انسانة ابسط ما يقال ..
لو صاح اعز من
النساوين الرجال ..
انثى ولا دستة رجال ..
تمشي وما بتطاطي ..
ما بين بير وشاطي ..
تطلع عالي واطي ..
نهارها مع السواقي ..
وليلا مع الطواقي ..
وعمرها للجهال ..
محجوب شريف
تحدثت في الحلقة الثالثة من هذه المقالات أوردت على سبيل المثال وليس الحصل ضريبة العمل العام التي دفعتها أُمنا فاطنة عن طيب خاطر ، وسبب لقائها بالزعيم إسماعيل الأزهري، وحديث والدها إليها بأن مشاركتها في قضايا الشأن العام وقضايا المرأة على وجه الخصوص ليس (كلام اتحاد نسائي ساكت) وإنما سلوك ، ثم ختمت المقال الثالث بالإشارة إلى تأثير أستاذة فاطمة أحمد وهو تأثير بعيد المدى ومن على البعد أحياناً أخرى . وفي هذه الحلقة الرابعة من هذه المقالات أواصل ما بدأته في الحلقة السابقة عن دور أُمنا فاطنة في الإتحاد النسائي السوداني وتحرير مجلة صوت المرأة .
فاطنة .. نضال المرأة السودانية :
(( وتعتبر السيدة فاطمة أحمد إبراهيم من أبرز الساسة السودانيين. بدأ نضالها ما قبل استقلال السودان وارتبط اسمها بنضال المرأة السودانية ضد حكومات القمع العسكرية. واجهت فاطمة منذ بداية نضالها صعوبات مع تكوين الاتحاد النسائي السوداني في ظروف اجتماعية صعبة عام 1952 بدأ كعمل إصلاحي خيري سرعان ما تحول إلى حركة واسعة النطاق تطالب بحقوق تمس جميع أحوال المرأة السودانية. وساهمت مجلة الاتحاد النسائي "صوت المرأة"، التي رأست تحريرها فاطمة إبراهيم أول صدورها في يوليو 1955 في توعية النساء وقيادة الحركة النسائية وذلك من خلال تناولها لأهم الموضوعات التي تتعلق بتوعية المرأة وتثقيفها وضرورة مساواتها بالرجل في الحقوق ومواقع اتخاذ القرار.
(( وقد لعب الاتحاد النسائي دوراً نضالياً في التصدي لحكم الفريق عبود العسكري (1958-1964) في ثورة أكتوبر عام 1964 خرجت منها المرأة السودانية منتصرة حيث ظفرت بحق التصويت وحق الترشيح لدخول البرلمان. وفي عام 1965 اختيرت فاطمة إبراهيم كأول نائبة في برلمان السودان استطاعت من خلاله تحقيق الكثير من المطالب التي كانت تناضل من أجلها لتحسين أوضاع المرأة وتضمين هذه المطالب في الدستور عام 1968 مثل حرية اختيار المهنة، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي أو الحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر كما أنها كافحت من أجل تحديد سن الزواج ومنع الزواج الإجباري وتعدد الزوجات وإلغاء قانون الطاعة.
(( إلا أن انقلاب النميري العسكري 1969 أدى إلى حل الأحزاب وتعطيل الدستور وإقامة حكم عسكري مطلق أطاح بكل ما كافحت من أجله. ولأن فاطمة إبراهيم وزوجها القائد النقابي الشهير الشفيع أحمد الشيخ رفضا التعاون معه أعدم النميري الشفيع ووضع فاطمة إبراهيم في الإقامة القسرية لمدة عامين ونصف. بعد إطلاق سراحها واصلت فاطمة إبراهيم عملها رغم التهديدات والمواجهة بالسجن المؤبد واستطاعت بعدها مغادرة السودان لتعيش في المنفى وتواصل بعد ذلك نضالها من هناك في مجال حقوق الإنسان. 1991 اختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي Women s International Democratic Federation وحازت على أوسمة كثيرة منها جائزة الأمم المتحدة لحقوق الانسان عام 1993.
(( إن الكفاح من أجل حقوق المرأة في السودان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكفاح من أجل الاستقلال السياسي والحرية وحقوق الانسان بشكل عام وبهذا يكون عمل فاطمة إبراهيم وصمودها في وجه الاضطهاد ودفاعها عن حقوق الإنسان وسعيها الدؤوب عملاً وطنياً في ظل التحولات الاجتماعية المتغيرة بين التراث والحداثة والاستبداد السياسي والثورة.
