عبد الله إبراهيم : تاريخ الفرص الضائعة
دخل المعترك السياسي من جهة اليسار، وخرج منه من الجهة نفسها؛ عبد الله ابراهيم، رئيس أول حكومة يسارية في المغرب، المسؤول السياسي النظيف الذي أخلص لمواقفه، والمثقف الذي جالس كبار مثقفي العالم، وساهم من موقعه كأحد رجال الحركة الوطنية في تدبير الشأن العام.
قليل من المغاربة اليوم، من يعرف هذا الرجل السياسي المحنك، الذي رحل عنا في شتنبر 2005، وقليلون يعرفون أنه كان يقود أول تجربة للأمل، وأول حكومة كانت منشغلة، حقا وصدقا، بدسترة ودمقرطة وتحديث الدولة المغربية، لكن إسقاط الحكومة على ذلك النحو المخطط له من قبل «الطابور الخامس» أجهض أمل المغاربة.
وقد ظل عبد الله ابراهيم أيقونة قيادية ذات سلطة أخلاقية وضمير سياسي واضح، غير منغمس في المساومات والدسائس وترتيبات الظل.
وقد جنحت زكية داوود، عبر مؤلفها الحديث « عبد الله إبراهيم: تاريخ الفرص الضائعة»، نحو استعراض السيرة الذاتية لواحد من إيقونات النضال السياسي بالمغرب، شخصية اجتمعت فيها صفات الثقافة الذكاء والحنكة السياسية، عبر تجميع مجموعة من أبرز الصور والبورتريهات، فضلا عن شهادات لأشخاص عاصروا عبد الله ابراهيم وتاريخه السياسي.
شهدت سنة 1933، انطلاق المطالبات الوطنية بالاستقلال، وهي نفس الموجة التي عرفتها فرنسا من طرف الحركات الطلابية، المغربية والمغاربية وأسمائها التي سيتذكرها التاريخ من قبيل «الحبيب بورقيبة» و «فرحات عباس» و «مصالي حاج»، المنتمين لجمعية الطلبة المغاربة بفرنسا (AEMNAF)، عبر انتقاد الواقع التعليمي الفرنسي داخل دول المنشأ. وعقب رجوعه من رحلة لمدينة باريس، في الرابع من غشت-أغسطس، أطلق «حسن الوزاني» ما يعرف ب»حركة الشعب»، أول جريدة قومية ناطقة بالفرنسية، وبعدها بشهر إنعقد المؤتمر الثالث لجمعية الطلبة المغاربة بفرنسا (AEMNAF)، بعد منعه في فاس و انعقاده بفرنسا، داعيا عبر رئيسه «محمد الفاسي» إلى رحيل فرنسا من المغرب.
في خضم هذه الصراعات، تم تأسيس الحركة الوطنية المغربية (CAM)، التي ضمت ما يتجاوز ثلاثة ألاف من الأعضاء بفاس، و مايقرب من ألف و خمسمئة ما بين الرباط و سلا، و ثمانمئة بمدينة مكناس، و سبعمئة عضو بالدار البيضاء. وقد ترئس هذه الحركة عبد الله جنون، صاحب كتاب «النبوغ المغربي» (1928)، والتي سعت لإعادة الاعتبار للقيم الإسلامية، وكذلك تثمين روح الوطنية في مواجهة الاستعمار.
سعت الحركة الوطنية المغربية (CAM)، بتاريخ الأول من كانون الأول-دجنبر 1934، إلى تقديم خطة تنموية للسلطان في الإقامة العامة، ثم طالبت بإرسالها مع «جون لونغت» لرئيس الجمهورية الفرنسية، اذ شملت هذه الخطة عدة مناطق دولية من بينها القاهرة و باريس. وقد طالبت هذه الخطة، بالتطبيق السريع و الجاد للخروج الاستعماري من البلاد، مذكرة بالاتفاقية الفرنسية-الألمانية في الرابع من تشرين الثاني-نونبر 1911، و مشيرة لمعاملة المغرب باعتباره «ليس بالمستعمرة، ولا يجب ان يدار على هذا المنوال، لأن الدولة المحمية يجب أن تحترم».
