تشكل الدكتورة رانيا مصطفى الوردي جسرا ثقافيا هاما بين الثقافة العربية والثقافة الغربية وخاصة الألمانية بوصفها أستاذ مساعد الأدب الألمانى بكلية التربية بجامعة عين شمس المصرية، وعضو الهيئة الاستشارية العلمية لهيئة إنست الدولية بفيينا، وهي الهيئة الداعمة للحوار الثقافى القومي والعابر للقومية، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للكاتب النمساوي "يورا صويفر" بفيينا، ورئيس منتدى الحوار العربي الأوروبي باتحاد الكتَّاب والمثقفين العرب.
لا تدعو الدكتورة إلى الثورة كوسيلة من وسائل التغيير الذي ينتهي غالبا بإسالة الدماء والنموذج الماثل أمامها في الثورة الفرنسية، وفي الاشتراكيين الثوريين الذين تناولتهم من خلال مقالها: "الاشتراكى الثورى فى أدب التحولات الثورى .. مفجرًا للثورات الدموية أم للثورات الصناعية؟" وهي تقدم من خلاله النموذج السلبي للأدب الألماني، والذي يتمثل في الإشتراكيين الثوريين، الذين ساهموا بأفعالهم وأفكارهم فى دعم قيام الثورة الدموية، التى أطاحت بأحلام الفقراء والمهمشين فى حياه إنسانية كريمة، على الرغم أن ذلك كان يتناقض مع ما تصبو إليه القيادة الثوريه الإشتراكية من تحسين أحوال وأوضاع الفئات الفقيرة والمهمشه. ولقد قدم الكاتب الألماني بيتر فايس من خلال مسرحيته: "مار دي صاد" التي ما زالت مصدر إلهام المسرحيين في كل بلاد الدنيا التي تمر بنفس الفترة التاريخية التي تتبناها المسرحية، وترى الوردي أن فشل القيادة الثورية داخل هذا النص يرجع فى الأساس إلى الميل لاستخدام العنف كوسيلة لفرض الرأي.
ولمَّا كانت الثورة والشباب قرينان جاء اهتمام رانيا الوردي أكاديميا بهما معا بالدرجة الأولى؛ فقد جاءت رسالة الدكتوراه الخاصة بها حول "النموذج الفكري للتحول في مرحلة ما قبل الطفرات الاقتصادية والتحولات السياسية في ألمانيا"، وكان من رموز تلك المرحلة بل ومن أهم إنجازاتها الفكرية الداعمة لتصحيح المسار الثوري والمتخذة أنموذج يقتدي بها الشباب العربي هو الكاتب النمساوى الثائر "يورا صويفر" الذى ولد فى الثامن من شهر ديسمبر عام1912م فى "كاركو" الروسية ثم هربت عائلته عبر اسطنبول لتستقر في فيينا، غير أنه لقى مصرعه فى السادس عشر من فبراير عام 1939م وهو لم يتجاوز عامه السادس والعشرين فى معسكر اعتقال “بوخنفالد" الذي أسسته النازية قرب مدينة فايمار شرق ألمانيا للمعارضين من أنحاء أوروبا.
ولقد ترك صويفر ميراثًا أدبيًا يوضح كيفية التحول السلمي لمجتمع الحداثة، ترجمت الدكتورة رانيا بعضا منه، مثل قصيدته "أنشوده الإنسان البسيط" التي تنادي بضرورة أن تثور البشرية ضد نفسها لكى تستعيد بصيرتها وتتحرك بوجه مؤمن نحو رأس العام الجديد حتى يمكن ميلاد عام جديد أيضا، وهو ما يعني أن القصيدة كانت وما زالت دعوة للسلام من قريحة شاب ثائر عاش في زمن احتدمت فيه الثورات في دلالة على أن صويفر كان داعيا للسلام فى أعماله الأدبية بالمناداة بالثورات الإصلاحية الداعمة لثقافة السلام والمعززة لإعادة بناء الإنسان والمجتمع، وهو ما يأتي اتساقا مع إيمان الدكتورة الوردي بدور الثورات الإصلاحية الهام الذي يمكن أن تلعبه في أي مدى زمنى قصيرًا أو طويلا ومردوده الإنساني والمجتمعي.