((فاطمة كانت تقتحم وتجازف وتبادر وتطالب دون كلل وبإرادة لا مثيل لها وتكون بذلك مثلاً أعلى في العالم العربي والاسلامي ومن أجل هذه الشجاعة كرمت بجائزة ابن رشد عام 2006)).(1)
فاطنة .. والاتحاد النسائي السوداني:
لا يأتي ذكر الاتحاد النسائي السوداني دون أن يأتي ذكر أٌمنا فاطنة ، ولعل الفقرات التالية من كتاب ( شاهدة على مسيرة الاتحاد النسائي السوداني خلال نصف قرن ) لمؤلفته أستاذة فاطمة القدال ، لعل الفقرات التالية توضح تكرر اسم فاطمة أحمد في كل ما يتعلق بتأسيس ونشاط وفعاليات الإتحاد النسائي السوداني. حيث ( عقد في 31 يناير 1952 اجتماع تأسيسي للاتحاد النسائي تم فيه اختيار لجنة تمهيدية قامت بوضع مشروع الدستور وفي يوم 24 ابريل 1952 تم انتخاب أول لجنة تنفيذية للاتحاد النسائي السوداني بحضور 300 امرأة من الطلائع النسائية التي اكتسبت الوعي والتجارب من خلال اشتراكها في العمل السياسي والنقابي والطلابي. ووفقاً لما جاء في كتاب فاطمة أحمد (حصادنا خلال عشرين عاماً) فقد تكونت اللجنة التنفيذية من: خالدة زاهر، فاطمة طالب، نفيسة المليك، نفيسة أحمد الامين، فاطمة أحمد إبراهيم، حاجة كاشف، عزيزة مكي، سعاد الفاتح، محاسن جيلاني، ثريا أمبابي، خادم الله عثمان، سعاد عبد الرحمن، بتول أدهم، ثريا الدرديري، محسان عبد العال وخديجة مصطفى).(2)
وتستشهد أستاذة فاطمة القدال بالصفحة رقم أربعة وعشرين من كتابها التوثيقي - للفترة من (1962-2012) ولعلها هي فترة نشاطها بالاتحاد النسائي السوداني منذ انضمامها إليه – تستشهد بكتاب للاستاذة : حاجة كاشف ((حاجة كاشف (الحركة النسائية في السودان 1984) ورد في نهايته أسماء عدد من الرائدات في مجالات مختلفة وذكرت من مؤسسات الاتحاد النسائي الأسماء الآتية: فاطمة طالب، خالدة زاهر، نفيسة أحمد الأمين، نفيسة المليك، حاجة كاشف، عزيزة مكي، أم سلمى سعيد، عمايم آدم، ثريا أمبابي ومحاسن جيلاني)).(3)
ولمزيداً من التحقق في توثيقها (( .. وذكرت في لقاء لي معها أن فاطمة أحمد وسعاد الفاتح هنّ أعضاء في اللجنة التنفيذية وأنّ اللجنة التنفيذية من 12 عضوة فقط. ونفت وجود خادم الله عثمان وأسماء أخرى )).(4)
تم تدفع بشهادة واحدة من الرائدات السودانيات اللاتي شكلن حضوراً في تأسيس الاتحاد النسائي السوداني منذ خمسينيات القرن الماضي (سألت نفيسة أحمد الأمين هل خديجة مصطفى وخادم الله عثمان من عضوية اللجنة التنفيذية كما ذكرت فاطمة أحمد، فأكدت نفيسة أحمد الأمين عضوية خادم الله ونفت وجود خديجة مصطفى وبتول أدهم ضمن عضوية تلك اللجنة التنفيذية )).(5)
وتتحدث صاحبة كتاب : (شاهدة على مسيرة الاتحاد النسائي السوداني خلال نصف قرن من الزمان) عن الاسهامات التي قام بها الاتحاد النسائي السوداني داخل المجتمع السوداني ودوره في إحداث التغيير بكافة اشكاله، ومن بين تلك الاسهامات تغيير نظام الحكم، حيث (( قام الاتحاد النسائي بدوربارز في النضال من أجل الحريات والحقوق طيلة فترة الحكم العسكري بعد انقلاب 17 نوفمبر1958 . شارك مع جموع الشعب السوداني في ثورة 21 اكتوبر 1964 التي أطاحت بالنظام. استشهدت بخيتة الحفيان كما أصيبت الناشطة في حركة المرة والقيادية البارزة في الاتحاد النسائي محاسن عبد العال، وكذلك الطالبة الناشطة إحسان عبد الغفار وكادت بلقيس حسين من أسرة تحرير مجلة صوت المرأة والناشطة في الاتحاد النسائي أن تقُتل عندما كانت تقوم بتصوير مواكب ومظاهرات الثورة توثيقاً لتلك اللحظة التاريخية، حيث وجه أحد عناصر الأمن سلاحه نحوها لولا أن تصدت له فاطمة أحمد إبراهيم والقاضي المسئول عن الموكب وآخرون لإيقافه )).(6)
وكانت النتيجة الطبيعية والحتمية أن يقدم (( اعترافاً بدور الاتحاد النسائي ومجلة صوت المرأة في النضال ضد الحكم العسكري تم تمثيلهما بعضوتين في جبهة الهيئات – "التنظيم الذي قاد الثورة" – منذ قيامها، وهن: خالدة زاهر رئيسة الاتحاد النسائي في آخر دورة قبل حلّه وفاطمة أحمد إبراهيم رئيسة تحرير مجلة صوت المرأة )).(7)
