جودت جالي من مواليد 1951 في بغداد بقرية الرستمية. تخرج في معهد السكك وعمل في محافظات عديدة وأحيل على التقاعد بدرجة مدير فني.
مارس الرسم في بداياته ورُشح وهو في الثامنة عشرة للعمل في مجلة (مجلتي) رساما ولكن البيروقراطية الإدارية حرمته من التعيين. شارك في نشاطات الفرقة المسرحية لمركز شباب الزعفرانية وفازت الفرقة بالجائزة الثانية في المهرجان القطري لمراكز الشباب عن مسرحية كتبها خصيصا للإشتراك في المهرجان. كتب الشعر مبكرا وحصل على الجائزة التقديرية عن قصيدة له في مسابقة لإذاعة صوت الجماهير. حصل على عدة جوائز في الشعر في المهرجانات الثقافية لثانويات الكرادة الشرقية. نشر في السبعينيات أول نتاجاته الشعرية في جريدة الثورة كما نشر في الراصد وطريق الشعب شعرا ومقالات في صفحة أصوات شابة وقصة للأطفال، وفي جريدة الفكر الجديد (مقالا عن الرواية الإنكليزية الكلاسيكية توم جونز للكاتب فيلدنغ بوصفها رواية تأريخية) وفي الثقافة الجديدة (ترجمة لقصة سوفيتية عن اللغة الإنكليزية من مجلة الأدب السوفييتي عنوانها الوادي الملعون).
كان مقلا في الكتابة وميالا الى الإطلاع وتنمية قدراته اللغوية فرغب بعد إتقان اللغة الإنكليزية بتعلم اللغة الألمانية بمجهوده الشخصي وترجم عنها لجريدة الثورة وفيما بعد لجريدة القادسية عددا من القصص، ولكن اللغة الفرنسية إستحوذت على إهتمامه أكثر فأهمل الألمانية وشرع بتعلم اللغة الفرنسية بنفس الطريقة، وداوم على تقوية معرفته باللغتين الإنكليزية والفرنسية، قراءة، خلال خدمة الإحتياط العسكرية في الثمانينيات، التي قضى معظمها في الجبهة أو خلفياتها خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وكانت القراءة وتعلم اللغات في ظل هذه الظروف ممارسة للحياة وتحديا للموت المتربص الذي يمكن أن ينهي حياته في أية لحظة، ومنذئذ ترجم عنهما لصحف الثورة والقادسية والتآخي ومجلة الثقافة الأجنبية. الى جانب ذلك بدأ يكتب القصص وينشرها في الصحف العراقية، وفي التسعينيات أخذ يقلل من نشاطه الثقافي حتى إنعدم أو كاد.
عاد الى نشاطه بعد 2003، ترجمةً وتأليفا، في الصحف والمجلات موليا إهتماما خاصا الى الثقافة الشعبية والتراث وكتب وترجم عددا من المقالات لمجلة التراث الشعبي وصفحات الذاكرة والتراث في عدد من الصحف العراقية وأعد لسنوات متابعات ثقافية لمجلة الثقافة الجديدة. صدر له، بعد إلحاح أصدقائه عليه أن يجمع نتاجاته في كتب، عن دار الشؤون الثقافية كتابان ترجمةً وتحريراً عن الفرنسية.. (نصوص عن بول ريكور) 2012 و(في المنهج الأخلاقي للعمل السينمائي) 2016 . وصدر له من مؤلفاته عن دار ضفاف مجموعة قصص (فك الحزن) 2017 و(جهات السينما الأربع) 2017 تضمن مقالات في السينما، و(الهجاء في الشعر العراقي ومقالات أخرى في الثقافة والأدب) 2017، ومجموعته القصصية (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018، ومجموعة (التودد الى الزوجة) 2018 التي تضم قصصا لكُتّاب أجانب اختارها مما ترجمه طوال ثلاثين عاما، وكتاب مشترك (مسابقة القاصة سافرة جميل حافظ للقصة القصيرة، الدورة الأولى 2017) 2018 وقد ضم الكتاب قصته (ممشى اليوكالبتوس)، وهو يعكف على إعداد كتب أخرى للطبع. نُشرت له مقالات كتبها باللغة الفرنسية عن كتاب عراقيين وقصيدة رثاء للفنان مؤيد نعمة في مجلة (بغداد) التي تصدر بالفرنسية عن دار المأمون، كما نُشرت له قصة (الضباع) كتبها باللغة الإنكليزية في مجلة كلكامش التي تصدر عن الدار نفسها وهذه القصة تركيبة من قصتين، من قصة (الضبع) التي كتبها بالعربية وجرت أثناء ترجمتها الى اللغة الإنكليزية إضافة خط آخر في السرد يشكل ثيمة موازية للثيمة الأصلية. حاز على شهادة تقديرية من إتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وهو عضو فيه منذ سنة 2007.