تتسم الثورات الإصلاحية بالبعد عن الفوضى والدموية والتخريب، وقد عرفته عديد من الدول ومنها اليابان في القرن التاسع عشر أو ما يعرف بـ "الميجي أشن"، وعرفتها بريطانيا فيما يعرف بالثورة المجيدة أو الثورة البيضاء التي قادها البرلمانيون ضد الملك جيمس الثاني عام 1688م، ولهذا تراها "الوردي" هي الثورة المطلوبة لواقعنا العربي المعاصر التي تتبناها في كتاباتها وحواراتها خاصة أنها قد رأت كيف أظهر أدباء مرحلة ما قبل الطفرات الاقتصادية والتحولات السياسية للدول الناطقة بالألمانية الدور المحوري للشباب في إعادة بناء مجتمعاتهم، وقد تجلى هذا في مسرحية "التحول" للكاتب الألماني والسياسي الثائر "أرنست تولر" الذي أوضح من خلالها أهمية دور الشباب في القيام بثورات تربوية تعليمية يستطيعون من خلالها تحريك المشاعر الإنسانية والقدرات الفكرية لدى أفراد المجتمع الذين اغتالهم توحش الفكر الرأسمالي، كما تناول الكاتب الألماني الآخر "أرش كستنر" الدور القيادي للشباب في إعادة بناء السياسة والصناعة والتجارة التي أفشلتها أجيال الاباء وذلك من خلال مسرحيته "حكاية واعظ"، غير أن الكاتب النمساوى "يورا صويفر" قد سلط الضوء على دور الشباب في إحداث ثورات صناعية مرتكزة على ثورة علمية وأخرى تكنولوجية تحمي مجتمعهم من الانهيار والفقر والجوع.
ولقد اقترحت وطبقت الدكتورة رانيا الوردي قبل اندلاع ثورة الربيع المصري مشروعًا يدعم الأمل لدى الشباب في إمكانية العبور للمستقبل، كما اقترحت فكرة إنشاء مكتبة سياسية في الجامعات المصرية لدعم التربية السياسة لشباب الجامعات باعتبارها مدخلا رئيسيا لدعم التحول الديمقراطي.
تشرح الدكتورة رانيا الوردي في مقالها: "ثوره ميدان التحرير وثورات ميادين الحياة" رؤيتها لثورة 25 يناير وتقييمها لها في إطار مفهومها للثورة الإصلاحية التي تؤمن بقيمها وأهدافها ودورها، حيث ترى ضرورة البناء على هذا الحدث، أي ثورة يناير، وإعادة تقييمه بما له وما عليه، بما يمكننا في النهاية من توظيفه بما يخدم عملية إعاده بناء الإنسان وإعاده بناء المجتمع معا، كما ترى أنه لا أحد يستطيع التشكيك في كون هذه الثورة ثورة جماهيرية قادها الشباب، ودعمها فئات المجتمع المختلفة، بل دعمها وحماها الجيش المصري بنفسه مما جعل منها حدثا تاريخيا متفردا في تاريخ العصر الحديث، وقفت كافة الدول والشعوب أمامه بالتقدير والإجلال لتوافق الجميع بما فيهم الجيش نفسه على السلام حتى مع إحداث التغيرات الجذرية فى المجتمع، التي ستعمل على نقل المجتمع بالتدريج من الدولة العسكرية إلى الدولة المدنية الحديثة.