بعد نجاح ثورة اكتوبر 1964م تحدثنا استاذة فاطمة القدال في نفس كتابها بصفحة أربعين (( .. استطاعت الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم أن تترشح كشخصية مستقلة في دوائر الخرجين كأول إمرأة في تاريخ السودان وربما في المنطقة العربية والأفريقية، أصبحت نائبة برلمانية بالانتخاب. بخبرتها وشجاعتها، وبدعم من النساء والقوى الوطنية المستنيرة وبالطبع حزبها الشيوعي استطاعت فاطمة أحمد ان تمثل المرأة السودانية خير تمثيل وأن تحظى بدعم البرلمان وموافقته على الاقتراحات التي قدمتها بخصوص المراة العاملة في السودان )).(8)
فاطنة .. ومجلة صوت المرأة:
(( مجلة صوت المرأة ودورها التوعوي والتعبوي. صدرت عام 1955 وكانت مستقلة منذ تأسيسها، بادرت بإصدارها مجموعة من الناشطات لتوعية المجتمع بقضايا المرأة وخاصة النساء المستلبات بالثقافات المتخلفة في مختلف أقاليم السودان وطرح ما يوسع مداركهن ويحفز ثقتهن بذواتهن. اهتمت بالقضايا النسائية التقدمية والمزايا التي تتمتع بها المرأة في الدول الاشتراكية ودورها في حركات التحرر ضد الاستعمار في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كتبت عن وضع المراة السودانية في جنوب وغرب وشرق وشمال الوطن، وكتبت عن العادات والتقاليد الضارة، عن الأوضاع الصحية التي تهدد حياة الأمهات والأطفال حديثي الولادة، كتبت عن كل قضايا المرأة والطفل وعن قضايا الأسرة كالزواج والطلاق والحب وغير ذلك. استعملت الكاريكاتير كأدة ناقدة وساخرة لكل ما من شأنه إعاقة حركة تحرير المرأة أو المجتمع وقد أبدعت في هذا الجانب فوزية حسن اليمني من هيئة التحرير عند تأسيسها )).(9)
(( سيعجب قارئ مجلة "صوت المرأة" على أيامنا هذه لخلوها من ضوضاء الإيدولجيا اليسارية ومفرداتها مما لم تسلم منه منابر مثلها محسوبة على الحركة الاجتماعية التقدمية. فصحفياتها لم يكن مجموعة صفوية تدعي احتكار الحقائق الاجتماعية كما لم تكن أطروحتهن مجرد أشكال إجرائ5ية لمشروع ضخم من هندسة المرأة لتلحق باعجل ما تيسر "بالقطار المار" حداثة ومدنية. فالمرأة في المجلة هي موضوع ذاتها تراها لحماً ودماً في سياق حياتها الواقعية. وهي حياة لا تشمئز منها المجلة ولا تترفع عليها بالتبشير الطليعي بحياة بديلة منتظرة. فعناوين أبوابها غاية في اللطف والشغف بالمرأة ومنها "قضايا المرأة تحت المجهر" و"المرأة في الأقاليم" و"جولة مصورة" و "مع المرأة العاملة" و"أناقة وجمال" و"نحو النور" و"المطبخ" "ربة البيت" )).(10)
(( أذكر أن عدداً من المواضيع التي طُرحت في المجلة آنذاك أثارت جدلاً واسعاً مثل: ماذا يعني تحرُّر المرأة؟ القضايا السياسية والوطنية لماذا يعتبرها الاتحاد النسائي بنداً أساسياً في برنامجه؟، الحب مفتح وليس أعمى، دونية المرأة في المجتمع من المسئول عنها .. الخ. كذلك تدرّب عائشة مصطفى وعفاف أبو كشوة وأُخريات ميدانياً وببعض الإرشادات للقيام بدور إعلامي لتغطية الأشطة الثقافية والاجتماعية. لتطوير المجلة )).(11)
ولا يختلف د. عبد الله علي إبراهيم مع ما ذكرته استاذة القدال في كتابها حين يواصل سردته عن مجلة صوت المرأة ليؤكد على أنه (( .. قد ترك قلم التحرير فضاء المجلة للمرأة كي تعبر عن رأيها عن قضاياها بصوتها هي وبمنظورها لا منظور المحررات. فلم تطلق المحررات العنان لعقائدهن الطليعية ليحكمن على مجريات حياة المرأة أو يتحكمن في ما ينبغي أن تكون عليه. لم تكن المرأة موضوعاً للإصلاح من البعد تكون فيه متفرجة على مباراة تجديد حياتها لا لاعبة أساسية فيها. فإذا أرأدت صحفية بالمجلة أن تدرس ظاهرة من ثقافة النساء كالزار مثلاً لم تكل له اللعنات وترده إلى البدائية والجهل بل تجدها أصبحت باحثة إثنوغرافية مرهفة الحس. فهي تذهب بنفسها لحضور حفل زار مشاركة فيه وشاهده عليه وتكتب وتصفه بدقة وصفاً يخلو من قطعية العقائد وإستعلائها. وكانت المجلة تعقد ندوات لمناقشة مسائل المرأة في مكاتبها أو في الأحياء وتحرص على دعوة النساء المختصات لهذه اللقاءات على قلتهن )).(12)
