في مثل هذا الشهر من كل سنة، ينطلق حديت الصحف والمجلات والملاحق الثقافية ووسائل التواصل الاجتماعي وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الثقافي عن الدخول الثقافي الجديد، وما يصاحبه من إصدارات وعروض مسرحية وموسيقية ومعارض تشكيلية جديدة للموسم الثقافي الجديد ،الأمر هنا لا يتعلق بنا، لأننا لا نملك دخولا ثقافيا بهذا المعنى وبهذه الصيغة، ولكنه يتعلق بجيراننا الذين يملكون مجالات واسعة للثقافة، يفتحون لها الباب على مصراعيه كل سنة في مثل هذا الشهر، حيت يجري استقبال الدخول الثقافي، مع انتهاء العطلة الصيفية، باستقبال المكتبات الإصدارات الجديدة في كل المجالات الثقافية، وتعلن المسارح وقاعات العروض المسرحية والموسيقية وقاعات المعارض التشكيلية عن برامجها للموسم الجديد.
يعني ذلك في الجارة الأوروبية، أن الثقافة التي يحتفل بدخولها الجديد،إعلاميا وسياسيا وجماهيريا في مثل هذا الشهر من كل سنة، إنها فضاء قيم إنسانية ،فضاء للابتكار والإبداع ،وأنها تأسيسا متواصلا لوعي نقدي تسنده قيم الحرية٠ والفضيلة والأخلاق والمسادلة في برامج الأحزاب والحكومة والمجتمع المدني،وأنها هي من يرسم طريق المعرفة والتنمية والحداثة والعولمة للأمة.
مغربيا ،كنا ومازلنا نقتبس من جارتنا الأوروبية الدخول الثقافي الجديد في هذه الفترة من كل سنة، ولكن دخولنا يتم بأيدي فارغة، في غياب صناعة ثقافية، في غياب إستراتيجية ثقافية متكاملة، في تدني صورة المثقف التي تقترن بالبؤس و التهميش والتشكي .
خلال هذه السنة يتم الدخول الثقافي في حالة استثنائية،إذ يلتقي بالدخول المدرسي الساخن على كل الأصعدة، ويلتقي مع الدخول السياسي الذي يشهد إرهاصات ومخاضات قوية تنتظر ميلاد حكومة مرممة ،تشتغل عليها كل الأحزاب وكل منظماتها الموازية ، وهو ما زاد في تهميش الدخول الثقافي الجديد الذي لم لم يبق مهتما به إلا قلة قليلة من المثقفين المهووسين بالمسالة الثقافية.
أمام هذا المشهد الحزين، تبدو الثقافة في المغرب الراهن يتيمة، ،شاحبة،بلا حماية، معزولة، مهمشة، حيت أسقطتها السياسة من الرعاية والاهتمام، مقابل إغراق المجتمع ،كل المجتمع في مستنقع الأوهام السياسية.
لقد كان أمل الثقافة المغربية وأهلها خلال العقد الأخير ،أن تصحح الحكومات المتعاقبة و المنتخبة دستوريا نظرتها للمسالة الثقافية في مغرب الألفية الثالثة،وان تجعل منها فضاء للابتكار والإبداع والمعرفة،وان تعيد هيكلة المشهد الثقافي ومأسسته بإنشاء مجلس أعلى للثقافة والفنون، وإحداث هيأت عليا للكتاب والمسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية ،وان تمنح الكتاب والباحتين والأدباء تفرغا لدعم المكتبة الوطنية بالانتاجات الفكرية والأدبية والإبداعية الجديدة،وان تكرم أعلام الثقافة والفنون بما يستحقون من عناية مادية ومعنوية.
كان ذلك هو الأمل ومازال هذا الأمل معلقا على شعرة معاوية، ومازالت الثقافة تقول لأهلها بمناسبة الدخول الثقافي الجديد، كل عام وانتم في انتظار الدخول الثقافي الجديد.
يعني ذلك في الجارة الأوروبية، أن الثقافة التي يحتفل بدخولها الجديد،إعلاميا وسياسيا وجماهيريا في مثل هذا الشهر من كل سنة، إنها فضاء قيم إنسانية ،فضاء للابتكار والإبداع ،وأنها تأسيسا متواصلا لوعي نقدي تسنده قيم الحرية٠ والفضيلة والأخلاق والمسادلة في برامج الأحزاب والحكومة والمجتمع المدني،وأنها هي من يرسم طريق المعرفة والتنمية والحداثة والعولمة للأمة.
مغربيا ،كنا ومازلنا نقتبس من جارتنا الأوروبية الدخول الثقافي الجديد في هذه الفترة من كل سنة، ولكن دخولنا يتم بأيدي فارغة، في غياب صناعة ثقافية، في غياب إستراتيجية ثقافية متكاملة، في تدني صورة المثقف التي تقترن بالبؤس و التهميش والتشكي .
خلال هذه السنة يتم الدخول الثقافي في حالة استثنائية،إذ يلتقي بالدخول المدرسي الساخن على كل الأصعدة، ويلتقي مع الدخول السياسي الذي يشهد إرهاصات ومخاضات قوية تنتظر ميلاد حكومة مرممة ،تشتغل عليها كل الأحزاب وكل منظماتها الموازية ، وهو ما زاد في تهميش الدخول الثقافي الجديد الذي لم لم يبق مهتما به إلا قلة قليلة من المثقفين المهووسين بالمسالة الثقافية.
أمام هذا المشهد الحزين، تبدو الثقافة في المغرب الراهن يتيمة، ،شاحبة،بلا حماية، معزولة، مهمشة، حيت أسقطتها السياسة من الرعاية والاهتمام، مقابل إغراق المجتمع ،كل المجتمع في مستنقع الأوهام السياسية.
لقد كان أمل الثقافة المغربية وأهلها خلال العقد الأخير ،أن تصحح الحكومات المتعاقبة و المنتخبة دستوريا نظرتها للمسالة الثقافية في مغرب الألفية الثالثة،وان تجعل منها فضاء للابتكار والإبداع والمعرفة،وان تعيد هيكلة المشهد الثقافي ومأسسته بإنشاء مجلس أعلى للثقافة والفنون، وإحداث هيأت عليا للكتاب والمسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية ،وان تمنح الكتاب والباحتين والأدباء تفرغا لدعم المكتبة الوطنية بالانتاجات الفكرية والأدبية والإبداعية الجديدة،وان تكرم أعلام الثقافة والفنون بما يستحقون من عناية مادية ومعنوية.
كان ذلك هو الأمل ومازال هذا الأمل معلقا على شعرة معاوية، ومازالت الثقافة تقول لأهلها بمناسبة الدخول الثقافي الجديد، كل عام وانتم في انتظار الدخول الثقافي الجديد.