ترى الدكتورة رانيا أنه على الرغم من إيجابيات تلك الثورة إلا أنها لم تستطع تحقيق أهدافها المرجوة، وذلك لغياب الفكر الثوري الإصلاحي وغياب القياده الثورية المحنكة القادرة على إدارة الثورة، ولهذا لم تتطور ثورة ميدان التحرير، كما تسميها، لتصبح ثورات إصلاحية عديدة فى ميادين الحياة على الرغم من صدق نوايا شباب التحرير، إلا أنها لم تفرز رموزًا ثورية قائدة تنشد وتنشر الإصلاح في ميدان النفس البشرية مما يجعلها قادرة على قيادة ثورة ضد نفسها عبر رموز ثورية من المصلحين الذين يستطيعون تفجير الثورة داخل النفس البشرية لتصنع ثورات أخلاقية، أو تتطور حتى تصبح ثورة إصلاحية في ميدان الصناعة تنبثق منها ثورة صناعية تقوم على ثورات علمية وأخرى تكنولوجية على أن يتم هذا بسواعد الطبقات العمالية التي تقودها عقول عمالية مستنيرة.
كانت رانيا الوردي ترغب أن تصل ثورة التحرير الإصلاحية إلى ميدان البحث العلمي فينبثق عنها ثورات علمية داعمة للثورات الصناعية، ولا تنطفئ جذوتها حتى تصل إلى ميدان السياسة ليخرج عنها أحزابًا سياسية منطلقة من الأيديولوجيات الفكرية إنطلاقا من أرض الواقع لتغير الواقع، وعندها تأخذ التيارات الثقافية الداعمة للتربية السياسية للمواطن والمؤهلة له للتأقلم مع متطلبات الدوله المدنية الحديثة حيث التعددية الحزبية، على أن لا يغفل المد الثوري الإصلاحي الوصول لميدانيّ الثقافة والتربية والتعليم لانبثاق الثورات الثقافية التي ستعيد بناء العقلية الثقافية للإنسان المعاصر والأجيال التالية، وهو ما يعني أن ثورة التحرير المصرية وكافة الثورات العربية التي انطلقت من تونس مرورا بليبيا وانتهاءً بثورتي الجزائر والسودان لم تحقق أهدافها حتى وقتنا هذا.
ولهذا تطرح دكتورة رانيا الوردي سؤالًا مستقبليا لا تود الإجابة عليه أو عنه تاركة الوقت للشباب المصري والعربي ليتولوا هم إجابته، وليحددوا بأفعالهم مفهوم الثورة التي تعيد بناء الإنسان في بلادهم وبناء مجتمعاتهم، فتقول: هل سيتعلم الشباب المصري والعربي من الحقائق التاريخية الواردة في الأدب الثوري للدول التي مرت بظروف مشابهة للظروف التي تمر بها مصر وبعض أقطار الوطن العربي؟
دكتور السيد إبراهيم أحمد
لا تدعو الدكتورة إلى الثورة كوسيلة من وسائل التغيير الذي ينتهي غالبا بإسالة الدماء والنموذج الماثل أمامها في الثورة الفرنسية، وفي الاشتراكيين الثوريين الذين تناولتهم من خلال مقالها: "الاشتراكى الثورى فى أدب التحولات الثورى .. مفجرًا للثورات الدموية أم للثورات الصناعية؟" وهي تقدم من خلاله النموذج السلبي للأدب الألماني، والذي يتمثل في الإشتراكيين الثوريين، الذين ساهموا بأفعالهم وأفكارهم فى دعم قيام الثورة الدموية، التى أطاحت بأحلام الفقراء والمهمشين فى حياه إنسانية كريمة، على الرغم أن ذلك كان يتناقض مع ما تصبو إليه القيادة الثوريه الإشتراكية من تحسين أحوال وأوضاع الفئات الفقيرة والمهمشه. ولقد قدم الكاتب الألماني بيتر فايس من خلال مسرحيته: "مار دي صاد" التي ما زالت مصدر إلهام المسرحيين في كل بلاد الدنيا التي تمر بنفس الفترة التاريخية التي تتبناها المسرحية، وترى الوردي أن فشل القيادة الثورية داخل هذا النص يرجع فى الأساس إلى الميل لاستخدام العنف كوسيلة لفرض الرأي.