وبالعودة لكتاب استاذة فاطمة القدال نجدها قد تعرضت للتغيير الذي حدث للمجلة بعد سنوات من انقضاض الرئيس المخلوع جعفر محمد نميري على النظام الديمقراطي (( ... بعد حل الاتحاد عام 1971 تنازلت فاطمة أحمد إبراهيم صاحبة الامتياز ورئيسة التحرير عنها للإتحاد النسائي. ومنذ تلك الفترة أصبح الاتحاد مسئولاً عن التحرير والتصميم والإشراف على طباعة المجلة، وظلت فاطمة أحمد إبراهيم رئيسة للتحرير إلا أن جل الأعباء كان يتولاها طاقم تحريرها من الشابات وهن: عديلة الزيبقن عائشة مصطفى، أميرة عوض، بتول سراج، نايلة محمد إبراهيم، كوثر إبراهيم والشفة محمد للإشراف على الجانب الفني إضافة لفاطمة القدال من أسرة تحرير المجلة في السبعينيات)).(13)
فاطنة .. (( بصمة في المجتمع)) :
في الحلقة التوثيقية الأولى لسيرة الأستاذة فاطمة أحمد، إستعان الإعلامي المخضرم: عمر الجزلي في برنامجه : أسماء في حياتنا بإفادة للأستاذة الصحفية عفاف أبو كشوة. وهذا بعض ما جاء في شهادة الإخيرة ، فقد رأت أن (( فاطمة أحمد إبراهيم إمراة ملهمة لكل نساء بلادي من خلال تجربتها الثرة ونشاطها ومشاركتها في العمل العام على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي ، في واقع الأمر تعرفت على استاذة فاطمة أحمد إبراهيم وكنت طالبة في الثانوي وكانت لديها مكتبة مهيرة في شارع الأربعين، كنا نأتي من المدرسة ونسلف منها الكتب وكان دا المدخل الثقافي في القراءة والإطلاع وكانت تطالبنا بتلخيص الكتب وتناقشنا في محتوى كل كتاب . وكنا يعني في وقتها معجبين بشخصيتها ، كشخصية قوية . كشخصية مناضلة قرانا كل الكتب التي كتبها ..لاكل المقالات التي كتبت عنها . وانتظمت من خلال تجربتنا وعلاقتنا بها في صفوف الاتحاد النسائي مبكراً ونحن طالبات في الثانوي وكانت فاطمة أحمد إبراهيم ملهمة بشخصية مناضلة وكأم واخت وصديقة كانت واضحة وصريحة تناقشنا في كل التفاصيل هذا من جانب
(( الجانب الآخر من خلال اطلاعي ومن خلال نشاطي في العمل العام فاطمة أحمد إبراهيم لها بصمة في تاريخ الحركة النسائية السودانية على المستوى الداخلي والعالمي .. على المستوى الداخلي كما تفضل كل الذين تحدثوا قبلي عن مساهمتها في ثورة أكتوبر ومساهمتها في تأسيس الإتحاد النسائي ... على المستوى العالمي كانت عضو في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وترأست اللجنة التنفيذية للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في سنة 91 وأخدت جائزة عالمية نتيجة لنشاطاتها .. نتيجة لمقاومتها الأنظمة الشمولية .. مناهضتها الاضطهاد و تاريخها الطويل الحافل بالنضال العام وقضايا المرأة خصوصاً يعني .. خلّاها تكون في مقدمة صفوف المرأة السودانية
(( هذا من جانب .. من جانب آخر على المستوى ..... يعني الاجتماعي .. فاطمة أحمد إبراهيم لها بصمة في المجتمع وشخصيتها .. لها وزن اجتماعي كبير .. شخصية ... يعني لها كاريزما يعني من الحي الذي تسكن فيه مرور بنشاطها العام في الاتحاد النسائي .. جمعية ربات البيوت .. المنابر السياسية الكبيرة على مستوى التجمع الوطني الديمقراطي كانت لها بصمة وشاركت ضمن منظومة المعارضة السودانية في أسمرا والقاهرة وكانت الصوت العالي دائماً في مناقشة قضايا المرأة وقضايا الوطن
((وما تميزت به فاطمة أحمد إبراهيم عن الآخرين لها نظرة ثاقبة في قراءتها للأحداث . يعني ... دائماً فاطمة ...... أنا أذكر كنت صحفية في صحيفة الرأي الاخر في منتصف التسعينات حتى بداية عام 2000 فاطمة كانت ترسل من موقع إقامتها في لندن وفي أسمرا مقالات وكنت انشرها - كانت تاتي عبري - انشرها في صحيفة الرأي الآخر فتنبأت مبكراً بإنقسام التجمع الوطني الديمقراطي وخروج حزب الأمة منه
((ولقراءة ثاقبة وتقييمها لنشاط السياسيين أيضاً تنبأت بإتجاهات مستقبل التجمع اتجاهات مستقبل الحركة الشعبية واتجاهات مستقبل ما يفضي إليه الحل السياسي التفاوضي آنذاك فدائماً فاطمة هي المبادرة وفي كل منعطف تاريخي هامة في تاريخ الساحة السياسة السودانية هي لها بصمة ولها مشاركة فاعلة وكانت شجاعة مصادمة لا تخاف أيضاً.