لكن الاحتجاجات ما لبثت ان اشتعلت من جديد، بسبب خطط اجتماعية وسياسية و اقتصادية خاطئة، تبنتها سلطات الاحتلال إبان تلك الفترة. سارعت الحركة الوطنية الى الدعوة لإعادة هيكلة تلك الخطط، إذ دعت إلى العمل بتوجه جديد، احتوى على مطالب عدة منها ما يدعو لفصل السلطة و المحافظة على التكتل الجهوي، إلغاء جوازات السفر ما بين الجهات الوطنية، مشاركة المغاربة في تسيير السلطة عبر مجالس المدينة، إنشاء غرف التجارة و الصناعة، حماية الصناعة التقليدية، الترويج للتعليم و حماية اللغة العربية. أدت هذه المطالب، لزيادة غضب السلطات الاستعمارية عبر إطلاق حملة من الاعتقالات وسط الشباب، سواء المغربي او المتمدرس بباريس، كما منعت منشورات جريدة «MAGHREB»، وتوبع القوميون ومنهم عبد الله إبراهيم، الذي سجن مرة أخرى في السادسة عشرة من العمر.
قررأبوبكر القادري، وهو قيادي استقلالي مزداد بمدينة سلا، زيارة الحركات الوطنية انطلاقا من مدن فاس والرباط، ثم مراكش ابتداءً من سنة 1932، التي تعرف فيها على الحياة السياسية لعبد الله ابراهيم. وقد التقى خلال جولته الوطنية، بمجموعات مقاومة من الشباب، من بينهم عبد القادر الحسني، أحمد المنجرة و عبد الله ابراهيم، الذي اتسم بالوطنية من خلال تغنيه بالأشعار التحفيزية، حيث وصفا إياه ب»النجمة المضيئة».
بين هذا التصريح مدى الاحترام، الذي حظي به عبد الله إبراهيم، بالرغم من صغر سنه و خبرته السياسية، فقد كان قارئا نهما ورجلا عصاميا، يهتم بالمواضيع العلمية و التاريخية و السياسية، وبالرغم من حبه للتعليم المدرسي، إلا أنه اشتكى من غياب «النخبة الثقافية»، ومن تخوف زملائه المعلمين من اتخاذ توجه تدريسي مختلف، إلى ان التقى رفيق دربه «سعيد حاجي»، توأم روحه في الأفكار و المبادئ. اتسمت صحبة الرفيقين بحسب أبوبكر القادري، بالانسجام و التشابه الفكري، منتفضين كلاهما في مواجهة الفكر التدريسي المنغلق على نفسه. ففي تلك الفترة لم يكن التعليم القرآني، مقتصرا على الدراسات اللاهوتية ، فقد شمل علوم الرياضيات و الأدب، في حين أن النحو و القواعد اعتمدت على الهوية الثقافية.
يتابع أبوبكر القادري شهادته حول عبد الله إبراهيم، الذي لم يكن راضيا عن معرفته العلمية و واصفا إياها ب»المحدودة».فقد كان يتطلع دائما للتغيير و للآفاق الثقافية الحديثة. لقد تمنى دائما أن تنتشر الثقافة حول العالم و في بلده، في حين ان مبتغاه الأعظم كان الدمج بين الأصالة و المعاصرة، عبر تمكنه من اللغتين الفرنسية و الانجليزية، باحثا عن الانتفاض في وجه نمط العيش و العقلية التقليدية، مرتكزا في ذلك على الاحترام و الطيبة والأخلاق و الوطنية الحقيقية و الثقافة القوية. لقد جعل عبد الله من نفسه، شخصية قوية مبنية على أسس الفكر الغربي، تحديدا الفلسفة الفرنسية و الألمانية والتغيرات الداخلية للبلدبن، خلال القرنين السادس و السابع عشر ميلادي
حطت مرحلة «الرجولة» و تحمل المسؤولية، رحالها مبكرا عند عبد الله إبراهيم، فقد تزوج في سنة 1935 وهو في سن 17 سنة، وبعدها بسنة أي في 1936 رزق بطفلته الاولى «زينب»، ثم طفله «زاكي» في 1937 وهو بسن 19 سنة. شارك عبد الله إبراهيم في 11 حزيران-يونيو 1936، في حركة المظاهرات «كوسيمار» بالدار البيضاء، حيث تظاهر ما يقرب من 750 عاملا بها، في رد على الأزمة الإقتصادية العالمية وتداعياتها، شاملة المغرب أيضا عبر موجة الجفاف التي عصفت به، في نفس الوقت الذي انتهت فيه الرغبة في الصراعات في الجبال.