ولمَّا كانت الثورة والشباب قرينان جاء اهتمام رانيا الوردي أكاديميا بهما معا بالدرجة الأولى؛ فقد جاءت رسالة الدكتوراه الخاصة بها حول "النموذج الفكري للتحول في مرحلة ما قبل الطفرات الاقتصادية والتحولات السياسية في ألمانيا"، وكان من رموز تلك المرحلة بل ومن أهم إنجازاتها الفكرية الداعمة لتصحيح المسار الثوري والمتخذة أنموذج يقتدي بها الشباب العربي هو الكاتب النمساوى الثائر "يورا صويفر" الذى ولد فى الثامن من شهر ديسمبر عام1912م فى "كاركو" الروسية ثم هربت عائلته عبر اسطنبول لتستقر في فيينا، غير أنه لقى مصرعه فى السادس عشر من فبراير عام 1939م وهو لم يتجاوز عامه السادس والعشرين فى معسكر اعتقال “بوخنفالد" الذي أسسته النازية قرب مدينة فايمار شرق ألمانيا للمعارضين من أنحاء أوروبا.
ولقد ترك صويفر ميراثًا أدبيًا يوضح كيفية التحول السلمي لمجتمع الحداثة، ترجمت الدكتورة رانيا بعضا منه، مثل قصيدته "أنشوده الإنسان البسيط" التي تنادي بضرورة أن تثور البشرية ضد نفسها لكى تستعيد بصيرتها وتتحرك بوجه مؤمن نحو رأس العام الجديد حتى يمكن ميلاد عام جديد أيضا، وهو ما يعني أن القصيدة كانت وما زالت دعوة للسلام من قريحة شاب ثائر عاش في زمن احتدمت فيه الثورات في دلالة على أن صويفر كان داعيا للسلام فى أعماله الأدبية بالمناداة بالثورات الإصلاحية الداعمة لثقافة السلام والمعززة لإعادة بناء الإنسان والمجتمع، وهو ما يأتي اتساقا مع إيمان الدكتورة الوردي بدور الثورات الإصلاحية الهام الذي يمكن أن تلعبه في أي مدى زمنى قصيرًا أو طويلا ومردوده الإنساني والمجتمعي.
تتسم الثورات الإصلاحية بالبعد عن الفوضى والدموية والتخريب، وقد عرفته عديد من الدول ومنها اليابان في القرن التاسع عشر أو ما يعرف بـ "الميجي أشن"، وعرفتها بريطانيا فيما يعرف بالثورة المجيدة أو الثورة البيضاء التي قادها البرلمانيون ضد الملك جيمس الثاني عام 1688م، ولهذا تراها "الوردي" هي الثورة المطلوبة لواقعنا العربي المعاصر التي تتبناها في كتاباتها وحواراتها خاصة أنها قد رأت كيف أظهر أدباء مرحلة ما قبل الطفرات الاقتصادية والتحولات السياسية للدول الناطقة بالألمانية الدور المحوري للشباب في إعادة بناء مجتمعاتهم، وقد تجلى هذا في مسرحية "التحول" للكاتب الألماني والسياسي الثائر "أرنست تولر" الذي أوضح من خلالها أهمية دور الشباب في القيام بثورات تربوية تعليمية يستطيعون من خلالها تحريك المشاعر الإنسانية والقدرات الفكرية لدى أفراد المجتمع الذين اغتالهم توحش الفكر الرأسمالي، كما تناول الكاتب الألماني الآخر "أرش كستنر" الدور القيادي للشباب في إعادة بناء السياسة والصناعة والتجارة التي أفشلتها أجيال الاباء وذلك من خلال مسرحيته "حكاية واعظ"، غير أن الكاتب النمساوى "يورا صويفر" قد سلط الضوء على دور الشباب في إحداث ثورات صناعية مرتكزة على ثورة علمية وأخرى تكنولوجية تحمي مجتمعهم من الانهيار والفقر والجوع.
ولقد اقترحت وطبقت الدكتورة رانيا الوردي قبل اندلاع ثورة الربيع المصري مشروعًا يدعم الأمل لدى الشباب في إمكانية العبور للمستقبل، كما اقترحت فكرة إنشاء مكتبة سياسية في الجامعات المصرية لدعم التربية السياسة لشباب الجامعات باعتبارها مدخلا رئيسيا لدعم التحول الديمقراطي.
