جمال نصر الله - أكبر مشكلة في الإسلام هي.. الإستشراق؟ا

لست هنا لأكون قاضي تحقيق جنايات كي أبين للخاص والعام تفاصيل الجريمة التاريخية الكبرى التي أتت بهبوبها كلعنة على ديار المسلمين ؟ا والمُترجِمة لكل ما اقترفته حملات الإستشراق قبل وبعد الهبوط العسكري في كل شبر من الأراضي التي طالها الإسلام وتنسمت برياحه ... لكن لنسلم جميعا أن أيادي التشويه المقصود وعقولها عملت عملها بقصد ملحوظ. وطبعا بإملاءات مدسوسة أو تحت طائلة الأوامر أوبتواطؤ طبيعي.. بدليل أن هذه الحملات أو تلك لم تترك لا شاردة ولا واردة إلا وحاولت نغصها وتحويرها عن سياقها الحر... كل هذا طبعا تزامن مع عصر النهضة واختراع الطباعة.فكانت الفرصة سانحة لتؤكد ذاتها ومآربها وتلقن هذا الجيل أو ذاك ما تشاء من موروث كتابي؟ا.. وهناك طبعا من يرى بأن الإستشراق قد عاد بالنفع على البلاد العربية .. خاصة من ذوي النفوس التواقة للتقليد والخضوع. وهم من تحدث عنهم مالك بن نبي رحمة الله عليه أي من عشاق القابلية للاستعمار..بحجة و خلفية أن الغرب هو الجالب للتقدم والرقي والازدهار.

نعلم جميعا بأن الإستشراق كمصطلح يعني لغة بالتنويع والتدريب ومرات يُنعت بالتنوير لأنه من فعل أشرق يراد به الإضاءة والاستضاءة . حتى صار علما قائما يقوم على دراسة البلاد الإسلامية تاريخا وعقيدة وحضارة. ويركز انطلاقاته دائما من تاريخ البعثة المحمدية أو من الهجرة النبوية. وكانت أهدافه هو التشكيك في القرآن عن أنه كتاب بشري وليس سماويا ؟ا وعليه كُثفت الجهود لأجل زرع مفاهيم وقناعات مفبركة مفادها أن الصحابة هم من كتبوا السيرة. زيادة على تحقيرهم للغة العربية وإعادة إحياء اللهجات المحلية .وجاء كل ذلك فيما يسمى بأدب الرحلات الذي راح يصور البلدات والأقاليم العربية عن أنها جنات خلابة.. لكن في الوجه المقابل كان هناك وجه خفي غير مبرز.. الأصل فيه هو خدمة الأهداف الاستعمارية الكبرى والتي تجسدت على الأرض فيما بعد ... والمتمثل في تفريق المسلمين وإحياء الطائفية وتمزيق المجتمع ووصف مواطنيه بالأهالي.. وأهم نقطة هنا هو تأهيل الأشخاص المتمكنين في اللغة العربية الفصحى . وتنصيبهم في مراكز حكومية حساسة وإعطائهم الفرص للمشاركة في مؤتمرات دولية وبعثات خارجية. وهنا يكمن بيت القصيد كما يقال حيث بدأ المشروع المأمول يتحقق وهو كتابة تاريخ وحضارة هذه الأمة بأيادي وعقول مأجورة ومبرمجة. بُنيت إذا الخيمة الكبرى بجميع أعمدتها ولم يتبق إلا التحكم عن بعد.. وهذا ما مكن الغرب من السيطرة والترويض. لتصبح العقول والأجساد تباعا تحت إمرة مؤسساتهم الحالية.. غير مبالين بوعي النخب أو الجماعات. حيث تشوبهم طمأنينة مطلقة عن أن من زرع الجنين في البطن . لا يمكن أبدا أن تُنزع منه صفة الأبوة شرعا وتاريخا؟ا


شاعر وصحفي جزائري
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

الاستاذ جمال نصر الله المحترم
أعتقد بان التعريف الذي كونته عن الاستشراق بأنه [ نعلم جميعا بأن الإستشراق كمصطلح يعني لغة بالتنويع والتدريب ومرات يُنعت بالتنوير لأنه من فعل أشرق يراد به الإضاءة والاستضاءة ] ، بينما جاء من رؤية الغربيين للمجتمع الشرقي ، وهو مصطلح منحوت من كلمة الشرق ضد الغرب . اي من دول الشرق الاقصى حتى المغرب كما قال سلامة موسى.. وربما يقابله الاستغراب ويتركز في نظرتنا المضادة للغرب والتي للأسف نحصرها في الادب الكولونيالي وكيف نرى الغربيين من خلال كتاباتهم عن بلداننا.. او كتابات البعثات العربية المبكرة لاوريا مثب كتابات رفاعة الطهطاوي وفارس الشدياق
وأتفق معك في النظرة الاستعلائية والدونية التي يكونها عنا الغربيون من خلال كتاباتهم .. وقد قيل الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان
لكن رب ضارة نافعة فقد سمحت هذه الكتابات حول الشرق باضاءة جزء كبير من تاريخنا وثقافتنا وتشريح مجتمعاتنا وطرق الحياة والعيش فيه .. وساهمت في استخراج امات الكتب وترجمتها مثل كتاب الف ليلة وليلة الذي ظل نسيا منسيا حتى سخر الله له انطوان جالان .. ورباعيات الخيام على يد فيتزجيرالد ، والروض العاطر الذي اشتراه جندي فرنسي من مواطن جزائري والى غير ذلك من المخطوطات التي لم يلتفت اليها العرب وظلت مطمورة و مهملة.
فالمستشرقون دوما منحازون ومتواطئون وجواسيس مندسين في غالبيتهم يتصيدون هفواتنا ، وقد مهدوا للاستعمار عبر رسم الخرائط وشراء المخطوطات والكتب وترجمتها .. الى جانب شراء الدمم.. وللاستشراق نظرة سلبية عن بلادنا برغم الانبهار بسحرها واكتشاف ماثوراتها وفلكلورها فنحن دوما متخلفون ومتوحشون في نظرهم..
لكن هل يمكن منع الاستشراق.. فالتثاقف دوما موجود . لان فكرة السحر للشرق والعقل للغرب ستظل طاغية على الدوام. ما دمنا نصدر العاهات الاجتماعية والتخلف ويقصدونا للمتعة ، وما دام الغرب يصدر التكنولوجيا ونقصد بلدانه للتعلم
فيما يخص الاساءة للاسلام ودينه فاعتقد انه نحن الذين من يجب ان نقدم الصورة الصحيحة والايجابية عن الاسلام .. لأننا اول من يسيء للدين وللحضارة وللامة بتصرفاتنا وسلوكاتنا

تحية لك
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...