هكذا حوّل الحاخام لازار اليهود إلى قوة سياسية في الجزائر
ربط بعض المؤرخين المستشرقين الثقافة باللغة لمعرفة حالة مجتمع ما، فهذا المستشرق ديسبارمي كان استاذ بالجزائر ، حرص على أن يتعلم التلاميذ الفرنسيين العامية بدلا من اللغة العربية الفصحى، و هذا من أجل فهم عقلية الأهالي الوطنية..، و فرنسا لم تكن تريد من التعليم إلا إتاحة الفرصة أمام الأهالي لمعرفة عظمة فرنسا و قوتها، و من هنا اقدمت فرنسا على منح الجنسية الفرنسية لليهود و حق المواطنة الفرنسية، و يعتبر الضابط ليفي بروفانسال من أهم الشخصيات اليهودية التي صبت جمّ هدفها في هذا الإطار، و هو يهودي ولد في الجزائر، كان ضابطا يعمل في الجيش الفرنسي، له عدة مؤلفات، حصل على الليسانس في الآداب عام 1913، عينته الحكومة الفرنسية ضابطا في الشؤون الإسلامية في المغرب، ألقى محاضرات في معهد الدراسات العليا بالرباط، و لما حصل على الدكتوراه انتدبته كلية الآداب بالجزائر لإلقاء محاضرات في تاريخ العرب و الحضارة الإسلامية ، كان ذلك عام 1928 فقسم وقته بين المغرب و الجزائر و السربون بباريس ، حيث كان يلقي محاضرات في تاريخ العرب و كتاباتهم، و هذا بشهادة أحمد سعد الدين البساطي مختص في مقارنة الأديان.
كانت الجزائر تعاني من ركود ثقافي، حيث أنه لم تكن هناك حركات تجديد فكرية و لا انتفاضات علمية ذاتية، لأن اللغة الفرنسية كانت المسيطرة، و كانت إنتاج اللغة العربية ينحصر في الموضوعات الدينية، حتى القرن العشرين ظهرت فيه الحركات الإصلاحية التي اخذت تتدارك حالة اللغة العربية الفصحى و ما وصلت إليه من ضعف و هزال، فكان حزب الشعب أول من يفتح مدارس لتعلم اللغة العربية و آدابها و تحريرها من الجمود و خاصة في بداية الثلاثينيات عندما تأسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و يرجع لها الفضل في التمكين لهذه اللغة في البيئة الجزائرية و الحفاظ عليها..، و كان لإكتساب الجماعة اليهودية الجنسية الفرنسية أثرا كبيرا في سرعة علمانيتهم و اندماجهم في المجتمع الفرنسي، مقابل الحصول على امتيازات و صلاحيات لنشر العقيدة اليهودية في المجتمع المغربي و بالخصوص في الجزائر المستعمرة، حيث عمل اليهود في الجزائر على إنشاء مدارس تلمود توراة في المدن الدزائرية الكبرى، الجزائر العاصمة، وهران ، قسنطينة و تلمسان، الهدف منه دراسة الكتاب المقدس الذي يحوي كلام الرب لديهم في العقيدة اليهودية، و تمكنت الجالية اليهودية في الجزائر أن تؤسس لجنة سمتها : لجنة اليهود الجزائريين، و عن طريق الحاخام لازار تمكن اليهود من أن يتحولوا إلى قوة سياسية في الجزائر.
أما الإتحاد العام للتجار الجزائريين أعلن في 14 سبتمبر 1956 بأن الدولة الجزائرية سوف تكون بعيدة عن التمييز العرقي و لديني ، و عندما ترأس فرحات عباس الحكومة المؤقتة في 17 فيفري 1960 أعلن أن الجزائر للجزائريين مهما كان اصلهم، و نستطيع أن نعيش تحت سماء واحدة، و قال في خطاب له إن الجمهورية الجزائرية التي سنبنيها معا سيكون فيها مكانا للجميع، و لن تكون فيها حواجز عنصرية و لا أحقاد دينية، و اضاف بالقول: إننا نريد أن تشاركونا في صنع هذا المصير، إن مثل هذه التصريحات تطرح كثير من التساءلات، خاصة بعدما ارتمى اليهود في أحضان المشروع الإستعماري في ربيع عام 1958، و ظل ممثلو الجماعات االيهودية الجزائرية في المؤتمر العالمي أوفياء لفرنسا و مشروعها في الجزائر، أما بالنسبة لجبهة التحرير الوطني فقد سعت منذ بداية الثورة في 1954 إلى كسب الأقلية اليهودية إلى جانبها و في وقائع مؤتمر الجبهة في اوت 1956 حول الأقلية اليهودية إشارة إلى أن الجزائريين من الأصل اليهودي لم يحددوا موقفهم بعد، بعدما انقسموا إلى مؤيدين و معارضين ، حيث كان من المفروض أن يستجيبوا لنداء الأرض الأمّ و يؤكدوا وطنيتهم الجزائرية؟.