**
من المواد التي نشرها في مجلة التراث الشعبي التي سمته علما من أعلام التراث الشعبي في مجال الترجمة في العدد الخاص الذي صدر بمناسبة الذكرى الخمسين لصدور المجلة عن وزارة الثقافة:
1)ثقافة اﻟﭼﻭﻟﺔ والفن القصصي سنة 2009
2)الحكمة الحيوانية من خلال الامثال الأفريقية، سنة 2008.
3)الصياد المندي: دوره ومنزلته في الحياة الشعبية الأفريقية وثقافتها، سنة 2010.
4)كتيب الأمثال النيجيرية سنة 2018.
***
كتبت عن مؤلفاته مقالات:
1)د. هناء خليف غني : جماليات الحزن وفضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي
مقال جماليات الحزن و فضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي، الدكتورة هناء خليف غني، والمقال نفسه يوجد على موقع الجامعة المستنصرية قسم الترجمة.
2) القسم الثقافي Archive - كتابات مجموعة التودد إلى الزوجة ترصد الحب ورتابة الزواج وتأثيرات الحرب على البعض، بقلم سماح عادل. موقع كتابات.
3) القسم الثقافي Archive - كتابات موقع كتابات.. جودت جالي: أعبر عن الحزن كعزاء و مرحلة يجب تجاوزها. لقاء أجرته معه سماح عادل
4)سرديات الحزن وتفكيكها، جاسم عاصي. مجلة الثقافة الجديدة العدد 398-399 تموز 2018، وأيضا في طريق الشعب.
5) غازي سلمان : للحياة بقية من “بلابل برية” * للحياة بقية في بلابل برية، غازي سلمان في موقع الناقد العراقي والمقال نفسه يمكن قراءته في موقع مجلة معارج وفي جريدة طريق الشعب.
6)حسين سرمك حسن : شكرا “جودت جالي” على كتاب : جهات السينما ...
https://www.alnaked-aliraqi.net › نقد › سينم
* يمكن قراءة نماذج من قصص جودت جالي على الانترنيت وموقع الانطولوجيا وهذه مقتطفات مما قالوا في قصصه وترجماته
- الأستاذ القاص محمد خضير- فيسبوك
جودت جالي مترجم موثوق وقد تعرفنا من خلال ترجماته على أدباء لم نكن نعرفهم، وأنا شخصيا اعتمدت على ترجماته في بعض مقالاتي.
***************
الأستاذ حسين سرمك حسن: (بخصوص كتاب جهات السينما الاربع)
وتهمني هنا الإشارة إلى جرأة جودت جالي في تشخيص مواطن الخلل في الواقع السينمائي العربي والعالمي عبر الأفلام التي تناولها . فحين تناول – على سبيل المثال- فيلم “عمارة يعقوبيان” المُعد عن رواية بنفس الإسم حصلت على أكثر مما تستحق من التضخيم والاحتفاء تحدّث بصورة صريحة عن الإفساد السينمائي النفطي إذا جاز الوصف الذي تقوم به رؤوس الأموال الخليجية التي أوصلت الواقع السينمائي المصري الذي كان باهرا إلى الحضيض. وهذه الحالة هي امتداد لما سمّاه الراحل الكبير “عبد الرحمن منيف” “الإفساد الثقافي النفطي” الذي خرّب الواقع الثقافي العربي بشكل عام وعلى كل المستويات الصحفية والأدبية والفنية وحتى السلوكية. يقول جودت بحق :
(السينما المصرية… من الصعود القومي الطامح لأن يكون عالميا في عهد جمال عبد الناصر الي الإنكماش الفني تحت سيطرة الممولين الخليجيين ونفوذ السلفيين ، من عصر ليلي مراد وفاتن حمامة وتحية كاريوكا وشويكار ونجوي فؤاد الى عصر كتاكيت الإغراء اللواتي تحولن بقدرة قادر الى محجبات بأجر عال يدفعه الممولون المذكورون أعلاه وكلما كان الوجه الذي يحيطه الحجاب أجمل كان الأجر أجزل. من عصر الانفتاح والجدل الحي الي عصر الانغلاق والعدمية الفكرية. من استلهام القيم الزاهرة في الدين والتراث الي قيم المافيات الملتحية والموت المحجب) (ص 14).