(( شاركت في مجلس اللوردات البريطاني عندما طالب المعارضة السودانية في تقديم مقترحات ضرورية لحل الأزمة السودانية فتقدم عدد من الموجودين امام برلمان مجلس اللوردات، فقبل مقترح الاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم الورقة التي قدمتها وكانت هي المرتكز الأساسي الذي بنى عليه المبعوث الخاص للسوداني: ألان قولتي وتحركت كل المنظمات على ضوء ذلك .. فاطمة ظلت هي تقود العمل النسوي والعمل النظالي العام من أي موقع وجدت فيه .. فاطمة بإدرت من خلال وجودها في لندن بإنشاء منظمة نسوية أو جميعة نسوية لرفع قدرات الشباب من الجنسين)).(14)
فاطنة في المنفي :
أورد د.عبد الله علي إبراهيم بعضاً من فقرات كتابه ( فاطمة .. عالم جميل ) على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك. حيث ذكر في إحدى منشوراته الفيسبوكية – إن جاز لي التعبير - (( حدثت السيدة فاطمة أحمد ابراهيم كاتبة اسمها مهناز أفخامي بطرف من سيرتها في كتاب عنوانه "نساء في المنفى" صدر بالانجليزية في عام 1994 . وجعلت الكاتبة لفصل فاطمة عنواناً هو "السهم في كنانته". ومصدر التسمية أن افخامي لما التقت فاطمة لم تصدق أن الذي سمعته عن طاقة وجهاد المرأة وقوة شكيمتها وعارضتها مما يمكن أن يحتمله هذا الجسد الناحل بحضوره الأريحي اللطيف أو أن يعبر عنه صوتها الخفيض الأجش. فبدت فاطمة للكاتبة سهماً في غمده ومحارباً في إجازة. وقالت إنها مثل السهم في كنانته يبدو آلة من الحطب والحديد لا خطر منها. وليس يتسنى للمرء إدراك شوكة هذه المرأة وعزائمها المقاتلة حتى يراها في المعمعة الاجتماعية كما السهم يؤخذ من كنانته ويصوب بقوة وإرادة فيطعن غرضه بقوة وتصميم.
(( ووجدت في حديث فاطمة السخي الي أفخامي زواية للنظر الي أسلوب فاطمة القيادي لم تقع لي قبلاً. فمنذ أول يوم استمعت الي فاطمة في الستينات الاولي بالقاعة رقم 102 بآداب جامعة الخرطوم وجدتها تربط بين حرصها علي الحشمة (المبالغ فيها كما يراها البعض) في مظهرها وبين خدمة قضية المرأة في بلد يواتي خصوم تلك القضية من البطراكيين (عتاة المعتقدين في سلطة الرجل والممارسين لها) نصوص الاسلام لإفسادها وضبطها. فقد حكت لنا كيف أنها ورفيقات لها في الخمسينات الأولى كن يتحجبن من أعلى الي أسفل ليذهبن للشغل في مكتب مجلة صوت المرأة، الناطقة باسم الاتحاد النسائي، أو المطبعة. وقالت إنهن أقبلن يوماً علي المطبعة ولما رآهن أحد عمال المطبعة بادر بالقول : "الله يدينا ويديكم." فقد ظن العامل أنهن من الفلسطينيات الملثمات اللائذات الى السودان ممن كن يضطررن أحياناً لتكفف الناس.
