعرو الناقد محمد الميموني ، حاول فيها الاقتراب من عالم الطبال الشعري بطريقة سريعة مبرزا مكانته و استمراره في العطاء« تجربة الطبال تتأمل ذاتها من جديد، تجدد نفسها و تتفتح على آفاق أخرى و تقتحم مجالات جديدة بإصرار قل مثيله فيما نعرفه من مسيرات و سير الشعراء المغاربة »18 و لا يفوت المقدم أن ينبه القارئ أن مقدمته لا يجب أن تقف حاجزا بينه و بين النص بل يدعوه إلى قراءته الخاصة « لا أحب أن أقف بين القارئ و بين الديوان فأنوب عنه في القراءة و أشوش على ذوقه و خياله … « 19 هكذا ينتبه الميموني إلى مسألة أساسية وهي أن المقدمة كنص يفترض فيه توفره على قدر كاف من الاستقلالية والاكتفاء الذاتيين لمواجهة كل الاحتمالات التداولية الممكنة 20 ، و القارئ نفسه يجب أن يتمتع بالقدر الكافي من الذكاء و الوعي النقدي ليتحرر من أي سلطة قد تفرضها هذه العتبة عليه . لذا نرى أن تقديم الميومني هو تقديم واع ، مدرك لحدود الإبداع ، و حين يقوم بهذه الخطوة فهو يدرك قيمة النصوص و قيمة الشاعر رغم العلاقة الحميمية التي قد تربط بين المبدعين . إن نصوص عبد الكريم الطبال تقدم نفسها بنفسها كنصوص مشرقة، عميقة ، منفتحة .
يقول الطبال :
شجيرات/ على طرف النهر/ تسأل عصفورة
قد تمر على بابها/عن نجوم / سقطن لها/ في السماء ،
غيمة تتلصص/ من جفن سنبلة/ كي ترى/
السنديان العجوز / كيف يصمد/ في ملكه/
و يصاول كل الغزاة . 21
ا
المقدمة الثانية الغيرية نجدها في ديوان الفروسية ، و إن لم يسميها صاحبها كذلك ، وهو الناقد المعروف محيي الدين صبحي أسماها حداثة التراث و تراث الحداثة في شعر المجاطي . و هي تتموقع في آخر الديوان من ص 133 إلى ص170 وهي في الواقع دراسة تحليلية و نقدية يبدأها بتعرف الحداثة ثم ينتقل للحديث عن قصائد الديوان و اللمحات التراثية فيه و الرموز و الصور و رؤية الشاعر، وهي في الواقع مقدمة مهمة لأنها تقدم للقارئ مفاتيح قراءة الديوان ، لان النصوص تتطلب جهدا من التأمل و التمعن و القارئ المتسرع عليه أن ينصرف عنها ، فالمقدم يقارن بين الشاعر و ما فعله المعري بشعراء عصره. فقد جاء المعري في عصر سادت فيه الركاكة بدعوة الرقة فجاء بديباجة الاستعارات البعيدة و المعاني العميقة و البحور الرصينة... و كذلك فعل المجاطي 22 ثم يبرز مكانة أحمد المجاطي الشعرية فهو «يتبوأ مكانة بين رواد الشعر الحديث ...أما بالنسبة لشعراء المغرب العربي ...فهو رأس الطليعة التي تستحق لقب شاعر » 23 .
و لعل وضع هذه المقدمة في آخر الديوان له ما يبرره ، أولا أنها دراسة لناقد متميز تبرز وجهة نظر الناقد من العمل ، وهي دراسة عميقة لقراءة العمل خصوصا بالنسبة للقارئ العادي . ثانيا أن القارئ الناقد يمكن .أن يعود إليها بعد الانتهاء من قراءة العمل. و لنبرز عمق تجربة الشاعر المجاطي نقترح هذا المقطع :
دبحنا الضب من سغب / و نمنا في ظلال الشيح
وما عزفت لنا الأوتار / غير قصائد من ريح
فدَوَمنا / ومر بركبنا المنبت / يمضغ عظم ناقته
وفي عينيه خفّ حنين/ وكنا اثنين/ فصار الصمت ثالثنا
و رابعنا / دموع العين .24
و خلاصة القول و من خلال قراءتنا لهذه المقدمات يمكن أن نستخلص ما يلي
▬ المقدمات الذاتية هي مقدمات تسيء للعمل الشعري ، لأن الشاعر يفرض على المتلقي رؤيته الخاصة للشعر ، و يقدم له مفاتيح القراءة المباشرة ، و ذلك اغتيال للأثرالادبي في المهد ، لأن دور القارئ هو إعادة تشكيل النص و بنائه و ملء فراغاته . .. لذلك نلاحظ أن الشعراء الكبار ينفرون من كتابة مقدمات لدواوينهم.
