طوالَ النهارِ والليلِ، لحْنٌ،
نَيِّرٌ، هادِئ ٌ
غناءُ مزمار ٍ.
لو خَبا، نَذوِي.
•
مناخلٌ هيَ الأيامُ كي تُصفّي الروحَ،
تكشِفُ النَجَسَ، وكذا
تُبين النُورَ لثُلةٍ يرمونَ
بهاءَهُم إلى الكوْنِ.
•
خرجَ جوادٌ من مكان غيرِ معروفٍ
حمَلَنا حيثُ ذُقنا هُنا العشقَ
وحتى لم نعُد نحيا كذلكَ. هذا الطَعمُ،
خمرٌ، نسقيه على الدَّوامِ.
•
باكرًا، كي أستعدّ،
حَللتُ أربطةَ السّاقِ.
اليومَ، طِيبُكَ. عِرفانٌ
على الرِّيح ينبتُ.
•
لا رفيقَ سوى العشقِ.
طريقُ، دونَ بدءٍ أو نهاية.
يدعو الرفيقُ هناكَ:
ما الذي يُمهلُكَ حينَ تكونُ الحياةُ مَحفوفةً بالمخاطرِ!
•
ها هنا رجُلٌ مَهيب
يَعرضُ كأسًا من الخمرةِ، إنّ
تجلّي القُوّةِ
فوقي، كما آملُ، ليسَ لي!
•
دعِ العاشقَ خزيانَ، أبلهَ،
ذاهلاً. العاقلُ
سوف يبلى الحوادثَ وهي تمضي لأسوأ
فدَعٍ العاشقَ في كونِهِ.
•
حسبتُ أني حَكَمتُ نفسي،
فتأسّيتُ على زمانٍ قد مضى.
آخذًا في اعتباري، شيئًا وحيدًا أعلَمُه
لستُ أدري مَن أنا.
•
قراءةُ الأسفارِ تروقُ لكَ آخرَ العُمرِ.
لا تحزنْ لو رأيتَ الصّغار يستبقونكَ.
ولا تعجلْ. هل أنتَ في رَهَقٍ تتجهّزُ للنزوحٍ؟
خلِّ يديْكَ للألحان.
•
أمْحُ الليلة َ ما هو باقٍ.
رقدْنا في ليلةٍ سالفةٍ نُصيخُ إلى قصّتكَ الوحيدة َ،
إنْ كُنتَ عاشقًا. نرقدُ من حولِكَ،
مصعوقينَ كأننا الموتى.
•
لا نَرومُ المُدامَ كي نسكَرَ،
لا الآلاتِ وقصفِ الغناءِ حتى ننتهي مجاذيبَ.
لا مُنشدينَ، لا مُرشدينَ، لا شدوَ،
بل نثبُ حول بعضٍ جامحينَ تمامَ الجّموحِ.
•
لا حُبَّ أفضلَ من حُبٍّ بدون حبيب ٍ،
ليسَ أصلحَ من عَمَل ٍ صالح ٍ دونَ غايةٍ.
لو يُمكنكَ أن تتخلّى عن السّوءِ والحِذقِ فيهِ،
فتلكَ هي الخدعةُ الماكرةُ!
•
الرفيقُ يهلُّ على جسدِي
باحثًا عن مركزه، حينَ يعجزُ
أن يجدَهُ، يستلُّ نصلاً
نافذًا في أيِّ موقع.
•
ما لهذا اللّيلِ دونَ تخومٍ يُمكنُه أن يهبَها.
ليسَ ليلاً بل زفافٌ،
زوجان في مخدعٍ يَخفتان على انسجام ٍ بالكلماتِ ذاتِها.
تدلّي العتمةُ سِترًا واضحًا نحو ذلك.
•
أراكَ تُبرئني.
لا أراكَ، أُحسّ بالجدران مُنطبقة.
فلا أبتغي للسّوى
غيبةً مثل هذي.
•
ما الذي يجعلكَ حيًّا بدوني؟
كيفَ يُمكنكَ الشكايةَ؟
كيف أنكَ تدري بذاتكَ؟
كيفَ تُبصرُ؟
•
يختبي عشقي على الدرب حيثُ يسيرُ لصّ العشق ِ
فيَقبض عليه بأسناني من الشَعر ِ
من أنتَ؟ لصُ العشق يستخبرُ؛ بينا كنتُ
أفتحُ فمي لأبوحَ، تفلـَتَ إلى الباديةِ.
•
غرستُ وردًا، كلنه من دونكَ استخالَ شوكًا.
رقدتُ بيضًا لطاووس. فحَوَى ثعابينَ.
عزفتُ على قيثارةٍ، فَسَدَتِ الألحانُ.
ارتقيتُ إلى السّماء الثامنةِ. فكانت سُفليَّ جُهنّمُ.
..
* (من: “رباعيات مولانا جلال الدين الرومي”، تأويل: محمد عيد إبراهيم- دار الأحمدي للنشر، القاهرة. الطبعة الأولى، مايو 1998. يمكن تنزيل الكتاب بهيئة “بي دي إف” من هنا)
.