**************
- الدكتورة هناء خليف غني:
على الرغم من تمثيل الحزن ومسبباته وتداعياته الثيمة المحورية في مجموعة (فك الحزن)، إلا أنه لا يؤلف سوى جانبٍ واحدٍ من جوانب الحياة الثرية والمتنوعة. الحزن في المجموعة أبعد ما يكون عن الحزن المرضي المعطل للحياة الذي تتحدث عنه بعض من النظريات النفسية، بل أنه يساعد، بطرائق متنوعة كثيرة على المضي في الحياة والاحتفاء بها. والسبب في ذلك يعود إلى إدراك أكثرية الشخصيات أنهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة، وأن هناك أشخاصاً ينتظرونهم ويعتمدون عليهم، وان تشبثهم بها هو نوع من التواصل مع من غاب عنهم والوفاء لهم: إنهم، بطريقة ما، يكملون مسيرتهم. ثمة عوامل ساعدت في ايصال هذه الرسالة إلى القارئ بنجاح منها، في سبيل المثال لا الحصر، تماسك البناء السردي الذي جاء بلا حشو في الاحداث ولا في توصيف الشخصيات، وتركيز القاص على الهامشي واليومي والمألوف الذي لا يلفت الانتباه في المعتاد، وتناوله غير المباشر لمسببات القهر والاستلاب والتغريب الذي تشعر به بعض من الشخصيات التي ظهرت منفعلة ومستقبلة لما يدور حولها من الأحداث الكبيرة المفجعة أكثر منها فاعلة ومؤثرة. إنها شخصيات تتصف بفرط الحساسية والقلق حيال هموم الحياة وهواجسها، انها تريد أن تعيش بسلام فحسب ولو على هامش الحياة، لا شأن لها بالاحتراب السياسي ولا بالاقتتال الطائفي. لكن الحياة والقدر والوضع السياسي ينكر عليها ذلك ويرغمها على قبول املاءاته المحزنة. وختاماً، ان قراءة قصص مجموعة (فك الحزن) في ضوء المنظور النفسي إنما هي قراءة واحدة فحسب، وثمة أكثر من مستوى ومقاربة يمكن على وفقها فهم القصص والتعامل معها.
****************
- الأستاذ الناقد جاسم عاصي:
القاص ( جودت جالي) معني بظاهرة الحزن ، الذي يبدو على غير صورته المبتلاة بجلد الذات وعقابها وإقامة طقوس التعزية إثرها . إنه كشف خلل الظاهرة من بين الظواهر الاجتماعية بشكل غير مباشر. إذ يطرح ظاهرة يمارسها الفرد أو تقع مؤثراتها على حياته ، ما يُسبب له ارباكاً واضطراباً ، بطرح مجموع صوّر للظاهرة التي تتخذ من صفة الحزن كرديف للفرح والمسرّة فقط دون أن يراكم ما يرافق الظاهرة من تأثيرات . بمعنى لا يستنفد طبيعة ما يراه ويفحصه وهو يراقب ما اختزنته ذاكرته ، بقدر ما يُعيد النسغ لمثل هذه الحياة البائسة ، كي يضعها موّضع الامتحان الاجتماعي .
وهو شديد الحساسية التي تتجسد بملفوظات تراجيدية إزاء مشاهداته ، مستنداً إلى رؤية قارّة تعبر عن موّقفه الخاص والعام .القاص معني بكثافة الظاهرة ومردوداتها النفسية ، وليس لصوت يعلو على فضاء الظواهر ، فقد بدا في نصوصه جزءا من الظواهر العامة ، غير أنها وكما أكد خلال السرد؛ أنها ظاهرة مهمة ومؤثرة، لأنها بمجرياتها تُعطل فرح الإنسان واستقرار وجوده.
****************
- الشاعر مبين خشاني: فيسبوك 3 فبراير 2019
من ميزات قص جودت جالي هو اللغة الشعرية المنسابة بهدوء وجمله المقتضبة التي تصل بالمعنى المطلوب باقل جهد يبذله القارئ، فالاختزال لا يقتصر عنده على الجمل القصيرة فقط يتعدى ذلك الى اختزال المشهد ليجنب القارئ عناء تشذيب الزوائد، فتصله الصورة كاملة من دون اغراق غير مبرر في تفاصيل غير مهمة، هذا الامر ناتج عن انه يعرف اي قارئ يستهدف.
شخصياته قادمة من هامش الهامش، حقيقة، ان شخصياته لم تصادفني من قبل في قصص قرأتها لكن بالتأكيد اراها يوميا من حولي، شخصيات لفرط عاديتها تجعلك تتسائل ما الذي فعلته كي تجذب انتباه الكاتب؟ مثل الارمل وابنه التنبل في قصة( ثرثرة قصيرة) كلاهما شخصيتان عاديتان لدرجة من الصعب معها استخراج دراما قابلة للكتابة لكن هنا يتضح جهد الكاتب وانشغاله بالآخر المهمش المنسي ومحاولته الدائمة لتسليط التركيز عليه والاستماع له، كأنه يقول بلسان حاله "انا هنا"، هذا الامر ينسحب الى قصص اخرى مثل "قطرات الغبش" و"ضمور" و"الضبع". هذا الانتباه الذي يتميز به جودت يعزى لاستيعابه هم المكان والزمان، فهو يكتب عن مكانه الذي يعرفه وينتمي اليه ويكشف خباياه للعامة قائلا هذا السر العلني كلكم تعرفوه وتسكتون عنه، فالحقيقة عنده دائما محرجة، وهو الحرج نفسه الذي سببه عبود للمدينة. وهذا الشيء يمنحه الامتياز المحلي، لأنه قد يخادعك عند بداية الحكي لكنه حتما سيصدمك في مكان ما من القصة، فتعرف انه يفكر بعالمية ويتصرف بمحلية، مستفيدا من لغته الثانية التي يقرأ بها قصص العالم ويتابع القصة القصيرة بحرص.
