ماماس أمرير - مازلت تلك الريح.. شعر

بَين شفاهي
خبّأتُ قبلة لرجلٍ لم يأتِ
ثم حلمتُ بالضوء

وقَبلَ أن أصلبَ على الجدارِ
قلتُ لملابسي الداخلية
انتظري

انتظري
فمازلتُ تِلكَ الريح العاتية
التي تلوحُ بشهوتها
ما زلت..

مازلتُ تلكَ الريح،
تشتهي سكون الحب
تَرميه بين أصابعها ثم تموتُ
عند الصباح

النجمة التي اختفتْ هذا المساءْ
كشفت مشاعِري
ورحلَتْ

نزفتُ كثيرا
عزفتُ سمفونيةً أخيرة لوجهك
دونَ أن أحتفظ
بقَليلٍ من الحزن

فهمتُ فيما بعد أن الأزقة التي لفظت
خطواتي
والكلماتُ المُلقاةَ خارج أصابِعي
لا تعنيني كثيراً
فرائحتها تُشير إلى غِيابٍ عتيقٍ
عتيقْ

لم يعد متّسعٌ للغربةِ
فحين يضيعُ القَلب
تسترجعُ الدّفلى في حلقي مرارتِها
وينزِفُ الشجرُ في حنجرتي
ثم يبكي
يبكي كسماءٍ قاتمَة

حينَ طافَ سِربُ خَسائِري
لم أحلُم
بِزُجاجٍ يُغطي قبري
ولم تكن لي أظافر نُحاسِيَة
كي أزيح جليد الصباح

جمرٌ على الطريق
وصقيعٌ يفتتُ جدران قَلبي

كأن غربَتي لا همّ لها
سِوى مُحاولة قتلي...

وأنا في حسرتي الأخيرة
نَسيتُ أنني الأيقونة الموعودةُ بالصمت

وبأنني مُجرّد معزوفةٍ جديدةٍ
للفراغِ

وأنّني الدّهشة
التي تضيعُ بَين عينيك
وتزيدُ من
غموض الكون

وأنني مازلتُ رغبةً شقيةً
أمسكُ النجومَ بأصابعي
أدَحْرِجُ
حَبات المَطَر بِقدمي
وأجْلِسُ فَوقَ غَيْمَةٍ مُعلقة عَلى شَجَرِ الريح
أمرْجحُ روحي

لم كلّ هذا الألمُ يا روحي
فَما زلتُ أرضا خصبة
ترتبُ أحزان
المساءات
وأفراح الوجود
ومازالَ الحبُّ طوفاني
ولون سَمائي