بلغت أزمة الجفاف أشدها، داخل القرى و البوادي بشكل خاص، فقد تراجعت كمية المحاصيل للنصف، وتناقصت الأجور ما بين ثلاثين إلى أربعين في المئة، وتسببت في هجرة الفلاحين بكثرة إلى المدن، كما زادت اثمنة البضائع باختلاف أنواعها، وتأثرت الصناعة التقليدية من المنافس الأجنبي، و تراجعت صادرات الفوسفات والمعادن، وتوقفت الأشغال العمومية مع تدني الحركة الإقتصادية، وظهرت بعدها بوادر الأزمة الغذائية مهددة حياة ما يقرب من 6.2 مليون شخص في كامل المملكة.
خلال نفس الفترة، التحق القوميون الوطنيون بالحزب الوطني، النسخة الأولى مما يعرف حاليا ب»حزب الاستقلال»، في إطار اجتماعهم الأول بمدينة الرباط، يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 1936، في اجتماع مكون من قرابة 95 عضوا يمثلون الشعب، مقدمين لائحة أولية بمجموعة من المطالب السياسية و الاجتماعية، منها المطالبة بحرية الصحافة، موجهة نحو السلطان والمقيم العام، و وزير خارجية الحكومة الفرنسية.
(يتبع)
الاتحاد الاشتراكي يوم 08 - 05 - 2019
دخل المعترك السياسي من جهة اليسار، وخرج منه من الجهة نفسها؛ عبد الله ابراهيم، رئيس أول حكومة يسارية في المغرب، المسؤول السياسي النظيف الذي أخلص لمواقفه، والمثقف الذي جالس كبار مثقفي العالم، وساهم من موقعه كأحد رجال الحركة الوطنية في تدبير الشأن العام.
قليل من المغاربة اليوم، من يعرف هذا الرجل السياسي المحنك، الذي رحل عنا في شتنبر 2005، وقليلون يعرفون أنه كان يقود أول تجربة للأمل، وأول حكومة كانت منشغلة، حقا وصدقا، بدسترة ودمقرطة وتحديث الدولة المغربية، لكن إسقاط الحكومة على ذلك النحو المخطط له من قبل «الطابور الخامس» أجهض أمل المغاربة.
وقد ظل عبد الله ابراهيم أيقونة قيادية ذات سلطة أخلاقية وضمير سياسي واضح، غير منغمس في المساومات والدسائس وترتيبات الظل.
وقد جنحت زكية داوود، عبر مؤلفها الحديث « عبد الله إبراهيم: تاريخ الفرص الضائعة»، نحو استعراض السيرة الذاتية لواحد من إيقونات النضال السياسي بالمغرب، شخصية اجتمعت فيها صفات الثقافة الذكاء والحنكة السياسية، عبر تجميع مجموعة من أبرز الصور والبورتريهات، فضلا عن شهادات لأشخاص عاصروا عبد الله ابراهيم وتاريخه السياسي.
