اعتدت، منذ بدأت اكتب النثر القصصي، في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من ق 20، ان ادون احلامي، رؤاي، كوابيس الحياة، لأدرجها فيما اكتب، وكنت، وأنا ادرس الادب العربي، قبل ذلك بسنوات، قرأت رواية نجيب محفوظ "اللص والكلاب"، وتوقف استاذنا، وهو يشرحها لنا، مطولاً امام رقعة الحلم فيها، وفيما بعد، سأجدني التفت الى أدباء كبار آخرين، عرب وغير عرب، يلتفتون الى الاحلام في رواياتهم، منهم الكاتب الاردني غالب هلسة، والاديب الاسرائيلي (عاموس عوز)، بل سألحظ ان نجيب محفوظ نفسه، يعود، في التسعينيات من ق 20، ليدون احلامه ويكتبها على شكل خواطر.
وإذا كان لي أن أتذكر بعض نثري القصصي الذي دوّنت فيه احلامي، فسأتذكر قصة "الاقدام المورقة" التي نشرت أيضاً تحت عنوان آخر هو "مكان آخر للعشب" وللحلم فيها نصيب من الواقع، كنت رأيت أقدام احد الفلسطينيين البارزين تدفن امامي، بعد ان تفجرت السيارة بصاحبها، حين حاول تشغيلها. ويمر عام على الحادث الذي جرى في نابلس، لأرى في المنام، وأنا في عمان، اقداماً بشرية تورق، ينمو عليها العشب والشجر. وسأراني، وأنا في المانيا، بعد ان ضاقت بي الدنيا، وكدت اسفر، سأراني بالفعل، في المنام، اسفر في طائرة، قبل موعد سفري، وسوف اكتب هذا في "تداعيات ضمير المخاطب". لم يكن التسفير حلماً او هاجساً، كان حقيقة، حال دونها، يومها، ان الدنيا، بسبب الاستعداد لحرب العراق الاولى، في العام 1990، كانت مقلوبة، وغفر لي، ولم اسفر لهذا.
وسأواصل هذه العادة، عادة تسجيل الاحلام، الرؤى، الكوابيس في كثير مما اكتب، في القصص القصيرة، وفي الروايات، وما اوردته، في الجزء الثاني من "تداعيات ضمير المخاطب" الذي عنونته بـ "الوطن عندما يخون"، حول قطعة اللحم التي تفرم، كان حلماً، رؤية، كابوساً، فقد مرت سنوات والآخرون يأكلون لحم اخوتهم نيئاً، دون ان يكرهوا ذلك، وكان للحلم، الرؤية نصيب من الواقع، لم يكن الحلم بعيداً عن الواقع اطلاقاً.
سأتذكر أنني ذات ليلة، في الثمانينيات من القرن العشرين، صحوت وأنا أضرب بقدمي (مناحيم بيغن)، وحين صحوت جيداً كان الدم ينزف من ابهام رجلي اليمنى. لم اضرب (بيغن) في الواقع، كنت احلم وبدلاً منه كان الحائط، وهكذا ضربت الحائط، ربما كان ذلك إبان حرب لبنان في العام 1982 بالضبط.
سأتذكر هذا كله هذه الايام، وتحديداً ليلة 13/11/2005، تلك الليلة صحوت من حلم مزعج، من كابوس، كنت على حاجز حوارة وقد امسك بي الجنود الاسرائيليون وربطوا لي اسناني بسلسلة من الحديد الصدئ وهكذا لم استطع ان افتح فمي، واختلط الامر، في الحلم، لأجد نفسي ايضاً في عمان، في رابطة الكتاب الاردنيين، وفي مخيم بلاطة في الوقت نفسه، ولكن بلا هوية وبلا جواز سفر، فقد تركتهما في الرابطة، وأخذت ابحث عن سيارة تقلني، وكان الجيش في الطريق، وكنت على حاجز حوارة.
صورة سريالية ولا شك، وهذا الذي ذكرته هو ما دونته بعد ان صحوت من الكابوس، الكابوس الذي كان في الليلة التالية حقيقة، في ليلة 14/11/2005 صحوت في الثانية عشرة ليلاً على اصوات قذائف ورصاص وصوت مجنزرات ذكرني بليلة الاجتياح في ربيع 2002، وظل الرصاص يلعلع حتى الرابعة والنصف صباحاً، وبعدها غفوت لأجدني مع ابي عمار، وقد سمح له الاسرائيليون بدخول نابلس، وما ان دخلها حتى اطلق عليه الجنود الرصاص، فاستل مسدسه وقاوم وقتل عدداً من الجنود واستشهد، ووجدتني انا اقف امام مدخل عمارة المرحوم ظافر المصري اشاهد المعركة.
ولم يكن القتال تلك الليلة كابوساً، كان حقيقة، ففي المنطقة التي اقيم فيها تمت محاصرة المرحوم امجد الحناوي وقتله، وفي الصباح رأيت البناية التي حوصرت وأطلق عليها الرصاص والقذائف.