أما هم الزمان فيتضح لنا من خلال قصة"حلم عشوائي" التي تبدو وكأنها تدور في زمن ديستوبي قلق وغير مريح، في هذه القصة سمح جودت لشخصياته بان تتحدث بحرية اكبر وهذا الحوار هو ميزة هذه القصة كونه حوارا مضحكا مبكيا، كوميديا سوداء تؤكد ان النكتة هي مأساة تكررت فألفناها.
درجة الصعوبة التي كتب بها قصة "فك الحزن" تتمثل بأنه لم يسلك الطريق السهل المعتاد نحو دغدغة العاطفة بل جعل الكارثة حدث ثانوي وسلط تركيزه على ان ثوب الامل يحتاج حركة واحدة فقط لارتدائه وهو يتكفل بالبقية.
***************
- الناقد غازي سلمان
إن تلك اللحظات القصار المثقلة بطاقات حياتية معقدة ، هي فضاء القصة القصيرة الذي يُشغَف الكاتبُ بالتعبير عنها ورصد تحولاتها وفق حبكة تتجلى الأحداث فيها وعبر لغة تنطوي على أفكار الكاتب أو مضمون كتابته، لغة تتماهى مع معالم شخصيات القصة من حيث المستوى الفكري والثقافي والانتماء الطبقي أيضا، وكذلك مع الأمكنة وتفصيلات مجوداتها في زمن بعينه يفرض على كل عناصر القص الأخرى سطوته في التغيير، فيما يمنح امتلاك الكاتب لناصية لغته النصَّ قيمته الإبداعية من خلال العلاقة المتخلقة بين تلك اللغة نفسها والتجربة الشعورية ، ولهذا لابد وان يمتاز كاتب القصة القصيرة بالفطنة في دقة الرصد وبمخيلة نشطة قادرة على الابتكار ، تمكنانه من إعادة صياغة الأحداث الواقعية في واقع إبداعي مواز .
***************
الأديب أمل الكردفاني في تعليق على قصة (القبر الجماعي( في موقع الانطولوجيا
الاستاذ جودت
انت قاص محترف.. وهذه الرواية القصيرة تجاوزت حد الاعجاز حتى لتتقلص أمام سطورها أقاصيص كونديرا وتشيخوف...
القص المدهش.. اللغة المحترفة.. الحبكة.. التفكيك السيكولوجي ... حرب الحب الباردة... التاريخ والحاضر .. ولحظة تكشف جثة ابنة العم .. ووصف وجهها قبل الموت.. تدور القصة لتكشف لنا أن البطل هو من اطلق النار عليها... ليس لقتلها ولكن لقتل أمل مهزوم في معركة خسرها القلب مسبقا.. مسعود الصديق العدو ... الذي ظل وسما للهزيمة يرفض الموت حتى لا يقضي على الذاكرة المسمومة.
قصة رائعة من كاتب عملاق...
امتعتني جدا وسهرت حتى الآن في اجتراع جملها واستعاراتها بشراهة الجوعى لابداع مضى وقت طويل لم تنصب له مائدة حقيقية كما حدث اليوم.
*********************
القاص صبري الحيدري:
بغداد...مدوّنات زمن آفل. ملحق تاتو جريدة المدى السبت 16-02-2013.
(جودت جالي) الشاعر والقاص والمترجم حاليا ،الذي تعلمت منه قراءة الكتب ، لم يعلمني أي معلم قبله هو كان معلمي الاول في المدرسة الابتدائية ثم المتوسطة ، تخاصمنا كثيرا وتصالحا كثيرا، لم تكن تروق لي جديته في التعامل مع الحياة! لا يجيد فن المزاح والنكتة ، حديثه حديث كبار تقدموا في التجربة والسن ، جودت ذلك الصبي الذي تعود على المرارة وشظف العيش والحاجة القاسية ، في ذلك الزمن الستيني قدم لي رواية (الطريق) لنجيب محفوظ والتي لم اسعد بقراءتها لكونها سرقت مني ، ثم قدم لي رواية (شباب امرأة) لأمين يوسف غراب وكم كانت جميلة ، كنت مع جودت نتبادل ايضا مجلات سوبرمان والرجل الوطواط وبساط الريح ، كانت امي تقدم لنا طعام العشاء (لبلبي) وكم كان جودت يحب هذا الطعام.....
