أحمد صبحى منصور - ابن الجوزى يروى عن إبليس مباشرة ( الشيطان يعظ )

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 4 / 1 )

مقدمة
1 ـ لم يكتف ابن الجوزى بتسمية كتابه ( تلبيس إبليس ) بل كان يكرر عبارة ( ذكر تلبيس إبليس ) فى كل عنوان ، كقوله :( ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الوجد ) ، ويكرر هذا المعنى ، كأن يقول عن نفسه : ( قال الشيخ أبو الفرج رحمه الله : قلت : وفتن الشيطان ومكايده كثيرة في غضون هذا الكتاب..). يحذّر من مكائد إبليس وهو جالس فى جيب إبليس أو فى مؤخرة ابليس .
2 ـ كل مصادر ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) وحى شيطانى . نعرض لها بالتفصيل . ونبدأ بالوحى الشيطانى المباشر عن إبليس . أو الروايات التى زعم فيها ــ رجما بالغيب ــ أن ( إبليس / الشيطان ) قال كذا أو فعل كذا ، أو قيل عنه كذا أو قالوا عنه كذا . هو وحى شيطانى مقصود به ( تلميع صورة إبليس ) والدعاية له وتقديمه مصلحا دينيا . أى يأمرهم إبليس بالفحشاء والمنكر ثم يوحى الى أئمتهم بوحى يظهرونه فيه واعظا . هذا يؤكد أن ابن الجوزى الذى تصدى لفضح إبليس ومكائده كان من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى.
3 ـ كان ابن الجوزى يضع وحيه الشيطانى فى شكل حديث منسوب الى الأنبياء ولبعض الأئمة ، وفى شكل تقارير وأخبار عن ابليس أو منامات ، وربما تكون حكايات درامية .
ونعطى بعض التفصيلات :
أولا : وحى شيطانى فى المنام :
إبليس فى منامات ابن الجوزى فى تلبيس إبليس عن الشذوذ الجنسى :
1 ـ كان للصوفية هوس بالشذوذ بالصبيان ، وجعلوا الفسق بهم عبادة ، وجعلوا الصبى الجميل ( الأمرد ) المفعول به ( شاهدا ) على الجمال الالهى ، وأطلقوا عليه ( الشاهد ) وحين يفعلون به يعتقدون أنهم يتحدون بالإله الذى يعبدونه . ووضعوا عنوانا آخر عن هذا الشذوذ هو ( صحبة الأحداث ). و( الأحداث ) أى الصغار فى السّن. هذا كفر حقير ليس له نظير . والتفاصيل فى كتابنا عن التصوف والحياة الدينية . أحد رواد التصوف وهو يوسف بن الحسين له كلمة مشهورة يعبر فيها عن إدمانه الشذوذ وعدم قدرته على الشفاء منه . قال ( كل ما رأيتموني أفعله فأفعلوه إلا صحبة الأحداث ، فإنها أفتن الفتن ، ولقد عاهدت ربي أكثر من مائة مرة أن لا أصحب حدثا ففسخته علي حسن الخدود وقوام القدود وغنج العيون. ) هنا يصف الصبيان الذين يفعل بهم . قوم لوط إرتكبوا الشذوذ ولكن لم يزعموا أنه عبادة . واستحقوا اللعن والهلاك . الشيطان هبط بالصوفية من مجرد الشذوذ الى جعله عبادة يتقربون بها الى إلاههم الشيطانى زلفى . ولقد حذّر رب العزة فى القرآن من مكر الشيطان فقال جل وعلا : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ البقرة ). للتعمية عن ما أشار اليه رب العزة جل وعلا عن دور الشيطان فى هذا المستنقع الرجسى أوحى إبليس لرسله ومنهم ابن الجوزى بهذا المنام الذى يظهر فيه واعظا يحذّر من الشذوذ بالصبيان ، تحذيرا لا يُجدى ولا ينفع بدليل ما قاله إمامهم يوسف بن الحسين .
2 ـ ننقل عن ابن الجوزى فى تلبيس إبليس
2 / 1 : ( وبإسناد عن ابن سعيد الخراز يقول : " رأيت إبليس في النوم يمر على ناحية. فقلت : " تعال " . فقال : إيش أعمل بكم ؟ أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس" قلت : " ما هو؟ " قال : " الدنيا . " فلما ولى التفت إلي فقال : " غير ان لى فيكم لطيفة . " قلت : " وما هي ؟ قال : " صحبة الأحداث . " . قال أبو سعيد : " وقلّ من يتخلص منها من الصوفية .! " ). هنا يمدح إبليس الصوفية بمقولة انهم زهدوا فى الدنيا ولكن يعظهم بترك الشذوذ . وهو مطلب عسير بدليل إعتراف أبى سعيد أنه (قلّ )من يتخلص من آفة الشذوذ من الصوفية .