شهدت سنة 1933، انطلاق المطالبات الوطنية بالاستقلال، وهي نفس الموجة التي عرفتها فرنسا من طرف الحركات الطلابية، المغربية والمغاربية وأسمائها التي سيتذكرها التاريخ من قبيل «الحبيب بورقيبة» و «فرحات عباس» و «مصالي حاج»، المنتمين لجمعية الطلبة المغاربة بفرنسا (AEMNAF)، عبر انتقاد الواقع التعليمي الفرنسي داخل دول المنشأ. وعقب رجوعه من رحلة لمدينة باريس، في الرابع من غشت-أغسطس، أطلق «حسن الوزاني» ما يعرف ب»حركة الشعب»، أول جريدة قومية ناطقة بالفرنسية، وبعدها بشهر إنعقد المؤتمر الثالث لجمعية الطلبة المغاربة بفرنسا (AEMNAF)، بعد منعه في فاس و انعقاده بفرنسا، داعيا عبر رئيسه «محمد الفاسي» إلى رحيل فرنسا من المغرب.
في خضم هذه الصراعات، تم تأسيس الحركة الوطنية المغربية (CAM)، التي ضمت ما يتجاوز ثلاثة ألاف من الأعضاء بفاس، و مايقرب من ألف و خمسمئة ما بين الرباط و سلا، و ثمانمئة بمدينة مكناس، و سبعمئة عضو بالدار البيضاء. وقد ترئس هذه الحركة عبد الله جنون، صاحب كتاب «النبوغ المغربي» (1928)، والتي سعت لإعادة الاعتبار للقيم الإسلامية، وكذلك تثمين روح الوطنية في مواجهة الاستعمار.
سعت الحركة الوطنية المغربية (CAM)، بتاريخ الأول من كانون الأول-دجنبر 1934، إلى تقديم خطة تنموية للسلطان في الإقامة العامة، ثم طالبت بإرسالها مع «جون لونغت» لرئيس الجمهورية الفرنسية، اذ شملت هذه الخطة عدة مناطق دولية من بينها القاهرة و باريس. وقد طالبت هذه الخطة، بالتطبيق السريع و الجاد للخروج الاستعماري من البلاد، مذكرة بالاتفاقية الفرنسية-الألمانية في الرابع من تشرين الثاني-نونبر 1911، و مشيرة لمعاملة المغرب باعتباره «ليس بالمستعمرة، ولا يجب ان يدار على هذا المنوال، لأن الدولة المحمية يجب أن تحترم».
لكن الاحتجاجات ما لبثت ان اشتعلت من جديد، بسبب خطط اجتماعية وسياسية و اقتصادية خاطئة، تبنتها سلطات الاحتلال إبان تلك الفترة. سارعت الحركة الوطنية الى الدعوة لإعادة هيكلة تلك الخطط، إذ دعت إلى العمل بتوجه جديد، احتوى على مطالب عدة منها ما يدعو لفصل السلطة و المحافظة على التكتل الجهوي، إلغاء جوازات السفر ما بين الجهات الوطنية، مشاركة المغاربة في تسيير السلطة عبر مجالس المدينة، إنشاء غرف التجارة و الصناعة، حماية الصناعة التقليدية، الترويج للتعليم و حماية اللغة العربية. أدت هذه المطالب، لزيادة غضب السلطات الاستعمارية عبر إطلاق حملة من الاعتقالات وسط الشباب، سواء المغربي او المتمدرس بباريس، كما منعت منشورات جريدة «MAGHREB»، وتوبع القوميون ومنهم عبد الله إبراهيم، الذي سجن مرة أخرى في السادسة عشرة من العمر.
قررأبوبكر القادري، وهو قيادي استقلالي مزداد بمدينة سلا، زيارة الحركات الوطنية انطلاقا من مدن فاس والرباط، ثم مراكش ابتداءً من سنة 1932، التي تعرف فيها على الحياة السياسية لعبد الله ابراهيم. وقد التقى خلال جولته الوطنية، بمجموعات مقاومة من الشباب، من بينهم عبد القادر الحسني، أحمد المنجرة و عبد الله ابراهيم، الذي اتسم بالوطنية من خلال تغنيه بالأشعار التحفيزية، حيث وصفا إياه ب»النجمة المضيئة».