مارس الرسم في بداياته ورُشح وهو في الثامنة عشرة للعمل في مجلة (مجلتي) رساما ولكن البيروقراطية الإدارية حرمته من التعيين. شارك في نشاطات الفرقة المسرحية لمركز شباب الزعفرانية وفازت الفرقة بالجائزة الثانية في المهرجان القطري لمراكز الشباب عن مسرحية كتبها خصيصا للإشتراك في المهرجان. كتب الشعر مبكرا وحصل على الجائزة التقديرية عن قصيدة له في مسابقة لإذاعة صوت الجماهير. حصل على عدة جوائز في الشعر في المهرجانات الثقافية لثانويات الكرادة الشرقية. نشر في السبعينيات أول نتاجاته الشعرية في جريدة الثورة كما نشر في الراصد وطريق الشعب شعرا ومقالات في صفحة أصوات شابة وقصة للأطفال، وفي جريدة الفكر الجديد (مقالا عن الرواية الإنكليزية الكلاسيكية توم جونز للكاتب فيلدنغ بوصفها رواية تأريخية) وفي الثقافة الجديدة (ترجمة لقصة سوفيتية عن اللغة الإنكليزية من مجلة الأدب السوفييتي عنوانها الوادي الملعون).
كان مقلا في الكتابة وميالا الى الإطلاع وتنمية قدراته اللغوية فرغب بعد إتقان اللغة الإنكليزية بتعلم اللغة الألمانية بمجهوده الشخصي وترجم عنها لجريدة الثورة وفيما بعد لجريدة القادسية عددا من القصص، ولكن اللغة الفرنسية إستحوذت على إهتمامه أكثر فأهمل الألمانية وشرع بتعلم اللغة الفرنسية بنفس الطريقة، وداوم على تقوية معرفته باللغتين الإنكليزية والفرنسية، قراءة، خلال خدمة الإحتياط العسكرية في الثمانينيات، التي قضى معظمها في الجبهة أو خلفياتها خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وكانت القراءة وتعلم اللغات في ظل هذه الظروف ممارسة للحياة وتحديا للموت المتربص الذي يمكن أن ينهي حياته في أية لحظة، ومنذئذ ترجم عنهما لصحف الثورة والقادسية والتآخي ومجلة الثقافة الأجنبية. الى جانب ذلك بدأ يكتب القصص وينشرها في الصحف العراقية، وفي التسعينيات أخذ يقلل من نشاطه الثقافي حتى إنعدم أو كاد.
عاد الى نشاطه بعد 2003، ترجمةً وتأليفا، في الصحف والمجلات موليا إهتماما خاصا الى الثقافة الشعبية والتراث وكتب وترجم عددا من المقالات لمجلة التراث الشعبي وصفحات الذاكرة والتراث في عدد من الصحف العراقية وأعد لسنوات متابعات ثقافية لمجلة الثقافة الجديدة. صدر له، بعد إلحاح أصدقائه عليه أن يجمع نتاجاته في كتب، عن دار الشؤون الثقافية كتابان ترجمةً وتحريراً عن الفرنسية.. (نصوص عن بول ريكور) 2012 و(في المنهج الأخلاقي للعمل السينمائي) 2016 . وصدر له من مؤلفاته عن دار ضفاف مجموعة قصص (فك الحزن) 2017 و(جهات السينما الأربع) 2017 تضمن مقالات في السينما، و(الهجاء في الشعر العراقي ومقالات أخرى في الثقافة والأدب) 2017، ومجموعته القصصية (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018، ومجموعة (التودد الى الزوجة) 2018 التي تضم قصصا لكُتّاب أجانب اختارها مما ترجمه طوال ثلاثين عاما، وكتاب مشترك (مسابقة القاصة سافرة جميل حافظ للقصة القصيرة، الدورة الأولى 2017) 2018 وقد ضم الكتاب قصته (ممشى اليوكالبتوس)، وهو يعكف على إعداد كتب أخرى للطبع. نُشرت له مقالات كتبها باللغة الفرنسية عن كتاب عراقيين وقصيدة رثاء للفنان مؤيد نعمة في مجلة (بغداد) التي تصدر بالفرنسية عن دار المأمون، كما نُشرت له قصة (الضباع) كتبها باللغة الإنكليزية في مجلة كلكامش التي تصدر عن الدار نفسها وهذه القصة تركيبة من قصتين، من قصة (الضبع) التي كتبها بالعربية وجرت أثناء ترجمتها الى اللغة الإنكليزية إضافة خط آخر في السرد يشكل ثيمة موازية للثيمة الأصلية. حاز على شهادة تقديرية من إتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وهو عضو فيه منذ سنة 2007.