2 / 2 : ( ..وباسناد عن ابن الفرج الرستمي الصوفي يقول : " رأيت إبليس في النوم ، فقلت له : " كيف رأيتنا أعرضنا عن الدنيا ولذاتها وأموالها فليس لك الينا طريق .! " فقال : " كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع الغناء ومعاشرة الأحداث .) أى يحذرهم من الغناء والشذوذ بالصبيان وهما مرتبطان غالبا .
2 / 3 ( سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : " رأيت إبليس في المنام على بعض سطوح أولاس، وأنا على سطح ، وعلى يمينه جماعة وعلى يساره جماعة، وعليهم ثياب لطاف . فقال لطائفة منهم : " قولوا وغنوا ". فاستغرقني طيبّه حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح ، ثم قال : "أرقصوا " ، فرقصوا أطيب ما يكون، ثم قال لي : " يا أبا الحارث ما أصبت منكم شيئا أدخل به عليكم إلا هذا ). ابليس يكلم صديقه أبا الحارث يحذر من الغناء والرقص عند الصوفية .! يأمرهم بالغناء والرقص ثم يحذرهم من الغناء والرقص .!!
2 / 4 : ( قال بعض السلف : " رأيت الشيطان فقال لي : " قد كنت ألقى الناس فأُعلّمهم، فصرت ألقاهم فأتعلم منهم ) . من هو هذا القائل الذى يسميه ابن الجوزى :( بعض السلف ) ؟ هو ابن الجوزى نفسه . وهو هنا يجعل ابليس تلميذا للبشر يتعلم منهم ، إذن فكيف يستعيذون بالله جل وعلا منه وهم يتعلم منهم ؟
ثانيا : وحى شيطانى بالغيبيات عن ابليس يضعه ابن الجوزى على لسان بعض الانبياء
1 ـ إفتراء على النبى موسى عليه السلام : ( حدثني بعض أشياخنا أن إبليس لعنه الله جاء إلى موسى عليه الصلاة والسلام وهو يناجي ربه تعالى فقال له الملك : " ويلك ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربه ؟ قال : "أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة " .) . من الذى أعلم هذا الشيخ بهذا ؟ هل كان حاضرا مع موسى وربه سامعا للحوار الذى دار بين الملك وإبليس ؟ أم هو وحى شيطانى لابن الجوزى ؟
2 : إفتراء على النبى يحيى عليه السلام : ( بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام ، فرأى عليه معاليق من كل شيء، فقال يحيى : " يا إبليس ما هذه المعاليق التي أرى عليك ؟ " قال : "هذه الشهوات التي أصيد بها إبن آدم . " قال : " فهل لي فيها من شيء ؟ " قال : " ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر . " قال : " فهل غير ذلك ؟ " قال : " لا والله". قال : " لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدا ". قال إبليس : " ولله عليّ أن لا أنصح مسلما أبدا ."). هنا ابليس ينسى نفسه فينصح واعظا النبى يحيى . ثم يندم ..!!
3 ـ إفتراء على خاتم النبيين عليهم السلام :
3 / 1 :( حديث عن النبى وعن الحسن رضي الله عنه قال : " شيطان الوضوء يدعى الولهان ، يضحك بالناس في الوضوء ) . هذا الولهان ( المغرم الولهان ) هل هو الشيطان المختص بالوضوء لكل البشر فى كل زمان ومكان ، أم أن لكل من يتوضأ شيطان ولهان خاص؟ وما معنى أن إختصاص هذا المغرم الولهان بالضحك بالناس ؟ هل يضحك عليهم أم يجعلهم اضحوكة ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ هو وحى شيطانى مضحك .!