المقدمات الذاتية هي تبريرية ، خادعة ، يحاول الشاعر إخفاء أي نقص في كتاباته من خلال تهويم القارئ بموقفه ، كما هو الحال عند حسن بنمنصور ، هل هنالك شعر دون إيقاع ؟ دون عمق في التجربة ، هل الشعر هو ما نكتبه للنفس و للحبيب ؟
▬ المقدمات الغيرية ، تختلف باختلاف المقدم ، و مكانته الأدبية ، و علاقته بالمقدم له ، فقد تكون المقدمة مفيدة للقارئ للولوج إلى النص ، حين لايمتلك آليات القراءة الجيدة ، و يكون المقدم على قدر كبير من الموضوعية في تقديمه بعيدا عن المحاباة وهو يحفز القارئ و يقدم شهادته حول النصوص . لأن التقديم يجب أن يكون للنص و ليس للمبدع .
إن التعامل مع المقدمات بحذر يجب أن تكون من أولويات القارئ ، لأن الإساءة للنص تبدو أسهل من التعامل معه بموضوعية .
ذ حسن أبو محسن – الصويرة -
هوامش الدراسة
1 عبد النبي ذاكر عتبات الكتابة دار وليلي للطباعة و النشر مراكش ط 1/ 1998 ص 9
2باسمة درمش عتبات النص علامات المجلد 16/ الجزء 61 ماي / 2007 ص 40
3عبد النبي ذاكر عتبات الكتابة المرجع نفسه ص 9
4 احمد المنادي علامات في النقد المجلد 16/الجزء 61/ ماي 2007 ص144
5عبد النبي ذاكر عتبات الكتابة نفسه ص 77
6 عز الين العلام الآداب السلطانية عالم المعرفة / الكويت ع 324/فبراير 2006 ص42
7 ع الفتاح الجحمري عتبات النص البنية و الدلالة منشورات الرابطة البيضاء 1996/ ص16
8- د عبد المالك اشهبون عالم الفكر المجلد 33/ العدد 2/ أكتوبر/ دسمبر 2004 ص 89.
9- مصطفى الشليح أحلام الفجر ذبدبات التمرد على التنميط في القصيدة المغربية / مجلة المناهل العدد 51 / السنة 21 / يونيو 1996 ص 163
10محمد الحبيب الفرقاني دخان من الأزمنة المحترقة دار النشر المغربية ط1/1979 ص 25/26
11 محمد الحبيب الفرقاني نفسه ص92
12 إدريس بلمليح المختارات الشعرية و أجهزة تلقيها عند العرب منشورات كلية الآداب الرباط مطبعة النجاح الجديدة البيضاء ط 1 /1995 ص287
13 محمد الحبيب الفرقاني الديوان ص251
14 محمد الحبيب الفرقاني الديوان ص 226
15 حسن بنمنصور قبلة بلا شفة المطبعة الوطنية مراكش ط1/ 2000 / ص9
16 حسن بنمنصور الديوان نفسه13
17حسن بنمنصور الديوان نفسه نفسه ص166
18 عبد الكريم الطبال بعد الجلبة إبداعات سلسلة شراع ع2/ 1998 ص7
19 عبد الكريم الطبال بعد الجلبة الديوان نفسه ص 7
20 عبد العالي بوطيب العتبات النصية بين الوعي النظري و المقاربة النقدية جريدة العلم الملحق الثقافي ليوم السبت 28 أبريل 2001/ص 11
21 عبد الكريم الطبال بعد الجلبة إبداعات سلسلة شراع 2/ مارس / ابريل 1998 ص 31
22 أحمد المجاطي الفروسية منشورات المجلس القومي للثقافة العربيةط1/1987ص170
23 أحمد المجاطي ديوان الفروسية نفسه ص170
24أحمد المجاطي ديوان الفروسية نفسه/ ص110