سأسأل، صبيحة اليوم ذاك، زملائي ممن يسافرون يومياً على الحواجز عن احلامهم، عن كوابيسهم، فأنا لم اعبر الحاجز، منذ العام 2000، سوى ست مرات، عدا اشهر كانت نابلس فيها تنقسم الى قسمين، وكان علي ان امر بالجنود يومياً. بم يحلم الفلسطينيون ممن يعبرون الحواجز يومياً؟ وما هي الكوابيس التي يعيشونها في مناماتهم؟ هذا هو السؤال الذي يراودني الآن، وهل انجزنا دراسات ونصوصاً بما يكفي حول هذه الحالة، ألا يستحق هذا كله المزيد من الكتابة.
وإذا كان لي أن أتذكر بعض نثري القصصي الذي دوّنت فيه احلامي، فسأتذكر قصة "الاقدام المورقة" التي نشرت أيضاً تحت عنوان آخر هو "مكان آخر للعشب" وللحلم فيها نصيب من الواقع، كنت رأيت أقدام احد الفلسطينيين البارزين تدفن امامي، بعد ان تفجرت السيارة بصاحبها، حين حاول تشغيلها. ويمر عام على الحادث الذي جرى في نابلس، لأرى في المنام، وأنا في عمان، اقداماً بشرية تورق، ينمو عليها العشب والشجر. وسأراني، وأنا في المانيا، بعد ان ضاقت بي الدنيا، وكدت اسفر، سأراني بالفعل، في المنام، اسفر في طائرة، قبل موعد سفري، وسوف اكتب هذا في "تداعيات ضمير المخاطب". لم يكن التسفير حلماً او هاجساً، كان حقيقة، حال دونها، يومها، ان الدنيا، بسبب الاستعداد لحرب العراق الاولى، في العام 1990، كانت مقلوبة، وغفر لي، ولم اسفر لهذا.
وسأواصل هذه العادة، عادة تسجيل الاحلام، الرؤى، الكوابيس في كثير مما اكتب، في القصص القصيرة، وفي الروايات، وما اوردته، في الجزء الثاني من "تداعيات ضمير المخاطب" الذي عنونته بـ "الوطن عندما يخون"، حول قطعة اللحم التي تفرم، كان حلماً، رؤية، كابوساً، فقد مرت سنوات والآخرون يأكلون لحم اخوتهم نيئاً، دون ان يكرهوا ذلك، وكان للحلم، الرؤية نصيب من الواقع، لم يكن الحلم بعيداً عن الواقع اطلاقاً.
سأتذكر أنني ذات ليلة، في الثمانينيات من القرن العشرين، صحوت وأنا أضرب بقدمي (مناحيم بيغن)، وحين صحوت جيداً كان الدم ينزف من ابهام رجلي اليمنى. لم اضرب (بيغن) في الواقع، كنت احلم وبدلاً منه كان الحائط، وهكذا ضربت الحائط، ربما كان ذلك إبان حرب لبنان في العام 1982 بالضبط.
سأتذكر هذا كله هذه الايام، وتحديداً ليلة 13/11/2005، تلك الليلة صحوت من حلم مزعج، من كابوس، كنت على حاجز حوارة وقد امسك بي الجنود الاسرائيليون وربطوا لي اسناني بسلسلة من الحديد الصدئ وهكذا لم استطع ان افتح فمي، واختلط الامر، في الحلم، لأجد نفسي ايضاً في عمان، في رابطة الكتاب الاردنيين، وفي مخيم بلاطة في الوقت نفسه، ولكن بلا هوية وبلا جواز سفر، فقد تركتهما في الرابطة، وأخذت ابحث عن سيارة تقلني، وكان الجيش في الطريق، وكنت على حاجز حوارة.
صورة سريالية ولا شك، وهذا الذي ذكرته هو ما دونته بعد ان صحوت من الكابوس، الكابوس الذي كان في الليلة التالية حقيقة، في ليلة 14/11/2005 صحوت في الثانية عشرة ليلاً على اصوات قذائف ورصاص وصوت مجنزرات ذكرني بليلة الاجتياح في ربيع 2002، وظل الرصاص يلعلع حتى الرابعة والنصف صباحاً، وبعدها غفوت لأجدني مع ابي عمار، وقد سمح له الاسرائيليون بدخول نابلس، وما ان دخلها حتى اطلق عليه الجنود الرصاص، فاستل مسدسه وقاوم وقتل عدداً من الجنود واستشهد، ووجدتني انا اقف امام مدخل عمارة المرحوم ظافر المصري اشاهد المعركة.
ولم يكن القتال تلك الليلة كابوساً، كان حقيقة، ففي المنطقة التي اقيم فيها تمت محاصرة المرحوم امجد الحناوي وقتله، وفي الصباح رأيت البناية التي حوصرت وأطلق عليها الرصاص والقذائف.
سأسأل، صبيحة اليوم ذاك، زملائي ممن يسافرون يومياً على الحواجز عن احلامهم، عن كوابيسهم، فأنا لم اعبر الحاجز، منذ العام 2000، سوى ست مرات، عدا اشهر كانت نابلس فيها تنقسم الى قسمين، وكان علي ان امر بالجنود يومياً. بم يحلم الفلسطينيون ممن يعبرون الحواجز يومياً؟ وما هي الكوابيس التي يعيشونها في مناماتهم؟ هذا هو السؤال الذي يراودني الآن، وهل انجزنا دراسات ونصوصاً بما يكفي حول هذه الحالة، ألا يستحق هذا كله المزيد من الكتابة.