ثلاثة أسابيع، وأحمد ناجي غائباً عن أخبار الأدب. ثلاثة أسابيع، وأنا تشغلني قضية آخري؛ لماذا لا يجب أن تقرأ المرأة الألفاظ الخادشة للحياء؟ لماذا يُشيّد المجتمع بيننا وبين الرجال جسوراً في الوقت الذي نعيش فيه انفتاحاً لا حدود له؟
لا أعرف إن كان مناسباً أن أطرح هذا السؤال وواحد منّا يواجه السجن وحده، أم أصمت، مثلما تصمت الكثيرات.
بصراحة أشعر بإهانة كبيرة، في أيام من المفترض أن احتفي فيها بكوني إمرأة، وإن كنت أرفض أن يخصص لنا العالم يوماً، مثلما أرفض أن تخصص لنا الدولة عربتين في المترو أو أن يتم المطالبة بالإفراج عن البنات في السجون، فقط لكونهم بنات، لأن كل هذا يعزز من ضعفنا وقلة حيلتنا وسط مجتمعات ذكورية منحت لنفسها كل شيء.
أتخيل لو كنا في مجتمع آخر يتعامل مع الرجل والمرأة علي اعتبار واحد فقط، أنهما إنسان، لكان أحمد ناجي معنا الآن، وما كنا اضطررنا أن نضيع وقتنا في هذا الهراء.
في حيثيات الحبس، ذكرت محكمة جنح مستأنف بولاق أبو العلا أنها لم تخالف الدستور في حكمها علي أحمد ناجي، بل علي العكس، هي طبقت ما ينادي به بالحفاظ علي الأسرة التي هي أساس المجتمع وقوامها الدين والأخلاق والوطنية.
منذ قرأت ذلك، وما رأيته بواقع عملي يتجسد أمامي، الأسر التي تعيش في غرفة واحدة، والأسر التي تتقاسم مع الموتي قبورهم، والذين يقطنون العشش مثل الخراف.
هذه الأسر فقدت آدميتها، وحُرمتها، ولم يعد لها قوام سوي الفقر والجهل والمرض.. أدرك تماماً أن الدولة تعي ذلك، كما أدرك أنها تريد أن نصدق أساطير، بداية من أننا متدينون بطبعنا، نهاية بأن ثمة كارثة ستحدث إن قرأ الطفل والمرأة الألفاظ التي استخدمها أحمد ناجي.
والحقيقة هو لم يستخدم سوي حياتنا، حياتنا المزدوجة، والمشوهة، التي تتقبل هذه الألفاظ في الشوارع والمواصلات وبرامج التوك شو، وتستوعبها في الإهانات والشتائم، وتنكرها أمام العائلة والأصدقاء وأمام الذين نريد أن نظهر معهم بصورة مغايرة.
المرأة التي يخشي عليها المجتمع، ويدافع باسمها، تتعرض للتحرش يومياً ليس فقط من الرجال، بل من الأطفال أيضا، الذي يدافع المجتمع باسمهم هم الآخرون.
لو كان المجتمع يخشي علينا فعلاً، ما جعل أجسادنا وكرامتنا مُستباحة، وما تعمد عزلنا في التعليم وفي الطوابير وفي مهن محددة.
أفرجوا عن أحمد ناجي، لأننا مخدشون بما فيه الكفاية.
.
لا أعرف إن كان مناسباً أن أطرح هذا السؤال وواحد منّا يواجه السجن وحده، أم أصمت، مثلما تصمت الكثيرات.
بصراحة أشعر بإهانة كبيرة، في أيام من المفترض أن احتفي فيها بكوني إمرأة، وإن كنت أرفض أن يخصص لنا العالم يوماً، مثلما أرفض أن تخصص لنا الدولة عربتين في المترو أو أن يتم المطالبة بالإفراج عن البنات في السجون، فقط لكونهم بنات، لأن كل هذا يعزز من ضعفنا وقلة حيلتنا وسط مجتمعات ذكورية منحت لنفسها كل شيء.
أتخيل لو كنا في مجتمع آخر يتعامل مع الرجل والمرأة علي اعتبار واحد فقط، أنهما إنسان، لكان أحمد ناجي معنا الآن، وما كنا اضطررنا أن نضيع وقتنا في هذا الهراء.
في حيثيات الحبس، ذكرت محكمة جنح مستأنف بولاق أبو العلا أنها لم تخالف الدستور في حكمها علي أحمد ناجي، بل علي العكس، هي طبقت ما ينادي به بالحفاظ علي الأسرة التي هي أساس المجتمع وقوامها الدين والأخلاق والوطنية.
منذ قرأت ذلك، وما رأيته بواقع عملي يتجسد أمامي، الأسر التي تعيش في غرفة واحدة، والأسر التي تتقاسم مع الموتي قبورهم، والذين يقطنون العشش مثل الخراف.
هذه الأسر فقدت آدميتها، وحُرمتها، ولم يعد لها قوام سوي الفقر والجهل والمرض.. أدرك تماماً أن الدولة تعي ذلك، كما أدرك أنها تريد أن نصدق أساطير، بداية من أننا متدينون بطبعنا، نهاية بأن ثمة كارثة ستحدث إن قرأ الطفل والمرأة الألفاظ التي استخدمها أحمد ناجي.
والحقيقة هو لم يستخدم سوي حياتنا، حياتنا المزدوجة، والمشوهة، التي تتقبل هذه الألفاظ في الشوارع والمواصلات وبرامج التوك شو، وتستوعبها في الإهانات والشتائم، وتنكرها أمام العائلة والأصدقاء وأمام الذين نريد أن نظهر معهم بصورة مغايرة.
المرأة التي يخشي عليها المجتمع، ويدافع باسمها، تتعرض للتحرش يومياً ليس فقط من الرجال، بل من الأطفال أيضا، الذي يدافع المجتمع باسمهم هم الآخرون.
لو كان المجتمع يخشي علينا فعلاً، ما جعل أجسادنا وكرامتنا مُستباحة، وما تعمد عزلنا في التعليم وفي الطوابير وفي مهن محددة.
أفرجوا عن أحمد ناجي، لأننا مخدشون بما فيه الكفاية.
.