علجية عيش، مقتطف من كتاب الإستيطان اليهودي في الجزائر أحمد سميح حسن اسماعيل من جامعة القاهرة
ربط بعض المؤرخين المستشرقين الثقافة باللغة لمعرفة حالة مجتمع ما، فهذا المستشرق ديسبارمي كان استاذ بالجزائر ، حرص على أن يتعلم التلاميذ الفرنسيين العامية بدلا من اللغة العربية الفصحى، و هذا من أجل فهم عقلية الأهالي الوطنية..، و فرنسا لم تكن تريد من التعليم إلا إتاحة الفرصة أمام الأهالي لمعرفة عظمة فرنسا و قوتها، و من هنا اقدمت فرنسا على منح الجنسية الفرنسية لليهود و حق المواطنة الفرنسية، و يعتبر الضابط ليفي بروفانسال من أهم الشخصيات اليهودية التي صبت جمّ هدفها في هذا الإطار، و هو يهودي ولد في الجزائر، كان ضابطا يعمل في الجيش الفرنسي، له عدة مؤلفات، حصل على الليسانس في الآداب عام 1913، عينته الحكومة الفرنسية ضابطا في الشؤون الإسلامية في المغرب، ألقى محاضرات في معهد الدراسات العليا بالرباط، و لما حصل على الدكتوراه انتدبته كلية الآداب بالجزائر لإلقاء محاضرات في تاريخ العرب و الحضارة الإسلامية ، كان ذلك عام 1928 فقسم وقته بين المغرب و الجزائر و السربون بباريس ، حيث كان يلقي محاضرات في تاريخ العرب و كتاباتهم، و هذا بشهادة أحمد سعد الدين البساطي مختص في مقارنة الأديان.
كانت الجزائر تعاني من ركود ثقافي، حيث أنه لم تكن هناك حركات تجديد فكرية و لا انتفاضات علمية ذاتية، لأن اللغة الفرنسية كانت المسيطرة، و كانت إنتاج اللغة العربية ينحصر في الموضوعات الدينية، حتى القرن العشرين ظهرت فيه الحركات الإصلاحية التي اخذت تتدارك حالة اللغة العربية الفصحى و ما وصلت إليه من ضعف و هزال، فكان حزب الشعب أول من يفتح مدارس لتعلم اللغة العربية و آدابها و تحريرها من الجمود و خاصة في بداية الثلاثينيات عندما تأسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و يرجع لها الفضل في التمكين لهذه اللغة في البيئة الجزائرية و الحفاظ عليها..، و كان لإكتساب الجماعة اليهودية الجنسية الفرنسية أثرا كبيرا في سرعة علمانيتهم و اندماجهم في المجتمع الفرنسي، مقابل الحصول على امتيازات و صلاحيات لنشر العقيدة اليهودية في المجتمع المغربي و بالخصوص في الجزائر المستعمرة، حيث عمل اليهود في الجزائر على إنشاء مدارس تلمود توراة في المدن الدزائرية الكبرى، الجزائر العاصمة، وهران ، قسنطينة و تلمسان، الهدف منه دراسة الكتاب المقدس الذي يحوي كلام الرب لديهم في العقيدة اليهودية، و تمكنت الجالية اليهودية في الجزائر أن تؤسس لجنة سمتها : لجنة اليهود الجزائريين، و عن طريق الحاخام لازار تمكن اليهود من أن يتحولوا إلى قوة سياسية في الجزائر.
أما الإتحاد العام للتجار الجزائريين أعلن في 14 سبتمبر 1956 بأن الدولة الجزائرية سوف تكون بعيدة عن التمييز العرقي و لديني ، و عندما ترأس فرحات عباس الحكومة المؤقتة في 17 فيفري 1960 أعلن أن الجزائر للجزائريين مهما كان اصلهم، و نستطيع أن نعيش تحت سماء واحدة، و قال في خطاب له إن الجمهورية الجزائرية التي سنبنيها معا سيكون فيها مكانا للجميع، و لن تكون فيها حواجز عنصرية و لا أحقاد دينية، و اضاف بالقول: إننا نريد أن تشاركونا في صنع هذا المصير، إن مثل هذه التصريحات تطرح كثير من التساءلات، خاصة بعدما ارتمى اليهود في أحضان المشروع الإستعماري في ربيع عام 1958، و ظل ممثلو الجماعات االيهودية الجزائرية في المؤتمر العالمي أوفياء لفرنسا و مشروعها في الجزائر، أما بالنسبة لجبهة التحرير الوطني فقد سعت منذ بداية الثورة في 1954 إلى كسب الأقلية اليهودية إلى جانبها و في وقائع مؤتمر الجبهة في اوت 1956 حول الأقلية اليهودية إشارة إلى أن الجزائريين من الأصل اليهودي لم يحددوا موقفهم بعد، بعدما انقسموا إلى مؤيدين و معارضين ، حيث كان من المفروض أن يستجيبوا لنداء الأرض الأمّ و يؤكدوا وطنيتهم الجزائرية؟.
علجية عيش، مقتطف من كتاب الإستيطان اليهودي في الجزائر أحمد سميح حسن اسماعيل من جامعة القاهرة