**
من المواد التي نشرها في مجلة التراث الشعبي التي سمته علما من أعلام التراث الشعبي في مجال الترجمة في العدد الخاص الذي صدر بمناسبة الذكرى الخمسين لصدور المجلة عن وزارة الثقافة:
1)ثقافة اﻟﭼﻭﻟﺔ والفن القصصي سنة 2009
2)الحكمة الحيوانية من خلال الامثال الأفريقية، سنة 2008.
3)الصياد المندي: دوره ومنزلته في الحياة الشعبية الأفريقية وثقافتها، سنة 2010.
4)كتيب الأمثال النيجيرية سنة 2018.
***
كتبت عن مؤلفاته مقالات:
1)د. هناء خليف غني : جماليات الحزن وفضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي
مقال جماليات الحزن و فضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي، الدكتورة هناء خليف غني، والمقال نفسه يوجد على موقع الجامعة المستنصرية قسم الترجمة.
2) القسم الثقافي Archive - كتابات مجموعة التودد إلى الزوجة ترصد الحب ورتابة الزواج وتأثيرات الحرب على البعض، بقلم سماح عادل. موقع كتابات.
3) القسم الثقافي Archive - كتابات موقع كتابات.. جودت جالي: أعبر عن الحزن كعزاء و مرحلة يجب تجاوزها. لقاء أجرته معه سماح عادل
4)سرديات الحزن وتفكيكها، جاسم عاصي. مجلة الثقافة الجديدة العدد 398-399 تموز 2018، وأيضا في طريق الشعب.
5) غازي سلمان : للحياة بقية من “بلابل برية” * للحياة بقية في بلابل برية، غازي سلمان في موقع الناقد العراقي والمقال نفسه يمكن قراءته في موقع مجلة معارج وفي جريدة طريق الشعب.
6)حسين سرمك حسن : شكرا “جودت جالي” على كتاب : جهات السينما ...
https://www.alnaked-aliraqi.net › نقد › سينم
* يمكن قراءة نماذج من قصص جودت جالي على الانترنيت وموقع الانطولوجيا وهذه مقتطفات مما قالوا في قصصه وترجماته
- الأستاذ القاص محمد خضير- فيسبوك
جودت جالي مترجم موثوق وقد تعرفنا من خلال ترجماته على أدباء لم نكن نعرفهم، وأنا شخصيا اعتمدت على ترجماته في بعض مقالاتي.
***************
الأستاذ حسين سرمك حسن: (بخصوص كتاب جهات السينما الاربع)
وتهمني هنا الإشارة إلى جرأة جودت جالي في تشخيص مواطن الخلل في الواقع السينمائي العربي والعالمي عبر الأفلام التي تناولها . فحين تناول – على سبيل المثال- فيلم “عمارة يعقوبيان” المُعد عن رواية بنفس الإسم حصلت على أكثر مما تستحق من التضخيم والاحتفاء تحدّث بصورة صريحة عن الإفساد السينمائي النفطي إذا جاز الوصف الذي تقوم به رؤوس الأموال الخليجية التي أوصلت الواقع السينمائي المصري الذي كان باهرا إلى الحضيض. وهذه الحالة هي امتداد لما سمّاه الراحل الكبير “عبد الرحمن منيف” “الإفساد الثقافي النفطي” الذي خرّب الواقع الثقافي العربي بشكل عام وعلى كل المستويات الصحفية والأدبية والفنية وحتى السلوكية. يقول جودت بحق :
(السينما المصرية… من الصعود القومي الطامح لأن يكون عالميا في عهد جمال عبد الناصر الي الإنكماش الفني تحت سيطرة الممولين الخليجيين ونفوذ السلفيين ، من عصر ليلي مراد وفاتن حمامة وتحية كاريوكا وشويكار ونجوي فؤاد الى عصر كتاكيت الإغراء اللواتي تحولن بقدرة قادر الى محجبات بأجر عال يدفعه الممولون المذكورون أعلاه وكلما كان الوجه الذي يحيطه الحجاب أجمل كان الأجر أجزل. من عصر الانفتاح والجدل الحي الي عصر الانغلاق والعدمية الفكرية. من استلهام القيم الزاهرة في الدين والتراث الي قيم المافيات الملتحية والموت المحجب) (ص 14).
