فجأة قررت أن أقطع كل الأشجار
التى تحتل قصائد أصدقائى
أمر على كل بيت فى الليل
وأجتثها شجرة شجرة
دون أن ينتبهوا لى
وأحفر مكان كل شجرة
قبرا بسياج من حديد
وأكتب عليه
هنا يرقد المرحوم
كى يقرأ صديقى كمال
فى حفله الشعرى
دون أن يدرى
والعصافير التى تحلق بعيدا
وتحط_ على قبر المرحوم
كى يقرأ صديقى نصر
فى منتداه دون أن ينتبه
وقلبى معلق فى غصن_
قبر بسياج من حديد
فيفتح الناس أفواههم عن آخرها
ويصفقون لروعة التناص
ولفجاعة الصورة ودهشتها
وأنا أرقص من فرط نشوتى
لأننى غيرت الأقدار فى قصائدهم
وزرعت قبورا بدلا عن الأشجار
كى يعرف الناس أن الأشجار
أيضا تموت ولها أضرحة
وأن قصائدنا ماهى إلا
تراتيل تنعى موتها
فإذا شاهدتم شجرة فى قصائدنا
فاعلموا أن أسفلها قبر ا
ينتظر مجيئها
وأن الشعراء يرسمون الأنهار والأشجار
ويزرعون الورد ويسيرون السحب
ويموتون ويبعثون فى قصيدة واحدة
فلم لاأجتث الأشجار من ورائهم
كى تتسريل الحياة
ويبحثون فى ريبة عن الفاعل
ويكتبون قصائد جديدة لاتخلو من قبور بدلا عن الأشجار
أو يكتبون قصائد ويتركون لى فراغات بين الأسطر
كى أكملها أنا فى الخفاء ويطلقون عليها وحيا
لم لا والحياة ماهى إلا صور تضيئ وتنطفئ
تجرى وسرعان ماتقف
ولم يصر أصدقائى بذكر الأشجار والأنهار والسماوات
دون ذكر القبور التى ينام بداخلها
كل الكائنات التى ذهبت
وبدلت ملابسها ونامت فى سلام
ألا يدركون أنهم يسمعوننا
ويكتبون مثلنا عن الحياة السابقة
التى كانوا يعيشونها
ويزرعون الأشجار ويحفرون الأنهار
وينعون حياتنا فى قصائدهم
ألا يدركون أننا نمشى وتلتف حول أرجلنا
جذور من ألياف ضوئية
ستعيدنا إلى سيرتنا الأولى
كأجنة تسبح فى فضاء الكون
وأننا كالأشجار التى فى قصائدنا
ستجتثها الأقدار فى غفلة منا
وفى غفوة من أقلامنا
إذا لم نرويها بالحقيقة التى نعلمها
عن الحب والحياة والموت
محمد عكاشة
مصر
التى تحتل قصائد أصدقائى
أمر على كل بيت فى الليل
وأجتثها شجرة شجرة
دون أن ينتبهوا لى
وأحفر مكان كل شجرة
قبرا بسياج من حديد
وأكتب عليه
هنا يرقد المرحوم
كى يقرأ صديقى كمال
فى حفله الشعرى
دون أن يدرى
والعصافير التى تحلق بعيدا
وتحط_ على قبر المرحوم
كى يقرأ صديقى نصر
فى منتداه دون أن ينتبه
وقلبى معلق فى غصن_
قبر بسياج من حديد
فيفتح الناس أفواههم عن آخرها
ويصفقون لروعة التناص
ولفجاعة الصورة ودهشتها
وأنا أرقص من فرط نشوتى
لأننى غيرت الأقدار فى قصائدهم
وزرعت قبورا بدلا عن الأشجار
كى يعرف الناس أن الأشجار
أيضا تموت ولها أضرحة
وأن قصائدنا ماهى إلا
تراتيل تنعى موتها
فإذا شاهدتم شجرة فى قصائدنا
فاعلموا أن أسفلها قبر ا
ينتظر مجيئها
وأن الشعراء يرسمون الأنهار والأشجار
ويزرعون الورد ويسيرون السحب
ويموتون ويبعثون فى قصيدة واحدة
فلم لاأجتث الأشجار من ورائهم
كى تتسريل الحياة
ويبحثون فى ريبة عن الفاعل
ويكتبون قصائد جديدة لاتخلو من قبور بدلا عن الأشجار
أو يكتبون قصائد ويتركون لى فراغات بين الأسطر
كى أكملها أنا فى الخفاء ويطلقون عليها وحيا
لم لا والحياة ماهى إلا صور تضيئ وتنطفئ
تجرى وسرعان ماتقف
ولم يصر أصدقائى بذكر الأشجار والأنهار والسماوات
دون ذكر القبور التى ينام بداخلها
كل الكائنات التى ذهبت
وبدلت ملابسها ونامت فى سلام
ألا يدركون أنهم يسمعوننا
ويكتبون مثلنا عن الحياة السابقة
التى كانوا يعيشونها
ويزرعون الأشجار ويحفرون الأنهار
وينعون حياتنا فى قصائدهم
ألا يدركون أننا نمشى وتلتف حول أرجلنا
جذور من ألياف ضوئية
ستعيدنا إلى سيرتنا الأولى
كأجنة تسبح فى فضاء الكون
وأننا كالأشجار التى فى قصائدنا
ستجتثها الأقدار فى غفلة منا
وفى غفوة من أقلامنا
إذا لم نرويها بالحقيقة التى نعلمها
عن الحب والحياة والموت
محمد عكاشة
مصر