3 / 2 : ( قال رسول الله : "إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول : " فعلت كذا وكذا" ، فيقول: " ما صنعت شيئا "، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : " ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته " . قال : فيدنيه منه أو قال فيلتزمه ، ويقول : " نعم أنت وبه ". ) الله جل وعلا هو الذى كان عرشه على الماء وليس ابليس ، قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ) ﴿٧﴾ هود) . هذا الحديث الشيطانى لابن لجوزى يجعل ابليس متحكما فى الكون يرسل جنوده للإفساد ما بين الناس ، ويجعل فى المقدمة ذلك الذى يوقع الفراق بين الزوجين.
وسيأتى الحديث الشيطانى التالى يناقض هذا.
ثالثا : وحى شيطانى بأخبار غيبية عن ابليس يضعها ابن الجوزى على لسان بعض الناس
1 ـ ( إذا اصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول : " من أضل مسلما ألبسته التاج ." فيقول له القائل : " لم أزل بفلان حتى طلق امرأته." قال : " يوشك أن يتزوج . " . ويقول آخر : " ّ لم أزل بفلان حتى عق ( يعنى عقوق الوالدين ) ، قال : " يوشك أن يبرّ ، ويقول آخر : " لم أزل بفلان حتى زنى " قال : " أنت " ويقول آخر : " لم أزل بفلان حتى شرب الخمر " قال : " أنت " قال ، ويقول آخر: " لم أزل بفلان حتى قتل" فيقول: " أنت أنت ." ). هنا ليس التفريق بين الزوجين فى المقدمة ، بل شرب الخمر و الزنا ، والقتل.
2 ـ عن أعوان الشيطان :
2 / 1 : أولاد ابليس :( لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من من أمره ، ثم سماهم ، فذكر : ثبر والأعور ومسوط وداسم وزكنبور . . فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه . وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم قد رأيت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما أسمه حدثنى بكذا وكذا . وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم . وأما زكنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق ). من أين أتى ابن الجوزى بهذه الأسماء ؟
2 / 2 : ( إن لإبليس شيطانا له قبقب يجمه أربعين سنة ، فإذا دخل الغلام في هذا الطريق قال له: " دونك إنما كنت أجمك لمثل هذا . " أجلب عليه وأفتنه )
3 ـ إستخدام الوحى الشيطانى فى الهجوم على المرأة :
3 / 1 : ( سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : " ما بعث الله نبيا إلا لم يأمن من إبليس أن يهلكه بالنساء ). هذا حديث مهين للأنبياء وفيه كفر بالغ برب العزة جل وعلا.! هذا حديث يستحق ابن الجوزى عليه اللعنة .!!
3 / 2 : ( سمعت أن الشيطان قال للمرأة : " أنت نصف جندي ، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطيء ، وأنت موضع سري وأنت رسولي في حاجتي ." ). ما شعور الزوج إذا إقتنع بهذا الوحى الابليسى ؟
4 ـ الهجوم على غير السنيين :
4 / 1 : ( الأعمش قال : حدثنا رجل كان يكلم الجن، قالوا : " ليس علينا أشد ممن يتبع السُّنة ،وأما أصحاب الأهواء فإنا نلعب بهم لعبا )
4 / 2 : ( قال : " إن الشيطان ليلعب بالقُرّاء ، كما يلعب الصبيان بالجوز ).
5 ـ ( قال راهب للشيطان وقد بدا له ( أى ظهر الشيطان له متجسدا ): أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم قال : " الحدة ( أى الغضب الشديد ) ، إن العبد إذا كان حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة ) . هذا كفر بقوله جل وعلا عن الشيطان ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف )
6 ـ ( إن إبليس موثق في الأرض السفلى ، فإذا هو تحرك قام كل شرّ فى الأرض بين اثنين فصاعدا ، من تحركه ). يعنى ان ابليس معتقل مقبوض عليه ( تحت الأرض ) . وإذا تحرك إشتعلت الشرور فوق الأرض .!
7 ـ ( إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة : " سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان.! يا ويحه كيف نجا ؟ " )
8 ـ ( إن إبليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم )
9 ـ ( عن ثابت قال قال مطرف نظرت فإذا ابن آدم ملقى بين يدي الله عز وجل وبين إبليس ، فمن شاء أن يعصمه عصمه وإن تركه ذهب به إبليس ). هذا حديث غاية فى الكفر ، إذ يجعل ابليس إلاها مع الله جل وعلا ، وينسب الى رب العزة أنه الذى يجعل العبد معصوما أو أن يتركه لابليس .! إذن لماذا سيعذبه فى الآخرة وقد أهداه مقدما لابليس ؟


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...