بين هذا التصريح مدى الاحترام، الذي حظي به عبد الله إبراهيم، بالرغم من صغر سنه و خبرته السياسية، فقد كان قارئا نهما ورجلا عصاميا، يهتم بالمواضيع العلمية و التاريخية و السياسية، وبالرغم من حبه للتعليم المدرسي، إلا أنه اشتكى من غياب «النخبة الثقافية»، ومن تخوف زملائه المعلمين من اتخاذ توجه تدريسي مختلف، إلى ان التقى رفيق دربه «سعيد حاجي»، توأم روحه في الأفكار و المبادئ. اتسمت صحبة الرفيقين بحسب أبوبكر القادري، بالانسجام و التشابه الفكري، منتفضين كلاهما في مواجهة الفكر التدريسي المنغلق على نفسه. ففي تلك الفترة لم يكن التعليم القرآني، مقتصرا على الدراسات اللاهوتية ، فقد شمل علوم الرياضيات و الأدب، في حين أن النحو و القواعد اعتمدت على الهوية الثقافية.
يتابع أبوبكر القادري شهادته حول عبد الله إبراهيم، الذي لم يكن راضيا عن معرفته العلمية و واصفا إياها ب»المحدودة».فقد كان يتطلع دائما للتغيير و للآفاق الثقافية الحديثة. لقد تمنى دائما أن تنتشر الثقافة حول العالم و في بلده، في حين ان مبتغاه الأعظم كان الدمج بين الأصالة و المعاصرة، عبر تمكنه من اللغتين الفرنسية و الانجليزية، باحثا عن الانتفاض في وجه نمط العيش و العقلية التقليدية، مرتكزا في ذلك على الاحترام و الطيبة والأخلاق و الوطنية الحقيقية و الثقافة القوية. لقد جعل عبد الله من نفسه، شخصية قوية مبنية على أسس الفكر الغربي، تحديدا الفلسفة الفرنسية و الألمانية والتغيرات الداخلية للبلدبن، خلال القرنين السادس و السابع عشر ميلادي
حطت مرحلة «الرجولة» و تحمل المسؤولية، رحالها مبكرا عند عبد الله إبراهيم، فقد تزوج في سنة 1935 وهو في سن 17 سنة، وبعدها بسنة أي في 1936 رزق بطفلته الاولى «زينب»، ثم طفله «زاكي» في 1937 وهو بسن 19 سنة. شارك عبد الله إبراهيم في 11 حزيران-يونيو 1936، في حركة المظاهرات «كوسيمار» بالدار البيضاء، حيث تظاهر ما يقرب من 750 عاملا بها، في رد على الأزمة الإقتصادية العالمية وتداعياتها، شاملة المغرب أيضا عبر موجة الجفاف التي عصفت به، في نفس الوقت الذي انتهت فيه الرغبة في الصراعات في الجبال.
بلغت أزمة الجفاف أشدها، داخل القرى و البوادي بشكل خاص، فقد تراجعت كمية المحاصيل للنصف، وتناقصت الأجور ما بين ثلاثين إلى أربعين في المئة، وتسببت في هجرة الفلاحين بكثرة إلى المدن، كما زادت اثمنة البضائع باختلاف أنواعها، وتأثرت الصناعة التقليدية من المنافس الأجنبي، و تراجعت صادرات الفوسفات والمعادن، وتوقفت الأشغال العمومية مع تدني الحركة الإقتصادية، وظهرت بعدها بوادر الأزمة الغذائية مهددة حياة ما يقرب من 6.2 مليون شخص في كامل المملكة.
خلال نفس الفترة، التحق القوميون الوطنيون بالحزب الوطني، النسخة الأولى مما يعرف حاليا ب»حزب الاستقلال»، في إطار اجتماعهم الأول بمدينة الرباط، يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 1936، في اجتماع مكون من قرابة 95 عضوا يمثلون الشعب، مقدمين لائحة أولية بمجموعة من المطالب السياسية و الاجتماعية، منها المطالبة بحرية الصحافة، موجهة نحو السلطان والمقيم العام، و وزير خارجية الحكومة الفرنسية.
(يتبع)
الاتحاد الاشتراكي يوم 08 - 05 - 2019