تشرح الدكتورة رانيا الوردي في مقالها: "ثوره ميدان التحرير وثورات ميادين الحياة" رؤيتها لثورة 25 يناير وتقييمها لها في إطار مفهومها للثورة الإصلاحية التي تؤمن بقيمها وأهدافها ودورها، حيث ترى ضرورة البناء على هذا الحدث، أي ثورة يناير، وإعادة تقييمه بما له وما عليه، بما يمكننا في النهاية من توظيفه بما يخدم عملية إعاده بناء الإنسان وإعاده بناء المجتمع معا، كما ترى أنه لا أحد يستطيع التشكيك في كون هذه الثورة ثورة جماهيرية قادها الشباب، ودعمها فئات المجتمع المختلفة، بل دعمها وحماها الجيش المصري بنفسه مما جعل منها حدثا تاريخيا متفردا في تاريخ العصر الحديث، وقفت كافة الدول والشعوب أمامه بالتقدير والإجلال لتوافق الجميع بما فيهم الجيش نفسه على السلام حتى مع إحداث التغيرات الجذرية فى المجتمع، التي ستعمل على نقل المجتمع بالتدريج من الدولة العسكرية إلى الدولة المدنية الحديثة.
ترى الدكتورة رانيا أنه على الرغم من إيجابيات تلك الثورة إلا أنها لم تستطع تحقيق أهدافها المرجوة، وذلك لغياب الفكر الثوري الإصلاحي وغياب القياده الثورية المحنكة القادرة على إدارة الثورة، ولهذا لم تتطور ثورة ميدان التحرير، كما تسميها، لتصبح ثورات إصلاحية عديدة فى ميادين الحياة على الرغم من صدق نوايا شباب التحرير، إلا أنها لم تفرز رموزًا ثورية قائدة تنشد وتنشر الإصلاح في ميدان النفس البشرية مما يجعلها قادرة على قيادة ثورة ضد نفسها عبر رموز ثورية من المصلحين الذين يستطيعون تفجير الثورة داخل النفس البشرية لتصنع ثورات أخلاقية، أو تتطور حتى تصبح ثورة إصلاحية في ميدان الصناعة تنبثق منها ثورة صناعية تقوم على ثورات علمية وأخرى تكنولوجية على أن يتم هذا بسواعد الطبقات العمالية التي تقودها عقول عمالية مستنيرة.
كانت رانيا الوردي ترغب أن تصل ثورة التحرير الإصلاحية إلى ميدان البحث العلمي فينبثق عنها ثورات علمية داعمة للثورات الصناعية، ولا تنطفئ جذوتها حتى تصل إلى ميدان السياسة ليخرج عنها أحزابًا سياسية منطلقة من الأيديولوجيات الفكرية إنطلاقا من أرض الواقع لتغير الواقع، وعندها تأخذ التيارات الثقافية الداعمة للتربية السياسية للمواطن والمؤهلة له للتأقلم مع متطلبات الدوله المدنية الحديثة حيث التعددية الحزبية، على أن لا يغفل المد الثوري الإصلاحي الوصول لميدانيّ الثقافة والتربية والتعليم لانبثاق الثورات الثقافية التي ستعيد بناء العقلية الثقافية للإنسان المعاصر والأجيال التالية، وهو ما يعني أن ثورة التحرير المصرية وكافة الثورات العربية التي انطلقت من تونس مرورا بليبيا وانتهاءً بثورتي الجزائر والسودان لم تحقق أهدافها حتى وقتنا هذا.
ولهذا تطرح دكتورة رانيا الوردي سؤالًا مستقبليا لا تود الإجابة عليه أو عنه تاركة الوقت للشباب المصري والعربي ليتولوا هم إجابته، وليحددوا بأفعالهم مفهوم الثورة التي تعيد بناء الإنسان في بلادهم وبناء مجتمعاتهم، فتقول: هل سيتعلم الشباب المصري والعربي من الحقائق التاريخية الواردة في الأدب الثوري للدول التي مرت بظروف مشابهة للظروف التي تمر بها مصر وبعض أقطار الوطن العربي؟
دكتور السيد إبراهيم أحمد