**************
- الدكتورة هناء خليف غني:
على الرغم من تمثيل الحزن ومسبباته وتداعياته الثيمة المحورية في مجموعة (فك الحزن)، إلا أنه لا يؤلف سوى جانبٍ واحدٍ من جوانب الحياة الثرية والمتنوعة. الحزن في المجموعة أبعد ما يكون عن الحزن المرضي المعطل للحياة الذي تتحدث عنه بعض من النظريات النفسية، بل أنه يساعد، بطرائق متنوعة كثيرة على المضي في الحياة والاحتفاء بها. والسبب في ذلك يعود إلى إدراك أكثرية الشخصيات أنهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة، وأن هناك أشخاصاً ينتظرونهم ويعتمدون عليهم، وان تشبثهم بها هو نوع من التواصل مع من غاب عنهم والوفاء لهم: إنهم، بطريقة ما، يكملون مسيرتهم. ثمة عوامل ساعدت في ايصال هذه الرسالة إلى القارئ بنجاح منها، في سبيل المثال لا الحصر، تماسك البناء السردي الذي جاء بلا حشو في الاحداث ولا في توصيف الشخصيات، وتركيز القاص على الهامشي واليومي والمألوف الذي لا يلفت الانتباه في المعتاد، وتناوله غير المباشر لمسببات القهر والاستلاب والتغريب الذي تشعر به بعض من الشخصيات التي ظهرت منفعلة ومستقبلة لما يدور حولها من الأحداث الكبيرة المفجعة أكثر منها فاعلة ومؤثرة. إنها شخصيات تتصف بفرط الحساسية والقلق حيال هموم الحياة وهواجسها، انها تريد أن تعيش بسلام فحسب ولو على هامش الحياة، لا شأن لها بالاحتراب السياسي ولا بالاقتتال الطائفي. لكن الحياة والقدر والوضع السياسي ينكر عليها ذلك ويرغمها على قبول املاءاته المحزنة. وختاماً، ان قراءة قصص مجموعة (فك الحزن) في ضوء المنظور النفسي إنما هي قراءة واحدة فحسب، وثمة أكثر من مستوى ومقاربة يمكن على وفقها فهم القصص والتعامل معها.
****************
- الأستاذ الناقد جاسم عاصي:
القاص ( جودت جالي) معني بظاهرة الحزن ، الذي يبدو على غير صورته المبتلاة بجلد الذات وعقابها وإقامة طقوس التعزية إثرها . إنه كشف خلل الظاهرة من بين الظواهر الاجتماعية بشكل غير مباشر. إذ يطرح ظاهرة يمارسها الفرد أو تقع مؤثراتها على حياته ، ما يُسبب له ارباكاً واضطراباً ، بطرح مجموع صوّر للظاهرة التي تتخذ من صفة الحزن كرديف للفرح والمسرّة فقط دون أن يراكم ما يرافق الظاهرة من تأثيرات . بمعنى لا يستنفد طبيعة ما يراه ويفحصه وهو يراقب ما اختزنته ذاكرته ، بقدر ما يُعيد النسغ لمثل هذه الحياة البائسة ، كي يضعها موّضع الامتحان الاجتماعي .
وهو شديد الحساسية التي تتجسد بملفوظات تراجيدية إزاء مشاهداته ، مستنداً إلى رؤية قارّة تعبر عن موّقفه الخاص والعام .القاص معني بكثافة الظاهرة ومردوداتها النفسية ، وليس لصوت يعلو على فضاء الظواهر ، فقد بدا في نصوصه جزءا من الظواهر العامة ، غير أنها وكما أكد خلال السرد؛ أنها ظاهرة مهمة ومؤثرة، لأنها بمجرياتها تُعطل فرح الإنسان واستقرار وجوده.
****************
- الشاعر مبين خشاني: فيسبوك 3 فبراير 2019
من ميزات قص جودت جالي هو اللغة الشعرية المنسابة بهدوء وجمله المقتضبة التي تصل بالمعنى المطلوب باقل جهد يبذله القارئ، فالاختزال لا يقتصر عنده على الجمل القصيرة فقط يتعدى ذلك الى اختزال المشهد ليجنب القارئ عناء تشذيب الزوائد، فتصله الصورة كاملة من دون اغراق غير مبرر في تفاصيل غير مهمة، هذا الامر ناتج عن انه يعرف اي قارئ يستهدف.
شخصياته قادمة من هامش الهامش، حقيقة، ان شخصياته لم تصادفني من قبل في قصص قرأتها لكن بالتأكيد اراها يوميا من حولي، شخصيات لفرط عاديتها تجعلك تتسائل ما الذي فعلته كي تجذب انتباه الكاتب؟ مثل الارمل وابنه التنبل في قصة( ثرثرة قصيرة) كلاهما شخصيتان عاديتان لدرجة من الصعب معها استخراج دراما قابلة للكتابة لكن هنا يتضح جهد الكاتب وانشغاله بالآخر المهمش المنسي ومحاولته الدائمة لتسليط التركيز عليه والاستماع له، كأنه يقول بلسان حاله "انا هنا"، هذا الامر ينسحب الى قصص اخرى مثل "قطرات الغبش" و"ضمور" و"الضبع". هذا الانتباه الذي يتميز به جودت يعزى لاستيعابه هم المكان والزمان، فهو يكتب عن مكانه الذي يعرفه وينتمي اليه ويكشف خباياه للعامة قائلا هذا السر العلني كلكم تعرفوه وتسكتون عنه، فالحقيقة عنده دائما محرجة، وهو الحرج نفسه الذي سببه عبود للمدينة. وهذا الشيء يمنحه الامتياز المحلي، لأنه قد يخادعك عند بداية الحكي لكنه حتما سيصدمك في مكان ما من القصة، فتعرف انه يفكر بعالمية ويتصرف بمحلية، مستفيدا من لغته الثانية التي يقرأ بها قصص العالم ويتابع القصة القصيرة بحرص.