Créatures de Dieu
Eugène de Blaas
نَيِّرٌ، هادِئ ٌ
غناءُ مزمار ٍ.
لو خَبا، نَذوِي.
•
مناخلٌ هيَ الأيامُ كي تُصفّي الروحَ،
تكشِفُ النَجَسَ، وكذا
تُبين النُورَ لثُلةٍ يرمونَ
بهاءَهُم إلى الكوْنِ.
•
خرجَ جوادٌ من مكان غيرِ معروفٍ
حمَلَنا حيثُ ذُقنا هُنا العشقَ
وحتى لم نعُد نحيا كذلكَ. هذا الطَعمُ،
خمرٌ، نسقيه على الدَّوامِ.
•
باكرًا، كي أستعدّ،
حَللتُ أربطةَ السّاقِ.
اليومَ، طِيبُكَ. عِرفانٌ
على الرِّيح ينبتُ.
•
لا رفيقَ سوى العشقِ.
طريقُ، دونَ بدءٍ أو نهاية.
يدعو الرفيقُ هناكَ:
ما الذي يُمهلُكَ حينَ تكونُ الحياةُ مَحفوفةً بالمخاطرِ!
•
ها هنا رجُلٌ مَهيب
يَعرضُ كأسًا من الخمرةِ، إنّ
تجلّي القُوّةِ
فوقي، كما آملُ، ليسَ لي!
•
دعِ العاشقَ خزيانَ، أبلهَ،
ذاهلاً. العاقلُ
سوف يبلى الحوادثَ وهي تمضي لأسوأ
فدَعٍ العاشقَ في كونِهِ.
•
حسبتُ أني حَكَمتُ نفسي،
فتأسّيتُ على زمانٍ قد مضى.
آخذًا في اعتباري، شيئًا وحيدًا أعلَمُه
لستُ أدري مَن أنا.
•
قراءةُ الأسفارِ تروقُ لكَ آخرَ العُمرِ.
لا تحزنْ لو رأيتَ الصّغار يستبقونكَ.
ولا تعجلْ. هل أنتَ في رَهَقٍ تتجهّزُ للنزوحٍ؟
خلِّ يديْكَ للألحان.
•
أمْحُ الليلة َ ما هو باقٍ.
رقدْنا في ليلةٍ سالفةٍ نُصيخُ إلى قصّتكَ الوحيدة َ،
إنْ كُنتَ عاشقًا. نرقدُ من حولِكَ،
مصعوقينَ كأننا الموتى.
•
لا نَرومُ المُدامَ كي نسكَرَ،
لا الآلاتِ وقصفِ الغناءِ حتى ننتهي مجاذيبَ.
لا مُنشدينَ، لا مُرشدينَ، لا شدوَ،
بل نثبُ حول بعضٍ جامحينَ تمامَ الجّموحِ.
•
لا حُبَّ أفضلَ من حُبٍّ بدون حبيب ٍ،
ليسَ أصلحَ من عَمَل ٍ صالح ٍ دونَ غايةٍ.
لو يُمكنكَ أن تتخلّى عن السّوءِ والحِذقِ فيهِ،
فتلكَ هي الخدعةُ الماكرةُ!
•
الرفيقُ يهلُّ على جسدِي
باحثًا عن مركزه، حينَ يعجزُ
أن يجدَهُ، يستلُّ نصلاً
نافذًا في أيِّ موقع.
•
ما لهذا اللّيلِ دونَ تخومٍ يُمكنُه أن يهبَها.
ليسَ ليلاً بل زفافٌ،
زوجان في مخدعٍ يَخفتان على انسجام ٍ بالكلماتِ ذاتِها.
تدلّي العتمةُ سِترًا واضحًا نحو ذلك.
•
أراكَ تُبرئني.
لا أراكَ، أُحسّ بالجدران مُنطبقة.
فلا أبتغي للسّوى
غيبةً مثل هذي.
•
ما الذي يجعلكَ حيًّا بدوني؟
كيفَ يُمكنكَ الشكايةَ؟
كيف أنكَ تدري بذاتكَ؟
كيفَ تُبصرُ؟
•
يختبي عشقي على الدرب حيثُ يسيرُ لصّ العشق ِ
فيَقبض عليه بأسناني من الشَعر ِ
من أنتَ؟ لصُ العشق يستخبرُ؛ بينا كنتُ
أفتحُ فمي لأبوحَ، تفلـَتَ إلى الباديةِ.
•
غرستُ وردًا، كلنه من دونكَ استخالَ شوكًا.
رقدتُ بيضًا لطاووس. فحَوَى ثعابينَ.
عزفتُ على قيثارةٍ، فَسَدَتِ الألحانُ.
ارتقيتُ إلى السّماء الثامنةِ. فكانت سُفليَّ جُهنّمُ.
..
* (من: “رباعيات مولانا جلال الدين الرومي”، تأويل: محمد عيد إبراهيم- دار الأحمدي للنشر، القاهرة. الطبعة الأولى، مايو 1998. يمكن تنزيل الكتاب بهيئة “بي دي إف” من هنا)
.
Créatures de Dieu
Eugène de Blaas