(( ولم يغر فاطمة تبدل الاحوال في الستينات ، الذي به كفت البطراكية عن النظر البوليسي لزي المرأة، لتغير من أسلوبها في الحشمة. فقد جاء في حديث فاطمة الى أفخامي أنها حين دخلت البرلمان في 1965 إمراة وحيدة بين 365 نائباً ذكراً احتشمت في اللبس كثيراً. وقد هزمت بذلك عتاة خصوم المرأة الذين لم يتأخروا أبداً بعد ذلك في التصويت لمشروعاتها بشأن تقدم المرأة. وقد أخذت أجيال تلت فاطمة في الحركة النسائية عليها الحاحها علي الحشمة في المظهر والتضييق عليهن في ضوابط اللبس وغير اللبس. وقد استعانت فاطمة بنصوص من لينين، المظنون فيه السفه والمشاعية، في محاضرة لها يوماً لتزجر التقدميين عن الاسفاف الجنسي باسم التقدم. وربما بالغت فاطمة في المطابقة بين الحشمة وأسلوب لبسها، الذي هو ثمرة بيئة تعنتت علي المرأة في الخمسينات وماقبلها، تعنتاً كبيراً. غير أنني لم أجد من نقدة أسلوب فاطمة هذا من كان في تفهم أفخامي له وحسن إدراكها لمغازيه. فقد قالت أفخامي بعد استماع مطول لحكاية فاطمة عن نفسها، وما اضطرته لها دعوتها إلى تحرر المراة: "إنها لواقعة معذبة أن تكون مناضلاً مبادراً من أجل تحرير المرأة في بلد مسلم. فالشأن الشخصي لمثل هذه القائدة المبادرة يتحول إلى شأن سياسي عام." وخطرت لي أغنية من أغاني الربوع الامريكية الرائجة هذه الأيام تنعي علي الناس انهم "لايرون الألم من وراء القناع."
(( فلم تكن فاطمة بما ذكرته عن ليبرالية أسرتها، وخفض عيشها، بحاجة للبس هذا القناع الثقيل. كانت فاطمة في حل عن قيد الإسراف في اللبس لو لم تخرج من أمن بيتها إلى العمل العام تنتصر لبنات جنسها الغبينات في ظل بطراكية الخمسينات المدججة. فقد كانت أمها قارئة بالعربي والانجليزية وتدير مع أبنائها وبناتها جلسات مشتركة للمطارحة الشعرية. وكانت الأسرة في ذلك الزمان القصي تجلس إلى مائدة واحدة لتناول الطعام. وكانت والدة فاطمة تقرأ لوالدها الصحف بينما يقرأ لها القرآن. وكانت توقر زوجها العالم مدرس علوم الدين في مفاوضة حسنة تحفظ له القوامة وتؤمن لنفسها مساحة مناسبة لحريتها في دفع بناتها وأولادها في مدارج التعليم. ومن عرف آل احمد إبراهيم عَرِف الآن من أي بئر نشلوا ماء همتهم في شغل الوطن، وصدق عزيمتهم في الخدمة العامة، وثاقب فصاحتهم في الذود عن حريته. فلم أفهم ثقة صلاح احمد ابراهيم، شقيق فاطمة، في جنس المرأة ثقة لم تخالطها قشور الايدلوجية، الا بعد أن قرأت حديث فاطمة عن نشأتها الاولي.
(( وقد أتاح لي سخاء افخامي في تفهم متاعب فاطمة أن أقارن بين دعوتها إلى تحرير المرأة ودعوة هدي شعراوي في مصر. فالمعروف أن لحظة إطلاق نداء تحرير المرأة عند هدي كان هو خلع الحجاب بينما كان الرمز عند فاطمة هو ارتداء الحجاب أو ماهو قريب منه. وربما رددنا الخلاف إلى أحوال تباين وضعي المراة في مصر والسودان من حيث تقدم المجتمع، وعلاقات الذكورة والأنوثة فيه. غير أنه يجب ألا يغيب عنا أن دعوة فاطمة للتحرير اتجهت إلى غمار النساء وفي إطار عمل طبقي شعبي شيوعي بينما كانت هدي ودعوتها بعضاً من نهضة برجوازية ثقافية في مصر. ولا يريد كل قائم بالأمر لغمار الناس أن يخرجوا من اليد بينما هم أرأف بالبرجوازيين والبرجوازيات. وقد سبقتني فاطمة إلى لفت النظر إلى هذا الفارق بين حركتي المراة في مصر والسودان في ردها علي مقال لاستاذنا عبد الخالق محجوب نشرته مجلة "الشيوعي"، المنبر الفكري الإيدلوجي للحزب الشيوعي، في العدد رقم 132 لعام 1968 تحت توقيع "هاجر" وهو اسمها الحركي علي تلك الأيام.