أما هم الزمان فيتضح لنا من خلال قصة"حلم عشوائي" التي تبدو وكأنها تدور في زمن ديستوبي قلق وغير مريح، في هذه القصة سمح جودت لشخصياته بان تتحدث بحرية اكبر وهذا الحوار هو ميزة هذه القصة كونه حوارا مضحكا مبكيا، كوميديا سوداء تؤكد ان النكتة هي مأساة تكررت فألفناها.
درجة الصعوبة التي كتب بها قصة "فك الحزن" تتمثل بأنه لم يسلك الطريق السهل المعتاد نحو دغدغة العاطفة بل جعل الكارثة حدث ثانوي وسلط تركيزه على ان ثوب الامل يحتاج حركة واحدة فقط لارتدائه وهو يتكفل بالبقية.
***************
- الناقد غازي سلمان
إن تلك اللحظات القصار المثقلة بطاقات حياتية معقدة ، هي فضاء القصة القصيرة الذي يُشغَف الكاتبُ بالتعبير عنها ورصد تحولاتها وفق حبكة تتجلى الأحداث فيها وعبر لغة تنطوي على أفكار الكاتب أو مضمون كتابته، لغة تتماهى مع معالم شخصيات القصة من حيث المستوى الفكري والثقافي والانتماء الطبقي أيضا، وكذلك مع الأمكنة وتفصيلات مجوداتها في زمن بعينه يفرض على كل عناصر القص الأخرى سطوته في التغيير، فيما يمنح امتلاك الكاتب لناصية لغته النصَّ قيمته الإبداعية من خلال العلاقة المتخلقة بين تلك اللغة نفسها والتجربة الشعورية ، ولهذا لابد وان يمتاز كاتب القصة القصيرة بالفطنة في دقة الرصد وبمخيلة نشطة قادرة على الابتكار ، تمكنانه من إعادة صياغة الأحداث الواقعية في واقع إبداعي مواز .
***************
الأديب أمل الكردفاني في تعليق على قصة (القبر الجماعي( في موقع الانطولوجيا
الاستاذ جودت
انت قاص محترف.. وهذه الرواية القصيرة تجاوزت حد الاعجاز حتى لتتقلص أمام سطورها أقاصيص كونديرا وتشيخوف...
القص المدهش.. اللغة المحترفة.. الحبكة.. التفكيك السيكولوجي ... حرب الحب الباردة... التاريخ والحاضر .. ولحظة تكشف جثة ابنة العم .. ووصف وجهها قبل الموت.. تدور القصة لتكشف لنا أن البطل هو من اطلق النار عليها... ليس لقتلها ولكن لقتل أمل مهزوم في معركة خسرها القلب مسبقا.. مسعود الصديق العدو ... الذي ظل وسما للهزيمة يرفض الموت حتى لا يقضي على الذاكرة المسمومة.
قصة رائعة من كاتب عملاق...
امتعتني جدا وسهرت حتى الآن في اجتراع جملها واستعاراتها بشراهة الجوعى لابداع مضى وقت طويل لم تنصب له مائدة حقيقية كما حدث اليوم.
*********************
القاص صبري الحيدري:
بغداد...مدوّنات زمن آفل. ملحق تاتو جريدة المدى السبت 16-02-2013.
(جودت جالي) الشاعر والقاص والمترجم حاليا ،الذي تعلمت منه قراءة الكتب ، لم يعلمني أي معلم قبله هو كان معلمي الاول في المدرسة الابتدائية ثم المتوسطة ، تخاصمنا كثيرا وتصالحا كثيرا، لم تكن تروق لي جديته في التعامل مع الحياة! لا يجيد فن المزاح والنكتة ، حديثه حديث كبار تقدموا في التجربة والسن ، جودت ذلك الصبي الذي تعود على المرارة وشظف العيش والحاجة القاسية ، في ذلك الزمن الستيني قدم لي رواية (الطريق) لنجيب محفوظ والتي لم اسعد بقراءتها لكونها سرقت مني ، ثم قدم لي رواية (شباب امرأة) لأمين يوسف غراب وكم كانت جميلة ، كنت مع جودت نتبادل ايضا مجلات سوبرمان والرجل الوطواط وبساط الريح ، كانت امي تقدم لنا طعام العشاء (لبلبي) وكم كان جودت يحب هذا الطعام.....