إننا لا نفهم الأمازيغية يقول الجلاد القديم وهو يسجل المحضر
وهذا كاف كي نبيدكم جميعا
لا نفهم الجوعى
لا نفهم الخائفين
لا نفهم الحاقدين الذين ولدوا يتامى
لا نفهم الأرامل الجميلات اللائي لم يتزوجن من جديد
ولا نفهم الثوار كيف يولدون في فصول جافة وطويلة
يرضعون الثورة من ثدي جاف
ويكبرون يانعين وحادين كالأشواك
لا نفهم الطريق الترابية الغبراء إلى مدن النار
لا نفهم البطن المتعبة التي تلد كل هذه العواصف
العجزةَ الذين فقدوا البصر من طول النظر
وطول انتظار المطر
وطول انتظار الغائبين والمساجين
لا نفهم الجفاف يترقرق في الصمت الميت بالتموايت
ولا نفهم المغنين النحيفين كيف يكرهون القصور
لا نفهم نعيق البوب فجر العيد
ولا جمال الثائرات المنقبات المسلحات
ولا كيف يدعو الضحية القتلة كي يتحلقوا حول طعامه
لا نفهم شيئا من كل هذا
ولذلك حشونا بنادقا
وتفادينا تحيتكم المريبة عقودا طويلة
والآن إننا نحن القناصون
خائفون من الطريدة
أكثر من خوفها منا
فالصياد يهرب
حين تفاجئه على الأرض
وليس في السماء
حمامة
جريحة
عالقة
في الزَّرَب
أيها الريف الذي يطير حول جبل تدغين الموحش منذ عصور
بجناح واحد
إننا جميعا ذلك الجناح المفقود
الذي لم يعد باستطاعتهم إصابته
ولم يعد باستطاعتهم بتره
ولم يعد باستطاعتهم أسره
إننا جميعا ذلك الجناح المقصوص الذي يرفرف وحيدا وبعيدا عن مدى بنادقهم
لقد سجنوا الطيور منذ قرون
عذبوها
سحلوها
وقتلوها
لكنهم لم يستطيعوا أبدا قتل الطيران
إنه كل تلك السماء التي تطير
كل تلك الجذور المحلقة في الأعماق
التي تصل حتى البراكين
كل تلك الأوشام الأمازيغية الجميلة كالحليّ
على جلد الأمهات الفقيرات
وعلى جلد الجدات
وعلى جلد الصخور
كل تلك الدموع في عيون الرجال المكسورين الكتومين
التي تتجمع في الغيوم
الدموع
التي
ستجرف
كل شيء
محمد بنميلود
وهذا كاف كي نبيدكم جميعا
لا نفهم الجوعى
لا نفهم الخائفين
لا نفهم الحاقدين الذين ولدوا يتامى
لا نفهم الأرامل الجميلات اللائي لم يتزوجن من جديد
ولا نفهم الثوار كيف يولدون في فصول جافة وطويلة
يرضعون الثورة من ثدي جاف
ويكبرون يانعين وحادين كالأشواك
لا نفهم الطريق الترابية الغبراء إلى مدن النار
لا نفهم البطن المتعبة التي تلد كل هذه العواصف
العجزةَ الذين فقدوا البصر من طول النظر
وطول انتظار المطر
وطول انتظار الغائبين والمساجين
لا نفهم الجفاف يترقرق في الصمت الميت بالتموايت
ولا نفهم المغنين النحيفين كيف يكرهون القصور
لا نفهم نعيق البوب فجر العيد
ولا جمال الثائرات المنقبات المسلحات
ولا كيف يدعو الضحية القتلة كي يتحلقوا حول طعامه
لا نفهم شيئا من كل هذا
ولذلك حشونا بنادقا
وتفادينا تحيتكم المريبة عقودا طويلة
والآن إننا نحن القناصون
خائفون من الطريدة
أكثر من خوفها منا
فالصياد يهرب
حين تفاجئه على الأرض
وليس في السماء
حمامة
جريحة
عالقة
في الزَّرَب
أيها الريف الذي يطير حول جبل تدغين الموحش منذ عصور
بجناح واحد
إننا جميعا ذلك الجناح المفقود
الذي لم يعد باستطاعتهم إصابته
ولم يعد باستطاعتهم بتره
ولم يعد باستطاعتهم أسره
إننا جميعا ذلك الجناح المقصوص الذي يرفرف وحيدا وبعيدا عن مدى بنادقهم
لقد سجنوا الطيور منذ قرون
عذبوها
سحلوها
وقتلوها
لكنهم لم يستطيعوا أبدا قتل الطيران
إنه كل تلك السماء التي تطير
كل تلك الجذور المحلقة في الأعماق
التي تصل حتى البراكين
كل تلك الأوشام الأمازيغية الجميلة كالحليّ
على جلد الأمهات الفقيرات
وعلى جلد الجدات
وعلى جلد الصخور
كل تلك الدموع في عيون الرجال المكسورين الكتومين
التي تتجمع في الغيوم
الدموع
التي
ستجرف
كل شيء
محمد بنميلود