(( أعجبني من قول فاطمة لأفخامي إنها تؤمن بأن النسوية تقليد راسخ في ثقافة السودانيين، وأن مساواة الرجال والنساء مما يمكن أن نبلغه بالبناء فوق الأساس الصالح لهذه الثقافة. وقد وافق هذا ما كنت أقرأه لها منذ أيام في محاضرتها التي ألقتها أمام طلاب جامعة القاهرة فرع الخرطوم في 1980 وعنوانها "حول قضايا الأحوال الشخصية." وقد انتبهت إلى عنصرين من عناصر منهجها التأصيلي. فقد بدأت بقانون الاحوال الشخصية (الموروث وليس الصادر عن دولة الإنقاذ) ولم تجد ما تعترض عليه أصلاً غير بيت الطاعة. أما في بقية المواد فهي إما استحسنتها وتركتها علي حالها مثل قوانين الحضانة، أو ما طالبت أن يتم أمام قاض مثل الطلاق، وعقد الزواج، وتعدد الزوجات، وبشروط دقيقة. وقد وجدت فاطمة في بعض التشريعات الشرعية أثراً باقياً من نضالها هي نفسها ونضال الاتحاد النسائي مثل المنشور الشرعي رقم 54 لعام 1960 الذي كفل للفتاة الاستشارة حول من تقدم لزواجها. وقد جاء المنشور استجابة لمذكرة تقدم بها الاتحاد النسائي إلى قاضي القضاة في 1954 يحتج علي تزايد حالات الانتحار من فتيات لم يقبلن الاقتران بمن اختارته الأسر لهن. وأميز من ذلك كله أن فاطمة طالبت بأن تجيز الحكومة الخصم من مرتب الأب ما يكفي لنفقة عياله. ولم تكن القوانين المالية (وأحسبها ما تزال) تخصم أكثر من الربع. وقد تقيدت المحاكم المدنية بهذا القانون المالي بالطبع. أما المحاكم الشرعية، الواقفة علي أوجاع النساء وفقيراتهن بالذات، فقد كانت تلح، إلحاح فاطمة، أن يخصم من الأب ما يعول أطفاله بغض النظر. وهكذا تقدمت المحكمة الشرعية في أمر النفقة وتأخرت المحكمة المدنية الموصوفة بالحداثة، أي بالعدل والاحسان في شرط الزمان والمكان )).(15)
بعض جوائز فاطنة :
لقيت أستاذة فاطمة طوال مسيرتها النضالية منذ مراهقتها الأولى وحتى شيخوختها ووفاتها كثير من التقدير والإعجاب من الأفراد والحكومات والمؤسسات ومن بين أشكال التعبير عن هذا التقدير والإعجاب، الجوائز التي نالتها وبالرجوع إلى المصدر الأساسي في مقال وهو حوار قناة الجزيرة معها (( روان الضامن: يعني يعيش العرب المغتربون مفارقة بين كونهم يستطيعون الكلام والعمل بحرية في الغرب ويعلمون أن الغرب كان وما زال له اليد الطولى في معاناة بلادهم يعني كيف يعني يتفاعل المناضل أو المناضلة العربية مع هذا الوضع؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم سؤال جيد حقيقة يعني نعرف أنه هذه هي الدول التي استعمرتنا ولا زالت ترغب في استعمارنا ولازالت تمتص ثرواتنا ده كله نحن كنا عارفينه لكن اللي كان واضح عندنا أن ليس كل الشعب مع حكوماته.
روان الضامن: هل لأجل ذلك يعني عملتي كتاب من كتبك العديدة باللغة الإنجليزية بعنوان صرخة مدوية؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم عشان يقرؤوه ووزعناه عليهم وزعناه على معظم المنظمات البريطانية.
روان الضامن: ولذلك رشحتك عام 1991 يعني الوفود العربية والإفريقية لرئاسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم.
روان الضامن: أول مسلمة إفريقية عربية وأيضا أول امرأة من العالم الثالث.
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم والله كانت تجربة عظيمة وفريدة بالنسبة لي كنت باستمرار أقول لهم ما في يد واحدة تصفق على الإطلاق إلا الأيادي بالعشرة أصابع حتى تصفق يبقى أنا ما نلت هذا المنصب لأن أنا عالمة ولا ذكية لا أي شيء ده عُمل بالإتحاد النسائي السوداني قاعدة وقيادة عملي الآن في قمة هذا التنظيم العالمي الديمقراطي هيكون قاعدة كلكم معي أنا ما بأقدر أعمل شيء ولا بدعي ولذلك تتعاونوا معي عشان إحنا نعمل طبعا بعضهم استجاب والبعض الآخر ما كانوا قابلين أن واحدة سوداء ومن العالم الثالث تجيء تبقى رئيسة يعني تغاضيت عن أي حاجة كأنه ما فهمانة إيش ثم قامت الأمم المتحدة قرروا يعطوني جائزة على أساس.
روان الضامن: يعني حصلتِ أنتِ على عشرات الجوائز.
فاطمة أحمد إبراهيم: الجوائز.
روان الضامن: والشهادات والتقدير. )).(16)
وقبل أن تواصل مقدمة برنامج رائدات في طرح أسئلتها على ضيفتها أستاذة فاطمة أحمد ، تضيف شهادة في حق أُمّنا فاطمة فتقف كاميرا مخرج البرنامج قبالة بروفسير أولريك فريتاج - رئيسة مركز الدراسات الشرقية المعاصرة (وقت بث البرنامج ) فتقول في شهادتها: (( فاطمة إبراهيم أعتقد الذي عملته من ناحية تغيير الأوضاع القانونية للمرأة السودانية أو من حيث منع شغل الأولاد في السودان وفي الوطن العربي كل هذه الأعمال لها أهمية إلى حد اليوم)).(17)
ثم تتواصل أسئلة برنامج رائدات عن الشهادات التقديرية والجوائز التي نالتها أستاذة فاطمة أحمد ، طوال مسييرتها ومن بين تلك الجوائز الجائزة التي استحقتها من المنظمة الدولية
(( روان الضامن: من لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
فاطمة أحمد إبراهيم: حقوق الإنسان.
روان الضامن: عام 1993 واستلمت الجائزة في قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
فاطمة أحمد إبراهيم: من بطرس غالي.
روان الضامن: نعم كان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بطرس غالي.
فاطمة أحمد إبراهيم: بطرس غالي.
روان الضامن: يعني في عام 1996 حصلتِ على الدكتوراه الفخرية من قسم الدراسات الإفريقية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس نتيجة لبحث قدمته عن تجربة الاتحاد النسائي وواقع المرأة في إفريقيا يعني حديثنا عن تلك التجربة.
فاطمة أحمد إبراهيم: شكرا لك اللي ذكرتيني لها وضعوا لي لافتة كاتبين فيها الدكتور فاطمة أحمد إبراهيم قلت لها أنا لما أرسلت لكم قلت لكم أنا خلصت المرحلة الثانوية وقوبلت في جامعة الخرطوم والدي رفض فما دخلت الجامعة كيف تقولوا لي أعطيناك بقيتي دكتورة ثانيا العمل اللي أنا قدمته لكم ده عمل الاتحاد النسائي ولذلك ما تقولوا لي يا دكتور فاطمة قالت لي خلاص نكتب دكتور الاتحاد النسائي. )).(18)
هذا بالإضافة لجوائز أخرى تحصلت عليها أُمّنا فاطنة ولم يأتي ذكرها بالبرنامج الذي قدمته قناة الجزيرة الإخبارية، مثل جائزة مؤسسة إبن رشد للفكر الحر والتي تعرضت لها في صدر هذا المقال الرابع من مقالاتي ( أمنا فاطنة أو الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية )
اتوقف هنا وأواصل بإذن الله في الجزئية الخامسة والأخيرة من هذه المقالات، الحديث عن لقائي الأول ولقائي الأخيرة بأستاذة فاطمة أحمد وكيف أنني في اللقائين كنت متخماً ومحتشداً بمشاعر شتى.
(1) من نص البيان الصادر من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر بمناسبة استلام الاستاذة فاطمة أحمد إبراهيم لجائزة ابن رشد للفكر الحر في العام 2006م. منقول من موقع الراكوبة بالرابط التالي:
(2) فاطمة القدال – كتاب: شاهدة على مسيرة الاتحاد النسائي السوداني خلال نصف قرن من الزمن – الطبعة الأولى – ديسمبر 2016 –
الصار عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي
(3) فاطمة القدال – كتاب: شاهدة على مسيرة الاتحاد النسائ السوداني خلال نصف قرن من الزمان – مصدر سابق.
(4) فاطمة القدال - مصدر سابق.
(5) فاطمة القدال – مصدر سابق
(6) فاطمة القدال – مصدر سابق
(7)فاطمة القدال – مصدر سابق
(8) فاطمة القدال – مصدر سابق
(9) فاطمة القدال – مصدر سابق
(10) عبد الله علي إبراهيم – كتاب: فاطمة أحمد إبراهيم: عالم جميل – الطبعة الأولى : 2012 - دار عزة للنشر والتوزيع
(11) فاطمة القدال – مصدر سابق
(12) عبد الله علي إبراهيم – مصدر سابق
(13)فاطمة القدال – مصدر سابق
(14) عفاف أبو كشوة – برنامج أسماء في حياتنا – تلفزيون السودان
(15)عبد الله علي ابراهيم : السهم في كنانته: فاطمة أحمد ابراهيم والإمام محمد عبده (1-2)
(16) برنامج رائدات – قناة الجزيرة (مصدر سابق)
(17) إفادة بروفسير أولريك فريتاج - برنامج رائدات – قناة الجزيرة (مصدر سابق)
(18) برنامج رائدات – قناة الجزيرة (مصدر سابق